الخير فيما يختاره الله

منديل الفقيه
1434/06/26 - 2013/05/06 07:12AM
الخير فيما يختاره الله
الخطبة الأولى
أما بعد : اتقوا الله عباد الله واعلموا أن قلوبنا بحاجة ماسة إلى أن نقصرها على المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم من ذكر ودعاء يربي إيمانها ويقوي يقينها ويزيد في تعظيمها لربها وثقتها به عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي " قَالَ: « وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ »البخاري تأملو أيها المسلمون في هذا الدعاء فكم تربي كلماته في النفس من تعظيم الله سبحانه؟ وكم تبين من عظمة الخالق وضعف المخلوق ؟ إن المخلوق مقيد بالعجز محجوب بالجهل تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ وأما الله جل جلاله فهو القادر على كل شيء والمحيط علمه بكل شيء ولذلك فإن العبد يلوذ من عجزه بقدرة الله ومن جهله بعلم الله فهو سبحانه عليم قدير ، فكم هي الأمور التي ينظر إليها البشر بنظرهم المحدود ويعيشونها بمقياسهم القاصر فيرون فيها ما يكرهون ويستدفعونها فلا يقدرون ويكون لله فيها من اللطف والخيرة ما تقصر عنه علومهم وتعجز عنه فهومهم ، كم مرة خار الله لعبده وهو كاره ؟ وكم طوى الله لعبده المنحة في طي المحنة ؟ فانظروا وتأملوا في صور خالدة لا تبلى جدتها قد ذكرت في القرآن تأملوا في قصة نبي الله يوسف ذاك الصبي المدلل في كنف أب رفيق رحيم مشفق يخاف على ابنه أن يخرج في نزهة مع إخوانه ثم ينتزع من وسط من هذا الدلال والرعاية ليُلقى في غيابة الجب ثم في ظلمة السجن فما هو مقياس المصاب في نظر البشر القاصر ؟ وكيف ينظر البشر إلى هذا المشهد ؟ إنهم ينظرون إليه بإشفاق صبي حرم من حنان الأبوة وعطف الوالد ، صبي حرم لذة التنعم بالحنان ثم يتعرض بعد ذلك لخسف الرق وقيد السجن ، هل ينظر البشر إلى مشهد يوسف إلا بهذه النظرة ولكن علم الله وحمته وتدبيره ادخر ليوسف شيئا آخر ، ادخر له النبوة والرسالة وادخر له حكم مصر وأن تكون خزائن مصر بين يديه فإذا يوسف يخرج من السجن إلى الحكم وإذا الأب الذي قد عمي عليه حزنا يقر به عينا وإذا الإخوة الذين ألقوه في غيابة الجب يقولون له " تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ " ما الذي سيبقى ليوسف لو بقي حاله كما كان ؟ سيبقى ابنا مدللا لأب شيخ كبير تضعف قوته يوما بعد يوم ولكن ينتزع من هذا الجو في منظر ظاهره المحنة وفي طيه المنحة . ثم تأملوا في قصة موسى عليه الصلاة والسلام الذي كان يعيش ربيبا لفرعون في بلاط الملك وفي نعيم وترف ولذة متمتعا بما يتمتع به الملوك والفراعنة ثم يقدر الله عليه قدره فإذا بالملأ يأتمرون به ليقتلوه فيخرج من المدينة خائفا يترقب ويصل إلى مدين جائعا لاغبا يرفع بصره إلى السماء بذلة ومسكنة " رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ " فماذا يقول المقياس البشري عن هذا المشهد ؟ ماذا يقول النظر القاصر عن هذه المشاهد والفصول من قصة موسى ؟ إنه سيقول إنسان فوَّت على نفسه فرصا كثيرة وتعرض لمتاعب لم تكن أصلا في طريقه ، هكذا سيقول النظر القاصر المحدود وأما حكمة الله وخيرة الله وعلمه فكانت تدخر له شيئا آخر هو أعظم من قصور فرعون وأعظم من الترف والنعيم الذي كان يعيش فيه لقد كانت تدخر له منصب الرسالة وشرف النبوة وأن يكلمه ربه بلا ترجمان وأن يكون من الخمسة الأوائل في تاريخ البشرية كلها ليكون من أولي العزم من الرسل . فماذا كانت تساوي كل تلك المتع التي خسرها من فرعون أمام خيرة الله المذخورة له ثم انظروا وتأملوا في قصة الخضر مع موسى يوم ركب السفينة فخرقها لقد قال موسى بالعلم البشري " أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا " ولكن الخضر كان يستشرف حكمة الله ويرى خيرة الله في هذا المصاب لأهل السفينة " لقد كَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا " ثم يقتل الغلام بيد الخضر تحت سمع موسى وبصره فيقول موسى بالعلم البشري " أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا " ولكن خيرة الله لأهل الغلام يستشرفها الخضر إن هذا الغلام لو عاش لأرهق والديه طغيانا وكفرا فإذا قتل أبدلهما الله خيرا منه زكاة وأقرب رحما إن النظرة البشرية القاصرة تنظر إلى مشهد الأبوين يوم ولد الغلام ففرحا به ويوم قتل فحزنا عليه لكنها لا تستشرف ما في طي علم الله من حكمة وخيرة . ثم انظروا وتأملوا إلى هذا المعنى العظيم على مستوى الجماعة انظروا وتأملوا في مشهد المسلمين وهم يخرجون من مكة إلى المدينة متسللين مستخفين خائفين إنه لمشهد يريكموهم وهم يخرجون مستخفين مشردين قد تركوا وطنهم الذي أحبوه وتركوا أهلهم ومالهم وذوي أرحامهم أي معنى يشير إليه ذلك المشهد غير الرثاء لحال هؤلاء المستضعفين الذين يتركون خلفهم كل شيء ويقدمون إلى بلد لا يملكون فيه أي شيء ، لم يحسبوا في حسابهم البشري أن هناك ما ينتظرهم فيه من متع الدنيا ، إنهم يخرجون من بلدهم يتسللون خائفين مشردين في مشهد يثير الرثاء إلى أرض أخرى وقوم آخرين ، ما الذي يمكن أن يشير إليه هذا المشهد لو أخذ على ظاهره ؟ جردوا أنفسكم عن بقية المشهد وتأملوا فيهم لقد خرج كل منهم تاركا داره وماله وأهله ويمم تلقاء المدينة وليس هناك ما يوعد به من مأوى أو مال ، إنكم لن تخرجوا إلا بنظرة تدعو للرثاء لحال ذلك المهاجر والرحمة له ولكن كانت خيرة الله المطوية في علم الله المحيط وقدرته الشاملة تدخر لهم مشهدا آخر عظيما رائعا إنه مشهد صنع تاريخ البشرية وانطلاق الرسالة في طور جديد ووضع حجر الأساس لقيام الدولة الإسلامية وإذا ذلك المشهد ينمو نموا متتابعا ويتمدد في شكل سريع تكلؤه رعاية الله ويتنزل عليه عونه ونصره حتى يمد ذراعيه فتضرب أمواج المحيط الأطلنطي غربا وجبال الصين شرقا ، إن خيرة الله كانت مدخورة لهؤلاء الذين خرجوا مستضعفين ولم يوعدوا بشيء من متاع الدنيا وإنما وعدوا بالجنة فحسب . ثم انظروا وتأملوا في مشهد المسلمين وقد أناخوا بالحديبية وقلوبهم تتقطع شوقا إلى البيت العتيق وكلهم أمل أن تكتحل عيونهم برؤيته والطواف به والصلاة في رحابه جاءوا ومعهم رسول الله ولم يكونوا قلة قليلة بل كانوا ألفا وأربعمائة فيهم من قد باع نفسه لله وإذا بالمفاوضات تدور بين محمد صلى الله عليه وسلم وكفار قريش لتنتهي باتفاقية كانت بنودها فيما يظهر للمسلمين جائرة فحزنت القلوب وتألمت النفوس وعز عليها أن تصد عن البيت وقد اقتربت منه وترد عنه وقد اشتاقت إليه وترجع عنه وقد قدمت إليه ، رجعوا وفي القلوب حسرة وفي الحلوق غصة وفي العيون دمعة وعبرة حتى جاء عمر إلى رسول الله بحرقة المؤمن ولهفته قائلا يا رسول الله أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا فَرَجَعَ مُتَغَيِّظًا فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا " إن النظرة البشرية لهذا المشهد تثير في النفس الحزن أن يرد هؤلاء ويرجعوا وفي أيديهم اتفاقية جائرة بأن يرجعوا هذه السنة ويعودوا في السنة المقبلة وليس معهم من السلاح إلا سلاح المسافر وليس لهم فرصة إلا ثلاثة أيام يقيمونها بمكة وأن من لحق من المسلمين بالنبي وهو من أهل مكة فإن الرسول يرده إلى أهل مكة وأما من لحق بأهل مكة مرتدا عن دينه فإن أهل مكة لا يردونه لقد كانت اتفاقية فيما يبدو للناس جائرة ولكنها في الحقيقة كانت فتحا مبينا فلم يتم بعد هذه الإتفاقية إلا زمن قليل وإذا بالمسلمين يسيرون إلى مكة في جماعات كالليل المظلم البهيم في عشرة آلاف سيف كلها تحيط برسول الله ثم تدخل مكة فاتحة منتصرة وتتهاوى أصنام الجاهلية تحت أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " لقد كانت خيرة الله مدخرة لهؤلاء الذين رجعوا وفي قلوبهم حرقة وفي نفوسهم لوعة وحسرة ولكن كانت خيرة الله لهم بالنصر والتمكين مدخرة في علم الله الشامل المحيط .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ))

الخير فيما يختاره الله
الخطبة الثانية
أيها المسلمون : انظروا وتأملوا في أحوال آلاف الأسرى من الروم والفرس ومن أبناء الممالك الذين أسرهم المسلمون والذين دخلوا في دين الله وهم له كارهون ، أولئك الذين عاشوا ألم الهزيمة ومرارة الأسر ثم كيف كانت عاقبة ذلك ؟ لقد دخلوا في الإسلام فإذا بهم يتبوءون نعيم الهداية ويحرزون فوز الآخرة ثم لا أسف بعد ذلك على ما فات من الدنيا ، لقد كان مشهدهم في نظرهم وهم يهزمون على أيدي المسلمين مشهدا يثير الرثاء ولكن كان في حقيقته أنهم يقادون إلى الجنة بالسلاسل يوم دخلوا في هذا الدين وعرفوا لذة الانتماء إليه ونعيم الهداية في ظلاله وهكذا إن علينا أن نعي جيدا أنه قد يكون من خيرة الله للعبد ملاقاته لما يكرهه ولكن العبرة بالعواقب وقد قال سبحانه (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))إن الإنسان عاجز عن معرفة المستقبل بل عاجز عن انتظار المستقبل (( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) ولذا فقد يقابل الإنسان ما يكرهه ولكن خيرة الله مذخورة له في ذلك وخذوا مثالا على ذلك بالإمام النووي رحمه الله فقد بدأ حياته العلمية دارسا للطب فبدأ يقرأ في كتاب القانون لابن سينا فوقع في قلبه كره لهذا العلم وبلادة عن فهمه حتى ضاق به ذرعا فألقى كتاب القانون جانبا واتجه إلى الذي هو خير اتجه لما هو خير ، اتجه للعلم الشرعي ففتح الله عليه فيه فتحا مبينا فإذا آثاره لا تزال إلى اليوم تنطق بذكره والدعاء له ، فكم من مساجد المسلمين يذكر فيها الإمام النووي عصر كل يوم فيقول الإمام قال الإمام النووي رحمه الله ثم يقرأ فصلا من رياضالصالحين أو غيره من كتبه ؟ وكم يرفع له من دعاء في كل يوم ؟ فأي فضل أحرزه ؟ وأي شيء قد فاته يوم فاته كتاب القانون في الطب لابن سينا وهكذا في حياة الإنسان قد يخسر تجارة ويفقد نصيبا من أعراض الدنيا ويكون في ذلك توفير لدينه وعصمة لعرضه وعصمة لإسلامه ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) فلابد أن تربى القلوب على التسليم لله والتفويض إليه كما علم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب دعاء النوم الذي هو آخر ما يقول فقال له « إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْلَمْتُ وَجْهِى إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِى إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِى أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلاَمِكَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ » البخاري ومسلم . وكما قال مؤمن آل فرعون (( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) علينا أن نربي أنفسنا على إحسان الظن بالله بحسن العمل قال ابن القيم " حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه ؛ فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه ؛فالذي حمله على العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه بربه ؛ حَسُنَ عمله ، وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز . وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة ، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك ؛ فلا يتأتى إحسان الظن " . صلوا وسلموا على خير الورى النبي المجتبى وآله وصحبه أولي النهى ....
المشاهدات 1952 | التعليقات 0