الحذر من الخوارج وفروعهم وأفراخهم

محمد البدر
1437/02/29 - 2015/12/11 02:17AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد: عباد الله : قال تعالى : { الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أولئك لَهُمُ الأمن وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } [ الأنعام : 82 ]
عباد الله :انعم الله علينا في هذه البلاد بنعمة الامن والإيمان ، ووسع علينا في ارزاقنا ومن علينا بالتوحيد والسنة وفضلنا على كثير من خلق تفضيلا ، قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » حسنه الألباني .
وفي ظل ما نعيشه هذه الايام من فتن متلاحقة كامواج البحر المتلاطمة ، انها فتن الجماعات الهالكة والفرق الضالة والاحزاب الماكرة ، زعموا انهم يطبقون سنة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يقولون بأوفاههم ما ليس في قلوبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال عنهم صلى الله عليه وسلم « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
هولاء هم الخوارج كلاب النار وهاهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يوجهون سلاحهم إلى المسلمين ، وقد استحلوا قتالهم وبلادهم ، تركوا اليهود وتركوا النصارى أعداء الدين ووجهوا جهادهم للمسلمين .
فعَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
عباد الله :الخوارج عاثوا في ديار المسلمين فسادا فقتلوا المسلمين بغير حق ، وأفسدوا البيوت وخربوها وهدموا البنايات وأثاروا الرعب والخوف والهلع بين الناس ،فَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وهم بحق أهل هذا الوصف في زماننا ، فهم حدثاء أسنان صغار السن مغرر بهم ، يقولون من خير قول البرية فيستدلون من القرآن والسنة على جواز ووجوب فعلهم ضد المسلمين ، فيتقربون إلى الله عز وجل بإراقة دم من حرم الله قتله إلا بالحق وقد تشابهت قلوبهم ، وصفاتهم ، خوارج الأمس مع خوارج اليوم .
عباد الله :ومما ساعد في ظهور هذه الفئة وغيرها انتشار دعاة الباطل والضلال ودعاة التهييج ودعاة القنوات وطالبي الشهرة ،ودعاة من تنكبوا فقه التيسير وتكييف الدين لمصلحة الناس حتى لو خالف السنة ، كذلك مما أظهرهم وحسن من قولهم الإعلام الفاسد ، فقد أظهرهم علماء أجلاء مجاهدين وهم أهل إفساد وضلال ومحرضين على الحكام،كانوا هم السبب وراء التفجيرات والاغتيالات والمظاهرات والاعتصامات في كل بلاد المسلمين .
عباد الله : وان من وسائلهم الماكرة لصرف الناس عن الحق تركيزهم على بعض النشاطات مثل :
اولاً :تزهيد الناس عن فتاوي كبار العلماء وجذبهم لعلماء السوء والفتنة ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ثانياً :اختيارهم لصغار السنة واغرئهم بالمال واحتوائهم وتذليل الصعاب وقضاء حواجهم وبث روح الحماس فيهم واستغلال اندفاعهم بغير ضابط من الشرع واقناعهم وإغوائهم بأن كل من خالفهم ولو كان اقرب قريب فهو كافر ،وان من فجر او قتل من هؤلاء الكفار بزعمهم فهو شهيد وله الجنة والحور العين .
ثالثاً :نشر دعايات ونشرات لتمجيد هذه الجماعات واستغلال كل وسيلة تبلغهم الغاية ،على سبيل المثال لا الحصر (البريد الالكتروني – ووسائل التواصل الحديثة الوات ساب والفيس بوك والتويتر والسناب شات والتلغرام وغيرها – كذلك القنوات الفضائية وبعض المواقع في النت والشبكات ..إلخ) .
عباد لله : إن أكثر من يفسد الدين هم علماء السوء أهل الضلال والهوى ، هم أمام الناس أهل صلاح وتقى ، وفي حقيقة أمرهم يريدون بالإسلام سوءً ، فتراهم يهيجون الناس ضد الحكومات المسلمة ، وينادون بالخروج على الحكام المسلمين ويرفعون شعاراً وهتافات مزيفة لرفع الظلم وتوزيع الثروات وغيرها .أقول قولي هذا ...

الخطبة الثانية :
اما بعد: عباد الله : في هذا الأيام يتأكد لنا ولجميع من ولاهم امر اسرة ولهم أبناء ان يحفظوا ابناءهم ويؤسسونهم على الكتاب والسنة ويغرسوا فيهم العقيدة الصحيحة ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة ما جاء به ، كذلك محبة من حملوا لنا هذا الدين وحفظوه وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم والعلماء الذين جاوء من بعدهم ، علموهم ان الاسلام هو الكتاب والسنة بفهم سلف الامة ، اخبروهم ان من حولنا وبيننا ومن جلدتنا جماعات تخالف السنة ويزعمون انهم على خير وانهم أهل سنة امثال( الخوارج وفروعهم وأفراخهم من الدواعش والقاعدة والاخوان وغيرها من الجماعات المنتشرة والمنحرفة ) قال تعالى :{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .
فاجتنبوا كل الاحزاب والجماعات فلا خير فيها وان ظهرة بمظهر الخير للغير ،واحمدوا الله أنكم على العقيدة الصحيحة السليمة الصافية على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة على عقيدة السلف الصالح.
فاتقوا الله عباد الله واحسنوا تربية أبنائكم وحذروهم من كل الجماعات المنحرفة والمخالفة.
الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 1964 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا
خطبة عظيمة ومناسبة للأحداث التي تعصف من حولنا وقى الله المسلمين وبلادنا شرهم