الحياة مع القرآن

الحياة مع القرآن 
أسعد حياة 🤍🌱 
 
الخطبة الأولى :
 
الحمد لله الذي علم القرآن، وخلق الإنسان ، وعلمه البيان، أنزل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا؛ نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
 
أما بعد:
 
نسأل أنفسنا سؤالا
هل نحن سعداء!؟
أم نحن أشقياء؟؟
 
فما من واحد منا إلا وقد كتب عليه عند نفخ الروح فيه أهو شقي أم سعيد..
 
فإذا أردت أن تعرف الجواب!
فانظر إلى حالك مع القرآن
الذي هو مصدر سعادة العبد في هذه الحياة.
فإن الله عز وجل قد قال :
( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
فالقرآن؛ كتاب الله العظيم 
وهو ربيع القلب
وانشراح الصدر
ونور الهداية وبركة الإنجاز والعمل.. 
نعم!! 
هذا القرآن الذي بين أيدينا
 هو حبل الله المتين 
علاقتك بالله مرتبطة 
بعلاقتك بهذا الكتاب العظيم 
ربط الله به السعادة 
ورتب عليه الرفعة
قال ﷺ : 
( إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.) رواه مسلم. 
فمن أخذ به ارتفع وإن صغر في سنه!
ياللعجب كم تعجب والله! 
من تغير أحوال أصحاب القرآن 
بعد أن صاحبوا القرآن.. 
ذلك الشخص الذي كان مشتتا في حياته 
يعيش بملل، يمضي بإحباط.. 
ضائق الصدر.. 
متكدر الخاطر.. 
ضعيف الهمة
قليل التركيز..
سيئ الخُلق..
يقرر في يوم ما 
أن يبدأ حياته مع القرآن 
يقرر أن يحفظه أن يتلوه 
أن يعيش بالقرب منه.. 
لا يمر عليه اليوم إلا ومر على القرآن 
يرد عليه ليحيى قلبه 
كما يرد الواحد منا على الماء
 ليحيى جسده. 
أنظر ماذا يحصل في حياته بعد
أن يصاحب القرآن 💛 🍃 
يتغير، يتحسن، يتقوّم
يرتاح، يطمئن، يتوفق
يتبارك وقته وعمله وعمره.. 
يهتدي، يرتقي.. 
ولا يزال العبد يقرأه فيرقى
ثم يقرأه فيرقى ثم يقرأه فيرقى 
حتى يرتقي في درجات الجنات يوم القيامة. 
قال رسول الله صلي اله عليه وسلم : ( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. 
 
أقول قولي هذا،
وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم عن تقصيرنا في حق القرآن فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 
 
الخطبة الثانية 
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. 
أحمدُه تعالى وأشكرُه، أتمَّ علينا نعمتَه ورضيَ لنا الإسلامَ دِينا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، من كان خُلقه القرآن، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على خطاهم إلى يوم الدين.
أما بعد :
فيا أخي الكريم، ليكن اليومَ عليكَ يومٌ جميل، بأن تقرر بأن تبدأ صفحة جديدة مع القرآن،
 لتقرأه في كل يوم ولو بالقليل..
وإن شئت أن تزيد، فزد.. 
واقرأ بقدر ما تريد من السعادة
ولا تغفل التدبر والتعقل والتأمل 
فأنت تقرأ أعظم كلام 
وتمر على كلام الواحد الديان 
العلي العظيم الرحمان المنان
قال تعالى:
 ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
وهنيئا لك الأجور العظيمة 
فكل آية تحمل كما عظيما 
من الأجور والحسنات. 
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتاب الله فَلَهُ حَسَنَة، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمْثَالِها، لا أقول: ألم حَرفٌ، ولكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ». [رواه الترمذي ]
 
ووصيتي لك
 بأن تحدد وقتا ثابتا 
تخصصه للقرآن
ولا تجعله تائه في يومك
بل اضبطه بوقت ثابت
وعامله معاملة الطعام والشراب
الذي لا يخلو منه يومك
فإن الجسد يحيى بالطعام
وإن القلب ليحيا بالقرآن
 
اللهم ردنا إلى القرآن ردا جميلا
اللهم وفقنا لأن نصاحبه حقا وصدقا
اللهم ادفع عنا بالقرآن الشرور
اللهم يسر لنا حفظه وتلاوته والعمل به والدعوة إليه.
اللهم يسر لأبنائنا حفظ القرآن
ووفقهم للالتحاق بحلق القرآن
واجعلنا ممن ألبسوهم أبنائهم تاج الوقار وحلة الكرامة يارب العالمين.
اللهم ولي أمرنا وولي عهده لكل خير
اللهم احفظهم ووفقهم وسددهم
اللهم اجعلنا وإياهم للقرآن خادمين
وله داعين وعلى نهجه سائرين
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصّلاةُ والسّلام: مَن صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. فاذكروا اللهَ العظيمَ يَذكرْكم، واشكروه على آلائِه ونعمِه يَزدْكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
المرفقات

1716463017_الحياة مع القران _240523_141520.pdf

المشاهدات 556 | التعليقات 0