الحاجة إلى التغيير
عبدالعزيز بن غويزي الشاطري
هذه الخطبة ألقيتها في اليوم الأول من هذا العام الهجري الجديد 1431هـ والذي وافق يوم الجمعة
وأعرضها أمامكم هنا لأستفيد من نقدكم وتصويبكم أولاً ولكي تكون متاحة لمن يريد تطويرها والبناء عليها ثانياً
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
اليوم 1-1-1431هـ
نحن اليوم في مطلع عام هجري جديد
وفي مطلع عقد جديد
ودوماً يكون للبدايات طعم مختلف ونكهة جديدة
تدفعنا البدايات إلى التفكير في التغيير لأنها تظهر لنا مغايرة لما كان قبلها،ألا ترون أن يوم العيد يختلف عن بقية أيام السنة في كل شيء رغم أنه يوم مثلها، سبب تغيره أيها الإخوة: أننا نستعد له بشكل مختلف، نحتفي به بطريقة مميزة، ننتظره، نفرح به، فيأتي مختلفاً عن اليوم الذي قبله، يأتي مليئاً بالحيوية والنشاط، بالسعادة والأنس، بالتعاون والبر...
ولو أن شخصاً لم يغير من نفسه وروحه شيئاً في استقبال هذا اليوم لما اختلف عليه يوم العيد عما سبقه من أيام...
التغيير أيها الإخوة يبدأ من دواخلنا من ذواتنا من إراداتنا من ههمنا وقدراتنا والعاجز فينا من ينتظر تغييراً لنفسه من خارجها أليس الله تعالى يقول:
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
عباد الله
منذ اليوم سنكتب في أوراقنا ، في معاملاتنا، في تقاريرنا وبحوثنا ودراساتنا ودفاتر دروسنا 1431 سنضع بدل الصفر واحداً!!
إننا نستبدل الأرقام ونغيرها، ونطوي الملفات ونغلقها، ونفتح صفحة جديدة بيضاء لا سواد فيها..
فهل يعني لهذا لنا شيئاً؟ هل يحرك في أنفسنا ساكناً؟ هل يدعونا إلى التفكر والتأمل في حركة الكون من حولنا...الكون من حولنا يتجدد ويتغير ويتقدم ويمضي لغايته التي خطها ربه ورسمها له
الكون يسير في نظام وروية وتوأدة نحو ما أراد الله له....الكون في هذا اليوم يفتتح تأريخاً جديدا لعام جديد سيمتلئ حتماً بعد 354 يوماً بأحداث جسيمة وعظيمة.
وأنت أيها الإنسان !!...أنت أيها المخلوق في أحسن تقويم!!!!أنت أيها المكرم المفضل على بقية المخلوقات من لدن الخالق العظيم سبحانه{ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
أنت أيها المخاطب بالتنزيل الحامل للأمانة المستخلف في الأرض الموعود بالجزاء الجميل!!
ماذا تعد لهذا العام الجديد وقد طرق بابك وأناخت رحاله بفناء دارك وفتح أمامك دفاتره ورزناماته ليسجل آمالك وأحلامك وتطلعاتك
ماذا تعد لهذا العام الجديد وهو يصافحك اليوم معلنا بدأ العد التنازلي لمشوار ركض في رحابه يستغرق 354 يوما...
هل أنت مستعد ومتحفز لهذا المشوار ؟ هل أنت متوثب ومتطلع للقفز إلى الأمام؟ هل أنت أخي جاهز لدك الحواجز والأسوار ؟
إن كنت مستعداً ومتطلعاً وجاهزاً فاعلم أولاً:
أن قوة التغيير في داخلك!
نعم إنها داخلك أنت، وليست عن يمينك أو شمالك
وهذه القوة موجودة في كل واحد منا، وهي تنتظر من يوقظها من رقادها، تنتظر من يهزها بصدق العزيمة ليعلن عن ميلاد فجر جديد في حياته، وعن بداية صفحة بيضاء مليئة بالتفاؤل والأمل والعزيمة والإصرار...
ولا تتوقع اخي المبارك أن الأمر سهل ويسير.....وأن الطريق مفروش بالورود...وأنه ليس ثمة عوائق أو مشكلات ستقف في دربك
كلا...بل كل ذلك موجود
والشيطان حاضر لا يكل، والنفس الأمارة بالسوء ، والهوى الداعي إلى الكسل والخمول...
ولكن يجب أن تعزم أمرك وتتوكل على ربك، وتثق ثقة تامة بوعده وهو القائل {إن الله لا يغير ما بقوم...}
وعليك أن تقنع نفسك بأنك يجب أن تتغير إلى الأفضل لأن الله يريد ذلك منك، وأسرتك ومجتمعك..
هذه النية الصادقة وهذا العزم الأكيد سيدعمك في موقفك الابتدائي ومنطلقك نحو التقدم والنجاح، ولا تظن أنك بِدعاً في ذلك!
بل الكون من حولك كله في تغير دائم..
الماء الذي الذي تشربه يتغير ولو بقي راكداً لأسن...الطعام الذي تأكله يتغير ولو بقي على حاله لفسد....اللباس الذي تلبسه يتغير ولو طال عهده لخلق...حتى الناس من حولك يتغيرون
فلماذا تبقى على حالك
لماذا تسكن أنت والعالم من حولك يمور ...لماذا تركد والعالم يتحرك
أنت أخي محتاج إلى هذه اللحظة التي تعزم فيها على التغيير في حياتك، وحينها ستجد الله معك أليس هو القائل سبحانه:
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}
ألا تعطيك هذه الآية دافعاً كبيراً للتغيير من حالك...ألا تشحذ همتك...ألا تدفع بك إلى اتخاذ هذا القرار الهام في حياتك
إن الجهاد الذي تتحدث عنه هذه الآية أوسع من المعنى الذي يحصره فيها البعض ممن لم يرجع إلى تفسيرها؛فالجهاد المقصود في الآية هو جهاد النفس، وجهاد العلم، وجهاد الدعوة إلى الله، وجهاد الصبر على أذى الآخرين قبل جهاد الكافرين لأن الآية مكية والجهاد بمعنى القتال لم يفرض بعد حين نزلت؛ قال ابن عباس: هي في الذين يعملون بما يعلمون. وقال: معناها: أي الذي جاهدوا في طاعاتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.
وقال ابن عطية في تفسيره: هي قبل الجهاد العرفي، وإنما هو جهاد عام في طاعة الله وطلب مرضاته.
ولذلك أخي الكريم فإن الآية تتحدث عن تغيير يتم بالمجاهدة التي تعني الاستمرار والمواصلة في العمل الصالح المثمر النافع دون تتقهر أو كسل أو تراجع أو استسلام للصوارف والمشاغل والملهيات، وحين يوفقك الله لهذا الجهاد في طاعته ومرضاته بكل معانيها الواسعة فإنه سيهديك السبيل ويفتح لك باب الفلاح والهداية والرشاد.
فلتجاهد نفسك ...ولتقمع هواها....ولتكبت شيطانها....ولتأخذ بها في مراقي الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة.
عباد الله
إن السبب الرئيس في أن كثيراً من الناس لا يتغيرون هو أنهم لا يدركون شيئاً عن قوة التغيير في أعماقهم والتي هي موهبة من الله للإنسان، وللك تجدهم يبقون على ماهم عليه يراوح أحدهم مكانه ويندب حظه ويتطلع إلى منقذ ينقذه من نفسه...!!!
ولكن لا بد هنا من الإشارة إلى بعض النقاط التي لا بد من استحضارها حين العزم على التغيير في حياتنا:
أولها:
أن نعلم أن هذا التغيير في حياتنا لن يحدث إلا بأمر من الله، فالله تعالى يقول:
{ وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله}
فاستعن بالله واطلب منه الهداية التوفيق والتسديد....أطلب منه أن يفتح لك طريق التغيير للافضل....أن يهديك لأقصر الطرق للإصلاح من حالك
فهو الذي خلقك وهو أعلم بما يُصلحك، وهو أعم بمستقبلك منك.
فعليك ايها المؤمن بالله، ايها المتوكل على الله أيها العازم الصادق في عزمك أن تلجأ إلى الله أولاً وقبل كل شيء، وأن تنطرح بين يديه وأن تلح عليه في الدعاء والرجاء فمنه سبحانه تستمد القوى وإليه سبحانه يصمد العباد.
وحين تستمد قوتك من الله فلن يقف أمام همتك وعزيمتك شيء.
ثاني هذه النقاط:
أن تستفيد من تجارب غيرك وأخطائهم، وأن تكسب من خبراتهم، فالإنسان الذكي كالتاجر الناجح لا يخسر شيئاً، بل تجده في حال ربح دائم، لأنه مراقب جيد للعالم من حوله، يستقرئ ويحلل ويستخلص الدروس والعبر.
الثالثة من هذه النقاط أخي المبارك:
حاول أن تتخذ القرار الصحيح؛ بالتوكل على الله فهو القائل سبحانه{فغذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}
واعلم أنك مع هذا التوكل الصادق على ربك ومولاك ستوفق إلى اتخاذ القرارات الصائبة في حياتك في جميع مساراتها..لماذا؟
لأن الله يحب من توكل عليه بصدق ولن يخذل الله من أحب
ولأنه سبحانه حسب من توكل عيه وكافيه ومرشده وهاديه أليس هو القائل جل وعز: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
أيها الطامح إلى التغيير أيها المتطلع إلى النجاح
لتعلم أن اتخاذك للقرارات الصحيحة سيقوي ثقتك في نفسك اكثر وسيجعلك تشعر بالقوة والنجاح بعد كل قرار صحيح، ثم تحس بأنك قد بدأت تسيطر على حياتك شيئاً فشيئاً، وحينها ستشعر أنك قد بدأت التغيير الفعلي نحو الأفضل.
وقبل أن أختم هذه النقاط: هناك نقطة هامة جداً:
وهي أن تفكر أخي الحبيب وتقارن بين ما سيكون وضعك عليه إذا ظللت على حالك، ووكيف سيكون وضعك فيما لو تغيرت أو قررت التغيير، قارن مثلاً -في عقلك- بين الحال السيء الذي تعيش وبين الحياة الطيبة التي ستكون عليها بعد التغيير.
إن هذه المقارنة ضرورية جداً لتعطيك دافعاً مهماً في التغيير؛ وهذه المقارنات موجودة في كتاب الله تعالى، فهو سبحانه يقول: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
وأسلوب المقارنة أيها الإخوة يثير في النفس البشرية دافعاً كبيراً نحو السعي إلى الأفضل.
ولكن ينبغي هنا أن نستحضر وصية موسى عليه السلام لقومه في أصعب الظروف التي مرت بهم ، قال سبحانه:{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} فأهم وصية لمن يريد التغيير في حياته الصبر فإنه في معركة حامية مع نفسه أولاً ومع شيطانه ثانياً وربما مع المثبطين من حوله ثالثاً.
أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
ربما قال البعض عن نفسه أنا لست محتاجاً إلى التغيير ، وهذا الأمر لا يعنيني بحال وأقول لمن ورد في خاطره مثل هذا الأمر قبل أن تقنع نفسك بذلك عليك أن تجري اختباراً بسيطاً تكشف فيه على ذاتك فهناك أمور معينة إذا شعرت بها فاعلم أنك بحاجة إلى التغيير في حياتك:
أولها:الإحباط .
وثانيها:الملل في الحياة.
وثالثها:كثرة المشاكل .
ورابعها:تكرارالفشل.
وخامسها:انعدام الإنجازات.
وسادسها –وهو الأخير-:عدم اهتمام الإنسان في الحياة.
اللهم اجعل هذا العام مباركاً علينا
ووفقنا فيه لاغتنام الخيرات والبعد عن السيئات
واجعلنا فيه أفضل منا في سابقه
اللهم صل وسلم ....
المشاهدات 8814 | التعليقات 5
أخي الفاضل مرور الكرام
جزاك الله عني خيراً
لقد تفضلت عليَّ بالوقت الذي قضيته في قراءة الخطبة لتتكرم بنقدها، وأنا لك شاكر جدُّ شاكر
وهي في الأصل ورقة تدريبية تحولت إلى خطبة فحدسك في محله.
الخطيب المكرم عبدالعزيز الشاطري ...
الفكرة ممتازة ...
وكثير من الفكر التدريبي الذي غير فئاماً من الناس نحو الأفضل، وحرك الإيجابية في دمائهم، يحتاج إلى نشر مناسب في خطبة الجمعة، وقد يقع الخطيب في دائرة الأسلوب التدريبي من خلال النقل، وأرى أنه لو أعاد صياغة الأفكار بطريقة خطابية، وحرص على تأصيلها وتطعيمها بالشواهد الشرعية لكان ذلك مناسباً.
الإجابة:
وزاد من حمى انتشار الكتاب ما حضي به من حفاوةٍ إعلاميةٍ كبيرةٍ، حتى تنقَّلت مؤلفته ومشاركوها ليحلوا ضيوفاً في برامج فضائيةٍ واسعة الانتشار كبرنامج (لاري كنج) و(أوبرا) وغيرهما(3)، ليكون ذلك سبيل دعاية لفكرة الكتاب وتسويقاً علنياً (للسر).
ولقد طالعت هذا (السر) وقرأته فوجدت كتابَ دجلٍ وخرافةٍ، يراد تمريرها عبر بهرجةٍ لفظيةٍ، وزخرفةٍ كلاميةٍ، ودعاوى فارغةٍ، فتركت الكتاب ولم أحفل به كونه من الباطل البين، ولم أُعنَ حينها بالكتابة حوله كونه مكتوباً بلغته الأم مما ساهم في تحجيم انتشاره وتضييق عدد قرائه عندنا(4). لكن حين تُرجم الكتاب إلى العربية، وأخذت إعلاناته تطل علينا في الشوارع، ويُسوَّق له على مستوى عالٍ، تغير الحالُ، وتبدَّلَ الرأي. فها هو الكتاب (يخبط خبطته) التجارية عندنا كما فعل في أماكن أخرى، وهاهو يزلزلُ بتلك (الخبطة) عقول أناسٍ وقلوبهم، ليحصد في طريقه المعجبين والمؤمنين. وما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت باستعمال (اسم الكتاب= السر) أو (اسم المؤلفة=روندا بايرن) لترى حجم انتشار هذا العمل، وعظيم الاحتفاء به، وذلك في عشرات المواقع والمنتديات العربية، بل تسرب هذا الاحتفاء للصحافة المحلية، فأخذ بعض الصحفيين يمدح الكتاب ويروج له، فمثلاً:
• يقول أحد الكتاب في مقال له منشور بصحيفة عكاظ (العدد 2096) مثنياً على الكتاب، ومظهراً ابتهاجه بمضامينه: ("السر" لـ"روندا بيوني" واحد من سلسلة نادرة من الكتب فيه تألق ذهني محض يمدك ببهجة طويلة الأجل ويسهل عليك عملية التنفس ويثير فيك الرغبة في الحلم في معركة حياتية نحتاج فيها جميعاً أن نعيد برمجة أحلامنا بعد مراجعة الظروف).
إن الدعاء مخ العبادة فألحوا في الدعاء.
لئن شكرتم لأزيدنكم.
تفاءلوا بالخير تجدوه.
الإيمان العميق بالله وبقدرته.
هذه النقاط الأربع هي الأسس التي بنيت عليها فكرة الكتاب).
فهل هذه هي الأسس التي بني عليها الكتاب فعلاً، أم أنه مبني على ضدها ونقيضها؟! كما ستراه إن شاء الله. إن مثل هذه القراءة السطحية تنم عن إشكاليةٍ عميقةٍ عند كثير من قرائنا الذين يقرؤون ولكن لا يفهمون ما يقرؤون، أو يفهمون حسب مزاجهم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء فهم حقيقة الكلام كما هو. بل جلُّ همهم البحث عن الجديد لمجرد كونه جديداً، ولمجرد خروجه عن المألوفِ، حتى لو كان المألوف حقاً لا مريةَ فيه، والجديد باطلاً!!
• ويقال في كاتبة أخرى ما قيل هنا حيث ادعت ذات الدعوى في مقال لها معنون بـ (السر) وذلك في جريدة اليوم (العدد 12361)، قالت بعد ما تكلمت عن بعض أفكار الكتاب: (هي الأفكار الرئيسة في كل الأديان. الدعاء، الإيمان العميق بأن الكون مسخر لنا وبأن الخير غير محدود، وبأن الشعور بالرضا والشكر والحمد يولد خيرات أكثر. وهذا ما نجده في القانون القرآني أيضا: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وأن التفاؤل يجلب فعلا المسرات، أي كما قال محمد (صلى الله عليه وسلم) (تفاءلوا بالخير تجدوه)) وتقول أيضاً مبينة منهجيتها في قراءة هذا الكتاب: (كلما كنت أقرأ فقرة أو قسما من الكتاب، بشكل لا شعوري أجد نفسي أفكر فيما يقابله في القرآن الكريم أو في التراث الإسلامي أو الإنجيل أو البوذية).
الهوامش:
(1) وقد صدر أولاً على شكل فيلم تعليمي/وثائقي ظهر على بعض الفضائيات، ثم بيع على شكل DVD، ثم طُوّر العمل ووسعت المضامين بهذا الكتاب. وهذا الفلم والكتاب وملفاته الصوتية قد حقَّقت جميعاً مبيعات هائلة.
(2) وهي كاتبة ومنتجة أفلام تلفزيونية، ولدت سنة 1955م، وقد عُرفت من خلال عملها الأشهر (the Secret)، والذي أوصلها لتكون من ضمن قائمة (المائة شخص الأكثر تأثيراً في العالم) بحسب تقرير مجلة التايمز لعالم 2007، ويتسق هذا الكتاب مع مبادئ (حركة الفكر الجديد) (New Thought Movement) والتي يؤمن أصحابها -من مؤلفين وفلاسفة ومدربين وروحانيين وغيرهم- بمجموعة من المبادئ (الميتافيزيقية) والمختصة بطرائق العلاج، وتطوير الذات، وتأثير الفكرة في الماديات، وكتاب (السر) يدور حول هذه المفاهيم، ويروج لها وفق منظومة هذه الحركة، والتي انقسمت إلى جملة من المدارس المختلفة -كلها واقعة في انحرافات خطيرة- فيما يتصل بوجود الله وصلته بالإنسان، وبعضها أشد انحرافاً من بعض حيث تدعي أن الله في كل مكان، وأن روحه تسري في كل إنسان -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً-.
(3) بل ظهرت (أوبرا وينفري) بنفسها في برنامج (لاري كنج) مبشرة بكتاب (السر)، ومروجة لفكرته.
(4) وصرت اليوم مقتنعاً بضرورة دراسة تقلبات (الموضة الفكرية) (والصرعات العلمية) (والتقليعات العقدية) في المجتمعات الغربية، فإنها -للأسف- عن قريب سترد علينا، وستجد من يصدق ويؤمن ويروج لها، كون القوم مصدرين ولا زلنا مستوردين، والله المستعان!
المشايخ كفو ووفو جزاهم الله خيرا
مرور الكرام
الكلمات : فصيحة .
اللغة : جيدة .
السبك : متماسك
البلاغة : عالية .
التكرار : زائد .
الوعظ : قليل .
الأدلة : غير كافية نوعا ما .
النتيجة : لا أعلم هذه خطبة أم ورقة تدريبية في موضوع التغيير ؟
هناك كلمات سبق القلم في كتابتها خاطئة وهي ظاهرة ولا تحتاج تحديدا .
أرجو أن أكون أعطيت صورة مختصرة وصادقة نصحا للأخ كاتب الخطبة نفع الله به وأرشده .
تعديل التعليق