الخطبة الأخيرة في رمضان-27-9-1435هـ-عدد من الشيوخ-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1435/09/28 - 2014/07/25 00:36AM
[FONT="]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]فهذه خطبة(آخر جمعة في رمضان - شاملة -) تصرف فيها الشيخ ماجد بلال شربه جامع الغامدي بتبوك في خطبة الشيخ أحمد الطيار(ختام رمضان, والاعتبار في سرعة انقضائه, وصلاة العيد وزكاة الفطر 27-9- 1435)-حفظهما الله جميعًا-،فتصرفت فيها بتقديم أو تأخير أو زيادة أو حذف أو تسهيل أو تصحيح وأضفت إليها روابط فتاوى بعض أهل العلم في الطراطيع...ونسقتها على وورد بخط كبير(28)لتطبع كل أربع صفحات في ورقة، ثم تقص لتصبح في حجم الجيب، وأرفقتها مع الخطبة والله الموفق[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:[/FONT]
[FONT="] فيا أيها الإخوة، بالأمس القريب كُنَّا نستقبل شهر رمضان، وها هو قد أزف رحيله، وحان وداعه, فماذا أودعناه من العمل؟ فهنيئا لمن غُفر له فكان من المقبولين، وأسأل الله أن يتوب عليَّ وأمثالي من المفرطين المسيئين.[/FONT]
[FONT="] صعد النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-المنبر يوما فقال: "آمين" ثم قال: "أتاني جبريل فقال: رَغِمَ أنفُ من أدرك رمضان فلم يُغفر له، قل آمين، فقلت: آمين". [/FONT]
[FONT="] فيا من فرَّطتَ في هذا الشهر العظيم المبارك, وتكاسلت عن القيام وقراءة القرآن, أحسن فيما بقي من الشهر, فالعبرة بكمال النهايات, لا بنقص البدايات, فاجتهد فيما بقي من رمضان, فلا تدري متى تُدْرِكُكَ رحمةُ الله.[/FONT]
[FONT="] عن أبي ذر-رضي الله عنه-قال قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-: "مَن أحسن فيما بقِيَ؛ غُفرَ له ما مضَى، ومن أَساءَ فيما بقيَ؛ أُخِذَ بما مضَى وما بقيَ" رواه الطبراني وصححه الألباني-عليهما رحمة الله-.[/FONT]
[FONT="] فاستدرك ساعاته الباقية، ففيه كنوز غالية، وانطرح بين يدي ربك الغفور الرحيم الكريم، وسله من فضله فخزائِنُهُ مَلأى، ويداه سحَّاءُ الليل والنّهار، واغتنِم آخرَ ساعاتِه بالدّعاء فالأعمال بالخواتيم، فالله-سبحانه-يقول:[إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا]. [/FONT]
[FONT="] إخواني الكرام: أكثرنا يتعجب من سرعة انقضاء هذا الشهر, فما إنْ دخل وفرحنا به, حتى شارفنا على انتهائه, وهذه السرعةُ ما كانت لولا تيسير الله لنا, وإنعامه علينا بالأمن ورغد العيش, فهل مرّ شهر رمضان سريعا على من يعيش تحت وطأة الحروب، وهم يسمعون أصوات المدافع والطائرات ليل نهار, ويُصبحون ويُمسون على فَقْدِ حبيب أو إصابة قريب؟, هل مرّ شهر رمضان سريعا على مَن لا يكاد يجد قوت يومه؟ و لا يجد ما يسدّ جوعه وجوع أبنائه؟، ونحن نحار في أيِّ الطعام نأكل وقت الإفطار, وبأيِّ الأصناف نبدأ، فاللهم كن لإخواننا في غزة وفي بلاد الشام وفي كل مكان يا رب العالمين.[/FONT]
[FONT="] إن هذه النعم التي نتقلب فيها يجب علينا ألا نكون سببا في زوالها, ولا يكون ذلك إلا بشكر الله بطاعته, قال-تعالى-: [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ]، وقال-عز وجل-[اعملوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور]، وتأمل-أخي الكريم-قال:[اعملوا آل داوود شكرًا] ولم يقل: قولوا آل داوود شكرًا، فدل على أن الشكر عملٌ وليس قول وحسب كما يظنه كثير من الناس.[/FONT]
[FONT="] ثم تأملوا أيضا: أنَّ هذه السرعة إنما هي سرعةٌ تُقَرِّبنا إلى آجالنا, وتُدنينا من لقاء ربنا, فينبغي للعاقل أنْ يعتبر, فإنه لا يعلم متى يكون انقضاءُ أجله, وموعدُ رحيله, فلا تُنسيه دنياه أُخراه, ولا يجترأ على ما يُغضب مولاه.[/FONT]
[FONT="] عباد الله: وإن مِن علامةِ قبولِ الحسنةِ الحسنةَ بعدها، وقد شرع الله-سبحانه-لنا في ختام الشهر أعمالا صالحة, نَجبر بها نقص صيامنا، ونزداد بها قربا إلى ربنا.[/FONT]
[FONT="] فأول ما شَرع لنا: التكبيرَ من غروب الشمس ليلةَ العيد إلى الصلاة, يجهر بها الرجال في المساجد والبيوت والأسواق، وتُسر بها النساء، نُكبر الله على ما هدانا ووفقنا له من الصيام والقيام, وغيرها من الطاعات؛ لأن الله-سبحانه-نص عليه في القرآن فقال: [وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]، فيسن التكبير المطلق, من غروب الشمس آخرَ يوم من رمضان, إلى أن يكبر الإمام لصلاة العيد، وصفته:[/FONT]
[FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1muhammadLOCALS~1Tempmsohtmlclip1 1clip_image002.gif[/IMG][/FONT]
[FONT="] وثانيها: زكاة الفطر:[/FONT]
[FONT="] والحكمة من وجوب زكاة الفطر, ما ذَكره ابن عباس-رضي الله عنها-قال: "فرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-زَكَاةَ الْفِطْرِ, طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ, وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ". فهي شكرٌ لله عز وجل على إتمام الشهر، وطُعمةٌ للمساكين في هذا اليوم, الذي هو يوم عيد وفرح وسرور, فكان من الحكمة أن يُعطَوا هذه الزكاة؛ من أجل أن يشاركوا غيرهم في الفرح والسرور، فيجب على كل مسلم, أن يُخرج يوم العيد وليلتَه صاعا من طعام, بشرط أن يكون هذا الصاع, زائدا عن حاجته وحاجة عياله وحاجاته الأصلية.[/FONT]
[FONT="] ولا يجوز إخراجها من النقود بحجة أن الفقير بحاجة إلى النقود، فالفقراء في كل وقت؛ في وقتنا ووقت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-بحاجة إلى النقود، ومع هذا فرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-زكاة الفطر صاعا من طعام، وزكاةُ الفطرِ عبادةٌ كالصلاة، لا يجوز أن نزيد فيها أو ننقص.[/FONT]
[FONT="] والفقير بعد ذلك حر في ماله يفعل فيه ما يشاء، إن شاء أخرجها مرة أخرى زكاة عن نفسه، أو باعها أو أكلها، كل ذلك جائز، ليس لأحد أن يتدخل فيه.[/FONT]
[FONT="] ويكون الطعام من طعام البلد المعتاد، فقد ثبت عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ-صلى الله عليه وآله وسلم-زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ, عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ, وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى, وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ. [/FONT]
[FONT="] فزكاة الفطر واجبة على الإنسان بنفسه, فتجب على الزوجة بنفسها، وعلى الأب بنفسه، وعلى الأبناء البالغين بأنفسهم، ولا يجب عليك أن تؤديها عن غيرك, إلا عن أولادك الصغار، وهي صاع من طعام فقط، وكلما كان الطعام أطيب كان أفضلَ وأعظمَ أجرًا لقوله-تعالى-: [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ]، والصاع يساوي في الوزن اثنين كيلو ونصف، والله أعلم.[/FONT]
[FONT="] ويستحب إخراج زكاة الفطر عن الجنين, لفعل عثمان-رضي الله عنه-.[/FONT]
[FONT="] ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين فقط, لما ثبت في الصحيح: "أن الصحابة-رضي الله عنهم-كَانُوا يُعْطُونَها قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ" رواه البخاري-رحمه الله تعالى-.[/FONT]
[FONT="] وأفضل وقتٍ لإخراجها: يوم العيد قبل صلاة العيد, لقول ابْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ"، ولا يُجزئ إخراجها بعد صلاة العيد من غير عذر، ومن فعل ذلك فهو آثم، ولا تعد بذلك زكاةَ فطرٍ بل صدقةً عاديةً. [/FONT]
[FONT="] وإذا أخرها لعذر، كما لو وكَّل أحدا في إخراجها عنه ولم يفعل, أو نسي إخراجها بنفسه، فهذا يقضيها غيرَ آثم، ولو بعد فوات أيام العيد، وذلك قياسا على الصلاة, لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". [/FONT]
[FONT="] والأصل أن تخرج الزكاة في نفس البلد، لكن لا بأس أن يُوَكِلَ من يخرج زكاةَ الفطر في بلده صاعًا من طعام لفقراء بلده وأقاربه، خاصة إذا كانوا أشد حاجة من فقراء البلد الذي صام فيه، فالأقربون أولى بالمعروف، لكن يرسلها مالا، وتُخرج طعاما.[/FONT]
[FONT="] وينبغي التنبيه على خطأ يقع فيه كثيرٌ من الآباء, حيثُ يُخرجون زكاة الفطر عن أبنائهم، ومن تحت ولايتهم من خدم أو سائقين دون علمهم، فينبغي إخبارهم حتى يستحضروا نية أداء الزكة فتسقط عنهم.[/FONT]
[FONT="] أما بعد: فقد سُئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله تعالى-عن حكم بيع الألعاب النارية وشرائها واستعمالها؟[/FONT]
[FONT="] فأجاب-رحمه الله-: "الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
[FONT="] الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام ، وذلك لوجهين:[/FONT]
[FONT="] الوجهِ الأول: أنها إضاعة للمال، وإضاعة المال محرمة، لنهي النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-عن ذلك.[/FONT]
[FONT="]والثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق، وهي حية لم تطفأ.[/FONT]
[FONT="]فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها" انتهى.[/FONT]
[FONT="]"مجموع الفتاوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" الصادرة من "مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة" (3/3)، وتاريخ الفتوى: 5/10/1413هـ، وقد أفتى الشيخ عبدالله المطلق فتوى صوت وصورة-وفقه الله على الشابكة-بمثل ذلك. [/FONT]
[FONT="] أيها الأحبة: ومما شُرع لنا في ختام الشهر صلاةُ العيد، فقد أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-أمته رجالا ونساءً، وأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد حتى الحائضات، ويعتزلن المصلى, مع أن البيوت للنساء خير فيما عدا هذه الصلاة، مما يدل على تأكد هذه الصلاة، بل لقد قال بعض العلماء: إن صلاة العيد فرض عين-واجبة على كل شخص-فيجب الخروج إليها.[/FONT]
[FONT="] ويسن أن يأكل الإنسان قبل الخروج إليها تمرات وترا, ثلاثا أو خمسا أو أكثر, يقطعها على وتر، لقول أنس بن مالك-رضي الله عنه-: "كان النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، يأكلهن وترا".[/FONT]
[FONT="] ويخرج إلى المصلى ماشيا لا راكبا إن تيسر؛ لقول علي ابن أبي طالب-رضي الله عنه-: "من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا، ويلبسَ المسلم أحسن ثيابه، ويكثرَ من ذكر الله ودعائه، ويؤديَ الصلاة بخشوع وحضور قلب، ويتذكرَ الموقف أمام الله حين يجمع الأولين والآخرين.[/FONT]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[FONT="]*رابط فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله تعالى-:[/FONT]
[FONT="]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24016[/FONT]
[FONT="]*رابط فتوى الشيخ عبدالله المطلق-حفظه الله تعالى-:[/FONT]
[FONT="]http://safeshare.tv/w/XBjLqpoJkj[/FONT]
[FONT="]فهذه خطبة(آخر جمعة في رمضان - شاملة -) تصرف فيها الشيخ ماجد بلال شربه جامع الغامدي بتبوك في خطبة الشيخ أحمد الطيار(ختام رمضان, والاعتبار في سرعة انقضائه, وصلاة العيد وزكاة الفطر 27-9- 1435)-حفظهما الله جميعًا-،فتصرفت فيها بتقديم أو تأخير أو زيادة أو حذف أو تسهيل أو تصحيح وأضفت إليها روابط فتاوى بعض أهل العلم في الطراطيع...ونسقتها على وورد بخط كبير(28)لتطبع كل أربع صفحات في ورقة، ثم تقص لتصبح في حجم الجيب، وأرفقتها مع الخطبة والله الموفق[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:[/FONT]
[FONT="] فيا أيها الإخوة، بالأمس القريب كُنَّا نستقبل شهر رمضان، وها هو قد أزف رحيله، وحان وداعه, فماذا أودعناه من العمل؟ فهنيئا لمن غُفر له فكان من المقبولين، وأسأل الله أن يتوب عليَّ وأمثالي من المفرطين المسيئين.[/FONT]
[FONT="] صعد النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-المنبر يوما فقال: "آمين" ثم قال: "أتاني جبريل فقال: رَغِمَ أنفُ من أدرك رمضان فلم يُغفر له، قل آمين، فقلت: آمين". [/FONT]
[FONT="] فيا من فرَّطتَ في هذا الشهر العظيم المبارك, وتكاسلت عن القيام وقراءة القرآن, أحسن فيما بقي من الشهر, فالعبرة بكمال النهايات, لا بنقص البدايات, فاجتهد فيما بقي من رمضان, فلا تدري متى تُدْرِكُكَ رحمةُ الله.[/FONT]
[FONT="] عن أبي ذر-رضي الله عنه-قال قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-: "مَن أحسن فيما بقِيَ؛ غُفرَ له ما مضَى، ومن أَساءَ فيما بقيَ؛ أُخِذَ بما مضَى وما بقيَ" رواه الطبراني وصححه الألباني-عليهما رحمة الله-.[/FONT]
[FONT="] فاستدرك ساعاته الباقية، ففيه كنوز غالية، وانطرح بين يدي ربك الغفور الرحيم الكريم، وسله من فضله فخزائِنُهُ مَلأى، ويداه سحَّاءُ الليل والنّهار، واغتنِم آخرَ ساعاتِه بالدّعاء فالأعمال بالخواتيم، فالله-سبحانه-يقول:[إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا]. [/FONT]
[FONT="] إخواني الكرام: أكثرنا يتعجب من سرعة انقضاء هذا الشهر, فما إنْ دخل وفرحنا به, حتى شارفنا على انتهائه, وهذه السرعةُ ما كانت لولا تيسير الله لنا, وإنعامه علينا بالأمن ورغد العيش, فهل مرّ شهر رمضان سريعا على من يعيش تحت وطأة الحروب، وهم يسمعون أصوات المدافع والطائرات ليل نهار, ويُصبحون ويُمسون على فَقْدِ حبيب أو إصابة قريب؟, هل مرّ شهر رمضان سريعا على مَن لا يكاد يجد قوت يومه؟ و لا يجد ما يسدّ جوعه وجوع أبنائه؟، ونحن نحار في أيِّ الطعام نأكل وقت الإفطار, وبأيِّ الأصناف نبدأ، فاللهم كن لإخواننا في غزة وفي بلاد الشام وفي كل مكان يا رب العالمين.[/FONT]
[FONT="] إن هذه النعم التي نتقلب فيها يجب علينا ألا نكون سببا في زوالها, ولا يكون ذلك إلا بشكر الله بطاعته, قال-تعالى-: [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ]، وقال-عز وجل-[اعملوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور]، وتأمل-أخي الكريم-قال:[اعملوا آل داوود شكرًا] ولم يقل: قولوا آل داوود شكرًا، فدل على أن الشكر عملٌ وليس قول وحسب كما يظنه كثير من الناس.[/FONT]
[FONT="] ثم تأملوا أيضا: أنَّ هذه السرعة إنما هي سرعةٌ تُقَرِّبنا إلى آجالنا, وتُدنينا من لقاء ربنا, فينبغي للعاقل أنْ يعتبر, فإنه لا يعلم متى يكون انقضاءُ أجله, وموعدُ رحيله, فلا تُنسيه دنياه أُخراه, ولا يجترأ على ما يُغضب مولاه.[/FONT]
[FONT="] عباد الله: وإن مِن علامةِ قبولِ الحسنةِ الحسنةَ بعدها، وقد شرع الله-سبحانه-لنا في ختام الشهر أعمالا صالحة, نَجبر بها نقص صيامنا، ونزداد بها قربا إلى ربنا.[/FONT]
[FONT="] فأول ما شَرع لنا: التكبيرَ من غروب الشمس ليلةَ العيد إلى الصلاة, يجهر بها الرجال في المساجد والبيوت والأسواق، وتُسر بها النساء، نُكبر الله على ما هدانا ووفقنا له من الصيام والقيام, وغيرها من الطاعات؛ لأن الله-سبحانه-نص عليه في القرآن فقال: [وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]، فيسن التكبير المطلق, من غروب الشمس آخرَ يوم من رمضان, إلى أن يكبر الإمام لصلاة العيد، وصفته:[/FONT]
[FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1muhammadLOCALS~1Tempmsohtmlclip1 1clip_image002.gif[/IMG][/FONT]
[FONT="] وثانيها: زكاة الفطر:[/FONT]
[FONT="] والحكمة من وجوب زكاة الفطر, ما ذَكره ابن عباس-رضي الله عنها-قال: "فرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-زَكَاةَ الْفِطْرِ, طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ, وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ". فهي شكرٌ لله عز وجل على إتمام الشهر، وطُعمةٌ للمساكين في هذا اليوم, الذي هو يوم عيد وفرح وسرور, فكان من الحكمة أن يُعطَوا هذه الزكاة؛ من أجل أن يشاركوا غيرهم في الفرح والسرور، فيجب على كل مسلم, أن يُخرج يوم العيد وليلتَه صاعا من طعام, بشرط أن يكون هذا الصاع, زائدا عن حاجته وحاجة عياله وحاجاته الأصلية.[/FONT]
[FONT="] ولا يجوز إخراجها من النقود بحجة أن الفقير بحاجة إلى النقود، فالفقراء في كل وقت؛ في وقتنا ووقت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-بحاجة إلى النقود، ومع هذا فرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-زكاة الفطر صاعا من طعام، وزكاةُ الفطرِ عبادةٌ كالصلاة، لا يجوز أن نزيد فيها أو ننقص.[/FONT]
[FONT="] والفقير بعد ذلك حر في ماله يفعل فيه ما يشاء، إن شاء أخرجها مرة أخرى زكاة عن نفسه، أو باعها أو أكلها، كل ذلك جائز، ليس لأحد أن يتدخل فيه.[/FONT]
[FONT="] ويكون الطعام من طعام البلد المعتاد، فقد ثبت عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ-صلى الله عليه وآله وسلم-زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ, عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ, وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى, وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ. [/FONT]
[FONT="] فزكاة الفطر واجبة على الإنسان بنفسه, فتجب على الزوجة بنفسها، وعلى الأب بنفسه، وعلى الأبناء البالغين بأنفسهم، ولا يجب عليك أن تؤديها عن غيرك, إلا عن أولادك الصغار، وهي صاع من طعام فقط، وكلما كان الطعام أطيب كان أفضلَ وأعظمَ أجرًا لقوله-تعالى-: [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ]، والصاع يساوي في الوزن اثنين كيلو ونصف، والله أعلم.[/FONT]
[FONT="] ويستحب إخراج زكاة الفطر عن الجنين, لفعل عثمان-رضي الله عنه-.[/FONT]
[FONT="] ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين فقط, لما ثبت في الصحيح: "أن الصحابة-رضي الله عنهم-كَانُوا يُعْطُونَها قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ" رواه البخاري-رحمه الله تعالى-.[/FONT]
[FONT="] وأفضل وقتٍ لإخراجها: يوم العيد قبل صلاة العيد, لقول ابْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ"، ولا يُجزئ إخراجها بعد صلاة العيد من غير عذر، ومن فعل ذلك فهو آثم، ولا تعد بذلك زكاةَ فطرٍ بل صدقةً عاديةً. [/FONT]
[FONT="] وإذا أخرها لعذر، كما لو وكَّل أحدا في إخراجها عنه ولم يفعل, أو نسي إخراجها بنفسه، فهذا يقضيها غيرَ آثم، ولو بعد فوات أيام العيد، وذلك قياسا على الصلاة, لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". [/FONT]
[FONT="] والأصل أن تخرج الزكاة في نفس البلد، لكن لا بأس أن يُوَكِلَ من يخرج زكاةَ الفطر في بلده صاعًا من طعام لفقراء بلده وأقاربه، خاصة إذا كانوا أشد حاجة من فقراء البلد الذي صام فيه، فالأقربون أولى بالمعروف، لكن يرسلها مالا، وتُخرج طعاما.[/FONT]
[FONT="] وينبغي التنبيه على خطأ يقع فيه كثيرٌ من الآباء, حيثُ يُخرجون زكاة الفطر عن أبنائهم، ومن تحت ولايتهم من خدم أو سائقين دون علمهم، فينبغي إخبارهم حتى يستحضروا نية أداء الزكة فتسقط عنهم.[/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية[/FONT]
[FONT="] فأجاب-رحمه الله-: "الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
[FONT="] الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام ، وذلك لوجهين:[/FONT]
[FONT="] الوجهِ الأول: أنها إضاعة للمال، وإضاعة المال محرمة، لنهي النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-عن ذلك.[/FONT]
[FONT="]والثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق، وهي حية لم تطفأ.[/FONT]
[FONT="]فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها" انتهى.[/FONT]
[FONT="]"مجموع الفتاوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" الصادرة من "مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة" (3/3)، وتاريخ الفتوى: 5/10/1413هـ، وقد أفتى الشيخ عبدالله المطلق فتوى صوت وصورة-وفقه الله على الشابكة-بمثل ذلك. [/FONT]
[FONT="] أيها الأحبة: ومما شُرع لنا في ختام الشهر صلاةُ العيد، فقد أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-أمته رجالا ونساءً، وأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد حتى الحائضات، ويعتزلن المصلى, مع أن البيوت للنساء خير فيما عدا هذه الصلاة، مما يدل على تأكد هذه الصلاة، بل لقد قال بعض العلماء: إن صلاة العيد فرض عين-واجبة على كل شخص-فيجب الخروج إليها.[/FONT]
[FONT="] ويسن أن يأكل الإنسان قبل الخروج إليها تمرات وترا, ثلاثا أو خمسا أو أكثر, يقطعها على وتر، لقول أنس بن مالك-رضي الله عنه-: "كان النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، يأكلهن وترا".[/FONT]
[FONT="] ويخرج إلى المصلى ماشيا لا راكبا إن تيسر؛ لقول علي ابن أبي طالب-رضي الله عنه-: "من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا، ويلبسَ المسلم أحسن ثيابه، ويكثرَ من ذكر الله ودعائه، ويؤديَ الصلاة بخشوع وحضور قلب، ويتذكرَ الموقف أمام الله حين يجمع الأولين والآخرين.[/FONT]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[FONT="]*رابط فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله تعالى-:[/FONT]
[FONT="]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24016[/FONT]
[FONT="]*رابط فتوى الشيخ عبدالله المطلق-حفظه الله تعالى-:[/FONT]
[FONT="]http://safeshare.tv/w/XBjLqpoJkj[/FONT]
المرفقات
آخر خطبة في رمضان-27-9-1435هـ-عدد من الشيوخ-الملتقى-بتصرف.doc
آخر خطبة في رمضان-27-9-1435هـ-عدد من الشيوخ-الملتقى-بتصرف.doc