الخسارة في أيام الربح ...
مشاري بن محمد
1436/11/27 - 2015/09/11 00:02AM
تُقبلُ علينا في الأيامِ القادمةِ خيرُ أيامِ الدنيا، وزهرتِها وقرةُ عينها ...
أيامُ العملِ الصالحِ، أيامُ المسارعةِ إلى الله، أيامٌ يحبُّ اللهُ فيها العملَ الصالحَ أكثرَ من غيرها ...
فما أكثرَتفريطنا وغفلتنا وانشغالنا ...
عشرةُ أيامٍ فقط ... كعمرِ أوراقِ الخريفِ، تتصرمُ كأنها يومٌ لا أيام ...
يا حسرةً على المفرطين ...
أيامٌ هي أفضلْ أيامِ السنة ، وإنها لأفضلُ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ عدا ليلةِ القدر ...
أيامٌ فيها خيرُ أيامنا ... فيها يومُ عرفةَ يومٌ يباهي فيه اللهُ الملائكةَ
وفيها يومُ النحرِ يومٌ فيه تراقُ القرباتُ إلى الله ...
فشمروا عبادَ الله، وحضوا أهلَكم واصبروا فإن للطاعةِ ثقلا ولها لذةٌ تدوم ... وما يلقاها إلا الذين صبروا ...
عبادَ اللهِ، هلْ تأملنا قولَ نبينا صلى الله عليه وسلم : (ما منٍ أيامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبَ إليهِ العملُ فيهن من هذهِ الأيامِ العشر،... )
يا عبد الله، يامن يُحب الله قد أقبلت إليك أيام العمل فيها أحب إلى الله ...
فوالله لو كانت شهرا أو شهرين لكانت يسيرة فكيف وهي عشرة أيام معلومة ... لا إله إلا الله
إن دعتك نفسك للمتعة واللهو فيها فسوف لها، وأجل شغلها فإن الأيام تفوت والدنيا مدركة لاتفوت ...
ألا وإن الضيف يستقبل استقبالا يليق به وإن من أحسن ما تُستقبلُ به هذهِ الأيامُ أن نستقبلها بـ
التوبة الصادقة :
يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وبـــالبعد عن المعاصي:
فإن لهذه الأيام فضلا يستدعي الوقوف والتأمل ... فكم هي رحمة الله واسعة أن جعل لنا من الأزمان ما يضاعف الأعمال والعمل هو العمل والصلاة هي الصلاة والذكر هو الذكر فاللهم لك الحمد على نعمك وكرمك وفضلك، على ما فضلتَ به هذه الأيامِ عن غيرها ...فمن فضلها:
1- أن الله تعالى أقسم بها:
قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) .ولا يقسم الله إلا بعظيم ...
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل يومين في السنة كلها ...
5- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره)أ.هـ
وفضلُ هذه الأيامِ من فضلِ الأعمالِ فيها ...
عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ
: (ما من أيامٌ العملُ الصالحُ فيها أحبُ إلى اللهِ من هذه الأيام ـ يعني أيامَ العشر ـ قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرجَ بنفسهِ ومالهِ ثمَّ لم يرجعْ من ذلكَ بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: فذكرتُ لهُ الأعمالَ فقالَ:
ما من أيام العملُ فيهنَّ أفضلُ من هذهِ العشرـ قالوا: يا رسولَ اللهِ، الجهادُ في سبيلِ الله؟ فأكبره.
فقال: ولا الجهادُ إلا أن يخرجَ رجلٌ بنفسهِ ومالهِ في سبيلِ الله، ثم تكونُ مهجةُ نفسهِ فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده من العمل في غيرها.
ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله،أو بأحدهما وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها. فالله أكبر ولله الحمد...
يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، وقدْ خصَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم صيامَ يومِ عرفةَ من بينِ أيامِ عشرِ ذي الحجةِ بمزيد عنايةٍ، وبينَ فضلِ صيامهِ فقالَ: (صيامُ يومِ عرفةَ احتسبُ على اللهِ أن يكفرَّ السنةَ التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النووي وقال: صيامُها مستحبٌ استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجلِ الأعمالِ وأعظمِها وأكثرِها فضلاً، وعليه أن يكثرَ منَ النوافلِ في هذهِ الأيامِ، فإنها من أفضلِ القرباتِ،...
4- التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والذكرُ:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحبُ للمسلمِ أن يجهرَ بالتكبيرِ في هذه الأيامِ ويرفعُ صوتهُ بالتكبيرِ، فعلامَ الحياءُ وإلى متى الخجلُ من رفعِ الصوتِ بالتكبير ...
ليكبِّرَ المرءُ في بيتهِ وفي خروجِه وفي مدرستهِ وفي عملهِ وفي كلِ أحيانه ...
علموا أطفالكم التكبير فإنهم إن رأوا جهركم جهروا مثلكم ...وإن أصح الصيغ فيه: "الله أكبر الله أكبر كبيرا ..."
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
....
عباد الله، ليبذلَ المرءُ طاقتهُ وجهدَهُ فسيأتي اليومُ الذي يقالُ فيه: "ما أسرعَ هذهِ الأيامِ انقضتْ، وما أسرعَ العيدَ وقدْ حلَ"...
وتذكر يا عبدالله أن المعين من الناس على العمل الصالح أقل منهم في رمضان مع كون هذه الأيام أفضل، فلا تلتفت للمثبطين ولا لغفلة الناس، فالمحروم من حرم خير هذه الأيام وثوابها والله المستعان...
وهناكَ أعمالٌ أخرى يستحبُ الإكثارْ منها في هذهِ الأيامِ بالإضافةِ إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءةَ القرآنِ وتعلمه ـ والاستغفارَ ـ وبرَ الوالدينِ ـ وصلةَ الأرحامِ والأقاربِ ـ وإفشاءَ السلامِ وإطعاَِ الطعامِ ـ والإصلاحَ بينَ الناسِ ـ والأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ ـ وحفظَ اللسانِ والفرجِ ـ والإحسانَ إلى الجيرانِ ـ وإكرامَ الضيفِ ـ والإنفاقَ في سبيلِ اللهِ ـ وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ـ والنفقةَ على الزوجةِ والعيالِ ـ وكفالةِ الأيتامِ ـ وزيارةَ المرضى ـ وقضاءَ حوائجِ الإخوانِ ـ والصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدمَ إيذاءَ المسلمينَ ـ والرفقَ بالرعيةِ ـ وصلةَ أصدقاءِ الوالدين ـ والدعاءَ للإخوانِ بظهرِ الغيبِ ـ وأداءَ الأماناتِ والوفاءَ بالعهدِ ـ والبرَ بالخالةِ والخالـِ وإغاثةَ الملهوفِ ـ وغضَ البصرِ عن محارمِ الله ـ وإسباغَ الوضوءِ ـ والمحافظةَ على السنن الراتبةِ ـ والحرصَ على صلاةِ العيدِ في المصلى ـ وذكرَ اللهِ عقبَ الصلواتِ ـ والحرصَ على الكسبِ الحلالِ ـ وإدخالَ السرورِ على المسلمينَ ـ والشفقةَ بالضعفاءِ ـ واصطناعَ المعروفِ والدلالةَ على الخيرِ ـ وسلامةَ الصدرٌ وتركَ الشحناءِ ـ وتعليمَ الأولادِ والبنات ـ والتعاونَ مع المسلمينَ فيما فيه خيرٌ
وغيرها كثير فمن رحمة الله أن أطلقَ العملَ وكلٌ ميسرٌ لما خلقَ له ... ومن فُتحَ له في شيء فليبادر ...
وللمرء أن ينوعَ العبادةَ خشيةَ السأمِ وأن يكثرَ من الذكرِ لأنه منصوصٌ عليهِ في الحديثِ وإنه ليسيرٌ عظيمٌ كبير ...
وليتذكرَ المضحي أن يستعدَّ قبلَ هذهِ الأيامِ، لأنهُ سيُمنعُ من الأخذِ من شعرهِ وجسدهِ حتى يذبح أضحيته ..
اللهم أتمَّ علينا نعمتَكَ ويسرْ لنا طاعتَكَ وسلمِ الحجاجَ وبلغهمْ مناهمْ ورجاهم وتقبل منا ومنهم
اللهم ...
.....
بارك الله لي ولكم ...
أيامُ العملِ الصالحِ، أيامُ المسارعةِ إلى الله، أيامٌ يحبُّ اللهُ فيها العملَ الصالحَ أكثرَ من غيرها ...
فما أكثرَتفريطنا وغفلتنا وانشغالنا ...
عشرةُ أيامٍ فقط ... كعمرِ أوراقِ الخريفِ، تتصرمُ كأنها يومٌ لا أيام ...
يا حسرةً على المفرطين ...
أيامٌ هي أفضلْ أيامِ السنة ، وإنها لأفضلُ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ عدا ليلةِ القدر ...
أيامٌ فيها خيرُ أيامنا ... فيها يومُ عرفةَ يومٌ يباهي فيه اللهُ الملائكةَ
وفيها يومُ النحرِ يومٌ فيه تراقُ القرباتُ إلى الله ...
فشمروا عبادَ الله، وحضوا أهلَكم واصبروا فإن للطاعةِ ثقلا ولها لذةٌ تدوم ... وما يلقاها إلا الذين صبروا ...
عبادَ اللهِ، هلْ تأملنا قولَ نبينا صلى الله عليه وسلم : (ما منٍ أيامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبَ إليهِ العملُ فيهن من هذهِ الأيامِ العشر،... )
يا عبد الله، يامن يُحب الله قد أقبلت إليك أيام العمل فيها أحب إلى الله ...
فوالله لو كانت شهرا أو شهرين لكانت يسيرة فكيف وهي عشرة أيام معلومة ... لا إله إلا الله
إن دعتك نفسك للمتعة واللهو فيها فسوف لها، وأجل شغلها فإن الأيام تفوت والدنيا مدركة لاتفوت ...
ألا وإن الضيف يستقبل استقبالا يليق به وإن من أحسن ما تُستقبلُ به هذهِ الأيامُ أن نستقبلها بـ
التوبة الصادقة :
يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وبـــالبعد عن المعاصي:
فإن لهذه الأيام فضلا يستدعي الوقوف والتأمل ... فكم هي رحمة الله واسعة أن جعل لنا من الأزمان ما يضاعف الأعمال والعمل هو العمل والصلاة هي الصلاة والذكر هو الذكر فاللهم لك الحمد على نعمك وكرمك وفضلك، على ما فضلتَ به هذه الأيامِ عن غيرها ...فمن فضلها:
1- أن الله تعالى أقسم بها:
قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) .ولا يقسم الله إلا بعظيم ...
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل يومين في السنة كلها ...
5- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره)أ.هـ
وفضلُ هذه الأيامِ من فضلِ الأعمالِ فيها ...
عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ
: (ما من أيامٌ العملُ الصالحُ فيها أحبُ إلى اللهِ من هذه الأيام ـ يعني أيامَ العشر ـ قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرجَ بنفسهِ ومالهِ ثمَّ لم يرجعْ من ذلكَ بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: فذكرتُ لهُ الأعمالَ فقالَ:
ما من أيام العملُ فيهنَّ أفضلُ من هذهِ العشرـ قالوا: يا رسولَ اللهِ، الجهادُ في سبيلِ الله؟ فأكبره.
فقال: ولا الجهادُ إلا أن يخرجَ رجلٌ بنفسهِ ومالهِ في سبيلِ الله، ثم تكونُ مهجةُ نفسهِ فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده من العمل في غيرها.
ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله،أو بأحدهما وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها. فالله أكبر ولله الحمد...
يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، وقدْ خصَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم صيامَ يومِ عرفةَ من بينِ أيامِ عشرِ ذي الحجةِ بمزيد عنايةٍ، وبينَ فضلِ صيامهِ فقالَ: (صيامُ يومِ عرفةَ احتسبُ على اللهِ أن يكفرَّ السنةَ التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النووي وقال: صيامُها مستحبٌ استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجلِ الأعمالِ وأعظمِها وأكثرِها فضلاً، وعليه أن يكثرَ منَ النوافلِ في هذهِ الأيامِ، فإنها من أفضلِ القرباتِ،...
4- التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والذكرُ:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحبُ للمسلمِ أن يجهرَ بالتكبيرِ في هذه الأيامِ ويرفعُ صوتهُ بالتكبيرِ، فعلامَ الحياءُ وإلى متى الخجلُ من رفعِ الصوتِ بالتكبير ...
ليكبِّرَ المرءُ في بيتهِ وفي خروجِه وفي مدرستهِ وفي عملهِ وفي كلِ أحيانه ...
علموا أطفالكم التكبير فإنهم إن رأوا جهركم جهروا مثلكم ...وإن أصح الصيغ فيه: "الله أكبر الله أكبر كبيرا ..."
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
....
عباد الله، ليبذلَ المرءُ طاقتهُ وجهدَهُ فسيأتي اليومُ الذي يقالُ فيه: "ما أسرعَ هذهِ الأيامِ انقضتْ، وما أسرعَ العيدَ وقدْ حلَ"...
وتذكر يا عبدالله أن المعين من الناس على العمل الصالح أقل منهم في رمضان مع كون هذه الأيام أفضل، فلا تلتفت للمثبطين ولا لغفلة الناس، فالمحروم من حرم خير هذه الأيام وثوابها والله المستعان...
وهناكَ أعمالٌ أخرى يستحبُ الإكثارْ منها في هذهِ الأيامِ بالإضافةِ إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءةَ القرآنِ وتعلمه ـ والاستغفارَ ـ وبرَ الوالدينِ ـ وصلةَ الأرحامِ والأقاربِ ـ وإفشاءَ السلامِ وإطعاَِ الطعامِ ـ والإصلاحَ بينَ الناسِ ـ والأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ ـ وحفظَ اللسانِ والفرجِ ـ والإحسانَ إلى الجيرانِ ـ وإكرامَ الضيفِ ـ والإنفاقَ في سبيلِ اللهِ ـ وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ـ والنفقةَ على الزوجةِ والعيالِ ـ وكفالةِ الأيتامِ ـ وزيارةَ المرضى ـ وقضاءَ حوائجِ الإخوانِ ـ والصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدمَ إيذاءَ المسلمينَ ـ والرفقَ بالرعيةِ ـ وصلةَ أصدقاءِ الوالدين ـ والدعاءَ للإخوانِ بظهرِ الغيبِ ـ وأداءَ الأماناتِ والوفاءَ بالعهدِ ـ والبرَ بالخالةِ والخالـِ وإغاثةَ الملهوفِ ـ وغضَ البصرِ عن محارمِ الله ـ وإسباغَ الوضوءِ ـ والمحافظةَ على السنن الراتبةِ ـ والحرصَ على صلاةِ العيدِ في المصلى ـ وذكرَ اللهِ عقبَ الصلواتِ ـ والحرصَ على الكسبِ الحلالِ ـ وإدخالَ السرورِ على المسلمينَ ـ والشفقةَ بالضعفاءِ ـ واصطناعَ المعروفِ والدلالةَ على الخيرِ ـ وسلامةَ الصدرٌ وتركَ الشحناءِ ـ وتعليمَ الأولادِ والبنات ـ والتعاونَ مع المسلمينَ فيما فيه خيرٌ
وغيرها كثير فمن رحمة الله أن أطلقَ العملَ وكلٌ ميسرٌ لما خلقَ له ... ومن فُتحَ له في شيء فليبادر ...
وللمرء أن ينوعَ العبادةَ خشيةَ السأمِ وأن يكثرَ من الذكرِ لأنه منصوصٌ عليهِ في الحديثِ وإنه ليسيرٌ عظيمٌ كبير ...
وليتذكرَ المضحي أن يستعدَّ قبلَ هذهِ الأيامِ، لأنهُ سيُمنعُ من الأخذِ من شعرهِ وجسدهِ حتى يذبح أضحيته ..
اللهم أتمَّ علينا نعمتَكَ ويسرْ لنا طاعتَكَ وسلمِ الحجاجَ وبلغهمْ مناهمْ ورجاهم وتقبل منا ومنهم
اللهم ...
.....
بارك الله لي ولكم ...
مشاري بن محمد
تقبلُ علينا في الأيامِ القادمةِ خيرُ أيامِ الدنيا، وزهرتِها وقرةُ عينها ...
أيامُ العملِ الصالحِ، أيامُ المسارعةِ إلى الله، أيامٌ يحبُّ اللهُ فيها العملَ الصالحَ أكثرَ من غيرها ...
فما أكثرَتفريطنا وغفلتنا وانشغالنا ...
عشرةُ أيامٍ فقط ... كعمرِ أوراقِ الخريفِ، تتصرمُ كأنها يومٌ لا أيام ...
يا حسرةً على المفرطين ...
أيامٌ هي أفضلْ أيامِ السنة ، وإنها لأفضلُ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ عدا ليلةِ القدر ...
أيامٌ فيها خيرُ أيامنا ... فيها يومُ عرفةَ يومٌ يباهي فيه اللهُ الملائكةَ
وفيها يومُ النحرِ يومٌ فيه تراقُ القرباتُ إلى الله ...
فشمروا عبادَ الله، وحضوا أهلَكم واصبروا فإن للطاعةِ ثقلا ولها لذةٌ تدوم ... وما يلقاها إلا الذين صبروا ...
عبادَ اللهِ، هلْ تأملنا قولَ نبينا صلى الله عليه وسلم :(ما منٍ أيامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبَ إليهِ العملُ فيهن من هذهِ الأيامِ العشر،... )
يا من عبد الله، يامن يُحب الله قد أقبلت إليك أيام العمل فيها أحب إلى الله ...
فوالله لو كانت شهرا أو شهرين لكانت يسيرة فكيف وهي عشرة أيام معلومة ... لا إله إلا الله
إن دعتك نفسك للمتعة واللهو فيها فسوف لها، وأجل شغلها فإن الأيام تفوت والدنيا مدركة لاتفوت ...
ألا وإن الضيف يستقبل استقبالا يليق به وإن من أحسن ما تُستقبلُ به هذهِ الأيامُ أن نستقبلها بـ التوبة الصادقة :
يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وبـــالبعد عن المعاصي:
فإن لهذه الأيام فضلا يستدعي الوقوف والتأمل ... فكم هي رحمة الله واسعة أن جعل لنا من الأزمان ما يضاعف الأعمال والعمل هو العمل والصلاة هي الصلاة والذكر هو الذكر فاللهم لك الحمد على نعمك وكرمك وفضلك، على ما فضلتَ به هذه الأيامِ عن غيرها ...فمن فضلها:
1- أن الله تعالى أقسم بها:
قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) .ولا يقسم الله إلا بعظيم ...
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل يومين في السنة كلها ...
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره)أ.هـ
وفضلُ هذه الأيامِ من فضلِ الأعمالِ فيها ...
عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ: (ما من أيامٌ العملُ الصالحُ فيها أحبُ إلى اللهِ من هذه الأيام ـ يعني أيامَ العشر ـ قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرجَ بنفسهِ ومالهِ ثمَّ لم يرجعْ من ذلكَ بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: فذكرتُ لهُ الأعمالَ فقالَ: ما من أيام العملُ فيهنَّ أفضلُ من هذهِ العشرـ قالوا: يا رسولَ اللهِ، الجهادُ في سبيلِ الله؟ فأكبره.
فقال: ولا الجهادُ إلا أن يخرجَ رجلٌ بنفسهِ ومالهِ في سبيلِ الله، ثم تكونُ مهجةُ نفسهِ فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله،أو بأحدهما وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها. فالله أكبر ولله الحمد...
يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، وقدْ خصَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم صيامَ يومِ عرفةَ من بينِ أيامِ عشرِ ذي الحجةِ بمزيد عنايةٍ، وبينَ فضلِ صيامهِ فقالَ: (صيامُ يومِ عرفةَ احتسبُ على اللهِ أن يكفرَّ السنةَ التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النووي وقال: صيامُها مستحبٌ استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجلِ الأعمالِ وأعظمِها وأكثرِها فضلاً، وعليه أن يكثرَ منَ النوافلِ في هذهِ الأيامِ، فإنها من أفضلِ القرباتِ،...
4- التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والذكرُ:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحبُ للمسلمِ أن يجهرَ بالتكبيرِ في هذه الأيامِ ويرفعُ صوتهُ بالتكبيرِ، فعلامَ الحياءُ وإلى متى الخجلُ من رفعِ الصوتِ بالتكبير ...
ليكبِّرَ المرءُ في بيتهِ وفي خروجِه وفي مدرستهِ وفي عملهِ وفي كلِ أحيانه ...
علموا أطفالكم التكبير فإنهم إن رأوا جهركم جهروا مثلكم ...وإن أصح الصيغ فيه: "الله أكبر الله أكبر كبيرا ..."
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
....
عباد الله، ليبذلَ المرءُ طاقتهُ وجهدَهُ فسيأتي اليومُ الذي يقالُ فيه: "ما أسرعَ هذهِ الأيامِ انقضتْ، وما أسرعَ العيدَ وقدْ حلَ"...
وتذكر يا عبدالله أن المعين من الناس على العمل الصالح أقل منهم في رمضان مع كون هذه الأيام أفضل، فلا تلتفت للمثبطين ولا لغفلة الناس، فالمحروم من حرم خير هذه الأيام وثوابها والله المستعان...
وهناكَ أعمالٌ أخرى يستحبُ الإكثارْ منها في هذهِ الأيامِ بالإضافةِ إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءةَ القرآنِ وتعلمه ـ والاستغفارَ ـ وبرَ الوالدينِ ـ وصلةَ الأرحامِ والأقاربِ ـ وإفشاءَ السلامِ وإطعاَِ الطعامِ ـ والإصلاحَ بينَ الناسِ ـ والأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ ـ وحفظَ اللسانِ والفرجِ ـ والإحسانَ إلى الجيرانِ ـ وإكرامَ الضيفِ ـ والإنفاقَ في سبيلِ اللهِ ـ وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ـ والنفقةَ على الزوجةِ والعيالِ ـ وكفالةِ الأيتامِ ـ وزيارةَ المرضى ـ وقضاءَ حوائجِ الإخوانِ ـ والصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدمَ إيذاءَ المسلمينَ ـ والرفقَ بالرعيةِ ـ وصلةَ أصدقاءِ الوالدين ـ والدعاءَ للإخوانِ بظهرِ الغيبِ ـ وأداءَ الأماناتِ والوفاءَ بالعهدِ ـ والبرَ بالخالةِ والخالـِ وإغاثةَ الملهوفِ ـ وغضَ البصرِ عن محارمِ الله ـ وإسباغَ الوضوءِ ـ والمحافظةَ على السنن الراتبةِ ـ والحرصَ على صلاةِ العيدِ في المصلى ـ وذكرَ اللهِ عقبَ الصلواتِ ـ والحرصَ على الكسبِ الحلالِ ـ وإدخالَ السرورِ على المسلمينَ ـ والشفقةَ بالضعفاءِ ـ واصطناعَ المعروفِ والدلالةَ على الخيرِ ـ وسلامةَ الصدرٌ وتركَ الشحناءِ ـ وتعليمَ الأولادِ والبنات ـ والتعاونَ مع المسلمينَ فيما فيه خيرٌ
وغيرها كثير فمن رحمة الله أن أطلقَ العملَ وكلٌ ميسرٌ لما خلقَ له ... ومن فُتحَ له في شيء فليبادر ...
وللمرء أن ينوعَ العبادةَ خشيةَ السأمِ وأن يكثرَ من الذكرِ لأنه منصوصٌ عليهِ في الحديثِ وإنه ليسيرٌ عظيمٌ كبير ...
وليتذكرَ المضحي أن يستعدَّ قبلَ هذهِ الأيامِ، لأنهُ سيُمنعُ من الأخذِ من شعرهِ وجسدهِ حتى يذبح أضحيته ..
اللهم أتمَّ علينا نعمتَكَ ويسرْ لنا طاعتَكَ وسلمِ الحجاجَ وبلغهمْ مناهمْ ورجاهم وتقبل منا ومنهم
اللهم ...
.....
عباد الله إن الله يأمر بالعدل ...
تعديل التعليق