الجسد الواحد - خطبة عيد الفطر 1438
هشام الذكير
1438/09/28 - 2017/06/23 13:47PM
[FONT="]الجسد الواحد[/FONT]
[FONT="]عيد الفطر 1438هـ [/FONT]
[FONT="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. [/FONT]
[FONT="]الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله! خلق الخلق فأحصاهم عدداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً.[/FONT]
[FONT="]الله أكبر! عنت الوجوه لعظمته، عز سلطانه، وعم إحسانه.[/FONT]
[FONT="]الله أكبر! كلما ذكره الذاكرون، الله أكبر! عدد ما هلل المهللون، وكبَّر المكبرون، وسبح المسبحون.[/FONT]
[FONT="]اللهم أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً..[/FONT]
[FONT="]قال جل في علاه: [/FONT][FONT="]" ولتكلموا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".[/FONT]
[FONT="]معاشر المؤمنين والمؤمنات:[/FONT]
[FONT="]يا لَه من منظرٍ بهيج! حين يخرج المؤمنون والمؤمنات كالجسد الواحد إلى صلاة العيد جماعاتٍ وفرادَى، صغاراً وكباراً، ذكراناً وإناثاً، وترتجُّ سُكَك المدينة من تكبير ذلك الجسد وهو ينادي بالله أكبر! (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد). [/FONT]
[FONT="]يأتي العيد ليُثَبِّت غِراسَ الجسد الواحد، وما يتضمنه من صور مشرقة ومعالَم وضَّاءَة للوحدة؛ فالرب المقصود واحد، والدين واحد، والرسول المتبوع واحد.[/FONT]
[FONT="]قصة الجسد الواحد لم تنبت فجأة ولم تُخلَق بين يومٍ وليلة، هي قصة متجذرة بزغت مع شمس الرسالة حين وضع النبي صلى الله عليه وسلم أساسها مع طليعة الإسلام: أبي بكرٍ والزبير وعبد الرحمن بن عوفٍ وسعد وطلحة، وهكذا بقيت الدعوة السرية بمكة ثلاث سنين إلى أنِ اشتدَّ بناء الجسد الواحد، وهنالك ارتجَّت أصوات مكة بصوت الحق حين نزل قوله تعالى [/FONT][FONT="](( فاصدع بما تؤمَر وأعرض عن المشركين )).[/FONT]
[FONT="](الجسد الواحد) معنى عظيم عبَّر عنه القرآن بالنفس في التعامل مع المؤمنين حين قال [/FONT][FONT="]((ولا تلمزوا أنفسكم ))[/FONT][FONT="] فجعل اللامز أخاه لامزاً نفسه؛ لأن المؤمنين كرجل واحد، وقال سبحانه [/FONT][FONT="]((فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحيةً من عند الله مباركة طيبة))[/FONT][FONT="] ونهى عن قتل الغير من المؤمنين فقال [/FONT][FONT="]((ولا تقتلوا أنفسكم )). [/FONT]
[FONT="]كل هذا كي يستجيشَ القرآنُ عاطفةَ الأخوة الإيمانية ويذكِّر المؤمنين أنهم جسد واحد ونفس واحدة.[/FONT]
[FONT="]أيها المؤمنون والمؤمنات:[/FONT]
[FONT="]تتجلى صور التشريع بتحقيق معنى الجسد الواحد؛ فالتطهر للصلاة، ثم الوقوف متراصين جماعَة واحدة خلف إمامٍ واحد، واستقبال القبلة الواحدة .. كل ذلك لأننا جسدٌ واحد؛ وقد كان هذا المعنى حاضراً في ذهن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوي صفوف أصحابه في الصلاة إذ يقول: " سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".[/FONT]
[FONT="]يندُب الشارع الحكيم إلى زيارة المريض[/FONT][FONT="]" مَن عادَ مريضًا، لَم يزلْ في خُرْفَةِ الجنَّةِ حتَّى يرجعَ [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="][رواه مسلم]، وإذا فارق الدنيا رتَّب الأجور العظيمة على المشي بجنازته، ففي المتفق عليه: [/FONT][FONT="]«مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ, وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ».[/FONT][FONT="] قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ? قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.[/FONT]
[FONT="]ليس هذا فحسب، بل لما بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استشهادُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه في غزوةِ مؤتةَ قال لأهلِه: [/FONT][FONT="](اصنعوا لآلِ جعفرٍ طعامًا فقد أتاهم ما يشغلُهم)[/FONT][FONT="]([FONT="][1][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]كل ذلك؛ لأننا جسد واحد.[/FONT]
[FONT="]شرع الله الزكاة حقاً للفقير على الغني[/FONT][FONT="]؛ لأنه جسدٌ منه، فأوجب الشارع الحكيم معونَته وبذل المال لدفع حاجته، ويوصِي صلى الله عليه وسلم صاحبه أبا ذر أن يتعاهد جيرانه بما يصنع من طعامه فيقول: [/FONT][FONT="]((يا أبا ذرٍّ ! إذا طبَخت مرَقةً، فأكثِرْ ماءَها، وتعاهَدْ جِيرانَك))[/FONT][FONT="]([FONT="][2][/FONT])[/FONT][FONT="] تحقيقاً لمعنى الجسدية الواحدة.[/FONT]
[FONT="]في الصيام [/FONT][FONT="]((صومكم يوم تصومون وأضحاكم يوم تضحون))[/FONT][FONT="]([FONT="][3][/FONT])[/FONT][FONT="] .. لأننا جسدٌ واحد.[/FONT]
[FONT="]في الحج[/FONT][FONT="] نقف بعرفة بمشهد واحد، ولباسٍ واحد، وزمانٍ واحد، لا فضل لعربي ولا عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى.[/FONT]
[FONT="]في أبواب المعاملات[/FONT][FONT="] حَثَّت الشريعة على الأمانة والصدق، بل بايع الصحابةُ رسول الله [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] على النصح لكل مسلم. وحرَّمت الغش والتدليس وبيع النجش وبيع الرجل على بيع أخيه؛ لما تُحدِثه من خلخلة في بناء الجسد الواحد. [/FONT]
[FONT="]في أبواب النكاح[/FONT][FONT="] حثَّث على المعاشرة بالمعروف [/FONT][FONT="]((فإمساك بمعروف أو تسريحٌ بإحسان))[/FONT][FONT="] وجاء القرآن بوصية جامعة بعد الفراق بين الزوجين [/FONT][FONT="]((ولا تنسوا الفضل بينكم ))[/FONT][FONT="] فمهما كان من اختلاف فهما جسد واحد. [/FONT]
[FONT="]جاءَت الشريعة بالحدود والتعازير[/FONT][FONT="] كي تُحافظ على سياج الأمة، وتُعَاقِب كل من أحدَث بها حدثاً، فشُرِع القصاص والحدود، وعند الخصومة شُرِع القضاء وندب إلى الصلح حفاظاً على أواصر الجسد الواحد.[/FONT]
[FONT="]هذا التكامل التشريعي؛ إنما هو لأجل " انتظام أمر الأمة، وجلب الصالح إليها، ودفع الضر والفساد عنها"[FONT="]([FONT="][4][/FONT])[/FONT] وقد رَضِيَه لنا ربنا [/FONT][FONT="]((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتكم لكم الإسلام ديناً )) [/FONT][FONT="]الجسد الواحد لغةً يعني " الإنسان الصحيح السوي، فكما أنَّ الإنسان لا يكون إنساناً يستنطق فينطق باليد وحدها ولا بالرجل وحدها، ولا بالرأس وحده، وباللسان وحده، بل بجملته التي سُمِّيَ بها إنساناً"[FONT="]([FONT="][5][/FONT])[/FONT]، كذا هو حال أهل الإسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [/FONT][FONT="]مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.[/FONT][FONT="] [رواه مسلم]. وفي الحديث الآخر: [/FONT][FONT="]"الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ ، وَإِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ ". [/FONT]
[FONT="]جاءَت الشريعة بتوطين كل ما يقوي هذا الجسد؛ وحرَّمت كل ما يخدش فيه فضلاً عن هدم بعض أعضائه.[/FONT]
[FONT="]حذرت من الاختلاف[/FONT][FONT="]{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}[الأنفال:46][/FONT]
[FONT="]نهت عن دسيسة تدب إلى القلوب فتتغلل إلى بنيان الجسد الواحد، فحرمت سوء الظن والغيبة والنميمة [/FONT][FONT="]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم}[الحُجُرات:12][/FONT]
[FONT="] يأتي عيدنا الإلهي بصورةٍ يعزُّ مثيلها في الأمم الأخرى، تُشرِق شمس العيد بهذه الهيئة ليكون بمثابة أملٍ يُطِل ونورٍ يسطع للعالم أجمع أننا جسد واحد [/FONT][FONT="]{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}[التوبة:71][/FONT]
[FONT="]يأتي العيد ليفيض على الحياة معنى آخر أننا أمةٌ واحدة وجسدٌ واحد [/FONT][FONT="]{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون}[الأنبياء:92][/FONT]
[FONT="]فالله أكبر الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.[/FONT]
[FONT="]أيا مؤمنون ومؤمنات:[/FONT]
[FONT="]الجسد الواحد[/FONT][FONT="] كلمة جامعة تعني المحبةَ والمودةَ والرحمة والنصرة. [/FONT]
[FONT="]وفي صحيح البخاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [/FONT][FONT="]«المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ». [/FONT]
[FONT="]الجسد الواحد يعني نصرته على مَنْ ظلمه والاهتمام بأمره وأخباره، وليس بعاقلٍ من لم يهتم بجسده![/FONT]
[FONT="]الجسد الواحد يعني الصبر على أذيه أخيه، كما تتحمل اليد عن أختها، والعين عن العين الأخرى. [/FONT]
[FONT="]الجسد الواحد يتجاوز الحدود فلا يقف عند بلدٍ دون بلد، بل يُبحِر في القارات والمحيطات إلى حيث توجد راية التوحيد.[/FONT]
[FONT="]إذا اشتـكى مسلم في الهندِ أَرّقَنِـي وإنْ بكى مسلم في الصين أبكـــاني[/FONT]
[FONT="]ومِصْرُ رَيحانَتِي والشـامُ نَرْجَسَـــــتي وفي الجـــزيرةِ تاريـخـــــي وعُنـواني[/FONT]
[FONT="]وفي العراق أَكُـفّ المَجْــــدِ تَرْفَعُــني على كُـــــلّ باغٍ ومـــأفونٍ وخَــــــوّانِ[/FONT]
[FONT="]ويسمعُ اليَمَنُ المحــبوبُ أُغـــــنيـَتي فيســــتـريحُ إلى شَـدْوِي وألحـــاني[/FONT]
[FONT="]ويسْكـُنُ المســـــجدُ الأقصى وقُبّتُـهُ في حَبّةِ القلبِ أرعـــــاهُ ويرعـــــاني[/FONT]
[FONT="]أرى بُخـــــارى بلادي وهـــــي نائيـة وأستـريحُ إلـى ذكـــــــرى خُراســانِ[/FONT]
[FONT="]شريـعةُ اللـهِ لَمّتْ شَــــــمْلَـنا وبَنَتْ لنـــا مَعـــــــالِمَ إحســانٍ وإيمــــــانِ[FONT="]([FONT="][6][/FONT])[/FONT][/FONT]
[FONT="]يا مسلمون ويا مسلمات:[/FONT]
[FONT="]وكما أن قصة الجسد الواحد تأصَّلت منذ فجر الرسالة، فإن خلخلت جسد الأمة الواحدة هو نهج المنافقين منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأملوها على مر التاريخ:[/FONT]
[FONT="]المهاجرون والأنصار: اسمان جاء بهما القرآن [/FONT][FONT="]{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}[التوبة:100][/FONT][FONT="] ومع تشريف القرآن لهما إلا أنَّ هذا التشريف يتلاشى إذا هزَّ كيان الجسد الواحد.[/FONT]
[FONT="]في غزوة بني المصطلق (المريسيع)، [/FONT][FONT="]حاول المنافقون تمزيق وحدة الجسد الواحد، وتوهين كلمة الإسلام بإيجاد الشقاق بين المهاجرين والأنصار، وإعادة النعرة الجاهلية، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (كسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فاستثمر المنافقون ـوعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول- هذا الموقف، وحرضوا الأنصار على المهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى الجاهلية؟) قالوا يا رسول الله: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) رواه البخاري.[/FONT]
[FONT="]وكان هناك يهودي زمن النبي صلى الله عليه وسلم اسمه شاس بن قيس حاول إثارة النزاع بين المهاجرين والأنصار في واقعة مشابهة لوقيعة المنافق عبد الله ابن أبي[FONT="]([FONT="][7][/FONT])[/FONT].[/FONT]
[FONT="]والمتتبع لجذور التاريخ يجد أن اليهود والمنافقين دأبهم صدع بنيان الجسد الواحد، ولن يهدأ لهم قرار إلى أن يقتتل الجسد الواحد، يقول يهودي هذا الزمان: " ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر! وهذه سياستنا الجديدة: نشكل ميليشيا للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء ".[/FONT]
[FONT="]إن الهدف الأسمى للعدو هو زرع نقاط النزاع الساخنة؛ سعياً في تشتيت جسد الأمة. [/FONT]
[FONT="]نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه غفورٌ رحيم.[/FONT]
[FONT="]
الخطبة الثانية[/FONT]
الخطبة الثانية[/FONT]
[FONT="]ألا فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى. [/FONT][FONT="]{[/FONT][FONT="]إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين}[يوسف:90][/FONT]
[FONT="]معاشر المؤمنات الطاهرات..[/FONT]
[FONT="]لا جسد بلا روح، والمرأة هي روح الأسرة المسلمة. لَكُنَّ في الإسلام تكريمٌ وتشريف؛ وأثركنُّ في تشييد الجسد الواحد عظيم.[/FONT]
[FONT="]روح جسد الأسرة المسلمة هي المشاعر والأحاسيس، والمرأة هي أقدر مَنْ يقوم بهذا الدور. [/FONT]
[FONT="]يبقى الرضيع في حضن أمه إلى الفطام، ثم ترعاه إلى أن يشِب، وتلحظ أمره إلى يبلغ رُشدَه، وهي مستودَع همومه بعد الكهولة. [/FONT]
[FONT="]المرأة العاقلة تشدُّ من بنيان الأسرة بحكمتها وعقلها، كانت خديجة رضي الله عنها هي صانعةَ التفاؤل في بيت النبوة يدخل عليها صلى الله عليه وسلم مذعوراً بعد لقاء الوحي العظيم ويقول لها: " لقد خفت على نفسي ". فتقول: [/FONT][FONT="]" كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ "[/FONT][FONT="]([FONT="][8][/FONT])[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]تلك خديجة، وأما عائشة رضي الله عنها فقد كانت أحبَّ الناس إليه، وكفى بها أنْ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتها وذاقنتها.[/FONT]
[FONT="]أرأيتم – معاشر المؤمنات - كيف كان للمرأة أثرٌ في المواقف العصيبة التي مرَّت على النبي [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] ؟![/FONT]
[FONT="]يا صغار العيد:[/FONT]
[FONT="]لا يحلو العيد بدونكم، ولا مذاق له من غير فرحتكم، أنت جسد الأمة القادم، فانشئوا على تصافٍ وحبٍّ ورحمة، فالعدو يتربص بكم الدوائر![/FONT]
[FONT="]معاشر المؤمنات والمؤمنات:[/FONT]
[FONT="](الجسد الواحد) يفرض علينا أن نسمو فوق طموحاتنا الشخصية، وأنانيتنا الذاتية الملتصقة بأوحال الطين، فلابد أن نقدِّم معاني الاجتماع على الحق ولو خالف طموحاتنا.[/FONT]
[FONT="]حتى نكون كالجسد الواحد لابد أن نستقي من ذات المنهج؛ لئلا نختلف، وهذا يُحتِّم أن يكون للبيت المسلم (مجلس القرآن الأسري)؛ إذْ به بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بناء الجسد الواحد مع الصحابة الكرام. [/FONT]
[FONT="]إلى كل أسرة مسلمة:[/FONT]
[FONT="]الحرص على الاجتماعات يوم العيد، وتبادل الزيارات الجسدية والروحية، كفيلٌ بتشييد عظيم لبناء الجسد الواحد.[/FONT]
[FONT="]اللهم هيئ لهذه الأمر أمراً رشداً .. (الدعاء)[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]) أبو داود في سننه، حديث رقم (3132) ت: شعيب الأرنؤوط. ط: دار الرسالة.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="]) رواه مسلم، حديث رقم (2625) ت: محمد فؤاد عبد الباقي. ط: دار إحياء التراث. [/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="]) صححه الألباني في إرواء الغليل (4/11) وعزاه إلى أبي داود، والدار قطني والبيهقي. [/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="]) ابن عاشور: مقاصد الشريعة (3/91).[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="]) الشاطبي: الموافقات (2/62).[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="]) الأبيات منسوبة للشاعر/ عبد الرحمن العشماوي.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][7][/FONT][/FONT][FONT="]) السيرة النبوية لابن هشام (2/146) ط: شركة الطباعة الفنية.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="]) القصة بتمامها أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي (1/3)، ط: دار الشعب – القاهرة.[/FONT]
المرفقات
الجسد الواحد.doc
الجسد الواحد.doc
الجسد الواحد.pdf
الجسد الواحد.pdf
محمد بن مساعد السعد
....
ما أروعك قلمك أيها المحامي الشريف
تعديل التعليق