الحياة الطيّبة . . من هنا الطريق

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/28 - 2013/04/09 05:52AM
[font="]الحياة الطيبة . . من هنا الطريق[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="][الاستفتاح بما تيسّر ]،ثم أما بعد[/font][font="]: [/font]
[font="]قال الله تعالى:[/font][font="]﴿[/font] [font="]فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى([/font][font="]123[/font][font="])وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى([/font][font="]124[/font][font="])قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا([/font][font="]125[/font][font="])قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى[/font][font="]﴾[/font][font="]([/font][font="]طه:123-126[/font][font="]).[/font]
[font="]أيها الإخوة في الله :[/font]
[font="] هذا خطاب من الله تعالى لجميع بني آدم ، فيه قضاءٌ قضاه الله [/font][font="][font="]u[/font][/font][font="] على العباد لا نزال نرى مصداقه في النفوس والبيوت والمجتمعات و الأمم : [/font]
[font="] من اهتدى بالهدى والعلم الذي جاءت به الرسل عليهم السلام في الكتاب العزيز والسنن المطهَّرة، من اهتدى بجميع ذلك ، وحكَّم ذلك في نفسه وبيته وواقع حياته وعلاقاته وجد الثقة والسعادة والطمأنينة في الحياة، وعصمه الله من التيه والضلال والحيرة ، قال الله تعالى:[/font][font="]﴿[/font][font="] فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى[/font][font="] ﴾[/font][font="] . . مع ما يدخره له المولى [/font][font="][font="]u[/font][/font][font="] من النعيم المقيم في الآخرة ، كما قال الله تعالى:[/font][font="]﴿[/font] [font="]مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونْ[/font][font="]﴾[/font][font="]([/font][font="]النحل:97[/font][font="]).[/font]
[font="] [/font][font="]فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة[/font][font="] [/font][font="]: طيّبةً في النفس ولا يهم إن كانت ناعمةً رغدةً بالمال والجمال والولد والجاه أو لم تكن ، فالسعادة في نهايتها نفسيةٌ . . داخلية . . كانت تلك الأعراض أو لم تكن . .[/font][font="] ! ، فكم من صاحب مال سبب شقائه مالُه . . وكم من صاحب جمال سبب شقائه جماله . . وكم من صاحب أولاد كثيرين وسبب شقائه أولاده . . وكم من صاحب شهرة وسلطان سبب شقائه شهرته وجاهه . . ؟![/font][font="] ، فالسعادة في النهاية نفسية شعورية . . [/font]![font="] [/font]
[font="] [/font][font="]وفي المقابل[/font][font="] [/font][font="]- معشر المؤمنين - : من ترك الاهتداء بالكتاب العزيز والسنن المطهرة ، وهجر تحكيمها في نفسه وبيته وواقع حياته وعلاقاته ؛ جمع الله له بين شقاء الدنيا والآخرة ، في الدنيا بالهموم والغموم والنكد والقلق، وفقدان حلاوة الحياة وسعادتها ، فلا يحس مع قلقه وشقائه النفسي بحلاوة نعمة المال و الجمال ، والولد والسلطان، بل تجدها هي أسبابُ شقائه في الدنيا، مع ما ينتظره في القبر ،وما بعده من الحساب و العذاب الأليم . . [/font][font="]![/font][font="][/font]
[font="] أيها الإخوة في الله :[/font]
[font="] حريٌّ بمن أراد مصلحته أن يقف مع هذه الآيات وقفة تفكر وتدبُّر: :[/font][font="]﴿[/font] [font="]فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123)وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[/font][font="]﴾[/font][font="][/font]
[font="]انظر أخي المسلم في حياة أصحاب الصورة الأولى والثانية ، هل يستوون . . ؟[/font][font="]! [/font][font="] أبدًا لا يستوون . . [/font][font="]![/font][font="] [/font]
[font="] انظر في صلاح أبناء الأوَّلين ونقاء نفوسهم ولو مع فقرهم وحاجتهم تجد السببَ في الاهتداء بالقرآن والسنة من أول يوم في نفوس الوال[/font][font="]ِدِ[/font][font="]ين وبيوتهم وعلاقاتهم . .[/font][font="] ![/font][font="]، حياةٌ ليس فيها الحرام ولا الآثام ، فكانت السعادة والثقة والراحة والسّترُ في الدنيا والآخرة . . [/font]
[font="] وانظر في فساد أبناء الآخَرٍينَ وشكوى أوليائهم من انحرافهم وترك طاعتهم تجد السبب في إعراض البيت من أول أيَّامه عن هدي القرآن والسنة في التربية والعلاقات . .[/font][font="]![/font][font="]، حياةٌ تتقلب في الحرام في السمع والبصر والطعام والتربية، فذهبت البركة والسعادة والثقة والراحة والسّتر . .[/font][font="]![/font][font="] [/font]
[font="] ألقِ سمعكَ إلى ضجيج الأزواج والزوجات في البيوت ونزاعهم . . انظر إلى هجرهم للقصور التي بنوها بالملايين . . واستمع إلى شكوى وبكاء النساء من الأولاد والبنات فإذا سبب جميع ذلك : إعراضٌ عن الدين وحياةٌ تتقلب في الحرام من أول يوم في السمع والبصر والطعام والتربية ، فذهبت البركة والسعادة والثقة والراحة والسّتر . .[/font][font="]![/font][font="] [/font]
[font="] انظر في خصومات الناس ونزاعاتهم في المحاكم وغيرها ، جلساتٌ متتالية متوالية في قلق وشقاء وهم . . ولو جلسوا مرَّة فأصغَوا إلى ما أوجب الله عليهم في الكتاب والسنة لما دخلوا المحاكم ولما طالت عليهم الجلسات . .[/font][font="] ![/font][font="] [/font]
[font="] [/font][font="]أيها الإخوةُ في الله[/font][font="] [/font][font="]: [/font]
[font="] هذه سنة قضاها اللهُ تعالى على العباد : السعادة في الاستمساك بالدين ، والشقاء في ترك ذلك: قال الله تعالى:[/font][font="]﴿[/font] [font="]يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(35)وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونْ[/font][font="]﴾[/font][font="]([/font][font="]الأعراف:35-36[/font][font="]). [/font]
[font="] وقال سبحانه :[/font][font="]﴿[/font] [font="]فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونْ[/font][font="]﴾[/font][font="]([/font][font="]الأنعام:125[/font][font="]). [/font]
[font="] نسأل الله العظيم التوفيق إلى حسن العلم وحسن العمل ، أقول قولي هذا و أستغفر الله الحليم العليم لي ولكم من كل ذنب إنه غفور رحيم . [/font]
[font="]الخطبة الثانية:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="] [/font][font="]أيها الإخوةُ في الله[/font][font="] [/font][font="]: [/font]
[font="] إن راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد ، وبه تحصل الحياة الطيبة السعيدة، ولذلك أسبابٌ دينية وأخرى عملية ، ولا يمكن أن يحصل ذلك مجتمعًا إلا للمؤمنين المتقين ، وأما غير المؤمن وغير التقي فإنه يجاهد نفسه لتحصيل السعادة بالأعراض الزائلة من مال وجمال وشهرة ، فإذا به لا يحصد مع ترك التقوى إلا الهم والغم والقلق ، والسبب في ذلك أن السعادة إنَّما كانت مبنيَّةً عنده على خيالات زائلة ، وخزائن السعادة والرضا بيد الله تعالى وما عند الله لا يُنالُ إلا بطاعته . . [/font][font="]![/font][font="][/font]
[font="] أشهرُ من كتب في السعادة انتهت حياته بالجنون ! ، لماذا ؟! [/font]
[font="] وأشهر من ملك الجمال والمال انتهت حياته بالانتحار ! ، لماذا ؟! [/font]
[font="] السبب في ذلك أن السعادة كانت مظهريَّةً غيرَ حقيقيّة ، و السعادة الحقيقية ليست إلا للمؤمن التقي ، وخزائن كل شيء بيد الله تعالى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه خير،إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له،وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له،وليس ذلك لأحد إلاَّ للمؤمن " رواه مسلم.[/font]
[font="] [/font][font="]أيها الإخوة في الله[/font][font="] : [/font][font="][/font]
[font="] هذه حقيقة من أعظم حقائق القرآن، هي من دقيق العلم والحكمة، فمن أخذها فقد أخذ بحظّ[/font][font="]ٍ وافر، والمحروم من حرمَ التوفيق . .[/font][font="] ![/font][font="] ، نسأل الله السلامة والعافية . [/font]
[font="] [/font][font="]اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين. وصلى الله وسلم وبارك على محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين. [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 1985 | التعليقات 0