الحياء والذوق

سليمان بن خالد الحربي
1442/01/19 - 2020/09/07 13:52PM

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه وَنستَعِينُه ونسْتغْفِرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرُورِ أنفُسِنا وسَيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن سَار على نهجِه، واقْتَفَى أثرَه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بَعْدُ:

فاتقوا الله عِبادَ اللهِ، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].

مَعشَرَ المصَلِّينَ: تعظُم النُّفوسُ وتَكْبُر بما تحمِلُه مِن السَّجايَا الحسنةِ، والصِّفاتِ العاليةِ، والخِصَالِ الجميلةِ، نُفوسٌ طُبِعَتْ على الخيرِ، فَلا تسْمَعُ مِنها إلا خيرًا، ولا ترى منها إلا خيرًا، تأسِرُك حين تَراها، وتأمَنُها حين تُجالِسُها، وتَحِنُّ إليها حين تُفارِقُها، تِلك هي نُفوسُ الْعِظام، وإِذا أردتَ أن تعرِفَ عظمَتَها فبِضِدِّها تتبيَّن الأشياءُ، نُفُوسٌ يَحُوطُها الحياءَ والذَّوْق الرفيع، يَحْتَرِم شعورَ النَّاس، ولا يُنَغِّصُ عليهم، بَلْ يُدْخِلُ السُّرورَ عليهم.

لِنَتَأَمَّلْ قِصةَ مُوسى -عليه السلام- الَّذي صَنَعه اللهُ على عينِه حينما ذَهبَ إلى الْخِضْرِ الَّذي آتاهُ الله رحمةً من عندِه، وعلَّمه من لَدُنْه علمًا، امتلأتْ هذه القصةُ الطويلةُ بمعاني الحياءِ والذَّوْقِ السَّامِي، حينما قال له: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف:66]، تأمَّلْ أسلوبَ الطلب، وتأمَّلِ الثَّناءَ والمدحَ، وتأمَّلْ قولَه: {أَتَّبِعُكَ} مفردةً، امتلأتْ تواضُعًا وتذلُّلًا.

قال السعدي -رحمه الله-: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} فأخرَجَ الكلامَ بصُورةِ الملاطَفةِ والمشاوَرَةِ، وأنَّك هل تأذَنُ لي في ذَلك أم لا؟ وإقراره بأنه يتعلَّم منه، بخلافِ ما عليه أهلُ الجفاء أو الكِبْر، الذي لا يظهر للمعلِّم افتقارُهم إلى علْمِه، بل يدَّعِي أنه يتعاوَنُ هُمْ وإيَّاه، بل رُبَّما ظنَّ أنه يُعَلِّم مُعلِّمَه، وهو جاهلٌ جدًّا، فالذُّلُّ للمعلِّم، وإظهارُ الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيءٍ للمتعلِّم»([1]).

وتأمَّل صنيعه حينما لم يُطِق الصَّبْرَ على مالم يُحِطْ به خُبْرًا، لـمَّا جاء في الثالثة هُوَ مَنِ اعْتذَر عن مواصلة الطلبِ والرُّفْقَةِ؛ لأنَّه شَعَر أنَّه ليس مِن الأَدَبِ، ولا مِن الذَّوْقِ أن يستمرَّ دون أن يُراعيَ حالَ الصَّاحِبِ، مع أنَّه كان في ازديادٍ من العلم، ومع هذا قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف:76]، الله أكبر.. ما هذا الذوق؟! وما هذا الأدب؟!

ولِنبيِّنا من هذه المعاني قَصَبَاتُ السَّبْقِ، بل بعضُها في قرآنٍ يُتْلَى، وما أعظمَ قصتَه حينما كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- هَدِيَّةً؟! فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي. فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «ضَعْهَا»، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ: «ادْعُ لِي رِجَالًا» سَمَّاهُمْ، «وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ، وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً، يَأْكُلُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُ لَهُمْ: «اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ»، قَالَ: حَتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْهَا، فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ، وَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، فأخذ كأنَّه يتهيَّأ للقيام، فقام من قام، وجلس نفرٌ وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ، وَزَوْجَتُهُ مُوَلِّيَةٌ وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ، فَثَقُلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ الْحُجُرَاتِ، وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَإِنِّي لَفِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب:53]([2])، حياؤه وذَوْقُه مَنَعَاه من أن يُزْعِج أضيافَه، مع أنه في ليلةِ عُرْسِه وهو معذورٌ وزوجه تنتظره، إلا أنه استحيَا؛ ولهذا أخرج الله ما في ضميره فقال: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} فمع أنه يُؤذِيه إلا أنه لم يتخَلَّ عن خُلُقِه.

عندما ترى الرجلَ يتحرَّج من فِعل ما لا يَنبغي، ويَكْسُو الخجلُ وجهَه، إذا بدَر ما لا يَلِيق، فاعلَمْ أنه حيّ الضميرِ، زَكِيُّ العُنْصُر، نقيُّ المعدِن، رَفيعُ الذَّوْق، أما اذا رأيتَه صفيقًا، بليدَ الشُّعور، مُعْوَجَّ السلوك، لا يبالي ما يأخُذُ أو يَتْرُك، فيه من المخاشَنَةِ وقلَّة الذَّوْق والجلافَةِ، فهو بعيدٌ عن الخيرِ، ليس لديه حياءٌ يَرْدَعُه، ولا وازِعٌ يَمْنَعُه، يقعُ في الآثام، ويُسِفُّ في ارتكاب الدنايا.

إن المرء حين يفقِدُ حياءَه يتدرَّج من سيئٍ إلى أسوأَ، ويهبِطُ من رذِيلَةٍ إلى أرذلَ، ولا يزالُ يهوِي حتى ينحَدِرَ إلى الدَّرَكاتِ السُّفْلَى، إن الحياءَ والإيمانَ في قِرْنٍ واحدٍ  إذا نُزِع أحدُهما تَبِعَه الآخر. ففي الصحيحين من حديث ابنِ عمرَ قال: رأى النبيُّ رجلًا يعاتب أخاه في الحياءِ، فقال –عليه الصلاة والسلام-: «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ»([3])، وعمرُ -رضي الله عنه- يقول: «من استَحْيا اخْتَفى، وَمَنْ اخْتَفَى اتَّقَى، ومَنِ اتَّقَى وُقِي»([4]).

وَيُقابِلُ الحياءَ البذاءُ والجفاء: أخرج الإمام أحمدُ بسندٍ صحيحٍ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»([5]).

ومنزُوعُ الحياءِ والذَّوْق لا تراه إلا على قُبْحٍ، ولا تسْمَعُ منه إلا لَغْوًا وتأثيمًا، عينٌ غَمَّازةٌ، ونفسٌ همَّازةٌ، ولِسانٌ بَذِيءٌ؛ يترُكُه النَّاسُ اتقاءَ فُحْشِه، مُجالَسَتُه شرٌّ، وصُحَبَتُه ضُرٌّ، وفِعلُه عُدوانٌ، وحديثُه بَذَاءٌ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:159]. 

بَاركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونَفَعني وإياكُم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم، أقولُ ما سَمِعْتُم، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائِرِ المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشُّكْرُ على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنَّ لَا إله إلا اللهُ؛ تعظيمًا لشانِه، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الدَّاعِي إلى جنَّتِه ورضوانِه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانِه. أمَّا بَعْدُ:

مَعشَرَ المصَلِّينَ: لا أحدَ يُجِادلُ أننا نشهدُ فوضى عارِمةً في تصرُّفات وسُلُوكيَّاتِ كثيرٍ من الناس، سببُها الحقيقيُّ هو نزع الحياءِ، وعدمُ التربيةِ على معالي الأمور؛ فلذا لا يُبالي أن تراه مُجاهِرًا على معصيةٍ يُسْتَحْيَا منها، ولا يُبالي أنْ يُسْمَع عنْه ما لا يليق؛ ولهذا قال الرَّسُول -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح البخاريِّ من حديث أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»([6]).

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: «والمعنى أن من لم يَسْتَحي صَنعَ ما شاءَ، فإن المانعَ من فعل القبائح هو الحياءُ، فمن لم يكن له حياءٌ انهمَك في كل فحشاءَ ومنكرٍ، وما يمتنع مِن مثلِه مَنْ له حياءٌ»([7])، إن الحياءَ إذا لم يترَبَّ عليه الصغيرُ من الْكِبَرِ، فإن مخرجات البيوت ستكون حينَها نتاجًا مؤسفًا؛ لأن الحياء هو الحياة.

إن كثيرًا من المرَبِّين التبس عليه مفهومُ الحياءِ فصَار يخلِطُ بين ما يُسَمَّى بإكساب الثِّقَةِ وزرِعها والْقُدْرَةِ على التعبيرِ عما في الضَّمِيرِ في نفسِ الصغيرِ، وبين الخجَلِ عمَّا يُسْتقْبَحُ، وإعطاءِ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، فليس معنى زرع الثقةِ أن يضيع الحياءُ مِن الكبار، وأهل الشَّرف والعلم والفضل والمعلمين ورجال الأمن ونحوهم، ليس معنى زرعِ الثقةِ أن لا يُحْسِنَ الخطابَ مع الآخرين، وأن لا يرى لأحدٍ عليه فضلًا، ولو كان والديه أو معلِّمَه أو إمامَ المسجد أو المسؤولَ.

هل ضاعَ الصغيرُ بين المفهومَيْنِ فأصبحنا لا نرى كثيرًا من الشباب لا يُطبِّقُ ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسنادٍ صحيحٍ كما عند أحمدَ وغيرِه، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ، وَيَأْمُرْ بِالمعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنْ المنْكَرِ»([8]).

وقولُ أبي موسى الأشعريِّ كما عند البخاريِّ في الأدب المفْرَدِ، عن أبي موسى الأشعريِّ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المقْسِطِ»([9])، وقد رُوِي مرفوعًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مَعْشَرَ الإِخْوةِ: إن الحياءَ هو سِلاحُ المرء وعُدَّتُه في هذه الحياة، حياؤُه من الله، وحياؤُه من الخَلْق عما يُسْتَقْبَحُ، وقد جعل الرَّسُول -صلى الله عليه وسلم- كل الأمة محلَّ العفو والمعافاة إلا المجاهرين([10])؛ لما فيهم من نزعِ الحياء.

مَعْشَرَ الإِخْوةِ: ما أجملَ الأسرةَ إذا ساد فيها الحياءُ والذَّوْقُ السَّليمُ، نَرى كل فردٍ فيها يتجنَّب جرْحَ إحساس غيرِه بأيِّ لفظٍ، أو أيِّ عملٍ يأباه الذَّوْقُ، بل إنَّ حياءَه وذوْقَه يرفعُه إلى حدِّ أنَّه يتخيَّر الكلمةَ اللطيفةَ، والعملَ الظريفَ الذي يُدْخِل السرورَ على أفراد أسرته.

إن الحياءَ والذَّوْقَ السليمَ في البيتِ والعائلةِ يأبى النِّزاعَ، ويأبى حدَّةَ الغضب، ويتطلَّب النظامَ والصبرَ، وقد قيل: «إن رُقِيَّ الذَّوْق والحياء أكثرُ أثرًا في السعادةِ من رُقِيِّ العقلِ؛ إن الحياءَ والذَّوْقَ إذا رَقِيَ أَنِفَ من الأعمال الخسيسةِ، ومن الأقوال النابيةِ، ومن الأفعال السخيفة».  فدعوةٌ صادقِةٌ بأن يُرَاجِعَ كلٌّ منا حياءَه، ويُقَيِّمَ تصرُّفاتِه، ولْنُرَبِّ أطفالَنا على هذه المعاني.

ثمَّ صلُّوا وسلِّمُوا على رسولِ الْهُدَى، وإمام الورى، فقد أمركم ربُّكم فقال -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبه أجمعين، وارْضَ اللهُمَّ عن الخلفاء الراشدين، وَالأئِمَّةِ المهْدِيِّين أَبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وعليٍّ، وعنِ الصَّحابةِ أجْمَعين، وعنَّا معهم بعفْوِك وكَرَمِك يا أكرمَ الأكْرَمِين...

([1]) تفسير السعدي (ص 482).

([2]) أخرجه البخاري (5/1981، رقم 4868).

([3]) أخرجه البخاري (1/17، رقم 24)، ومسلم (1/63، رقم 36).

([4]) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (ص: 113).

([5]) أخرجه أحمد (2/501، رقم 10519)، قال الهيثمى (1/91): رجاله رجال الصحيح. والترمذى (4/365، رقم 2009) وقال: حسن صحيح. والحاكم (1/119، رقم 172)، وابن حبان (2/372، رقم 608).

([6]) أخرجه البخاري (5/2268، رقم 5769).

([7]) جامع العلوم والحكم (3/22).

([8]) أخرجه أحمد (1/257، رقم 2329)، والترمذى (4/322، رقم 1921) وقال: حسن غريب. والطبرانى (11/72، رقم 11083)، والبيهقى فى شعب الإيمان (7/458، رقم 10980). قال الهيثمى (8/14): رواه أحمد، والبزار بنحوه، والطبرانى باختصار، وفى أحد إسنادى البزار قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثورى، وضعفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات، وفى إسناد أحمد ليث بن أبى سليم، وهو مدلس.

([9]) أخرجه ابن المبارك (1/130، رقم 388)، وابن أبى شيبة (6/421، رقم 32561)، وأبو داود (4/261، رقم 4843)، والبيهقى (8/163، رقم 16435). والبخارى فى الأدب المفرد (1/130، رقم 357).

([10]) أخرجه البخارى (5/2254، رقم 5721)، ومسلم (4/2291، رقم 2990).

المشاهدات 803 | التعليقات 0