الحياة الطيبة-4-7-1436هـ-محمد راتب النابلسي-موسوعة النابلسي-بتصرف
محمد بن سامر
1436/07/04 - 2015/04/23 21:35PM
[align=justify]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:
فيا أيها الإخوة، يقولُ اللهُ-تباركَ وتعالى-في كتابِه الكريمِ: [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ].
فما هيَ هذِهِ الحياةُ الطيبةُ التي أشارتْ إليها هذِهِ الآيةُ الكريمةُ؟ أهيَ في سلامةِ الجسمِ من الأمراضِ والعاهاتِ؟ أم في طهارةِ النفسِ من الشوائبِ والنزواتِ؟ وهل هيَ في توافرِ حاجاتِ الجسدِ من طعامٍ وشرابٍ؟ أم في توافرِ حاجاتِ النفسِ من سموٍ وسكينةٍ؟ وهلْ هيَ في جمعِ الدرهمِ والدينارِ ثم الانغماسِ في المُتَعِ والملذاتِ الحسيةِ؟ أم في تزكيةِ النفسِ وتحليتِها بالفضائلِ الإنسانيةِ، والسموِ بها بالصلةِ باللهِ؟
أعزائي: الحياةُ الطيبةُ ليستْ عروقًا تنبضُ فيها الدماءُ، ولا أعصابًا تنتقلُ عبرَها الأحاسيسُ فحسبُ، ولكنها قلوبٌ عرفتْ ربَها فاستغنتْ به عمنْ سواه، ونفوسٌ سمتْ إليه فذابتْ في محبتِه.
الحياةُ الطيبةُ تحريرُ النفسِ منْ قيودِ المادةِ وأغلالِ الشهواتِ، ثم تسبيحُها لمالكِ الأرضِ والسماواتِ.
الحياةُ الطيبةُ سموُ الإنسانِ عن حاجاتِ جسدِه الفاني دونَ أنْ يهملَها، والاستجابةُ لحاجاتِ نفسِه المباحةِ دونَ أنْ ينسى حقوقَ الآخرينَ.
الحياةُ الطيبةُ لا تنقصُ بنقصِ صحةِ الجسدِ، ولكنها تزيدُ بزيادةِ إقبالِ النفسِ على الربِّ.
الحياةُ الطيبةُ لا تنتهي بالموتِ، بل تبلغُ قمتَها وذِروتَها وأوجَها به.
الحياةُ الطيبةُ لا تضمنُها أعراضٌ زائلةٌ كالمالِ والسلطانِ، ولكن يضمنُها ربٌّ كريمٌ بيدِه مقاليدُ السماواتِ والأرضِ و نواصي الخلقِ أجمعين.
وفوق ذلك الحياةُ الطيبةُ راحةُ بالٍ، وعافيةُ بدنٍ، وتوافرُ حاجةٍ، وسموُ مكانةٍ، وطيبُ زوجةٍ، وصلاحُ ذُريةٍ.
قال-تعالى-: [مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا]، ويقول عليُّ بنُ أبي طالبٍ-رضي اللهُ عنه-: "خُلقتِ الملائكةُ من عقلٍ بلا شهوةٍ، وخُلقتِ الحيواناتُ من شهوةِ بلا عقلٍ، و خُلِقَ الإنسانُ من شهوةٍ وعقلٍ، فإنْ سما عقلُه على شهوتِه أصبح أفضلَ من الملائكةِ، وإنْ سمتْ شهوتُه على عقلِه أصبحَ أقلَّ من الحيوانِ".
وجاءَ في الأثرِ: "إنَّ اللهَ-تعالى-يباهي بالشابِ العابدِ الملائكةَ يقولُ: انظروا إلى عبدي، تركَ شهوتَه مِنْ أجلي".
أجل هذه هي الحياةُ الطيبةُ في الدنيا الفانيةِ، أما الحياةُ العليا في الآخرةِ الباقيةِ فدعْكَ من وصفِها لأنه لا سبيلَ إليهِ، عن أبي هريرةَ-رضي اللهُ عنهُ-قال: قال رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ: قال اللهُ-عزَّ وجلَّ-: "أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، واقرؤوا إنْ شئتمْ: [فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]، قال-تعالى-: [وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ].
أيها الإخوةُ الكرامُ؛ حاسبوا أنفسَكم قبلَ أنْ تُحاسبوا، وصِلوا ما بينَكم وبينَ ربِكم تسعدوا، واعلموا أنَّ ملَكَ الموتِ قدْ تخطانا إلى غيرِنا، وسيتخطى غيرَنا إلينا، فالحذرَ الحذرَ، فالكيِّسُ العاقلُ من دانَ نفسَه وحاسبَها، وعملَ لما بعدَ الموتِ، والعاجزُ منْ أَتْبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على اللهِ الأماني...[/align]
فيا أيها الإخوة، يقولُ اللهُ-تباركَ وتعالى-في كتابِه الكريمِ: [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ].
فما هيَ هذِهِ الحياةُ الطيبةُ التي أشارتْ إليها هذِهِ الآيةُ الكريمةُ؟ أهيَ في سلامةِ الجسمِ من الأمراضِ والعاهاتِ؟ أم في طهارةِ النفسِ من الشوائبِ والنزواتِ؟ وهل هيَ في توافرِ حاجاتِ الجسدِ من طعامٍ وشرابٍ؟ أم في توافرِ حاجاتِ النفسِ من سموٍ وسكينةٍ؟ وهلْ هيَ في جمعِ الدرهمِ والدينارِ ثم الانغماسِ في المُتَعِ والملذاتِ الحسيةِ؟ أم في تزكيةِ النفسِ وتحليتِها بالفضائلِ الإنسانيةِ، والسموِ بها بالصلةِ باللهِ؟
أعزائي: الحياةُ الطيبةُ ليستْ عروقًا تنبضُ فيها الدماءُ، ولا أعصابًا تنتقلُ عبرَها الأحاسيسُ فحسبُ، ولكنها قلوبٌ عرفتْ ربَها فاستغنتْ به عمنْ سواه، ونفوسٌ سمتْ إليه فذابتْ في محبتِه.
الحياةُ الطيبةُ تحريرُ النفسِ منْ قيودِ المادةِ وأغلالِ الشهواتِ، ثم تسبيحُها لمالكِ الأرضِ والسماواتِ.
الحياةُ الطيبةُ سموُ الإنسانِ عن حاجاتِ جسدِه الفاني دونَ أنْ يهملَها، والاستجابةُ لحاجاتِ نفسِه المباحةِ دونَ أنْ ينسى حقوقَ الآخرينَ.
الحياةُ الطيبةُ لا تنقصُ بنقصِ صحةِ الجسدِ، ولكنها تزيدُ بزيادةِ إقبالِ النفسِ على الربِّ.
الحياةُ الطيبةُ لا تنتهي بالموتِ، بل تبلغُ قمتَها وذِروتَها وأوجَها به.
الحياةُ الطيبةُ لا تضمنُها أعراضٌ زائلةٌ كالمالِ والسلطانِ، ولكن يضمنُها ربٌّ كريمٌ بيدِه مقاليدُ السماواتِ والأرضِ و نواصي الخلقِ أجمعين.
وفوق ذلك الحياةُ الطيبةُ راحةُ بالٍ، وعافيةُ بدنٍ، وتوافرُ حاجةٍ، وسموُ مكانةٍ، وطيبُ زوجةٍ، وصلاحُ ذُريةٍ.
قال-تعالى-: [مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا]، ويقول عليُّ بنُ أبي طالبٍ-رضي اللهُ عنه-: "خُلقتِ الملائكةُ من عقلٍ بلا شهوةٍ، وخُلقتِ الحيواناتُ من شهوةِ بلا عقلٍ، و خُلِقَ الإنسانُ من شهوةٍ وعقلٍ، فإنْ سما عقلُه على شهوتِه أصبح أفضلَ من الملائكةِ، وإنْ سمتْ شهوتُه على عقلِه أصبحَ أقلَّ من الحيوانِ".
وجاءَ في الأثرِ: "إنَّ اللهَ-تعالى-يباهي بالشابِ العابدِ الملائكةَ يقولُ: انظروا إلى عبدي، تركَ شهوتَه مِنْ أجلي".
أجل هذه هي الحياةُ الطيبةُ في الدنيا الفانيةِ، أما الحياةُ العليا في الآخرةِ الباقيةِ فدعْكَ من وصفِها لأنه لا سبيلَ إليهِ، عن أبي هريرةَ-رضي اللهُ عنهُ-قال: قال رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ: قال اللهُ-عزَّ وجلَّ-: "أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، واقرؤوا إنْ شئتمْ: [فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]، قال-تعالى-: [وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ].
الخطبة الثانية
المرفقات
الحياة الطيبة-4-7-1436هـ-محمد راتب النابلسي-موسوعة النابلسي-بتصرف.doc
الحياة الطيبة-4-7-1436هـ-محمد راتب النابلسي-موسوعة النابلسي-بتصرف.doc
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
اختيار بصير وحكيم ومثل هذه المواضيع ينبغي أن تكون أكثر نشرا وحضورا في مجتمع غلبت عليه المادية وزعمت بظنها أن السعادة فيما تلبسه وتأكله وتشربه وتسكنه وتنكحه وما كسبت جراء ذلك إلا الشقاء، لا حرمت الأجر والمثوبة ونفع الله بك مزيد من الحضور حبيبنا الرامز لاسمه المحب لأمة الإسلام.
تعديل التعليق