الخلفاء الراشدون هم امنة هذه الامة وقدوتها (أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ )
محمد البدر
1438/04/29 - 2017/01/27 08:48AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد،قَالَ تَعَالَى :﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]
عباد الله : الخلفاء الراشدون هم امنة هذه الامة ونجومها كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وهم قد ملأوا الدنيا عدلا ونورا وبهم اقتدى الناس أجمعين فَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
فالخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله هم من المُبشّرين بالجنة، وهم الخلفاء الذين تولوا شؤون المسلمين بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم إمّا بإجماع المسلمين أو بتنصيبٍ من الخليفة الذي سبقه، فابتدأت الخلافة الرّاشدة بخلافة أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهو الصاحب الوزير للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،و ثانيه في الغار ، ورفيقه في الهجرة ، وصهره على بنته عائشة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وأول الخلفاء الراشدين ، كان له أعظم الأثر في تثبيت قوائم الدين ، والفتوحات الإسلامية .
حج في الناس أميرا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وحمل الراية يوم تبوك .واستخلفه النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إماما للصلاة مرارا آخرها في مرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واستقر خليفة للمسلمين في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع الصحابة وهو أول من لقب بخليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعرف في الجاهلية بالتجارة وكريم الأخلاق .
وعرف بالإنفاق، أسلم وله أربعون ألفا فأنفقها كلها وأعتق سبعة أعبد ممن عذبوا في سبيل الله منهم بلال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة : عثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف .
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عباد الله :أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ له مناقب ثبتت في الصحيح من الأحاديث والآثار فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ :« أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ ». فَسَلَّمَ وَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ ذَهَبَ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ وَتَحَرَّزَ مِنِّي بِدَارِهِ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلاَثًا ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا لاَ فَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
الا وصلوا ...
[/align]
أما بعد،قَالَ تَعَالَى :﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]
عباد الله : الخلفاء الراشدون هم امنة هذه الامة ونجومها كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وهم قد ملأوا الدنيا عدلا ونورا وبهم اقتدى الناس أجمعين فَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
فالخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله هم من المُبشّرين بالجنة، وهم الخلفاء الذين تولوا شؤون المسلمين بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم إمّا بإجماع المسلمين أو بتنصيبٍ من الخليفة الذي سبقه، فابتدأت الخلافة الرّاشدة بخلافة أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهو الصاحب الوزير للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،و ثانيه في الغار ، ورفيقه في الهجرة ، وصهره على بنته عائشة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وأول الخلفاء الراشدين ، كان له أعظم الأثر في تثبيت قوائم الدين ، والفتوحات الإسلامية .
حج في الناس أميرا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وحمل الراية يوم تبوك .واستخلفه النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إماما للصلاة مرارا آخرها في مرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واستقر خليفة للمسلمين في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع الصحابة وهو أول من لقب بخليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعرف في الجاهلية بالتجارة وكريم الأخلاق .
وعرف بالإنفاق، أسلم وله أربعون ألفا فأنفقها كلها وأعتق سبعة أعبد ممن عذبوا في سبيل الله منهم بلال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة : عثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف .
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عباد الله :أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ له مناقب ثبتت في الصحيح من الأحاديث والآثار فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ :« أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ ». فَسَلَّمَ وَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ ذَهَبَ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ وَتَحَرَّزَ مِنِّي بِدَارِهِ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلاَثًا ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا لاَ فَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
الا وصلوا ...
[/align]