الدعاء والصيام وتوديع رمضان وزكاة الفطر ( اخر جمعة )

محمود الطائي
1434/09/25 - 2013/08/02 03:03AM
عباد الله ... لو أراد احدٌ ان يدخل على ملك من الملوك او رئيس من الرؤساء ليقضي له حاجة ، فكم سيتعب وكم سيشقى ، وكم سيدفعُ امولاً ويقضي اوقاتاً ، واذا حصل على موعد ، كم سينتظر حتى يحين وقت المقابلة ، والاهم من هذا هل سيلبى طلبه ام انه سيرد ، بل والأعظم من هذا ، هل ان هذا الامر بيد هذا الملك او هذا الرئيس
يقول ـ أحد التابعين ـ: "من مثلك يا ابن آدم! خلي بينك وبين المحراب تدخل منه إذا شئت على ربك، وليس بينك وبينه حُجّابٌ ولا تُرجمان"
فيا أيها المؤمن إن ربك هو ملك الملوك،علام الغيوب ، بيده الأمر كله ، القهار الجبار، الذي لا يشبه مُلكَهُ مُلك، ولا سُلطانُه سُلطان ـ لا تحتاجَ إذا أردتَ دُعاءَهُ إلى مواعيد، ولا إلى وُسطاء، حتى ان قل لم ترد معها وكما تعلمون ان كل سؤال للنبي صلى الله عليه وسلم يأتي بالقران بقل او فقل الا هذا الموضع
إنما هو قلب صادق، وجوفٍ ليس فيه حرام ، وتأتي الاجابة بإذن الله
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ ، أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لعلهم يرشدون
قال ابن كثير:: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر"
وقال بعض المفسرون : (( وفي هذه الآية إيماءٌ إلى أن الصائم مرجو الإجابة ، وإلى أن شهر رمضان مرجوةٌ دعواته ،
فتأمل كيف ان اية الدعاء جاءت في وسط ايات الصيام
وهي أن الصائم في حالة عبادة لله سبحانه وتعالى، والمُـتعبِّدُ له أبوابٌ كثيرة يستطيع أن يطرقَها ويفتحُها. ولعل من أقرب هذه الأبواب، وأقصرِها للوصول إلى الله - سبحانه وتعالى - الدعاء.
ونحن في هذه الليالي العشر أفضل ليالي السنة لأن فيها اعظم ليلة الا وهي ليلة القدر ، كما قال النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّمَحْرُومٌ)
عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَارَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟قَالَ: (تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّتُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)
فيا أهل الصيام والدعاء ها هي العشر المباركة قد أقبلت بنفحاتها وخيراتها وبركاتها ، فشمروا لهذه الأيام القلائل ، واسعوا فيها حق السعي ، فهبات ربكم القريب توزع كلَّ ليلة:
يارجالَ الليلِ جِدُّوا *** رُبَّ داعٍ لا يُرَدُّ
ما يقـومُ الليـلَ إلاَّ *** مَنْ لَهُ عَزْمٌ وَجِدُّ
ليس شيءٌ كصلاةِ الـلَيْلِ للقَبْرِ يُعَدُّ

واليوم آخرُ جمعةٍ يجتمع فيها ثلاث مواطِنَ لإستجابة الدعاء
اخر ساعة من نهار يوم الجمعة
ودعوة الصائم
وللصائم عند فطره دعوة لاترد



حاجاتنا كثيرة، ورغبتنا متنوعة، تنزل بنا الفتن، وتغشى بلادنا المحن، فلا يكشفها إلا الله، يمكر الأعداء بنا وبإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها، فنُقصّر في عونهم، ويضعُف نصرنا لهم، فلا نملك غير دعوات صالحات، ترفعها أكف طاهرات، بالنصر لهم، وتمكينهم في الأرض، وبطلان كيد أعدائهم، وزوال مكرهم،فيسأل ربه أن يُعينهم ولا يُعين عليهم، ويمكر لهم ولا يمكر بهم، ويجعل دائرة السوْءتدورُ على من ظلمهم، وبغى عليهم.
كل واحد منا لديه هموم يريد زوالها، وديون يرجو قضائها، وهو واجدٌ ذلك اذا توجه بالدعاء إلى ربه، وأنزل حاجته به سبحانه، كم منسقيم طريح الفراش، ومريض أضناه التعب، لو توجه إلى ربه لشفاه، ومن المرض عافاه، كممنا من يُعاني عقوق الأبناء، وفساد الأولاد، ونشوز النساء، فيسعى لإصلاحهم ويبذل وسعه في استقامتهم، ويلهج بالدعاء لهم: "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرّةَأعين واجعلنا للمتقين إماما".
كم من مسلم فقد أحبة له، غيبهم الموت، وأخذهم هادم اللذات، من أباءوأمهات، وأخوة وأخوات، وأصدقاء وأصحاب، يتمنى أن يبرهم بشيء، وأن يُحسن لهم بمعروف،وليس أصدق من دعوة صالحة يصل ثوابها لهم، وتزيد في حسناتهم "اذا مات ابن آدم انقطععمله الا من ثلاث" وذكر منها "او ولد صالح يدعوا له"
الدعاء بسببه تفرّج الشِّدّائد، وتُنفّسُ الكُروب،فكم سمعنا عمن أُغلقت في وجهه الأبواب، وضاقت عليه السبل،فلما طَـرَقَ باب مسبب الأسباب، وألحّ على الله في الدعـاء، ورفع إليه الشكوى،فُتِحَتْ له الأبواب، وذهب ماحل به من الصعاب، وفي قصة أولئك الثلاثة الذين دخلواغـاراً فسدت عليهـم الباب صخـرةٌ عظيمة، فما كان منهم إلا أن دعوا الله بصالح أعمالِهم وأخلصِها، فانفرجت الصخرةُ وخرجوا يمشون.



واسمع نداءه لك وهو الغني عنك:
(يَا ابْنَ آدَمَ... إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي،،، يَا ابْنَ آدَمَ... لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي،،، يَا ابْنَ آدَمَ... إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)
فهو سبحانه يبسط يده بالليل ليتوبَ مسيءُالنهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، خاطب عبادَه المسرفين، فقال: (يَاعِبَادِي... إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ )
ولكن لنعلم جميعا ان هناك اناس مردودٌ دعائهم والعياذ بالله

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خاطب سعداً - رضي الله عنه - فقال: "يا سعدُ! أطب مطعمك، تكنْ مستجاب الدعوة". وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: "الرجل يطيل سفره أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب! مطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له". فيامن تلوثت بالحرام تب الى الله فمازال هناك فرصة
يامن تأكل الربا يا من له اموال يشغلها في المصارف الربوية تب الى الله قبل ان ياتي يوم لادرهم فيه ولادينار
اللهم طهرنا من الحرام
اللهم طهر اموالنا من الحرام
اللهم نعوذ بك ان نأكل اونطعم اهلنا واولادنا من حرام
اللهم اجعلنا مستجابي الدعوة يالله
اللهم آمين




وبما ان هذه اخر جمعة من رمضان فلتوديعه في خطبتنا مكان
وهذا هلالُ شوالٍ يُوشكُ أن يظهرَ .. ويذهبُ النصبُ والسهرُ .. ومايبقى بإذنِ اللهِتعالى الا الأجرُ
رمضان قد أزف رحيله، ولم يبق إلا قليله. وقد كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه، ونسألالله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأل اللهقبوله.
فبماذا عسانا مودعوه؟! وبأي شعور نحن مفارقوه؟! كيفولحظات الوداع تثير الشجون، وتُبكي والعيون، وهل هناك فراق أشد وقعًاووداعًا، وأكثر أسى والتياعاً من وداع شهر البر والجود والإحسان، شهر القرآنوالغفران والعتق من النيران،
ألا فسلام الله على شهر الصيام والقيام، سلام الله علىشهر التراويح ، والتلاوة والذكر والتسبيح،، شهر عمارات القلوب، وكفارات الذنوب، ، كان مضمارًاللمتنافسين، وميدانًا للمتسابقين، مضى هذا الشهر الكريم، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون،وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرةأخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.فبادروا ـ يا رعاكم الله ـفلعل بعضكم لا يدركه بعد هذا العام، فاغتنم - أيها المفرط - في طاعةالمنان الفرصة قبل فوات الأوان، واحذر أن يشهد عليك الشهر بقبائح الآثام، واجتهد فيحسن الخاتمة فالعبرة بحسن الختام. وعاهِد نفسَك في هذا الشّهر بدوامِ المحافظةِ على الصّلوات الخمس ولا تكن من عباد رمضان فرب رمضان رب الشهور كلها
وروي ان علياً رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: (يا ليت شعريمن المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه).

ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ
بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ
بكتِ القلوبُ على وداعك حُرقةً
كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
من للقلوبِ يضمها في حزنها
من للنفوس لجرحها سيعلّلُ
ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً
وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ
عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ
فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ
ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا
يمضي ومن يدري أَأَنتَستقبلُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا
وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ
ياليلة القدر المعظَّمِ أجرها
هل إسمَنا في الفائزينَ مسجّلُ؟
كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ
قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ
أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها
شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ
هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ
وجعلتنا في لاحقٍ لانفعلُ
يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً
يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ
بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها
كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ
ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
حتى يعودَ لربه متضرِّعاً
فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ
وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً
عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي
في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!!
فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها
والعين في لقياكَ سوف تُكحِّلُ





وبما اننا على اعتاب هذا الشهر الفضيل وجب علينا ان نبين مسألةً مهمة جدا ، في عبادة عظيمة يختم بها شهر الصوم الا وهي زكاة الفطر : هذه الفريضة فرضها النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين صغيرهم وكبيرهم ،غنيهم وفقيرهم ، ذكرهم وأنثاهم وبين لها احكامها ووضح لنا اسبابها ووقت اخراجها والغاية منها والى من تصرف فأسمع الى حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال " فرض النبي _صلى الله عليه وسلم_ زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير». وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «فرض النبي _عليه الصلاة والسلام_ صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين». وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: «كنا نخرجها على عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب والأقط». وهوم الحليب المجفف


مما تقدم من هذه الاحاديث يتضح لنا مسائل ان زكاة الفطر فريضة على كل مسلم وعلى كم تلزمه نفقتهم وانها صاع والصاع هو اربعة امداد والمد هو كفي رجل معتدل وقد قدرها بعض العلماء وزنا تقدير لأن الصاع يختلف عن بأختلاف المادة على أنها ما يقارب كيلوين ونصف .
ومن جمع الاحاديث ايضا نعلم ان مادة اخرجاها يكون غالب قوت البلد الذي يأكله الناس ، ولاينبغي اخرجها اموال لأن ذلك مخالفة صريحة للنصوص الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال عنها طعمة وقال صاعا من طعام وقد كان لديهم اموال ولكن خصصت هذه العبادة بإخراج الطعام كما خصصت زكاة المال والذهب بإخراج الاموال وتعطى للمساكين تغنيهم عن السؤال في العيد
وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة: لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: «وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة»، ورخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ، وليس هناك قول على انها تخرج قبل هذا لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام،
وقد يقول قائل ان المساكين بحاجة للمال فهو أفضل لهم من الرز مثلا وإن عندهم ما يكفيهم من الأكل فهم بحاجة إلى المال لشراء الملابس والانفاق منها ونحو ذلك .
والجواب على هذا السؤال يكون واسمع يارعاك الله

إن العبادات توقيفية فلا يجوز لنا أن نتجاوز النصوص بأفهامنا ولا بعواطفنا .
وان الذي شرع العبادة هو اعلم بخلقه منهم فبحكمته فرض زكاة الفطر طعاما ونحن المسلمون نقول سمعنا واطعنا لأن الله تعالى يقول فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
ثم لابد ان يعلم ان الغاية من زكاة الفطر هي تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي طرأ على صيامه فلابد ان تنتبه لنفسك وما ينفعك لتطهر صيامك لا ان تقول ان هذا ينفع المسكين او هذا لا ينفع ، فربك ورب المسكينُ واحد يعلم ما ينفعك وماينفعه .
والذي يقول ان المساكين اليوم لايأخذون الطعام او مواد غذائية فليذهب مع لجان توزيع زكاة الفطر في الاحياء الفقيرة ليرى كيف ان هناك من لايأخذ الطعام .
والله سمعنا قصص في هذه المدينة عن الفقراء والمساكين والجياع من اناس ذهبوا بأنفسهم ودخلوا بيوتهم والله تقشعر لها الابدان وتذرف لها الدموع .
فنحن في حال لا نعلم كيف يعيش غيرنا فلو ذهبنا اليهم ورأينا حالهم لرقت قلوبنا ولعلمنا مانحن فيه من النعم ثم بعد ان نعطيهم زكاة الفطر ونقوم بأعطائهم الصدقات فزكاة الفطر عبادة والصدقات والزكاة عبادة اخرى
فالذي يقول انا اخرج زكاة الفطر مالاً ، كأنه لا ينفق الا زكاة الفطر ، أليس في السنة صدقات إلا زكاة الفطر ؟ أين نحن من قول الله تعالى
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ
وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
وسيكون اليوم درس عملي في كيفية اخراج زكاة الفطر في صلاة التهجد بعد منتصف الليل

نسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وان يجعلنا من المنفقين والمتصدقين وقبل ذلك من المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم
المشاهدات 3309 | التعليقات 2

خطبة جامعة وتوديع حار نابع من محب مشفق ووصايا قيمة وتنبيهات ناتجة من حريص مخلص لذا وجب على العاقل الوقوف عندها نفع الله بعلمك أخي نسيم الورد .
وكم نتمنى أن تغير كنيتك إلى اسمك الحقيقي ليتم تفعيلك إلى خطيب ولكم جزيل الشكر


لا تنسونا من دعائكم