الجزاء من جنس العمل!

تركي بن عبدالله الميمان
1445/08/18 - 2024/02/28 10:35AM

الجَزَاءُ مِنْ جِنْسِالعَمَل!

 

 

ا

 

 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

قناة الخُطَب الوَجِيْزَة

https://t.me/alkhutab
 
(نسخة للطباعة)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخُطبةُ الأولى

إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُون، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُوْن! ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تَوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

عِبَادَ الله: مَنْ تأمَّلَ أَفْعَالَ البَارِي I، رَآهَا على قَانُونِ العَدْل، وعَلِمَ أنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَل، كما قال تعالى: ﴿جَزَاء وِفَاقًا﴾: أَيْ وِفْقَ أَعْمَالِهم.

فَمَنْ بارَزَ اللهَ بالمَعْصِيَةِ: عُوقِبَ مِنْ جِنْسِ فِعْلِهِ! ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾.

وَمَنْ صَدَقَ مَعَ الله؛ أَعْطَاهُ اللهُ على حَسَبِ صِدْقِهِ؛ قال ﷺ: (إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْك). وَمَنْ حَفِظَ اللهَ بِطَاعَتِهِ واجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ؛حَفِظَهُ اللهُ في دِيْنِهِ ودُنْيَاه؛ قال ﷺ: (احْفَظِ اللهَ يحفَظْك).

وَكُلَّمَا زَادَ العَبْدُ في طَاعَةِ الله: زادَ مِنْه في القُربِ؛ قال تعالى في الحديثِ القُدُسيِّ: (مَنْ أَتَانِي يَمْشِي؛ أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).

وَمَنْ ذَكَرَ اللهَ: ذكَرَهُ اللهُ عِنْدَ ملائِكَتِهِ؛ قال U: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إذا ذَكَرَني؛ فَإِنْ ذَكَرَني في نَفْسِهِ؛ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلَأٍ؛ ذَكَرْتُهُ في مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُم!).

وَمَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ﷺ صَلاةً واحِدَةً؛ صَلَّى اللهُ بها عَشْرًا. وَمَنْ أَوَى إلى اللهِ؛ آواهُ اللهُ وكَفَاه! ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.

وَمَنْ تَرَكَ شيئًا لله؛ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِمَّا تَرَكَه؛ قال ﷺ: (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ؛ إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ).

وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنِ الحَرَامِ؛ أَثَابَهُ اللهُ إِيْمَانًا يَجِدُ حَلَاوَتَهُ في قَلْبِه!ومَنْ أَحَبَّ لقاءَ اللهِ: أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَه.

وَمِنْ عَدْلِ اللهِ في بَابِ العِقَاب: أَنَّ مَنْ عَمِلَ ذَنْبًا؛ عُوقِبَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ: فَمَنْ تَرَكَ تَوْحِيْدَ اللهِ؛ زالَت عَنْهُ ولايةُ اللهِ وَحِفْظُهُ! قال ﷻ في الحديثِ القُدْسيِّ: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فيهِ مَعِيَ غيري؛ تَرَكْتُهُ وَشِرْكَه).

وَمَنْ صَرَفَ العبادةَ لِغَيْرِ الله: أَبْطَلَ اللهُ عِبَادَتَه! وَمَنْ عَلَّقَ قَلْبَهُ بِغَيْرِ اللهِ؛ لم تَتَحَقَّقْ مُنَاه! قال ﷺ: (مَنْ تَعَلَّقَ شيئًا؛ وُكِلَ إليه).قال شَيخُ الإسلام: (مَا رَجَا أَحَدٌ مَخْلُوقًا أو تَوَكَّلَ عليه؛ إِلَّا خَابَ ظَنُّهُ فيه!).

وَمَنْ رَضِيَ بِقَضَاءِ اللهِ؛ رَضِيَ اللهُ عنه؛ ففي الحديث: (إنَّ عِظَمَالجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إذا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ؛فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط).

وَمَنْ عَامَلَ النَّاسَ بِصِفَةٍ؛ عامَلَهُ اللهُ بِنَفْسِ الصِّفَة: فَمَنْ كانَ في حاجَةِ أَخِيْهِ؛ كانَ اللهُ في حاجَتِه، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا؛ نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القيامة.

وَمَنْ يَسََّرَ على مُعْسِرٍ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْه. وَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ.وَمَنْ عَفَا عَنْ حَقِّهِ؛ عَفَا اللهُ لَه عَن حَقِّهِ. وَمَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ عَمَّا لا يَعْنِيْه؛ صَانَ اللهُ أَلْسِنَةَ النَّاسِ مِنَ الوقوعِ فيه. وَمَنْ سَتَرَ مُسلمًا؛سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرَة. وَمَنْ وَصَلَ رَحِمَه؛ وَصَلَهُ الله. وَمَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ؛ قَطَعَهُ الله!

وَاسْتَقَرَّتْ سُنَّةُ اللهِ في خَلْقِهِ؛ على مُعَاقَبَةِ العَبْدِ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ السَّيء؛ فـ(مَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بسَخَطِ اللهِ: سَخِطَ اللهُ عليهِ، وأَسْخَطَ عليهِ الناسَ)، (وَمَنْ أَخَذَ أموالَ الناسِ يُرِيدُ أَدَائَها؛أدَّى اللهُ عنه، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيْدُ إِتْلَافَهَا؛ أَتْلَفَهُ الله).

وَمَنْ سَخِرَ مِنْ عِبَادِ اللهِ؛ سَخِرَ اللهُ مِنْه! فـ(لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ؛ فَيَرْحَمُهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ). يقولُ إبراهيمُ النَخَعَي: (إنِّي لَأَرَى الشَّيءَ أَكْرَهُه؛ فما يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمُ فِيه؛ إلَّا مَخَافَةَ أَنْ أُبْتَلَى بِمِثْلِه!). قال ابنُ سِيْرِين: (عَيَّرْتُ رَجُلًا؛ فَقُلْتُ: يا مُفْلِسْ؛ فَأَفْلَسْتُ بَعْدَ أَربَعِينَ سَنَة!).

والذُّنُوبُ لَهَا عُقُوْبَاتٌ تُقَابِلُهَا في الآخِرَة؛ وَمِيْزَانُ العَدْلِ لا يُحَابِى أَحَدًا:فَمَنْ تَعَجَّلَ لذَّةً مُحرَّمةً في الدُّنيا؛ حُرِمَ نَعِيْمُهَا في الآخِرَة! فَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنيا؛ لَمْ يَشْرَبْها في الآخِرَة. وَمَنْ لَبِسَ الحَرِيرَفي الدُّنيا؛ لم يَلْبَسْهُ في الآخِرَة! والمغتابُوْنَ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ كانوا يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ.

وَمَنِ اسْتَمَعَ إلى حَدِيْثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كارِهون؛ صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يومَ القيامة! (وَهُوَ النُّحَاسُ المُذابُ). وَمَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا؛طُوِّقَهُ يَوْمَ القيامةِ إلى سَبْعِ أَرَاضِين. والزُّنَاةُ يُعَذَّبُونَ في بِنَاءِ التَّنُّور، يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ!

وَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا: يُلْقَمُ الحَجَرُ في فَمِهِ! وَمَنْ نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ المكتوبة؛ يُشَقُّ رَأْسُهُ بالحَجَر؛ كما أَخْبَرَ النبيُّ ﷺ.

أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

 

 

 

 

 

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لاإِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الأَعمالَ الصَّالِحَةَ يُرَى أَثَرُهَا يومَ القِيَامة؛ فَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصلاة. وَمَنْ ماتَ مُحْرِمًا؛ بُعِثَ مُلبِّيًا! وأُمَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ يُبْعَثُونَ غُرًّا مُحجَّلِيْنَ مِنْ آثَارِ الوُضوء.والمُؤَذِّنُوْنَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ القيامة!

فَاجْتَهِدُوا في الصَّالِحَات، وَاحْذَرُوا المَحَرَّمَات؛ فـ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾.

*******

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن.

* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين.

* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لما تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.

* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

قناة الخُطَب الوَجِيْزَة

https://t.me/alkhutab

 

المرفقات

1709105724_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) نسخة للطباعة⁩.pdf

1709105724_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) نسخة مختصرة⁩.pdf

1709105724_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) خط كبير⁩.pdf

1709105724_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) خط كبير⁩.docx

1709105725_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) نسخة للطباعة⁩.docx

1709105725_‎⁨(الجزاء من جنس العمل!) نسخة مختصرة⁩.docx

المشاهدات 978 | التعليقات 0