الحذر من وساوس الشيطان

سعود المغيص
1435/05/11 - 2014/03/12 08:06AM
أما بعد عاد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن الوسوسةُ صنعةُ إبليس وشُغلُه وطريقتُه لإضلال بني آدم يرمِي بها من أطاعَه بالشُّكوك والأوهام والظُّنون ويقذِفُه في الهواجِسِ والخيالات ويُردِيه في حالةٍ من الاضطرابِ والارتِياب ويدفعُه إلى التكلُّف والتشدُّد والتنطُّع والغلوِّ والزيادة على القدر المشروع .
ومن كيده ووسوسته: ما يُلقِيه من التشكيك والتضليلِ في كيفيَّة الخلق والبعث والاستِواء والعرشِ وغيرها من قضايا الإيمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى لله عليه وسلم : « يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقولُ: من خلقَ كذا؟ من خلقَ كذا؟ حتى يقولَ: من خلقَ ربَّك ؟ فإذا بلغَ ذلك فليستعِذ بالله ولينتَهِ » متفق عليه وفي لفظٍ لمُسلم : « فمن وجدَ من ذلك شيئًا فليقُل : آمنتُ بالله » .
ومن كيدِه ومكرِه : الوسوسةُ في الوضوء والطهارة فترى أحدَهم يغسِل ويُكرِّرُ كثيرًا ويدلُك دلكًا عنيفًا ويتشكَّكُ فيما غسَله ويظنُّ أنه لم يغسِله فيعودَ إليه مرَّةً بعد مرَّةٍ قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : لا يزيدُ على الثلاثِ إلا مُبتَلى .
وعلاجُ ذلك : أن يُعرِضَ عن تلك الشُّكوك والأوهام ولا يلتفِتَ إليها وينهَى عنها .
ومن كيدِه بأهل الوسوسة المُكثَ طويل في الخلاء بلا حاجةٍ فتفوتُه الجماعة وتضيعُ مصالِحُه فكيف يليقُ بعاقلٍ أن يُطيلَ المُكثَ في حُشوشٍ مُحتضَرة تأوي إليها الشياطين والنفوسُ الخبيثة ؟
ومن وسوسته أعاذنا الله وإياكم منه : الوسوسةُ في انقِطاع البول أو في التنجُّسِ به .
ومن وسوسة إبليس : الوسوسةُ في الصلاة فمن الناسِ من يجهَرُ بنيَّةِ الصلاة ويُكرِّرُها ويُجهِدُ نفسَه في التلفُّظِ بها ويرفعُ بها صوتَه بثُقلٍ ومشقَّة ولربما دخلَ في الصلاة ثم قطَعها لشكِّه في النيَّة .
والجهرُ بنيَّة الصلاة بِدعةٌ وتكرارُها وسوسة ورفعُ الصوت بها إيذاءٌ للناس والتعبُّد بها بِدعةٌ .
ومنهم من يُعيدُ تكبيرةَ الإحرام كثيرًا ويُردِّدُ الفاتحة مِرارًا .
ومنهم من يُكرِّرُ بعضَ الحروفِ والكلمات حتى ربما فاتَتْه الركعة وتخلَّفَ عن إمامه .
ومنهم من يُوسوِسُ له الشيطانُ بانتِقاض طهارته أثناء الصلاة فيُخرِجُه منها ويصدُّه عنها .
ويحرُم على المُصلِّي أن يُخرُج من الصلاة إذا لم يتيقَّن الحدَثَ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال : « إذا وجدَ أحدُكم في بطنه شيئًا فأشكلَ عليه أخَرَج منه شيءٌ أم لا فلا يخرُجنَّ من المسجدِ حتى يسمعَ صوتًا أو يجِد ريحًا »
فاقطَعوا الأوهام وادفَعوا الشُّكوكَ وردُّوا وساوِسَ إبليس ولا تُبطِلوا أعمالَكم ولا تُفسِدوا عباداتكم ولا تُضيِّعوا صلاتَكم .

أعاذنا الله جميعًا من الشيطان وهمزِه ونفخِه ونفثِه

أقول قولي هذا وأستغفر الله ..

الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رِضوانه صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله وراقِبوه وأطيعوه ولا تعصُوه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .
عباد الله :
كلما طرقَت وساوِسُ إبليس فادفعُوها بالاستِعاذة واقهَروها بالمُخالفة والمُضادَّة وحارِبوها بالعلم والسنَّة وتحصَّنوا بالأذكار وأكثِروا من الدعاء واشتغِلوا بالتلاوة وحافِظوا على الصلوات واهجُروا مجالسَ المُنكر وجُلساء السوء ومزاميرَ الشيطان وحاذِروا الروائح الخبيثة والأماكن المُنتِنة واستجيروا بالله من إبليس ونزَغَاته واستعِيذوا بالله من نفخِه ونفثِه وهمَزاته ومن يعتصِم بالله فقد هُدِي ومن يتوكل على الله فقد كُفِي ومن يلتجِئ إلى ربه فقد وُقِي .

الا وصلو ..



المشاهدات 2187 | التعليقات 1

جزيت خيرا شيخ معيض وزادك الله نفعا وعلما وتبصيرا لإخوانك