الجمعة 19 صفر 1446هـ عن حسن العبادة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/02/18 - 2024/08/22 15:34PM
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ وأشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وَأشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وأصحَابهِ وسلَّمَ تسليمًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقوا اللهَ رَحِمَكُم اللهُ عِبادَ الله خَلَقَ اللهُ تَعَالَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالمَوتَ والحياةَ لِيَبلُوَ عِبَادَهُ ويَمتَحِنَهُم أيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلًا كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا (( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )) وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْألُ اللهَ حُسْنَ العِبَادَةِ وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِسُؤَالِهَا دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَعَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيُّ ﷺ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا ثُمَّ قَالَ ﷺ ( يَا مُعَاذ إنّي لأُحِبُّكَ ) فَقَالَ لَهُ مُعَاذ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ قَالَ ﷺ ( أُوْصِيكَ يَا مُعَاذ لَا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُول اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادِتِك ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ
أيُّها الإِخْوَةُ إنّ إحسانَ العبادةِ أن تَعْبُدَ اللهَ على أكملِ وَجْهٍ فَالإِحْسَانُ أعلى مراتبِ الدّين وَقَدْ بَيَّنَهُ النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَحِيحِ بقولِه ﷺ ( أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فَإنَّهُ يَراكَ ) جاء عن الفضيل بن عياض رحمه الله أنّه قال في قوله تعالى (( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أخْلَصُه وأصْوَبُه )) قيل له ما أخْلَصُه وأَصْوَبُه قال رَحِمَهُ اللهُ : إنّ العملَ إذا كان خالصًا ولم يكنْ صوابًا لم يُقبل وإذا كان صوابًا ولم يكنْ خالصًا لم يُقبل حتّى يكونَ خالِصًا صوابًا والخالِصُ إذا كان للهِ والصّوابُ إذا كان على السنّة والإحسانُ أيُّها الإِخْوَةُ يشملُ العباداتِ كلَّها والمعاملاتِ كلَّها كما قال النَّبِيُّ ﷺ ( إنّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنُوا القِتْلَة وإذا ذَبَحتُم فأحسِنُوا الذَّبح ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه فَلْيُرحْ ذبيحتَه ) أخرجه مسلم
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتباعه وإخوانه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَمَّا بَعْدُ فاتَّقُوا اللهَ عباد الله وَاعْلَمُوا أَنَّ الإحسانَ بركةٌ على صاحبِه في الدّنيا والآخرة ورحمةُ اللهِ أقربُ ما تكونُ إلى أهلِ الإحسانِ كما قالَ جلّ وعلا )) إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (( ولأهلِ الإحسانِ في الجنّةِ كرامةٌ روى مسلم من حديث صهيبٍ رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال ( إذا دخلَ أهلُ الجنّةِ الجنّة قال عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ يقولُ اللهُ تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدُكُم فيقولون ألمْ تُبَيِّضْ وجوهَنا ألمْ تُدخِلْنا الجنةَ وتُنَجِّنَا مِن النّار قال فيَكْشِفُ الحِجَابَ فما أُعْطُوا شيئًا أحبَّ إليهم مِن النظرِ إلى ربِّهم عزَّ وجلّ ثم تلا هذه الآية )) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (( نسألُ اللهَ بِمَنِّه وكرمِه أن يجعلَنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا منهم
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قولاً كريما (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لهم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ برحمتك يا أرحم الراحمين
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار )
عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1724330039_خطبة الجمعة 19 صفر 1446هـ خطبة قصيرة عن حسن العبادة.pdf

1724330057_خطبة الجمعة 19 صفر 1446هـ خطبة قصيرة عن حسن العبادة.docx

المشاهدات 1135 | التعليقات 0