الحضارة الإسلامية – خطب مختارة
الفريق العلمي
لقد حثنا ديننا الإسلامي على التطور والبناء أرضا وإنسانا، والسمو بشخص الإنسان وعمارة أرضه وبناء تاريخه وتشييد مجده، وحث على الإتقان والتجديد والابتكار؛ لتكون أمة الإسلام أمة رائدة في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، لا يسبقها غيرها؛ لأنها جمعت بين تاريخ الأمس وحضارة اليوم وجمعت بين البناء الروحي والفكري والمعرفي وبين البناء والتطور المادي والإنساني.
وحتى نسعى في طريق صناعة الحضارة التي يتحقق معها البناء الروحي والمعرفي والنهوض والتقدم الحضاري والصناعي والمعماري؛ لا بد أن نعرف معنى الحضارة وحقيقتها؛ وهاكم بعض التعريفات لها:
"أنها حضارة ربانية اشتملت على مختلف جوانب الحياة استمدت تعاليمها من أنوار الفكر الإسلامي الذي حث على الشورى، والعدالة، والحرية، وحفظ الحقوق ورعايتها".
وقيل: "أنها مجموعة من العقائد والمبادئ المنظِمة للمجتمع في مختلف المجالات، كالعلوم، والآداب، والفنون، وما ينجم عن هذا النشاط من ميول قادرة على صياغة أساليب الحياة المختلفة، والأنماط السلوكية، والمناهج المختلفة في التفكير، حتى تطور مصطلح الحضارة مع تعاقب الأزمان والعصور وتعدد المفاهيم لها والرؤى الخاصة بها".
ومن يتأمل في تعريفات الحضارة ومعانيها يجد أن حضارة الإسلام هي أسمى الحضارات وأخلدها.
والمتتبع لحضارة الإسلام يجد أنها لم تزل شامخة وقائمة بما غرسته من معان سامية وما رسمته من مقاصد فاضلة، ولعل أبرز هذه الحضارات: خير البقاع مكة المكرمة وبيتها العتيق؛ فكم اندثرت قبلها وبعدها من الحضارات في تاريخ البشرية، لكنها حضارة باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وليس ذلك إلا لسمو مقامها ونبل غاياتها وطهارة أرضها وصدق أخبارها؛ فهل هناك أمة من الأمم أو ملة من الملل تملك حضارة كهذه الحضارة ؟!
ومن حضارات الإسلام الخالدة: مدينة رسول الحضارة -صلى الله عليه وسلم-؛ فلم يزل الناس يروون أخبارها ويزورن مواضع أحداثها، والسر في ذلك أنها حضارة قامت على العلم والثقافة والنقاء والريادة، والأخوة والتآلف ودعوة الحق ونصرة المظلوم، وقد فاقت بذلك كل الحضارات وسبقتها، بل حجبتها وطمستها بنورها المبين وإمامها الأمين.
وكل حضارة أسست على تقوى من الله ورضوان وأقيمت على العدل والإحسان فهي الحضارة الحقة التي ينبغي أن يفاخر العالم بها ويشدوا الكتاب والشعراء والأدباء بها، وأي حضارة قامت على غير هذه المعاني وشيدت على غير هذه الصفات والسمات؛ فهي خرافة وليست حضارة وهي خيال لا حقيقة وهي عار وذلة وليست فخر وعزة، وانظر إلى أمثال هذه الحضارات كيف أن الله أبادها ومحى وجودها إلا ما أبقى منها للعظة والعبرة، قال الله: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) [هود: 100].
ويعود سبب ما أصاب هذه الحضارات الزائفة إلى أنها ناهضت حكم الله وتركت شريعته ونأت عن هدي أنبيائه ومناهج رسله واستخفت البشرية وأضاعتها، وقادتها من خلال القوانين الوضعية والآراء الفردية والرغبات الذاتية إلى تعاسة الدنيا وعذاب الآخرة.
ومن أراد المقارنة بين حضارات أهل الإسلام وبين حضارات غيرهم فسيتجلى له حقيقة حضارة الإسلام وزيف الحضارات الأخرى، وأن الحضارة الإسلامية أوسع الحضارات امتدادا عبر الزمان والمكان؛ حيث عمت أرجاء الأرض، وحكمت العالم ثلاثة عشر قرنا، ورغم هذا الاتساع الهائل والمدة الطويلة، وأنها أكثر الحضارات التي رعت حقوق الناس ودعت إلى معاملتهم بالحسنى؛ سواء كانوا خصوما أو أتباعا، ولا غرابة في ذلك؛ فهي حضارة قامت على الحق والصدق والأمانة والوفاء والفضيلة، ولم تقم كغيرها من الحضارات الأخرى التي قامت على الجبروت والقهر والإذلال والظلم والتزييف والخيانة حتى ملأت الأرض سفكا للدماء، وتعذيبا للبشر، ونشرا للجوع والفقر والجريمة والرذيلة.
أيها المسلمون: لم تنل حضارة الإسلام هذه المكانة، ولم تحظ بهذا الإعجاب، إلا لما حظيت به من دعائم قامت عليها وخصائص اختصت بها دون غيرها من الحضارات الأخرى، وسنذكر بعضا من دعائمها وخصائصها في هذه السطور اليسيرة، كما يلي:
أولا: ربانية الحضارة الإسلامية؛ حيث أن قاعدتها التي اعتمدت عليها هي الشريعة الإسلامية التي عرفت الناس بخالقهم وساهمت في إيجاد الحلول لجميع المشكلات التي تواجه الإنسانية كافة، والتي بدونها لن يتحقق الإصلاح في المجتمع ولن تستقيم حضارة، قال سبحانه: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [البقرة: 138]؛ بخلاف الحضارات التي اعتمدت على الأهواء وقوانين دعاة الإغواء؛ تلك الحضارات المشبوهة التي أهلكت الحرث والنسل.
ثانيا: ومن دعائم الحضارة الإسلام وخصائصها الشورى؛ حيث تُعَدُ قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة الربانية؛ فقد أوصى الإسلام بالشورى وحث عليها في كثير من الأمور ورسخ قواعدها، قال -تعالى- موجها لنبيه بلزومها: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]، وامتدح الله أهلها؛ فقال: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى: 38].
ويكفي حضارة الإسلام أنها راعت العقل وأعملته ومنحت كل فرد من أفرادها قيمة ومكانة؛ بخلاف الحضارات الأخرى الزائفة حيث قامت على إقصاء عقول الآخرين وصادرت آراءهم وحصرت الرأي في شخصيات معينة تسير الحياة بكل شؤونها حسب مرادها والآخرين تبع لها؛ كحال فرعون مع قومه، (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر:29]، وكقول غيره من أدعياء الحضارة: "من دخل في دين محمد فاضربوا عنقه".
ثالثا: العدل مع الخلق كافة؛ فبالعدل تقوم الحضارات وتستقيم الحياة، فأمر الله به فقال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) [النحل: 90]، وحث عباده المؤمنين بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 8].
ولم يأت هذا التأكيد على العدل إلا لأنه أبرز دعائم قيام الحضارات وبقائها وحفظ تاريخها؛ ولم تسبق حضارة الإسلام في ركيزة العدل العظيمة، حضارة من الحضارات كما يحلو لأصحابها تسميتها بذلك، بل جميع الحضارات مارست البغي والعدوان ابتداء من ظلم الله -تعالى- بالإشراك به ومخالفة أوامره إلى ظلم العباد وانتهت بظلم النفس؛ فكم مورس في هذا العالم مذ نشأته إلى يومنا هذا من ظلم وبغي وقتل، وكم عانى أهله من التدمير والحروب والانتهاكات الهمجية في حق الإنسانية.
رابعا: الأخوة الإسلامية؛ التي جاء بها الإسلام ليقضي على الفروقات المبنية على الجنسية والقومية؛ وأرسى قاعدة مهمة في التفاضل ألا وهي التقوى؛ وحينها لا فرق بين شرقي أو غربي أو عربي أو أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى؛ مؤكدا أن رسالة الإسلام العالمية لجميع الأُمم والشعوب دون استثناء، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].
فهل رأيتم -أيها المسلمون- حضارة تتعامل مع أتباعها وأفرادها بميزان كهذا؟!
عباد الله: كفى الحضارة الإسلامية شرفا وفخرا ومكانة وفضلا؛ أنها قامت لتكريم الإنسانية والارتقاء بها في شتى المجالات والنهوض بها في كافة أنواع العلوم؛ الدينية والإنسانية والدنيوية؛ إنها حضارة حيوية امتدادية عبرت العالم شرقا وغربا بحرا وبرا وجوا؛ صالحة لكل زمان ومكان؛ نظرا لأصالة مصدرها وربانيتها.
حضارة فتحت أبواب المعارف والعلوم لسائر البشرية بمختلف أديانها وألوانها؛ فلم تحتكر حرفة أو علما على نفسها بل فتحت معاهدها لكل محتاج إليها؛ فبرع في علومها التجريبية من طب وصناعة وهندسة وغيرها من المجالات من شتى الملل والأجناس، ونعم بها القاصي والداني، ولم تكن حكرا على أبناء الإسلام والمنتسبين له فحسب.
ومما رأينا أنه يستحق أن نوليه من الأهمية في هذه السطور هو ذكر آثار الحضارة الإسلامية على البشرية ومنافعها لها؛ فمن تلك الآثار:
أنها منحت الإنسانية عقيدة التوحيد الصافية التي تبين أن هذا العالم له ملك واحد هو: خالقه وصانعه وحاكمه ومدبره، له الخلق والأمر كله، وله الحكم، وهو منقاد إليه، قال -تعالى- في كتابه العزيز: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الحديد:1 - 6].
ومن آثار هذه الحضارة العظيمة: أنها أرست مبدأ الوحدة الإنسانية والأخوة الإيمانية؛ روى جابر بن عبدالله رضي الله عنه- أن رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أيُّها النَّاسُ": "إنَّ ربَّكمْ واحدٌ، وإنَّ أباكمْ واحدٌ، ألا لا فَضلَ لعربيٍّ على عَجميٍّ، ولا لعَجميٍّ على عَربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسوَدَ، ولا لأسوَدَ على أحمرَ، إلَّا بالتَّقوَى، إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ، ألا هل بلَّغتُ؟ قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ قال: فلْيُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ، ثمَّ ذكر الحديثَ في تَحريمِ الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ" (صححه الألباني).
ومن آثارها كذلك: رد الاعتبار للمرأة حيث منحها حقوقها وأعطاها كرامتها التي تليق بها، وقد ورد في القرآن آيات كثيرة عن المرأة تدعو إلى الثقة بمكانتها في هذا المجتمع، وإلى ما تناله من الأجر والثواب، قال -سبحانه-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71]، وقال -جل شأنه-: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [النساء: 124].
ومن آثار حضارة الإسلام: أنها حاربت اليأس والتشاؤم، وبعثت الأمل والرجاء والثقة، والاعتزاز في نفس الإنسان، (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) [النجم: 38 - 42].
كما أن من آثارها: أنها جمعت بين الدين والدنيا، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، وقال تعالى: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 148].
وأخيرا من آثار الحضارة الإسلامية: أنها أوجدت الرباط الدائم بين الدين والعلم، وربط مصير أحدهما بالآخر، قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَمَنْ في الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ في جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" (رواه أبو دواد).
وقد يسأل متسائل؟ من الذي أرسى قواعد هذه الحضارة العظيمة؟
والجواب يسير على كل ذي لب وبصيرة وصاحب عدل وإنصاف؛ إنه الدين الحق الذي أرسى الله به قواعد الحضارة المثلى، وأقام به ركائز ومقومات النهضة الكبرى، التي سعدت في ظلالها الأمم والشعوب، والأفراد والجماعات، في ماضي الأيام، وفي حاضرها ومستقبلها -بإذن الله تعالى-، وإن السمو الحضاري في هذا الدين لتتضح معالمه، وتتجلى خصائصه بالنظر المتأني في ركائز الحضارة وأسسها التي قامت عليها.
عباد الله: وإذا كانت هذه سمات حضارتنا الإسلامية المكللة بكل قيمة روحية ومادية؛ فلم الغفلة عنها وإغفالنا لها؟! ولماذا الهرولة نحو الحضارات الغربية؟! وليت شعري ما الذي أعجب ثلة كبيرة من المخدوعين بها؟! وما الذي أغراهم وجذبهم إلى تلك الحضارات الخالية من المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية، الملوثة بسفك الدماء وإشعال الحروب وابتزاز الشعوب وإذلالها والكيد بالمجتمعات المحافظة على موروثها الطيب الأصيل، والمتمسكة بشرعة ربها الجليل، لجرها في وحل التخلف والجهل.
حسب أدعياء الحضارة الغربية اليوم؛ أنها قائمة على العنصرية والطبقية والرأس مالية والكذب والبهتان والعلو والاستكبار ونشر الخوف والتنازع في العالم والترويج للحروب والاقتتال.
خطباؤنا الفضلاء: هذه إِشارات يسيرة عن الحضارة الإسلامية ومكانتها وخصائصها، مرفقة معها مجموعة من خطب لنخبة من الخطباء؛ نرجو أن تكون عونا لكم في تذكير المسلمين بحضاراتهم الإسلامية العريقة، وكشف غرور وزيف الحضارات المشبوهة والحاقدة على دين الإسلام وحضاراته وقيمه ومبادئه.
الاعتزاز بحضارة الإسلام - الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
https://khutabaa.com/?p=178662
حضارة الإسلام - أسامة بن عبدالله خياط
https://khutabaa.com/?p=179292
الحضارة الغربية - هلال الهاجري
https://khutabaa.com/?p=285162
الحضارة المعذبة - ناصر بن محمد الأحمد
https://khutabaa.com/?p=180923
سمات المجتمع الحضاري - قسم الخطب بدائرة الأئمة والخطباء بسلطنة عمان
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/299482
التميز الحضاري - د. عمر عبد الكافي
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/299476