الحكمة ضالة الخطيب . .حكمةٌ وتعليق

أبو حاتم إسماعيل بوفار
1434/07/12 - 2013/05/22 21:42PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن تكونوا جميعا في صحة وعافية أنا أخوكم أبو حاتم إسماعيل بوفار أقترح أن أجعل نافدة بعنوان الحكمة ظالة الخطيب كلما سنحت الفرصة أجعل حكمة معها تعليق يناسب المقام وأتمنى أن تكون مشاركتكم و تعليقاتكم حول هدا الموضوع وبارك الله فيكم .
المشاهدات 6113 | التعليقات 16

أحبتي في الله يقول آلن سترايك : لا تُقارن نفسك مع أي شخص في العالم ،إن فعلتَ ذلك فإنك تُهينُ نفسك .
أيها الأحباب من خلال هذه الحكمة القليلة في ألفاظها الكثيرة في معانيها أُرسل رسالات سريعة إلى أولئك اليائسين البائسين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وظنوا أنهم خلقوا في هذه الدنيا عبثا وأنه لا قيمة لهم فلتعلم أخي في الله أنك خلقٌ وحدك لا أحد يشبهك في هذه الدنيا حتى وإن كان توأمك فقد خلقك الله وأكرمك لتكون هكذا أنت أنت فلماذا تهينُ نفسك وأول الهوان أن تُقارن نفسك بأي واحد كائناً من كان .


ومن آثار هذه المقارنة السلبيّة " الإمَّعيَّةُ " : وهي الانقيادُ و التبعيّةُ على غير بصيرة ، وقد أوصَى الصحابيّ الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وهو يؤكّد على وجوب استقلال الشخصيّة :" لا تكونوا إمَّعَةً تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا " [ مشكاة المصابيح : 5129 - ولا يثبتُ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كما في ضعيف الجامع : 6271 ] ، والإمَّعةُ : هو التابع المنقاد على غير بصيرة .
والإمَّعة هو الذي لا رأي له ؛ فهو يتابع كل أحد على رأيه ، ولا يثبت على شيء . . ، نسخة طبق الأصل لمن أُعْجِبَ به ، ضعيف العزم ، كثير التردد ، يمانِيًّا إذا ما لاقى ذا يمنٍ وإن يلاقي معدِّيا فعدناني . .!
قال العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله : " والذي ينبغي للمسلم ألا يكون إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يُكَوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3 " انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/301) .


أخي الخطيب وفقك الله لكل خير عليك بهذه الحكمة : آمَنُ ما تكونُ عليه السفينةُ عند الشاطئ لكنها لم تُخلق لذلك.
وكذلك طالب العلم والداعية إلى الله فإنه آمنُ ما يكون عليه وهو في بيته أو في مسجده ولكن في الحقيقة لم يخلق لهذا وإنما عليه التحرك في كل مكان لأجل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فالسفينةُ آمنُ ما تكون عليه وهي عند الشاطئ فتكون في سكون وهدوء ولكنها خُلقت لأجل أن تجوب البحار وتُقابل الأهوال والصعاب فكذلك حالك يا طالب العلم يا من اصطفاك الله وكنت وريثا للنبي صلى الله عليه وسلم لا يجمل بك أن تطلب الراحة وتظن أنك بدرس أو درسين في مسجدك قد قمت بعمل عظيم تأمل أخي في الله إلى سير العلماء وكيف كانت دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى فهذا الإمام ابن باديس رحمه الله جاء في سيرته أن سبب وفاته هو كثرة الإعياء والإرهاق من كثرة تنقله في القطر الجزائري الحبيب فقد ذكروا أنه كان خلال الأسبوع من يوم السبت إلى الأربعاء يكون في الجامع الأخضر بقسنطينة يعلم الناس كبارا وصغارا من الصباح إلى المساء ثم يومي الخميس والجمعة يجوب الجزائر شرقا وغربا لأجل لقاء العلماء والدعاة والقيام على شؤون الدعوة فلله درهم ولذلك فقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه وخلد الله ذكرهم فجزاهم الله خير الجزاء.


هذه الحكمة إخواني تنطبق كذلك على :
" الطاقات و الإبداعات الكامنة فينا " ، لم تُخلق عبثًا ، ولم تُخلق لتبقى كامنةً قابعةً في أعماقنا . .
ابحثوا عنها في أنفُسِكم . . الفرق بينكم وبين غيركم من المبدِعين أنَّهم بحثُوا عنها ، وأرسلوها السّفن العظيمة تمخُرُ عُباب البحر.. فوصَلُوا .. وفاتَكم ما حصّلوا .. !
هيَّا .. ابعثُوها كالسُّفنِ تمخُرُ العُباب ؛ تنبعث عليكم نسماتُ التغيير و التقدّم و التميّز و الإقلاع ..
واعلموا أحبّتي أنَّ خَلْفَ كلّ إنجازٍ عظيمٍ قلبٌ يحترق ، و عزمٌ ينطلقُ و يخترق !


أخي الحبيب أبا أسامة أسأل الله تبارك وتعالى أن يمتعك بالصحة والعافية وسبحان الله الذي يفتح لمن يشاء من عباده مغاليق الأمور فهاهي حكمة واحدة ولكن كل واحد ينظر لها من زاوية وهكذا البناء إنما يشيد بناؤه من كل الجهات حتى تراه في أحلى ما ترى عيناك بارك الله فيك


وفيكم بارك الله أستاذ أبا حاتم ، يؤسفني جدًّا أن لا يعلّقَ عليك أحد ، وانا أعرفُ همّتكَ و قيمتك عند نفسِكَ ، اكتُب . . وحرّك القلمَ . . فإنّما التجارةُ مع الله لا مع النّاس ! .
هذا و للدّعابة فقط : لا تنسَى ؛ فبكلّ تعليقٍ غداءٌ او عشاءٌ عندك ، وإلاَّ . . :D
عن بكر بن عبد الله قال : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبِطِّيخْ ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال " [ صحيح الأدب المفرد : 201 ] .


لا يضر الغيث إلم يستفد منه أحد؛ إذ لا نقدر الجزم أن شيئا ما لم يستفد منه أو أنه لم ينفع حيا أو مخلوقا؛ صحيح أحبابي أبا حاتم ورشيد أنه لا يوجد من يعلق؛ لكن بالتأكيد نجزم أن هناك من يقرأ ويستفيد.
وكما ذكر تجارتكم مع الله تعالى ولن يخيب من تاجر معه فواصلوا عطاءكم واستمروا في بذلكم.


الأستاذ الفاضل زياد الريسي والشيخ المفضال أبا أسامة جزاكما الله كل خير وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول والكلمة الطيبة صدقة وأنتم أدرى بتأثير الكلمة الطيبة الصادقة في النفس ولا يخفى عليكم كيف كان تأثير الكلمة الصادقة في الإمام العلم الذهبي رحمه الله حيث قال له أحد شيوخه إن خطك يشبه خط المحدثين فكان ما كان وهذا الإمام البخاري رحمه الله ألف صحيحه الذي جعله الله تبارك وتعالى أصح كتاب بعد كتابه من كلمة قالها شيخه ابن المديني رحمة الله على الجميع ووالله إننا نتمنى من إخواننا أن لا يبخلوا علينا بأي كلمة او تعليق وبإذن الله الأذن صاغية والقلب والعقل للحق مذعنين بارك الله في الجميع ;)


صدقت حفِظَكَ الله ؛ ومن باب حفظِ حقيقة العظمةِ التي لا تزول و هيبتِها التي لا تتزعزَع أتوّجُ حكمةَ اليومِ بهذا التعليق :
قال مارك توين : بعض الناس عظماء لأنّ المحيطينَ بهم بهم صغار !
فقالت العظمَة : إلاّ في حالتين ! عند المِحَنِ ... وعندَ الفِتَن .. ! يبقى العظيمُ عظيمًا . . ويرجعُ كلُّ الصّغارِ إلى حقيقتهم !
فالمِحَنُ تكشفُ خَبَثَ قطعةِ الحديد الكبيرة المنتفِشَة . . و اما الذهبُ فلا يزدادُ بالمِحنة إلاّ بريقًا و لمعانًا . .لأنّهُ عظيم !
و الفتنُ تكشفُ خِفّةَ و طيشَ ما كان يظهرُ ثقيلاً رزينًا عند السّلامة ، و أمّا الرزينُ الحقُّ فلا تزيدُهُ الفتنُ إلاّ يقينًا بالحقّ وثباتًا عليه .. لأنّهُ عظيم !
تحية إلى الأستاذ الحبيب أبي حاتم . .
وتحية إجلالٍ إلى العظمة الحقيّقية . .
و دمعةُ أسفٍ على العظمة الفارغة الجوفاء . . عظمة الألقاب . . التي لا تعيشُ إلا مع الصّغار :
قال أبو البقاء ( وهذان البيتان يحبّهما الأستاذ أبو حاتم و ينشدهما دائمًا ):
مما يزهدني في أرض أندلس * * أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها* * كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد


قال مارك توين :بعض الناس عظماء لأن المحيطين بهم صغار :confused:
لقد جاء في الأثر وليس ذلك بحديث كما قال العلماء الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها
وهذا الحديث وإن لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن معناه صحيح، وذلك أن المؤمن لا يزال طالبا للحق حريصا عليه، ولا يمنعه من الأخذ به حيث لاح وجهه شيء، فكل من قال بالصواب أو تكلم بالحق قُبل قوله وإن كان بعيدا بغيضا، وقد قال تعالى: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا { المائدة:8}.
فليس بغض المؤمن شخصا ما يحمله على رد ما جاء به من الحكمة والخير، بل هو يأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت وعلى أي لسان ظهرت على حد قول القائل:
لا تحقرن الرأي وهو موافق *** حكم الصواب إذا أتى من ناقص.
فالدر وهو أعز شيء يُقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائـــص.

تخيل أخي في الله لوأن كل واحد منا عمل بهذا الأثر قل بالله عليك هل ترى من تعصب مقيت للأشخاص كائنا من كانوا وفي أي مكان كانوا فلا يهم القائل بقدر ما يهم القول .
وعليه فإن الناظر في هذه الحكمة يبقى مشدوها لما تحمله من معان أجدها في نفسي وأكتمها في فؤادي وصدق من قال إن البُغاث بأرضنا يستنسرُ ، فهذا الطائر الذي لا يُنظر إليه ذهب لأرض وأهلها لا يعرفون النسر فلما رأوه حسبوه نسرًا فأصبح الناس ينادونه بذلك فخُيّْل له أنه نسر حقيقة وسُرَّت نفسه بذلك أيَّما سرور ونحن كذلك اليوم كلُّ من أعفى لحيته وقصَّر ثوبه وحافظ على صلاته يوما واحدًا أصبح يُلقَّبُ بالشيخ ويستفتى ويُرجع إليه في النوازل كل ذلك لأن المحيطين به صغار كما قالت الحكمة فالله المستعان وإليه المشتكى :confused: