((الذلة والانكسار بين يدي الواحد القهار)) ((نعمة الأمن والاستقرار)) 14/9/1438

أحمد بن ناصر الطيار
1438/09/13 - 2017/06/08 19:25PM
الحمد لله الواحدِ القهار، الكريمِ الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالقُ الكون ومدبرُ الأقدار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خيرُ من حمد الله وبالغ في الاستغفار, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن اتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله معاشر المؤمنين, واعلموا أنّ عُبُودِيَّةَ التَّوْبَةِ مِنْ أَحَبِّ الْعُبُودِيَّاتِ إِلَى اللَّهِ، وَأَكْرَمِهَا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَلَوْ لَمْ تَكُنِ التَّوْبَةُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ, لَمَا ابْتلَى بِالذَّنْبِ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَيْهِ، فَلِمَحَبَّتِهِ لِتَوْبَةِ عَبْدِهِ ابْتَلَاهُ بِالذَّنْبِ الَّذِي يُوجِبُ وُقُوعَ مَحْبُوبِهِ مِنَ التَّوْبَةِ، وَزِيَادَةَ مَحَبَّتِهِ لِعَبْدِهِ، فَإِنَّ لِلتَّائِبِينَ عِنْدَهُ مَحَبَّةً خَاصَّةً.
فلِلتَّوْبَةِ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ مَنْزِلَةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهَا مِنَ الطَّاعَاتِ، وَلِهَذَا يَفْرَحُ سُبْحَانَهُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ أَعْظَمَ فَرَحٍ يُقَدَّرُ.
فيا من فرطت في جنب الله, يا من رتعت في الشهوات والمعاصي, يا من هجرت صلاة الفجر مع جماعة المسلمين, يا من هجرت قراءة القرآن إلا في رمضان, لا تقنط من رحمة الله, ولا تيأس من روح, ولا تظنّ أنّ الذنوبَ كلَّها شرٌّ محض, فقد يبتلي الله عبده بذنب يكون صلاحه فيه, ويرميه إلى عدوّه ليعرفَ قدر ربّه ويشتاقَ إليه.
إنّ توبتك إلى ربّك, واعترافَك له بذنوبك, وانكسارَك بين يديه, هو مِن أحبِّ الأعمال, وأفضلُ مِن طاعاتٍ وعباداتٍ أمثالَ الجبال.

فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وَقَعَ فِي الذَّنْبِ, خَرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ تِلْكَ الْغِلْظَةُ وَالْقَسْوَةُ، وَالْكَيْفِيَّةُ الْغَضَبِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ لِمَنْ صَدَرَ مِنْهُ ذَنْبٌ، حَتَّى لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ لَأَهْلَكَهُ، وَرُبَّمَا دَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ أَنْ يُهْلِكَهُ وَيَأْخُذَهُ غَضَبًا مِنْهُ لِلَّهِ، وَحِرْصًا عَلَى أَنْ لَا يُعْصَى، فَلَا يَجِدُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْمُذْنِبِينَ الْخَاطِئِينَ، وَلَا يَرَاهُمْ إِلَّا بِعَيْنِ الِاحْتِقَارِ وَالِازْدِرَاءِ، وَلَا يَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِلِسَانِ الطَّعْنِ فِيهِمْ، وَالْعَيْبِ لَهُمْ وَالذَّمِّ.
فَإِذَا جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَقَادِيرُ, وَخُلِّيَ وَنَفْسَهُ: اسْتَغَاثَ اللَّهَ وَالْتَجَأَ إِلَيْهِ، وَدَعَاهُ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ، فَتَبَدَّلَتْ تِلْكَ الْغِلْظَةُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ رِقَّةً، وَتِلْكَ الْقَسَاوَةُ عَلَى الْخَاطِئِينَ رَحْمَةً وَلِينًا، مَعَ قِيَامِهِ بِحُدُودِ اللَّهِ، وَتَبَدَّلَ دُعَاؤُهُ عَلَيْهِمْ دُعَاءً لَهُمْ.
فيعلمُ حينها أنه أَعْجَزُ شَيْءٍ عَنْ حِفْظِ نَفْسِهِ وَأَضْعَفُهُ، وَأَنَّهُ لَا قُوَّةَ لَهُ وَلَا قُدْرَةَ وَلَا حَوْلَ إِلَّا بِرَبِّهِ.

فَيُحدث له ذلك ذُلًّا وَانْكِسَارًا، وَخضُوعًا وَافْتِقَارًا لِلرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ، فَحِينَئِذٍ يَسْتَكْثِرُ مَا مِنْ رَبِّهِ إِلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَرَى أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ قَلِيلًا مِنْهُ وَلَا كَثِيرًا، فَأَيُّ خَيْرٍ لَهُ مِنَ اللَّهِ اسْتَكْثَرَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَعَلِمَ أَنَّ قَدْرَهُ دُونَهُ، وَاسْتَقَلَّ مَا مِنْ نَفْسِهِ مِنَ الطَّاعَاتِ لِرَبِّهِ، وَرَآهَا وَلَوْ سَاوَتْ طَاعَاتِ الثَّقَلَيْنِ: مِنْ أَقَلِّ مَا يَنْبَغِي لِرَبِّهِ عَلَيْهِ، وَاسْتَكْثَرَ قَلِيلَ مَعَاصِيهِ وَذُنُوبِهِ، فَإِنَّ الْكَسْرَةَ الَّتِي حَصَلَتْ لِقَلْبِهِ أَوْجَبَتْ لَهُ هَذَا كُلَّهُ.
فَمَا أَقْرَبَ الْجَبْرَ مِنْ هَذَا الْقَلْبِ الْمَكْسُورِ! وَمَا أَدْنَى النَّصْرَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ مِنْهُ!

وَذَرَّةٌ مِنْ هَذَا وَنَفَسٌ مِنْهُ, أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ طَاعَاتٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ, مِنَ الْمُعْجَبِينَ بِأَعْمَالِهِمْ وَعُلُومِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ، وَأَحَبُّ الْقُلُوبِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ: قَلْبٌ قَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْهُ هَذِهِ الْكَسْرَةُ، وَمَلَكَتْهُ هَذِهِ الذِّلَّةُ، فَهُوَ نَاكِسُ الرَّأْسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ حَيَاءً وَخَجَلًا مِنَ اللَّهِ.
ولعل كَسْرَتَه بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، والازدراءِ على نفسه، والتخلصِ من مرض الكبر والعجب، ووقوفِه بين يدي الله ناكسَ الرأس، خاشعَ الطرف، منكسرَ القلب: أنفعُ له وخيرٌ مِن صولة طاعةِ بعض العُبَّاد، وتَكَثُّرِهم بها، والمِنَّة على الله وخلقه بها.
فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله، وما أقرب هذا الْمُعجَب من مَقْت الله.

فذنب تُذِلُّ به لديه, أحبُّ إليه من طاعةٍ تتباهى بها عليه، وإنك أن تبيت نائماً وتصبح نادماً, خيرٌ من أن تبيت قائماً مُصليًّا, وتصبح معجباً، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواءً, استخرج به داءً قاتلاً هو فيك وأنت لا تشعر.

وَصَاحِبُ هَذا الْحالِ: يَشْهَدُ نَفْسَهُ كَرَجُلٍ كَانَ فِي حضنِ أَبِيهِ, يُطعمُه أَطْيَب الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ, وَيكسوهُ أحْسنَ اللِّبَاسِ، وَيُرَبِّيهِ أَحْسَنَ التَّرْبِيَةِ، وَهُوَ الْقَيِّمُ بِمَصَالِحِهِ كُلِّهَا، فَبَعَثَهُ أَبُوهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ فِي طَرِيقِهِ عَدُوٌّ، فَأَسَرَهُ وَكَتَّفَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى بِلَادِ الْأَعْدَاءِ فَسَامَهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَعَامَلَهُ بِضِدِّ مَا كَانَ أَبُوهُ يُعَامِلُهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَذَكَّرُ تَرْبِيَةَ وَالِدِهِ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِ كلّ حين، فَتَهِيجُ مِنْ قَلْبِهِ حَسَرَاتٌ كُلَّمَا رَأَى حَالَهُ، وَيَتَذَكَّرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَكُلَّ مَا كَانَ فِيهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي أَسْرِ عَدُوِّهِ يَسُومُهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَيُرِيدُ نَحْرَهُ فِي آخِرِ الْأَمْرِ، إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ إِلَى نَحْوِ دِيَارِ أَبِيهِ، فَرَأَى أَبَاهُ مِنْهُ قَرِيبًا، فَسَعَى إِلَيْهِ، وَأَلْقَى نَفْسَهُ عَلَيْهِ، وَانْطَرَحَ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَسْتَغِيثُ يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ! انْظُرْ إِلَى وَلَدِكَ وَمَا هُوَ فِيهِ، وَدُمُوعُهُ تَسْتَبِقُ عَلَى خَدَّيْهِ، قَدِ اعْتَنَقَهُ وَالْتَزَمَهُ، وَعَدُوُّهُ فِي طَلَبِهِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ مُلْتَزِمٌ لِوَالِدِهِ مُمْسِكٌ بِهِ.
فَهَلْ تَقُولُ: إِنَّ وَالِدَهُ يُسْلِمُهُ مَعَ هَذِهِ الْحَالِ إِلَى عَدُوِّهِ، وَيُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ؟
فَمَا الظَّنُّ بِمَنْ هُوَ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ، وَمِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا إِذَا فَرَّ عَبْدٌ إِلَيْهِ، وَهَرَبَ مِنْ عَدُوِّهُ إِلَيْهِ، وَأَلْقَى بِنَفْسِهِ طَرِيحًا بِبَابِهِ، يُمَرِّغُ خَدَّهُ فِي ثَرَى أَعْتَابِهِ, بَاكِيًا بَيْنَ يَدَيْهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، ارْحَمْ مَنْ لَا رَاحِمَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا نَاصِرَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا مُؤْوِيَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا مُغِيثَ لَهُ سِوَاكَ, لَا مَلْجَأَ لَهُ وَلَا مَنْجَى لَهُ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، أَنْتَ مَعَاذُهُ وَبِكَ مَلَاذُهُ.

يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ ... وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أَحَاذِرُهُ
لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسِرُهُ ... وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ

فَإِذَا تَمَكَّنَتْ هذه الحال مِنْ قَلْبِ العبد، وَذَاقَ طَعْمَهُ وَحَلَاوَتَهُ تَرَقَّى مِنْهُ إلى عتبةِ الْعُبُودِيَّةِ وَالْمَحَبَّةِ، وَالشَّوْقِ إِلَى لِقَائِهِ، وَالْفَرَحِ وَالسُّرُورِ بِهِ، فَتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَيَسْكُنُ إِلَيْهِ قَلْبُهُ، وَتَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ جَوَارِحُهُ, وَيَسْتَوْلِي ذِكْرُهُ عَلَى لِسَانِ مُحِبِّهِ وَقَلْبِهِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْكَسْرَةَ الْخَاصَّةَ, لَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي الْمَحَبَّةِ لَا يُعَبَّرُ عَنْهُ.
وَكَانَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "مَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ الْأَبَدِيَّةَ، فَلْيَلْزَمْ عَتَبَةَ الْعُبُودِيَّةِ".

فيا من كثر إعراضك عن ربّك, وعظم إحسانه وفضله عليك, جرب طعم التوبة والإنابة, ذق طعم الذل والانكسار بين يديه, ويا له من طعم يُنسيك كلّ همومك وأحزانك, ويفوق جميع ملاذّك ومُتعك.
مرّغ أنفك في سجودك وابك بين يديه, عُدْ إليه بصدق وإخلاص, فلا غنى لك عن اللهِ طرفة عين, ولا راحة ولا حياة بدون القرب منه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, ومن سار على سنته إلى يوم الدين, أما بعد:

أيها المسلمون: إن نعم الله سبحانه وتعالى علينا نعم كثيرة وفيرة, ونحن عاجزون عن إحصائها, ولو أنفقنا في ذلك العمر كله، قال تعالى {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}.

وإن من أعظم هذه النعم بعد نعمة الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتوحيده، نعمةَ الأمن في الأوطان, والطمأنينة في الأهل والديار، ذلك الأمن الذي بدونه تفقد الحياةُ كلَّ معنىً جميل, وكلَّ طعمٍ رائق، وتصبح قطعةً من الجحيم الذي لا يطاق، لا يعرف المرء حين يصبح فيها هل يمسي؟ أو حين يمسي هل يصبح؟ فلا هو يأمن على مال، ولا أهل ولا عرض، تراه معذَّب القلب, مشتت البال, لا يَقَرُّ له قرار, ولا يهنأ له عيش, كما وصف الله تعالى حال المسلمين في مكة {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

عباد الله: وإنها لنعمة عظيمة ومنة جليلة, قد امتن الله علينا بها، إذ أزاح عنا الخوف, ونجانا من المكاره, وأمَّننا في ديارنا وكبت أعداءنا، وذلك ما قدِ امتن به الله سبحانه وتعالى على قريش في قوله جل من قائل{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}.
فقد امتن الله عليهم بأمرين: الأمنِ والرزق، وهاتان هما أساس الحياة، وبهما يحصل الأمن النفسي والراحة القلبية، إذا انضافا إلى التوحيد والإيمان بالله.

ونحن في هذه البلاد المباركة, في أمنٍ وأمانٍ لا يجده أكثر من على وجه الأرض, وأغناهم على مستوى الفرد والدولة, بل تُجبى إلينا الثمار والطعام واللباس من كل حدب وصوب, لا تُغلق أبواب بيوتنا ومزارعنا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمن الذي سيكون فيما بعد فقال: «وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
فحن اليوم لأعظم أمنًا من هذا, حيث نسير مسافات أبعد مما بين صَنْعَاءَ وحَضْرَمَوْتَ, من شمال هذه البلاد إلى جنوبها, ومن شرقها إلى غربها, لاَ نخَافُ إِلَّا اللَّهَ وحده, ولم نعُد نخاف الذئاب على أغنامِنا.


فلْنتق الله يا أمة الإسلام, ولْنحافظ على هذه النعمة التي لا تُقدر بثمن, ولْنلتف حول علمائنا وولاةِ أمرنا, ولْنحذر ولْنُحِّذر من كلّ من يريد زعزعة أمننا, والخروجَ على ولاةِ أمرنا.

نسأل الله أن يُديم علينا نعمة الأمن والعافية, والدين والهداية, إنه سميع قريب مجيب.
المشاهدات 1141 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا