الربا وتعامل البنوك

قاسم احمد الصامطي
1434/04/20 - 2013/03/02 14:41PM
خطبة 26/4/1434هـ


الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، ولي المتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، أحمده سبحانه وأشكره على إسباغه المبين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعلموا أن تقوى الله أغلى مطلوب، وأسمى مرغوب ، من رامها فاز ، ومن نالها حاز.
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) . معاشر المسلمين: عباد الله : الله جل جلاله أودع في الإنسان حب المال يقول الله عز وجل (وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا .. ) هذا الحب أودعه ليرقى الإنسان به الى الله عز وجل من خلال ترك الحرام وإنفاق الحلال . فأنت ترقى إذا تعففت عن مال الحرام وترقى مرة اخرى إذا كسبت مالاً حلالاً فانفقته في عمل طيب إذاً تسعة أعشار المعاصي من كسب المال ولأن طرق كسب المال كثيرة جداً لكن هنالك الوف من طرائق كسب المال سأخص اليوم الحديث عن الربا . وكلكم تعرفونه فأحببت ان اذكركم به وبتعامل البنوك .عباد الله : ان من أشراط الساعة ظهور الربا وانتشاره روى الطبراني في الأوسط .عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بين يدي الساعة يظهر الربا والزنى والخمر ". " أن النبي أخبرنا أن الحرام سيطغى في آخر الزمان ، حتى لا يتبين الناس ولا يستوثقون من حل وحرمة أموالهم . أما ترى أن هذا هو زماننا ورب العزة ، أما ترى أخي المسلم تكالب الناس من أجل تحصيل مغريات الدنيا التي تتفتح عليها أعينهم ليل نهار ، فلا يبالون بشيء سوى جمع المال من أي وجه ، حلال أو حرام لا يهم ، المهم هو جمع المال . يقول الله عز وجل : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ . وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ . يا من يأكل الربا اتقي الله اتقي الله. سؤال دائمًا ما شغل بال الكثيرين منا: كيف تطيب نفس آكل الحرام بإدخال هذا المال على أبنائه وهو يوقن أنه نار يسوقها إلى أجوافهم!! كيف تطاوعه نفسه على أن يمسكه بيديه وهو يوقن أنه جمرة من نار توشك أن تحرقه ومن حوله!! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ . قَالُوا : يَا رَسُول اللهِ وَ مَا هُنَّ ؟ قَال : الشِّرْكُ بِاللهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَ قَتْلُ النَّفْسِ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَ قَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ ) [ رواه البخاري ومسلم ]
.وعن جابر رضي الله عنه قال:" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء"رواه مسلم
. يامن تساهل في اكل الربا اسمع لهذا الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الربا ثلاث وسبعون بابا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه» ايسر انواع الربا مثل ان ينكح الرجل امه يا الله فهل يرضى أحد منكم أن يزني بأمه إنه لا أحد يرضى .والأحاديث والايات في ذلك كثير.
عباد الله لقد كثرت الدعايات للمساهمة في البنوك الربوية في الصحف المحلية ووسائل الاعلام وفي الطرق وفي كل مكان وإغراء الناس بإيداع أموالهم فيها وتسهيلات مقابل فوائد ربوية صريحة معلنة .فهم يحاولون جذب الشباب بتسهيلات واعده ثم اذا وقع في فخهم جلس هذا الشاب المسكين يسدد لهم على مدار 25 سنة . أو إلى سن التقاعد.
ومن وسائل الأغراء لديهم لجذب الناس ان قاموا بتوظيف اخواتنا المسلمات للرد على المكالمات البنكية والاتصال المباشر على الأفراد لجذبهم الى البنك الفلاني وتقديم كافة التسهيلات وغيره الكثير بل بلغني انه يقوم البنك بتوظيف اخواتنا كمندوبات للبنك اتخذت بعض البنوك كل الوسائل والإغراءات لصيد الناس ووقوعهم في فخ البنوك باي طريقة كانت ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اين الغيرة على حرمات الله هم البنك الأول والاخير في كيفية كسب المال يا عباد الله ـ اين الغيرة. اين الغيرة على الأعراض وحماية حمى الحرمات. ، فلا بارك الله بمال لا يصون عرضًا. . تقوم بعض الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس تجيز التعامل مع بعض البنوك الربوية بفوائد محددة. اغلب الناس من ذوي الدخل المحدود ليس لهم إلا الإقتراض من هذه البنوك لشراء البيوت وهو الأهم الأكبر لدى كثير من الناس أو السيارات وغير ذلك ولكنهم لم يكلفوا على انفسهم فيسألون عن هذه التسهيلات من حلال هي ام من حرام وهل فيها فوائد ربوية ام لا همهم الوحيد هو البحث عن النسبة الأقل في هذا القروض .
ولا يعلم هذا المسكين ان البنك يتلاعب به . دعوني اوضح لكم بعض الامور قد يجهلها البعض منا هل تعلم اخي الحبيب انه يتم تحصيل الفائدة من القرض الذي اخذته من هذا البنك قبل تحصيل القرض الذي عليك وهذا معمول به فلو اراد السداد بعد مرور سنه فإن البنك يطالبونه بتسديد قيمة القرض كاملا واعتبار ما تم سداده سابقا هي عمولة البنك . وان النسب التي يعلن عنها البنك قد تكون غير ثابتة . اشكال وانواع من الربا واشكال وانواع من البطاقات البنكية و اشكال وانواع من التعاملات البنكية حتى الايداع في بعض البنوك يتم اخذ عليها فائدة تمعنوا قليلا في ذلك كل شي ياخذ عليها عمولة وفائدة . حتى وصل البعض منهم الى التلاعب بالفتاوى الشرعية يا ايها الناس لا تغتروا ببعض الفتاوى التي يقدمها بعض البنوك فانهم احيانا يعرض على الشيخ صورة من صور البيع فيقوم الشيخ فيفتي بحلها فيقوم البنك بعدم الألتزام بهذه الصورة التي ذكرت للشيخ فيغيرون فيها بعض البنود ويخرجون بها كفتوى معتمدة ويعرضون بها على الناس ولا حول ولا قوة الا بالله . لا بد اخي المسلم من التأكد في تعاملك مع أي بنك . ان الحلال بين وان الحرام بين ، ومن المعلوم من الدين بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الفوائد المعينة التي يأخذها أرباب الأموال مقابل مساهمتهم أو إيداعهم في البنوك الربوية حرام سحت، وهي من الربا الذي حرمه الله ورسوله، ومن كبائر الذنوب، ومما يمحق البركة ويغضب الرب عز وجل، ويسبب عدم قبول العمل. وفي الحديث عند الطبراني وغيره أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله،ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي: ((يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمدٍ بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يُتقبل منه عملٌ أربعين صباحًا، وأيما عبدٍ نبت لحمه من سحت فالنار أولى به) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ . ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك ، رواه مسلم . وليعلم كل مسلم أنه مسئول أمام ربه عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه. ان ما يحصل في بعض البنوك لهو امرعظيم لماذا؟ تلتهم اموال الناس بفوائد تفوق الفوائد الربوية ! بل انها لا تقدم للمجتمع اي شيء وتتظاهر بغطاء شرعي اسمه الهيئة الشرعية ! هل سألنا انفسنا ايها المباركون ماذا قدمت البنوك من خدمات للمجتمع وماذا اسهمت في خدمة الوطن والمواطن ايها المسلم احذر من الوقوع في الربا يقول الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ان الربا سبب لظهور الأمراض المستعصية، فأذنوا بحرب من الله بالأمرض وحق البركة . وكثرة الأدواء والأوبئة، وتسلط الحكام، وانتشار الفقر والبطالة، وكثرة الجريمة، وشيوع الفساد في البلاد بين العباد، وهذا ما تعانيه الأمة اليوم، فهل من مدّكر ومتعظ؟ بارك الله لي ولكم ..... الخطبة الثانية : الْحَمْدُ للهِ فَاطَرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالأَسْرَار ، شَدِيدِ الْعِقَابِ القَّوِيِّ الْجَبَّارِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، رَبُّ الأَرْبَاب وَمُسَبِّبُ الأَسْبَاب وَخَالِقُ خَلْقِهِ مِنْ تُرَاب ، قَاصِمُ الْجَبَابِرَة ، وَقَاهِرُ الْفَرَاعِنَة ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ بَعَثَهُ اللهُ رَحَمْةً لِلْعِبَادِ ، لِيُبِيَّنَ لَهُمُ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ ، وَلِيُحِلَّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحِرَّمَ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً اما بعد : يقول الله عز وجل فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ يا عباد الله من منكم يستطيع أن يحارب الله ورسوله يا ابن آدم يا ضعيفا أمام قوة الله كيف تتجرأ على معاملة تعلن فيها الحرب على الله ورسوله أيها المرابي تب الى الله قبل ان تبلغ الروح الحلقوم وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ويقول الله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) إن الله يمحق الربا إما محقا حسيا بحيث يعود المرابي فقيرا بعد أن كان غنيا وإما محقا معنويا بحيث تنزع البركة من ماله ويكون كسبه كله غرما ونارا عليه يوم القيامة أيها المسلمون اسمعوا هذه الآيات العظيمة وما تتضمنه من التحذير من الربا والوعيد عليه اسمعوها وافهموها وعوها ونفذوها فإن لم تفهموها فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون أو طالعوا ما قاله المفسرون في تفسيرها إن كنتم تقدرون يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله في تفسيره ذكر الله الظالمين أهل الربا والمعاملات الخبيثة وأخبر أنهم يجازون بحسب أعمالهم فكما كانوا في الدنيا في طلب المكاسب الخبيثة كالمجانين عوقبوا في البرزخ والقيامة بأنهم لا يقومون من قبورهم أو يوم بعثهم ونشورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي من الجنون والصرع ولقد صدق رحمه الله فإن المرابين نراهم الآن في هذه الدنيا كالمجانين لا يعقلون موعظة ولا يفهمون ولا يرعوون عن معصية نسأل الله لنا ولهم الهداية أيها الناس لا يغرنكم ما وقع فيه الناس اليوم فإن الله عز وجل يقول وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه . اللهّم اغننا بحلالك عن حرامك ،وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،اللهّم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، اللهم اعز الاسلام .....


المشاهدات 2758 | التعليقات 0