الحث على الصدقة 5 / 9 / 1445 ه ( موافقة للتعميم )

مبارك آل بخيتان
1445/09/05 - 2024/03/15 04:03AM

عنوان الخطبة
الحث على الصدقة 5 / 9 / 1445 ه
الخطبة الأولى:

الحَمْدُ للهِ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ وَيُخْلِفُ عَلَى الْمُنْفِقِينَ وَلَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ
أمَّا بَعْدُ .. فأُوْصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ فَإِنَّهَا خَيْرُ لِبَاسٍ

فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.

أيها الصائمون .. في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

   هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ   **  فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ 

   تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنَّه  **   ثناها لِقَبضٍ لمْ تُجبــــهُ أنامِلُـــــــهْ

   ولو لم يَكُنْ في كفِّهِ غيرُ روحِهِ   **  لجادَ بها ، فليتقِ اللهَ سائلُهْ

كَانَ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.. يُعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر، ومَا سُئِلَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ "

كَريمٌ إِذا ما جِئتَ طالِبَ فَضلِهِ ... حَباكَ بِما تَحوي عَلَيهِ أَنامِلُه

    أيها الصائمون .. الجوادُ: هو من كان مسرورا ببذله، متبرعا بعطائه، لا يلتمس عرضَ دنيا فيُحبَطُ عَمَلُه، ولا يَطلُبُ مكافأةً فَيسقُطُ شُكرُه {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

والجود: من جاد من قلّة، وصان وجه السائل عن المذلّة.

   إنّ الكريم ليُخفي عنك عُسرتَه ...  حتى تراهُ غنياّ وهو مجهـــود

    بِثّ النّـــوالَ ولا تَمنَعـــكَ قِلّتــــــه ... فكلُّ ما سدَّ فقرا فهو محمود

ومنعُ الجودِ عباد الله ، سوءُ ظنّ بالمعبود {وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

أيها المسلمون: كَفُّ الكَرِيمٍ نَدِيَّةٌ.. وَالبَذْلُ عَنْوَانُ الفَلاحْ، نَفْسُ الكَرِيْمِ سَخِيَّةٌ.. تُعْطِيْ وتُنْفِقُ في صَلاحْ.  يَقِفُ الكَريمُ بِسَاحَةِ الإِحْسَانِ مَبْسُوْطَ اليَدِ،  يُعْطِيْ بِلا مَنٍّ، وَيُنْفِقُ مِنْ نَفِيْسِ المَالِ لا يُعطِي الرَّدِي.

تأَبَى طِبَاعُ الخَيْرِ في أَخْلاقِهِ  **  أَنْ يَبْذُلَ الأَرْدَى مِنَ الأَمْوالِ

طُوْبَى لِعَبْدٍ.. آمَنَ أَنَّ كُلَّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ.. إِنَّمَا هِيَ قَرْضٌ يُقْرِضُهُ لِرَبِهِ.. وسَيُوَفِّيْهِ اللهُ الجَزاءَ يَومَ الجَزاءِ مُضاعَف.  فَما بَخِلَ وما أَمْسَك، وما أَعْرَضَ وما أَحْجَمْ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ويقول الله تعالى {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}  

* وَعِنْدَ تَقَلُّبِ أَحْوالِ النَّاسِ وقَسْوَتِها.. وَعِنْدَ تَضَاعُفِ أَعْباءِ الحَياةِ وشِدَّتِها. تَشْتَدَّ الحَاجَةُ لِلبذلِ والإِنْفاق.  أُسَرٌ مُتَعَفِّفَةٌ.. يَهُدُّهَا الجَهْدُ وَتُضْنِيْها الفاقَةُ ويُعْيِيْهَا الإِمْلاق. {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}  فَيُضاعِفُ أَهْلُ الإِحْسانِ إِحْسانَهُم. ويُضاعِفُ أَهْلُ الجُودِ جُودَهُم. وشَهْرِ الجُودِ.. أَجْوَدَ ما يَكُونُ فِيهِ البَاذِلُون. 

وكُلُّ عبدٍ يبتغي حُسْنَ الجزاءِ.. يَبْذُلُ الكريمَ مِنْ مَالِه، ويُعطي الطَّيبَ مِمَّا مَلَكْ. فَالدَّارُ دارُ تَزَوُّدٍ.. وَالعَيْشُ عَيْشُ الآخِرَة {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب .. فستغفروه يا فوز المستغفرين ..

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً   ..   أَمَّا بَعْدُ :

فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واستجلِبُوا رحمةَ ربِّكم بتفقُّد أحوال ذوي أرحامِكم والمحتاجينَ من أقاربِكم وجيرانِكم فإنَّ اللهَ رحيمٌ يحب عبادَه الرحماءَ .. كريمٌ يُحِبُّ الكرمَاءَ .. جَوادٌ يُحِبُّ الجودَ ، عفوٌّ يُحبُّ العفوَ ,,

 ألا فَلنبادر أيها الأخوة إلى إخراج الزكاة الواجبة ونتبعها بصدقات التطوع ولْيجتهد المسلمُ في أن تصل زكاةُ ماله وصدقته إلى من يستحقها فيبحث عن المحتاجين من أقاربه ومعارفه ممن تحل لهم الزكاة فيعطيهم إياها لتكون له صدقة وصلة ويتفقد جيرانه المحتاجين (( الذين لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا )) إذ لَا بُدَّ مِنْ بَذْلِ الصَّدَقَاتِ لِمَنْ هُمْ أَشَدُّ حَاجَةً وَضَرُورَةً وَتَحَرِّي أَشَدِّ الْمُسْلِمِينَ كُرْبَةً وَعِفَّةً وأنْ يكونَ التَّبَرُّعُ عن طَرِيقِ الْمَنَصَّاتِ الرَّسْمِيَّةِ الْمُعْتَمَدَةِ كمنصة إحسان والتي أنشأتها الدولة وفقها الله لهذا الغرض السامي النبيل فلا تتبرعوا إلا عَن طريِقِها حفظاً لأموالكم وضماناً لوصولِ الصدقةِ لأهلِها ومستحقيها فَتَصَدَّقُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِمَا تَجِدُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ

اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى

اللهم انت الله لا إله إلا أنت .. لا إله إلا أنت .. لا إله إلا أنت

انت الغني ونحن الفقراء .. انت القوي ونحن الضعفاء

اللَّهُمَّ أَغِثْنَا .. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا .. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مغيثاً مُبَارَكا

تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار )

عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

المشاهدات 1007 | التعليقات 0