الخطبة الأولى نفحات الرحمة، والثانية فاطمة الحجيجي

علي بن عقيل السهيمي
1438/08/16 - 2017/05/12 03:20AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَاسِعِ الْفَضْلِ وَالْإحْسَانِ، الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، جعل مواسم الخير مُقربةً للجنان، ومُبَعِّدةً عن النيران, أحمده حمد الشاكرين، وَأَشْكُرُهُ شكر الراجين.. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ إِلَى الإِنْسِ وَالْجَانِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالإِحْسَانِ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا :
أما قبل فالغفلة والهفوات، والزلة والكبوات، نقترب من الله حينا، ووحينا نبتعد بالسيئات، وأما بعد ، فتنزل الرحمات، وتحل البركات ، وتقترب الجنات، ليتزلف لها المتقون بالعبادات.
أيها الأحبة : اقترب شهر الخير والنور، وشارف علينا بالعبور، فحق لنا أن نترنم بالقرآن في الدور، لينال المرء السعادة والحبور، قد جعله الله تعالى شهر خير وبركة وفضل، تضاعف فيه الحسنات، وتصفد مردة الشياطين وتقل السيئات، وتغلقُ أبوابُ النارِ فيا حسرةً على من فوَّتَ العُلى من الدرجات.
أتاكم الخير، وأتتكم البشارة، وأتتكم الرحمة والبركة، أتتكم الدنيا راغمة، وأتتكم الآخرة بيديها باسطة، الجنة تتزلف للمتقين، وتتزين للصائمين، وتقترب من القانتين، والنار تُغلقُ أبوابُها، ويُعتقُ البعضُ مِنْ أغلالِها، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، في كل يوم لله عتقاءُ من النار، فتعتق الرقاب، وتقال العثرات ، وتصفد الشياطين، وينادي المنادي في الناس يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.
أتى رمضــان مــزرعة العبــاد ... لتطـهير القلــوب من الفســاد
فــأد حقــوقــه قــولا وفعــلا ... وزادك فــاتـخـذه إلى الـمعــاد
فـمـن زرع الحبوب وما سقـاها ... تـأوه نـادمـا يــوم الـحصــاد
أيها الأحبة: الله يتفضل عليكم فاقبلوا فضله، الله يُنزل رحمته فاقبلوا رحمته، الله يتودد إليكم فاقبلوا مودته، ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ....))، فمن بعد عن الله في شهر رمضان فمتى يقترب، ومن تربع على عرش المعصية فمتى يرعوي، ومن قسى قلبُه فمتى يلين.
((يا حسرة على العباد ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهو يلعبون لا هية قلوبهم..))
ماهي إلا أيام قلائل، ويحل علينا شهرُ رمضان، فيه التراويح والقيام، فيه القرآن والصيام، فأروا الله من أنفسكم خيرًا ، فاللهم بلغنا شهر رمضان، ونحن في وأمن وإيمان، وراحة واطمئنان.
قال صلى الله عله وسلم ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))
قال صلى الله عله وسلم ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))
قال صلى الله عله وسلم ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))
قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم لما فيه من المواعظ والذكر الحكيم...



الحمد لله حمدا حمدا والشكر له شكرا شكرا والصلاة والسلام على خير الأنام محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
عشرون رصاصة، تخرقُ جسدَ فتاةٍ ذاتَ ست عشرة سنة، بتكتمٍ إعلامي، وبدمٍ باردٍ، لم نر شعاراتَ الإرهاب نُصبتْ، ولم نسمع بتصريحاتِ الاستنكارِ رُفعت، أصحابُ الحقوقِ أُخرصوا، وأصحابُ الحرياتِ أُبكموا، وأصحابُ الأممِ لم يعلموا ، لا تعجبنّ، فإنّ القاتلَ ليس بمسلمٍ، لتُنصبَ وسائلُ الإعلام ضدّه، ولتُرفع الحقوقُ في وجهه، بل القاتلُ يهوديّ، قتل فتاةً بعشرين رصاصة، من حنقهم لم يكتفوا بواحدةٍ ولا باثنتين، خرقوا جسدَها، ثم طوقوها، ليمنعوا الإسعافَ من تدارُكِها. فنزفت حتى ماتت رحمها الله تعالى وتقبلها من الشهداء.
نامي فعين الله ترعاك ويهتف الحادي بأن الخلد مثواك
نامي قريرة العين موسَّدةً بالورد خاب وخاب من أرداك
لقد صدق الله تعالى إذ بيّن عداوة اليهود للمسلمين، لو كانوا يعقلون، لو كانوا يفقهون، لو كانوا يعلمون، فقال تعالى : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود … } ،{ و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دبنكم إن استطاعوا } ،{ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } ،{ ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم }، فهذه كراهيّتهم، وهذا حنقهم. وما قتل فاطمةَ منّا ببعيد.
هي لم تمتْ هي نائمة في القدس صلت فاطمةْ هي سجدةُ الشهداءِ
في محراب قدسٍ هائمة ورصاصةٌ من حقدهم ، وجعًا تئن ، لفاطمة
اللهم أعز الإسلام والمسلمين واحم .....
المشاهدات 424 | التعليقات 0