الحوثيون وعاصفة الحزم

أبو المقداد الأثري
1436/06/07 - 2015/03/27 07:45AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد: فاتقوا الله ربكم ، أطيعوا أمره واجتنبوا نهيه واذكروه ولا تنسوه واشكروه ولا تكفروه فذلك هو حق التقوى الذي أمركم به في قوله (يا أيه الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
ثم اعلموا عباد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن هذه الأمة ستفترق في الدين إلى فرق كثيرة كلها في النار إلا واحدة وهذه الواحدة هي من استمسكت بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتلك الفرق كلها تتفق في مخالفتها لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فمستقل ومستكثر.
وإن من الفرق التي خالفت الصراط المستقيم والمنهج القويم الفرقة الحوثية الجارودية الرافضية فإنهم يسبون أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ويتهمون الصحابة بابشع التهم من الكفر والفجور والمحاربة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستثنون إلا قليلاً منهم كما هو شأن الرافضة أعداء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وهم إلى ذلك يغلون في علي والأئمة غلواً صرفوا به العبادة لغير الله جل وعلا فيصرفون إليهم الدعاء والاستغاثة وغير ذلك مما لا يجوز صرفه لغير الخالق مالك الملك ومن بيده الضر والنفع سبحانه وتعالى.
وقد استغلتهم إيران أسوء استغلال كما هي عادتها لطعن أهل السنة في خاصرتهم من داخل أرضهم وديارهم. فذاق اليمن وأهله وجيرانه منهم الويلات فكم دمروا من المساجد وعطلوا من المدارس وكم سفكوا من الدماء المحرمة المعصومة لا سيما من أهل العلم وطلبته، يدمرون البيوت ويشردون الأسر ويقطعون السبل ولا يرعون حرمة لجار ولا لوطن. الغاية هي تهيئة موطئ قدم لدولة الرفض لتخنق أهل السنة لتخنق دول الخليج لتخنق العالم العربي الذي لا يرتضي الرفض ولا يطيق سماع سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتهام أزواجه بما تشيب منه الولدان.
وحين بلغت القلوب الحناجر، وأغرقت الدموع المحاجر، وضاقت الأرض بفسيحها على عقلاء اليمن والناصحين له ولأخوتهم ممن تربطهم بهم رابطة الدين والدم والجوار والأرض والمصالح المشتركة وتعطلت كل أسباب الحلول السلمية طلبوا النجدة من الجيران والإخوة فلبى سلمان الحزم والعزم سلمان الرجولة والموقف سلمان الصدق والوفاء نعم لبى النداء ومن ورائه كثير من إخوانه من قادة الخليج والعرب والمسلمين.
إحقاقاً للحق، وإبطالاً للباطل، وردعاً للظالم. حماية لأمننا ودمائنا ومقدساتنا، وإفساداً لمخططات أعداء الأمة والملة من المجوس والفرس الذين لا يفتؤون مكراً وكيداً لابتلاع بلاد المسلمين بلداً بعد بلد انتقاماً لدولة كسرى ونار المجوس وتشفياً من أحفاد عمر وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما.. وما جرائمهم في العراق وسوريا عنا ببعيد. بل وما جرائمهم في حق رعاياهم من العرب عامة ومن السنة خاصة عنا ببعيد.
لقد فرح بتلبية النداء المنصفون والعقلاء في كل مكان في اليمن والخليج ودول العرب بل فرح بها كل أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها ، حتى لقد كان ليلة مشرقة مضيئة بعد أن سبقها نهار مظلم قاتم. فلله الحمد والمنة وله الشكر والفضل
اللهم إنا نسألك أن تحفظ اليمن بلداً واحداً . مجتمعٌ أهله على المودة والإخاء، يعمه الأمن والرخاء، ونسألك اللهم أن تحفظ جنود الحق الذين هبوا نصرةً لدينك ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ولإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم. ودفاعاً عن بلاد التوحيد.
اللهم أيدهم بنصرك وسخر لهم الأسباب في جوك وبرك وبحرك. إنك سميع الدعاء أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ولي المتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
ففي هذه الظروف ظروف معركة عاصة الحزم جعل الله عواقبها عزاً للإسلام والسنة وأهلها يحسن التنبيه والتاكيد على ما يلي:
أولاً: الإكثار من الدعاء والابتهال أن ينصر الله جنود الحق والسنة والإيمان وأن يخدل ويهزم جنود الرفض والظلم والعدوان. فالنصر بيد الله لا بيد أحد فالسلاح والعدد والعتاد أسباب ضرورية ولا شك ولكنها ليست كل شيء.
ثانياً: أن نتذكر أن هذه الحرب ليست موجهة ضد اليمن فإنه الجار القريب وإنهم الأهل والعشيرة ولكنها موجهة إلى الحركة الحوثية الباغية ومَنْ وراءها من القُوى المجرمة التي أفسدت الداخل اليمني وكم أعلنت وصرحت عن عزمها على تصدير فسادها وإجرامها بمهاجمة الوطن السعودي بل ادعت أنها قريباً ستحرر مكة والمدينة.
ثالثاً: نجاح الحروب يقوم على حفظ أسراره ومن أسراره تحركات الجيش فلا يجوز للمواطن والمقيم تصوير هذه التحركات ونشرها على الملأ ولا كتابة الأخبار عنها على الملأ لأن الدولة تمنع وتنهى وتحذر من هذا ولأن فيه إعانة لعدوك المتربص المترقب لكل معلومة فكيف تجند نفسك لعدوك من حيث تشعر أو لا تشعر.
رابعاً : حذار من نشر الشائعات التي تبث الرعب في القلوب وتفت في العزائم فإن الحرب النفسية حرب عظيمة الأثر وفي الحديث كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع. فإذا وصلتك الشائعة فلتكن قبراً لها لا تتجاوزك وحذّر وناصح من بلغك بها.
خامساً: لنكن عوناً لدولتنا وجنودنا ولنرفع بكل تصرفات مريبة وحركات غريبة إلى الجهات المعنية لتتخذ حيالها الإجراء المناسب فقد ترى تسللا أو تجمعاً مشبوها أو تقرأ خبراً يتضمن تهديداً أو نحو ذلك فلا تكن سلبياً فالوطن وطنك والأمن أمنك والبلاء لو حصل سيشملك وأهلَك وأحبابَك. وقد وضعت الدولة ارقاما ً للتواصل معها بهذا الشأن فبادر بالاتصال بها.
سادساً: إن سر قوتنا هو في اجتماعنا ووحدتنا واصطفافنا مع ولاة أمورنا في السراء والضراء والسلم والحرب فلنحرص اشد الحرص على قوة العلاقة مع ولاة الامر بالتزام أوامرهم وطاعتهم في كل شي ما عدا المعصية. ولنحرص أشد الحرص على نبذ أسباب الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة فاجتماعنا معشر المسلمين قوة وعزة. وتفرقنا فشل وذلة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم عليك بالرافضة والحوثيين الذي يسبون أصحاب نبيك ويقذفون زوجته أم المؤمنين بما برأتها منه ، اللهم إنهم قد سفكوا الدم الحرام وقطعوا السبيل واعتدوا على الجار وحاربوا السنة وفتوا في عضد أهل الإسلام اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم عليك بهم وبمن يقف وراءهم ويمدهم برأي أو مال أو سلاح أو رجال.
اللهم وفق إمامنا الملك سلمان بتوفيقك وأيده بتأييدك وأتم له النصر المؤزر على عدوه وعدوك يا قوي يا عزيز اللهم وفق ولي العهد وولي ولي العهد ووزير الدفاع اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك وخذ بأيديهم لما فيه عز الإسلام والمسلمين وحمايةُ أمنِ الحرمين يا رب العالمين.
اللهم وفق قادة الخليج والعرب والمسلمين لخدمة الدين واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين اللهم هيئ لهم اسباب التعاون على البر والتقوى وأبعد عنهم أسباب الفرقة والضعف والبغضاء.
اللهم احفظ جنودنا بحفظك وانصرهم بنصر من عندك، اللهم سدد رميهم وثبت أقدامهم وأصلح لهم نياتهم ولا تسلط عليهم عدواً ولا تشمت بهم حاسداً اللهم استعملهم في طاعتك وطاعة نبيك وولاة أمرهم في غير معصية إنك سميع الدعاء.
اللهم احفظ اليمن من كل سوء اللهم احفظه ممن يريد به شراً من أبنائه أو من الرافضة المجوس وغيرهم يا قوي يا عزير.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.ِ

منقوله من موقع الشيخ الدكتور علي الحدادي
المشاهدات 2002 | التعليقات 0