الحرص داءٌ أهلك الأمم . . فاحذروه !
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/06/17 - 2013/04/27 08:07AM
خطبة الجمعة : الحرص داء أهلك الأمم . . فاحذروه !
الاستفتاح بما تيسّر ، ثم أما بعد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ثلاثةٌ لا يُكَلّمُهُم اللهُ يوم القيامةِ ولا ينظُرُ إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم : رجلٌ حَلََفَ على سلعتِهِ لقد أُعْطِيَ بها أكثَرَ مِمَّا أعطي وهو كاذب ، ورجلٌ حَلَفَ على يمينٍ كاذبَةٍ بعد العصر ليقتطِعَ بها مال رجل مسلم ( فصدَّقَهُ وهو على غير ذلك ) ، و:" رجل على فَضْلِ ماءٍ بالطريق يمنع بن السبيل منه " ، فيقول الله : اليوم أمْنَعُكَ فَضْلِي كما منعت فَضْلَ ما لم تعمل يداك " [ صحيح : سنن النسائي 4462 – صحيح الجامع 3066 – 3068 ) .
معشر المؤمنين : هذا مجلسٌ من مجالس النبيّ صلى الله عليه وسلم في تربية المؤمنين على الإيمان بالله واليوم الآخر ، في استثمار هذا الركن العقدي العظيم في تخليص النفس من الشح والحرص على الدنيا ، في استثمار وسيلة الترهيب لبناء الضَّمير وصناعة الرقابة الذاتية في النفوس حين تبيع وتشتري ، حين تتملَّكُ وتتصرَّف في المال والمتاع و المُلك . .
الحديثُ يقول للناس : " ما ذئبان جائعان ضاريان في حظيرةٍ يأكلان ويفسدان بأضرَّ فيها من حب الشرف وحب المال في دين المرء المسلم " ( صحيح الترغيب والترهيب 3252) .
إنَّهُ مرضُ الحرص والطمع . . ذئبٌ جائِعٌ لا يعرفُ معروفًا ولا ينكرُ منكرَا ، إذا استبدَّ بالقلوب أنساها عظمةَ الجبَّار و الرَّقابة الإلهية ، فتحلفُ بالله على الكذب وهي تعلم ، جمعًا للمال وتحقيقًا للشهوة ، وإذا استبدَّ الحرصُ بالأسواق استحالت مجالاً للافتراس والنهب والاحتيال وأكل الأموال بالباطل . .
فأمَّا الرجلُ الأوَّل - معشر المؤمنين- : فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم : لأنَّهُ أفسدَ التجارة والأسواق بالحرص والطمع ، حين كسدت سلعتُهُ طلب بيعها بالكذب على الله تعالى وعلى الناس ، يحلفُ بالله الجبَّار العظيم لقد أعطاهُ النَّاسُ فيها كذا وكذا وما أعطوهُ قليلاً ولا كثيرَا . . وإنَّما خَدَعَهم بالله ، والنَّاسُ إذا خُدعوا بالله انخدعوا . . فهذا رجلٌ لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . . !
وأما الرجلُ الثاني : فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، لأنه خدعَ النَّاسَ بالله تعالى فصدَّقوه على ذلك ، يحلفُ بالله اليمين الكاذبة بعد العصر ، في الوقت الشريف الذي تلتقي فيه ملائكة الليل والنهار ، ملائكةٌ تنزلُ من عند الجبَّار ، وملائكةٌ تصعدُ بالعمل إلى الجبَّار ، يحلفُ بالله اليمين الكاذبة بعد العصر ليقتطع أموالَ النَّاس وحقوقهم بالزور والبهتان وهو يعلمُ أنَّهُ شاهدُ زور، ويمينُهُ يمينُ الزُّور . . فهذا رجلٌ قد بارزَ الله العظيم الجبَّار ، وتعدَّى على الرقابة الإلهية ، فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . . !
وأما الرجل الثالث : فهو مريضٌ بالحرص ، لا يعرفُ معروفًا ولا رحمة ، قد أكرمه الله تعالى بفضل ماء يمرُّ بأرضه ،لم يتعب عليه ولم يخسر في سبيله درهمًا ولا حركة، وهذه من أعظم النعم التي تستوجبُ الشكر والاعتراف و البذل ، ومع ذلك إذا مرَّ به ابنُ السبيل - أضعفُ المحتاجين وأشدُّهم انقطاعًا - إذا مرَّ به يحتاج من فضل الله الذي حبَاهُ وأعطاه منعهُ وصدَّه ، فهذا كصاحبيه لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، ويقول اللهُ تعالى له يومَ القيامة : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك " .
هذه ثلاثُ صور للمسلم حين يضعفُ منه الإيمانُ ويشتدُّ حرصهُ على الدنيا . . !
سبحان الله ! ؛ كم هم مساكين ! ، هؤلاء الذين يستيقظون على الحرص وينامون عليه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت" [ الصحيحة : 952 ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها،فاتقوا الله وأجملوا في الطلب،ولا يحملن أحدكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته " [ صحيح الجامع : 2085].
نسأل الله السلامة والعافية و التوفيق والرحمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .
أحبّتي في الله : دعوةٌ إلى الثقةِ بفضل الله تعالى والاطمئنانِ إلى أنَّهُ الرزَّاقُ ذو القُوَّة المتين !
قد طغى حبُّ الدنيا والحرصُ على شهواتها في قلوب المسلمين وأسواقهم ومحلاَّتهم التجارية حتَّى صارت مجالاً للافتراس والنهب والاحتيال وأكل الأموال بالباطل . . بل والقَسَم والحَلِفِ بالله تعالى على الكذب والخيانة . . المهم عندنا التخلُّص من السلعة وإمساكُ المال . . !
لا تفعل أخي بارك اللهُ فيك . . لا . . !
المؤمنُ على العكس ؛ حين يعمرُ الإيمانُ بالله واليوم الآخر قلبَهُ ، ويتغلغلُ فيه الإيمانُ بالقضاء والقدر:
إذا دخلَ النَّاسُ الأسواقَ بالكيد والحيل ، بالغش والخداع ، بالتشاجر على الأمكنة والناس ، دخل هو السوقَ بالطمأنينة والذكر والإيمان : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألفَ ألف حسنة ومحا عنه ألفَ ألف سيئة وبني له بيتا في الجنة " [ صحيح الجامع : 6231] .
المؤمنُ يعرضُ سلعتَهُ للنَّاس بالصدق والبيان ، ولا يحلفُ على الصدق فضلاً أن يحلفَ على الكذب، لأنَّه يؤمنُ بقضاء الله تعالى وتقسيمه للأرزاق ، يعلمُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذمَّ كثيرَ الحلِفِ على بيعه وشرائه ولو كان صادقًا ، فكيف بالكاذب ؟! : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه" [ صحيح الترغيب والترهيب : 1788].
و قال صلى الله عليه وسلم :"إياكم وكثرةَ الحَلِف ، فإنه ينَفِّقُ ثم يمحَقُ " رواه مسلم .
المؤمن - أخي في الله - إذا استقرَّ عندهُ المشتري يصدُقُ معه ويبيّنُ له كما يطلبُ البيان لنفسه ، ويعلمُ أنَّ الرزق على الله والبركةَ في الصدق والبيان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما،وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما "متفق عليه .
معشر المؤمنين : إياكم والحرص فإنه الداءُ الذي أهلكَ السابقين من الأمم ، وهو الدَّاءُ الذي يُضعِفُ الإيمان ويقتلُ الرقابة الإلهية في القلب أمام الشهوات ، وعليكم بالإيمان والصدق فإنَّه سببُ البركة والرفعة: قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾(الحجر:21) وقال جلَّ جلالُه :﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾ (المائدة:66) . وقال سبحانه:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾(الأعراف:96).
نسأل الله التوفيقَ إلى ما يحب ويرضى . . اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين.وصلى الله وسلم وبارك على محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين .
الاستفتاح بما تيسّر ، ثم أما بعد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ثلاثةٌ لا يُكَلّمُهُم اللهُ يوم القيامةِ ولا ينظُرُ إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم : رجلٌ حَلََفَ على سلعتِهِ لقد أُعْطِيَ بها أكثَرَ مِمَّا أعطي وهو كاذب ، ورجلٌ حَلَفَ على يمينٍ كاذبَةٍ بعد العصر ليقتطِعَ بها مال رجل مسلم ( فصدَّقَهُ وهو على غير ذلك ) ، و:" رجل على فَضْلِ ماءٍ بالطريق يمنع بن السبيل منه " ، فيقول الله : اليوم أمْنَعُكَ فَضْلِي كما منعت فَضْلَ ما لم تعمل يداك " [ صحيح : سنن النسائي 4462 – صحيح الجامع 3066 – 3068 ) .
معشر المؤمنين : هذا مجلسٌ من مجالس النبيّ صلى الله عليه وسلم في تربية المؤمنين على الإيمان بالله واليوم الآخر ، في استثمار هذا الركن العقدي العظيم في تخليص النفس من الشح والحرص على الدنيا ، في استثمار وسيلة الترهيب لبناء الضَّمير وصناعة الرقابة الذاتية في النفوس حين تبيع وتشتري ، حين تتملَّكُ وتتصرَّف في المال والمتاع و المُلك . .
الحديثُ يقول للناس : " ما ذئبان جائعان ضاريان في حظيرةٍ يأكلان ويفسدان بأضرَّ فيها من حب الشرف وحب المال في دين المرء المسلم " ( صحيح الترغيب والترهيب 3252) .
إنَّهُ مرضُ الحرص والطمع . . ذئبٌ جائِعٌ لا يعرفُ معروفًا ولا ينكرُ منكرَا ، إذا استبدَّ بالقلوب أنساها عظمةَ الجبَّار و الرَّقابة الإلهية ، فتحلفُ بالله على الكذب وهي تعلم ، جمعًا للمال وتحقيقًا للشهوة ، وإذا استبدَّ الحرصُ بالأسواق استحالت مجالاً للافتراس والنهب والاحتيال وأكل الأموال بالباطل . .
فأمَّا الرجلُ الأوَّل - معشر المؤمنين- : فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم : لأنَّهُ أفسدَ التجارة والأسواق بالحرص والطمع ، حين كسدت سلعتُهُ طلب بيعها بالكذب على الله تعالى وعلى الناس ، يحلفُ بالله الجبَّار العظيم لقد أعطاهُ النَّاسُ فيها كذا وكذا وما أعطوهُ قليلاً ولا كثيرَا . . وإنَّما خَدَعَهم بالله ، والنَّاسُ إذا خُدعوا بالله انخدعوا . . فهذا رجلٌ لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . . !
وأما الرجلُ الثاني : فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، لأنه خدعَ النَّاسَ بالله تعالى فصدَّقوه على ذلك ، يحلفُ بالله اليمين الكاذبة بعد العصر ، في الوقت الشريف الذي تلتقي فيه ملائكة الليل والنهار ، ملائكةٌ تنزلُ من عند الجبَّار ، وملائكةٌ تصعدُ بالعمل إلى الجبَّار ، يحلفُ بالله اليمين الكاذبة بعد العصر ليقتطع أموالَ النَّاس وحقوقهم بالزور والبهتان وهو يعلمُ أنَّهُ شاهدُ زور، ويمينُهُ يمينُ الزُّور . . فهذا رجلٌ قد بارزَ الله العظيم الجبَّار ، وتعدَّى على الرقابة الإلهية ، فلا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . . !
وأما الرجل الثالث : فهو مريضٌ بالحرص ، لا يعرفُ معروفًا ولا رحمة ، قد أكرمه الله تعالى بفضل ماء يمرُّ بأرضه ،لم يتعب عليه ولم يخسر في سبيله درهمًا ولا حركة، وهذه من أعظم النعم التي تستوجبُ الشكر والاعتراف و البذل ، ومع ذلك إذا مرَّ به ابنُ السبيل - أضعفُ المحتاجين وأشدُّهم انقطاعًا - إذا مرَّ به يحتاج من فضل الله الذي حبَاهُ وأعطاه منعهُ وصدَّه ، فهذا كصاحبيه لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، ويقول اللهُ تعالى له يومَ القيامة : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك " .
هذه ثلاثُ صور للمسلم حين يضعفُ منه الإيمانُ ويشتدُّ حرصهُ على الدنيا . . !
سبحان الله ! ؛ كم هم مساكين ! ، هؤلاء الذين يستيقظون على الحرص وينامون عليه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت" [ الصحيحة : 952 ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها،فاتقوا الله وأجملوا في الطلب،ولا يحملن أحدكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته " [ صحيح الجامع : 2085].
نسأل الله السلامة والعافية و التوفيق والرحمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
قد طغى حبُّ الدنيا والحرصُ على شهواتها في قلوب المسلمين وأسواقهم ومحلاَّتهم التجارية حتَّى صارت مجالاً للافتراس والنهب والاحتيال وأكل الأموال بالباطل . . بل والقَسَم والحَلِفِ بالله تعالى على الكذب والخيانة . . المهم عندنا التخلُّص من السلعة وإمساكُ المال . . !
لا تفعل أخي بارك اللهُ فيك . . لا . . !
المؤمنُ على العكس ؛ حين يعمرُ الإيمانُ بالله واليوم الآخر قلبَهُ ، ويتغلغلُ فيه الإيمانُ بالقضاء والقدر:
إذا دخلَ النَّاسُ الأسواقَ بالكيد والحيل ، بالغش والخداع ، بالتشاجر على الأمكنة والناس ، دخل هو السوقَ بالطمأنينة والذكر والإيمان : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألفَ ألف حسنة ومحا عنه ألفَ ألف سيئة وبني له بيتا في الجنة " [ صحيح الجامع : 6231] .
المؤمنُ يعرضُ سلعتَهُ للنَّاس بالصدق والبيان ، ولا يحلفُ على الصدق فضلاً أن يحلفَ على الكذب، لأنَّه يؤمنُ بقضاء الله تعالى وتقسيمه للأرزاق ، يعلمُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذمَّ كثيرَ الحلِفِ على بيعه وشرائه ولو كان صادقًا ، فكيف بالكاذب ؟! : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه" [ صحيح الترغيب والترهيب : 1788].
و قال صلى الله عليه وسلم :"إياكم وكثرةَ الحَلِف ، فإنه ينَفِّقُ ثم يمحَقُ " رواه مسلم .
المؤمن - أخي في الله - إذا استقرَّ عندهُ المشتري يصدُقُ معه ويبيّنُ له كما يطلبُ البيان لنفسه ، ويعلمُ أنَّ الرزق على الله والبركةَ في الصدق والبيان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما،وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما "متفق عليه .
معشر المؤمنين : إياكم والحرص فإنه الداءُ الذي أهلكَ السابقين من الأمم ، وهو الدَّاءُ الذي يُضعِفُ الإيمان ويقتلُ الرقابة الإلهية في القلب أمام الشهوات ، وعليكم بالإيمان والصدق فإنَّه سببُ البركة والرفعة: قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾(الحجر:21) وقال جلَّ جلالُه :﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾ (المائدة:66) . وقال سبحانه:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾(الأعراف:96).
نسأل الله التوفيقَ إلى ما يحب ويرضى . . اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين.وصلى الله وسلم وبارك على محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين .