الحوادث المرورية وأثرها في المجتمع (بتاريخ (4- 3-1428هـ)

أ.د عبدالله الطيار
1439/07/23 - 2018/04/09 10:59AM

الخطبة الأولى :

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه:[وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً] (النساء:29)،والقائل [وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ](البقرة:195)، والصلاة والسلام على خير ولد عدنان القائل في سنته: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الجديدان الليل والنهار، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله:[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران:102).

عباد الله:  لقد انتظمت شريعة الإسلام جوانب الحياة وشؤونها في كل ما يعرض للمرء من مهده إلى لحده، فالإسلام يبني أمة ذات رسالة؛ لتبقى قائدة رائدة صالحة لكل زمان ومكان، نعم؛ لم يدع الإسلام مجالاً في السلوك العام، أو السلوك الخاص إلا وجه فيه بأمر السداد، ومن هنا فلا غرو أن تدخل توجيهاته في تنظيم المجتمع، في دقيقه وجليله، في أفراده ومجتمعه، وفي شأنه كله، يظهر هذا في حق الطريق وآدابه جلياً واضحاً.

فالطريق في الإسلام وسيلة إرفاق وتوسعة، وتيسير على الناس في ذهابهم وإيابهم، ومظهرٌ من المظاهر النافعة التي تعود على الناس في قضاء مصالحهم وشؤونهم، ومن عظمة هذا الدين الخالد والشرع المطهر أن حوت تعاليمه وقيمه ومبادئه كل ما من شأنه أن يوفر للمجتمع السعادة والراحة والطمأنينة؛ حتى يتوجه الناس لربهم بالطاعة، ويفردوه بالعبادة، فالطريق في الإسلام واحدٌ من مرافق المسلمين العامة التي شملتها تعاليمه، فحددت آدابه، ونظمت مجالسه، وبينت حقوقه، وحقوق المارين به في أدب رفيع، وسمو في الأخلاق أصيل.

ولقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إماطة الأذى عن الطريق وأنه من شعب الإيمان، وأنه من محاسن الأعمال وجميل الخصال؛ قال صلى الله عليه وسلم:(عرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق..)(رواه مسلم)، وقال أيضاً:(مرّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم. فأُدخل الجنة)(رواه مسلم). وقال عليه الصلاة والسلام:(لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)(رواه مسلم)، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:(وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة)(رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1594).  

فإذا كان هذا الأجر الجزيل والثواب العظيم لمن يكف الأذى عن المسلمين وينحيه عنهم في طرقاتهم، فكيف تكون العقوبة لمن يتعمد إيذاء الناس في طرقاتهم، بإدخال الفزع والهلع على المسلمين الراكبين والمارين والجالسين بأصوات التفحيط واللف والدوران والسرعة الزائدة، وبقطع إشارات المرور، وإحداث البلبلة والخوف لمن يكون حاضراً تلك المشاهد المرعبة التي تأخذ بالقلوب، وتذهب بالعقول، أخرج الطبراني من حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم)(حسنه الألباني في صحيح الجامع (5923).

والقاعدة النبوية تقول:(لا ضرر ولا ضرار)(رواه ابن ماجة، وأحمد، ومالك مرسلاً في الموطأ، والألباني في الصحيحة (250) وقال:حديث صحيح ورد مرسلاً وروي موصولاً).

وقد دل هذا على تحريم إيصال الضرر إلى الناس بغير حق في أبدانهم وأعراضهم وأولادهم وأموالهم، وفي الحديث الآخر:(من ضارَّ أضر الله به، ومن شاقَّ شق الله عليه)(رواه أبو داود، والترمذي، وقال حديث حسن غريب، وابن ماجة، وأحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6372).

ومن الإضرار الممنوع بل المتكرر المسموع مضارة الناس في طرقاتهم بمخالفة أنظمة السير بما يعرِّض الناس للخطر، فنعمة هذه المركوبات من سيارات ودراجات نعمة عظيمة لا تقدر بثمن، ولكن ما من شيء يُجهل حسنُ استعماله أو يُساء استخدامُه إلا وتنقلب النعمة فيه نقمة، والمنحة محنة، وهذا حالنا مع السيارات، فالأرقام والإحصاءات وعدد الأموات، والمصابين والمعاقين في المستشفيات، والأرامل والأيتام في البيوتات خير شاهد ودليل.

عباد الله:  إن الحوادث المرورية كشرت عن أنيابها حتى أصبحنا نرى التصرفات الرعناء، والحركات المهلكة، والأنفس المعصومة المهدرة، فكم من حبيب فقدناه، وكم من مصاب بكيناه، وكم من معاق على السرير نسيناه، بل كم من زوجة ترملت، وطفلة تيتمت، وأسرة تشتت، وطاقة تعطلت، وكم من سائق في السجون، وفاقد للوعي ومجنون، أموات ومصابون ومعاقون، خسائر مادية جسيمة، وخسائر نفسية واجتماعية كثيرة، إنها الحرب الباردة، حرب الآلة التي صُنعت لخدمتنا، فصارت آلة لقتلنا وإماتتنا.

كم من حادثة أحلت الأحزان بالقلوب، وأمطرت الأعين بالدموع، ووضعت نهاية أليمة محزنة لأسرة سعيدة، وهذا كله بسبب هذه الظاهرة الخطيرة.

إن الحوادث المرورية مشكلة كبيرة يعاني منها بلدنا الحبيب الذي أكرمه الله بشرعة الإسلام، ورفرفت على جنباته رايات الأمن والأمان، ولكن بسبب البعد عن الدين، وضعف الإيمان في القلوب، وانشغال الشباب بالجري وراء الشهوات والملذات، وعدم سعيهم لملء فراغهم بما يعود عليهم بالنفع في عاجلهم وآجلهم ظهرت هذه الحوادث التي خرجت لها إحصائيات كثيرة تشير إلى مدى خطورتها.

عباد الله:  إن هناك بعض الأشخاص ممن يعبث بسيارته فيجعلها أداة للإفساد، فيأخذ باللف والدوران، والتفحيط في الشوارع، وإيذاء المسلمين، وتعريضهم للخطر، إن مثل هؤلاء العابثين السفهاء طائشي العقول يجب الأخذ على أيديهم ونزع السيارات من تحت تصرفهم، وتأديبهم التأديب الرادع حتى يرجعوا إلى عقولهم، ويذوقوا وبال أمرهم. وإن كان الذي مكّن لهؤلاء هم أولياؤهم فيجب أن يؤدبوا معهم لأنهم لا يقلون جرماً عنهم حتى يعلم الجميع أن للمسلمين حرمة، وأن للعابثين عقوبة، وأن لكل مجرم جزاء، وأن هناك سلطة عادلة تنتصر للمظلوم من الظالم.

عباد الله:  لقد كشفت تقارير صادرة عن الإدارة العامة للمرور عن إجمالي الحوادث المرورية لعام 1427هـ والتي وصل عددها إلى (283684) حادثاً مرورياً، وأن عدد الوفيات نتيجة لهذه الحوادث بنحو (5883) حالة وفاة، بواقع حالة وفاة لكل ألف حادث، كما كشف التقرير عن وفاة شخصين كل ثلاث ساعات على مدار العام نتيجة لهذه الحوادث بواقع (16) شخصاً في اليوم.

وأن إجمالي الحوادث الجسيمة التي ينجم عنها وفاة أحد أطراف الحادث أو مرافقيه أو إصابات تستلزم الانتقال إلى المستشفى وينتج عن بعض هذه الحوادث إعاقات جسدية بلغت (25386) حادثاً مرورياً.

وعلى الرغم من انخفاض هذه الحوادث عن العام الماضي بسبب التطبيق الصارم للحملات المرورية والتي تصدت إلى مخالفي السرعة وقطع الإشارات، إلا أن هذه الحوادث تشغل بال ولاة أمر هذه البلاد والمسؤولين بسبب ما تحدثه من سلبيات تعود على الوطن والمواطن والمقيم بشر عظيم لا يعلم مداه إلا الله وحده. والحملات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بإرشاد الناس وتوجيههم إلى لزوم التنظيمات التي وضعها ولي الأمر من أجل الحد من هذه الحوادث المهولة التي تأكل الأنفس والأموال، ولكن للأسف الشديد هناك الكثير من الناس يتساهل في تطبيق هذه الأنظمة والسير عليها.

فما أسباب هذه الحوادث التي عمّت كثيراً من مدن وطننا الحبيب؟

أولاً: يأتي في مقدمة هذه الأسباب ضعف الإيمان لدى من يقوم بهذه الحوادث، لأن القلب إذا كان عامراً بالإيمان لم يجرؤ هذا الشخص أن يسبب لنفسه الأذى أو لغيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(رواه البخاري ومسلم).

ثانياً: ومن أسباب ذلك أيضاً السرعة الزائدة، والتجاوز الخاطىء، وقطع الإشارة الحمراء، والسير عكس الطريق، والوقوف في أماكن سير السيارات التي حددها المرور وغيرها من المخالفات المرورية التي تدل على عدم احترام الأنظمة والتعليمات المرورية.

ثالثاً: انتشار ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات؛ ممن تقل أعمارهم عن السن القانونية عالمياً ثماني عشرة سنة، حيث ثبت أن كثيراً ممن يتسبب في هذه الحوادث قد بدؤوا القيادة قبل سن السابعة عشرة، أو الثامنة عشرة، وهذا يعني أن غالب هؤلاء قاموا بقيادة السيارة قبل السن النظامية المقررة عالمياً، مما يدل على أنهم غير مؤهلين لصغر سنهم، وقلة خبرتهم بأصول القيادة السليمة، وعدم وجود الثقة الكافية مما يساعد على تعرضهم للحوادث المرورية. كم من أب باسم الحاجة الشديدة سارع بشراء أداة قتل ولده، وكم هي القصص المحزنة التي مات فيها الأبناء بأول يوم ركبوا فيه السيارة، ألا فليتق الله أولئك الآباء الذين لم يجدوا علاجاً لقطع أنس جلساتهم وسهراتهم إلا بتسليم مفتاح السيارة للمراهقين الصغار ليتفرغوا هم للسهرات والسفرات. إن كل عاقل ليعجب أن تعطى قيادة السيارات لهؤلاء الصغار الذين لا يستطيعون التخلص في ساعة الخطر.

رابعاً: كم يتساهل الكثير من أصحاب المؤسسات، أو ممن يأتون بالسائقين للبيوتات بالسماح لهم بقيادة السيارة دون إدراكهم بأصول القيادة السليمة، وخصوصاً الوافدين من بعض الدول المتخلفة مرورياً، فترى بعض الوافدين يأتي من بلده وهو لا يتقن قيادة السيارة في الطرق الفارغة من السيارات، فكيف إذا خرج بسيارته بين الناس في الطريق العام المزدحم بالسيارات قطعاً سيسبب كثيراً من الحوادث.

خامساً: الجهل لدى الكثير من الآباء بحقيقة النظام، وأنه من أجل الصالح العام، فتجد بعضهم يغضب لمجرد تطبيق النظام على ولده، ويسارع بالبحث عن الشفاعات وربما الدعاء بالثبور والويلات على المسؤول المباشر لقضية ابنه أو اتهامه بالتربص لابنه، وأنه يريد الانتقام، وغيرها مما يُسمع ويُرى في مثل هذه الأحوال، وربما كان الوالد يعلم سفاهة وطيش ابنه، بل ربما علم أنه من الفارغين (المفحطين) المؤذين للناس، ومع ذلك كله تأخذه العزة بالإثم فيصول ويجول، ويزبد ويرعد، فمتى نكون على مستوى كبير من الوعي في احترام النظام الذي وضع من أجل مصلحتنا، وتقدير المسؤولين الجادين ولو كان خصمهم أقرب الناس إلينا، فكل عاقل يعجب من هؤلاء الذين لا يراعون حرمة النفوس ولا أهمية النظام، رغم أنهم يعلمون أن فيه نجاة للمجتمع بأسره.

فاتقوا الله عباد الله وعليكم ببذل النفع لمجتمعكم، فهي السفينة التي نركب فيها كلنا، فلا تكن يا عبد الله سبباً في إغراقها، فلنحذر الضرر بالآخرين [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ](المائدة:2).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي علمنا الاستقامة وحسن الأخلاق، ونهانا عن سلوك طرق الشيطان الذي لا يأمر إلا بما يبعد عن طريق الرحمن، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان رفيقاً في الأمر كله، وأمر بذلك أتباعه وحثهم على كريم الأخلاق.

عباد الله:   إذا كنا نتطلع اليوم إلى نهضة حضارية، ويقظة فكرية فما أجدرنا بأن نهتم بتربية الأجيال وتوعيتهم، والسعي الجاد بكل الوسائل الممكنة من بث روح التعاون والتكاتف، لننهض بمجتمعنا لمراتب السيادة والريادة، فليكن شعارنا التعاون والتناصح من أجل تعايش أفضل، وبفضل الله تعالى، ثم بفضل عظمة هذا الدين وآدابه وشموليته فإن إمكانات النجاح متوافرة اليوم، وربما لا تكون كذلك غداً، والعاقل من يغتنم الفرصة قبل فواتها.

ولذا فالجميع مطالبون بالقيام كلٌّ بواجبه، وأن يكون منا تصميم صادق لجعل هذا المجتمع متحضراً بأخلاقه وتصرفاته، ليس فقط بلباسه وشهواته؛ وذلك باختيار أحسن السبل والوسائل في توجيه الناس لأهمية التنظيم، ودعوتهم للالتزام بالنظام الذي هو مصلحة للجميع، بل هو قربة لله، متى حَسُنَ القصد وخلصت النية.

ويبدو أن السبق الحضاري والوعي المروري والدراسات والبحوث العلمية التي أجريت للحد من هذه المشكلة حققت نجاحاً ملموساً وأصبحت الدول المتقدمة على مستوى كبير من الوعي في التعامل مع هذه الآلة الخطرة مقارنة بدول العالم الثالث، وكمثال فقط تشير الإحصاءات إلى أن عدد الوفيات بسبب الحوادث المرورية بالمملكة يفوق عدد الوفيات بسبب الحوادث في إحدى الدول المتقدمة على الرغم من الفرق في عدد السكان، وعدد السيارات لدى هذه الدولة.

عباد الله:  نحن أولى بالنظام من البلاد الأخرى، فديننا دين التنظيم والدقة والعدل، فمتى يتنبه المسلمون إلى مواطن الخطر في حياتهم، وإلى نقاط الضعف، ومتى يُذكر الغافل، ويُنصح العاصي، ويُكافأ المحسن؟ هل من المعقول أن نرى السيارات تغتال أبنائنا أمام أعيننا، ثم لا نحس بمسؤوليتنا؟ ولا نشعر بدورنا؟ فمتى نتواصى بربط حزام الأمان؟ ومتى إذا رأيت مسلماً يرتكب مخالفة مرورية نبهته إلى هذه المخالفة بالأسلوب الحسن؟ متى يكون لوسائل الإعلام وخاصة المرئية دور يتواكب وحجم المشكلة؟ إننا لو فعلنا ذلك باعدنا بين مجتمعنا وبين الكثير من المصائب والمنكرات، وإذا أصبح التناهي عن المنكرات بجميع أنواعها سجية لأفراد الأمة كان ذلك ضغطاً اجتماعياً على المخالفين إذ سيواجه المخالف بالإنكار من كل إنسان يلقاه، فهو عندئذ سيتراجع ليتخلص من انتقاد المنتقدين وسؤال السائلين، وهل يمكن أن يكون ذلك إلا في مجتمع المؤمنين المتناصحين المتحابين، فإن تحقيق الأمن والأمان بتحقيق حقيقة الإيمان في القلوب أولاً حيث قال تعالى:[الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ](الأنعام:82). فلنتواص معاشر المؤمنين والمؤمنات بالحق ولنتواص بالصبر فإنها علامة تصحيح الأخطاء، ومن ثمّ الرقي والتقدم.

وختاماً أرجو من الجميع التعاون مع الجهات الأمنية للمرور بالمحافظة وعلى مستوى محافظات بلدنا الحبيب على النظم الموضوعة لتسيير المركبات، وعدم مخالفتها حتى لا يعود ذلك علينا بالسلبيات التي لا يرتضيها أحد منا. ووصيتي لأولياء أمور الشباب أن يتقوا الله في أبنائهم وذلك بالمحافظة عليهم من ركوب السيارات دون أن يكونوا على قدر المسؤولية التي تقتضيها أنظمة المرور والسير في الطريق، وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، فالوقاية خير من العلاج، والسلامة خير من البلاء، وأذكرهم بقول الله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ](التحريم:6)، وقوله صلى الله عليه وسلم:( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته..)(متفق عليه).

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب: ٥٦).                                           

الجمعة:  4/3/1428هـ

 

 

المشاهدات 1352 | التعليقات 0