الخطبة الثانية عن حادث التدافع في منى 10-12-1436

عايد القزلان التميمي
1436/12/12 - 2015/09/25 08:14AM
الخطبةالثانية:
الحمدُ لله مقدر الأقدار ومسبب الأسباب, نَحمَدُهُ سُبحانَهُونشكُرُه، ونتُوبُ إليه ونستَغفِرُهُ، ونشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَلَهُ، شهادَةً نرجو بها النَّجاةَ يومَ نَقدُمُهُ .. ونَشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُاللهِ ورَسُولُهُ صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ ومَنْاقتفى أثَرُهُ .. أمَّا بعدُ:
فيا عباد الله لم يكن التزاحم الذي حصل في الحج يوم أمس في منى هو التزاحم الوحيد في الحج بل يوجد التزاحم في كل مكان , ولكن حصل في إحدى الأماكن المزدحمة تدافع ومات من مات من الحجاج فنسأل الله أن يغفر لهم وأصيب من أصيب فنسأل الله له الشفاء العاجل .
ومع هذا قد يقول البعض لماذا حصل هذ الازدحام ولماذا حصل هذا التدافع ؟
بحمدالله أننا نملك كمسلمين إجابة كافية شافية مريحة مطمئنة تطمئن إليها نفس القائل وتسكن إليها نفس المستمع تتنهي على عتبات هذه الإجابة كل الأسئلة الحائرة وكل الآلام المفجعة .
إجابة تتكون من كلمتين وبثمانية أحرف فقط !
هل تعلم ما هذه الإجابة ؟
هذه الإجابة قولنا قضاء وقدر ).
هذه ليست إجابة مبنجة أو كلام سهل ؛ هذه ركن من أركان الإيمان لا يكتمل إيمان شخص حتى يؤمن بها هذه إجابة لا يعرفها غير أهل الإسلام ولا يطمئن لها غير أهل الإيمان .
هذه الإجابة تعني أنه مهما اتخذت من وسائل السلامة ومهما طبقت من أسباب الوقاية فإن ما قُدر أن يقع سيقع .
لقد شاهدنا وسمعنا عن وفود الحجيج الكثيرة ومع هذا لقد كان كل شيء يسير في المشاعر بانتظام كعقارب الساعة .
رجال الأمن كل واحد منهم في مهمته ورجال السلامة كل شخص منهم يتابع مسئوليته .
ومع هذا حصل هذا التدافع والازدحام وصعدت أرواح طاهرة في أفضل أيام العام وأصيبت أجسام زكية فقط لأنه القضاء والقدر.
لماذا يسميها البعض مصيبة ولا يسميها كرامة لماذا لا نسميها حسن خاتمة , إنها والله حسن خاتمة أن يموت الواحد وهو مُحرم وفي أفضل الأيام وأثناء أداء ركن من أركان الإسلام .
لو مات إنسان بسكتة قلبية في الحج وأثناء تأدية المناسك لقلنا هنيئا له فكيف وقد اجتمع لهؤلاء كل هذا ؟.
عباد الله : إن جميع العاملين في هذه الدولة المباركة ينظرون إلى خدمة الحجاج على أنها عبادة .
و نحن نتعامل مع الحجاج على أنهم ضيوف الرحمن قبل أن يكونوا ضيوفا علينا .
وفي الختام لا أقول إلا قدر الله وما شاء فعل , وصدق الله القائل {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ............
المشاهدات 1667 | التعليقات 1

جزاك الله خير