الدِّرَاسَةُ عَنْ بُعْدٍ وَيَومَ عَاشُورَاءَ
محمد البدر
1442/01/09 - 2020/08/28 04:23AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ إِنَّنَا فِي نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ , وَفِي خَيْرٍ كَثِيرٍ ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ, ثُمَّ نُقَابِلُ ذَلِكَ بِطَاعَةِ اللهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ، فَمِنَ النِّعْمَةِ التِي نَرْفُلُ بِهَا التَّعْلِيمُ وَلا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ نِعْمَةٌ كَبِيرَةٌ قَلَّ أَنْ تُوجَدَ نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُدِيمَهَا، فَنَحْنُ عَلَى أَعْتَابِ عَامٍ دِرَاسِيٍّ جَدِيْدٍ مختلف لم نعهده من قبل نَسْأَلُ اللهَ التَّوْفِيقَ لَأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا، والـمَعُوْنَةِ وَالسَّدَادِ وَالتَّأْيِيْدِ لِكافة الـمُعَلِّمِيْنَ وَالـمُعَلِّمَاتِ ،فَعَلَى عَاتِقِهِمْ تقع أَمَانَةٌ عَظِيْمَةٍ فِي غَرْسِ الـمَعَانِي الجَلِيْلَةِ مِنْ الاعْتِزَازِ بِالدِّيْنِ والانْتِمَاءِ لِلْوَطَنِ وَالوَلَاءِ لِقِيَادَتِهِ الرَّشِيدَةِ الحَرِيْصَةِ عَلَى مَصَالِحِ الـمُوَاطِنِينَ وَالـمُقِيْمِينَ حَتَّى فِي هَذِهِ الظُّرُوْفِ الاسْتِثْنَائِيَّةِ ، وإن من نعم الله علينا أن الدولة أيدها الله في ظل هذه الجائحة أمرت باستئناف التَّعْلِيْمِ عَنْ بُعْدٍ في جميع المراحل الدراسية لسلامة الجميع،فَلابد من تعاون الأُسْرَةِ وَأَوْلِيَاءِ أُمُوْرِ الطُّلَّابِ فِي إِيْجَادِ وتهيأة البيئة المناسبة مَعَ نِظَامِ التَّعْلِيْمِ عَنْ بُعْدٍ، والذي يَحْتَاجُ إِلى مزيد عناية ومُتَابَعَةٍ خَاصَّةٍ ، مَعَ الحِرْصِ عَلَى غَرْسِ قِيَمِ الـمُوَاطَنَةِ وَتَعْزِيْزِ قِيَمِ الوَسَطِيَّةِ وَالاعْتِدَالِ لَدَى الطُّلَّابِ لرَفْعِ الـمُسْتَوَى العِلْمِيِّ والـمَعْرِفِيِّ وَالوَعْيِ الفِكْرِيِّ لِأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا فِي هَذِهِ الـمَرْحَلَةِ.
عِبَادَ اللَّهِ :أَيُّهَا الْمُعَلِّمُونَ :أَنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْعُلُومَ النَّافِعَةَ وَالأَخْلَاقَ الْفَاضِلَةَ ,وَذَلِكَ خَيْرٌ مِنْكُمْ وَأَجْرٌ لَكُمْ ,قَالَﷺ«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
فيا َأَيُّهَا الْمُعَلِّمُ : إِنَّ عَلَيْكَ أَنْ تَحْتَسِبَ الأَجْرَ فِي تَعْلِيمِكَ , وَأَنْ تُخْلِصَ فِيهِ للهِ , فَتُرَاقِبَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَخَافَ مِنْهُ , وإِنَّ الْمُعَلِّمَ النَّاجِحَ يَكُونُ قُدُوَةً صَالِحَةً للِطُلَّابِ وعليك أن تبذلك كل الاسباب لإنجاح التَّعْلِيْمِ عَنْ بُعْدٍ .
وياأَيُّهَا الطَّالِبُ : اجتهد واحْتَسِبِ الأَجْرَ فِي تَعَلُّمِكَ وَانْوِبِهِ التَّقُرَّبَ إِلَى اللهِ , فَإِنَّكَ تَتَعَلَّمُ عُلُومَاً دِينِيَّةً, وَعُلُومَاً نَافِعَةً دُنْيَوِيَّةً مباحة واعلم أن نجاحك هو نجاح لطريقة الدِّرَاسَةُ عَنْ بُعْدٍ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:إِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ مُنَاسَبَةٌ لِلذِّكرِ وَالشُّكرِ وَالعِبَادَةِ قَدِ ارتَبَطَ عِندَ الرِّافِضَةِ مَجُوسِ هَذِهِ الأُمَّةِ ببِدَعًا وَمُنكَرَاتٍ،ويَدَّعُونَ حُبَّ الحُسَينِ وَأَهلِ البَيتِ وهُم أَشَدُّ النَّاسِ بُغضًا لِلصَّحَابَةِ ،فَهم يَلعَنُونَ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ،وَيَتَّهِمُونَ بِالزِّنَا أَطهَرَهُم الصِّدِّيقَةَ بِنتَ الصِّدِّيقَ زَوجَةَ رَسُولِ اللهِ قَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَابًا مُهِينًا﴾.وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:« قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَة، فَرَأَى الْيَهُودَ تصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هذَا قَالُوا: هذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هذَا يَوْمُ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ » مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.الا وصلوا ....
المرفقات
الدِّرَاسَةُ-عَنْ-بُعْدٍ-وَيَومَ-عَا
الدِّرَاسَةُ-عَنْ-بُعْدٍ-وَيَومَ-عَا