التيسير في الإسلام
باسم أحمد عامر
1438/06/10 - 2017/03/09 13:55PM
الخطبة الأولى:
وبعد،
من أعظم ما اتَّصفت به شريعتنا، أنها جاءت بالتيسير على العباد، فالإسلام جاء باليسر ورفع الحرج والمشقة عن الناس،
والله عز وجل أراد ذلك صراحة في القرآن الكريم، فقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وقال: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)،
ويقول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا)،
وقال عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيسير والتخفيف، ويختار الأيسر من الأمور، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه،
وكان عليه الصلاة والسلام ينهى أصحابه أنْ يُشدِّدوا على الناس، وينفروهم من الدين، فهذا أَعْرَابِيٌّ دخل المسجد فبَالَ فِيه، فسارع إِلَيْهِ النَّاسُ ليَزجروه ويُعَنّفوه، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ، وصبوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، (الحديث بالمعنى)،
فبالرَّغْم من أنّ هذا الرجل سيُلوِّث بيت الله تعالى، وينجس مكان الصلاة والاعتكاف وقراءة القرآن، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع الموقف بالحكمة والرفق والتيسير، ولم ينفر المخطئ من الدين، ليبين للناس كافة أن أسلوب العنف والشدة والغلظة ليس من الإسلام في شيء،
لذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري ومعاذاً إلى اليمن أوصاهما بالتيسير على الناس، فقال لهما: (يسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا)،
فأسلوب التيسير محبب إلى الناس، ويرغبهم في الدين، بل حتى في أمور العبادة، المسلم مطالب بالتيسير والتخفيف، لذلك لما أطال معاذ بن جبل في الصلاة عندما كان يصلي إماماً بقومه، فاشتكاه رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: (يا معاذُ، أفتَّانٌ أنت- ثلاث مرار؟! فلولا صليتَ بـسَبِّحِ اسْمَ ربِّكَ، وَالشَّمسِ وضُحَاهَا، وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى؛ فإنَّه يُصلِّي وراءَك الكبيرُ والضعيفُ وذو الحاجة)،
وحتى في أمور المحرمات، نجد أن الإسلام لما يحرم أموراً يفتح أبواباً من الحلال، فلما حرم الله الربا أحل البيع والتجارة، ولما حرم الخنزير أباح سائر اللحوم من الإبل والبقر والغنم وغيرها، ولما حرم الخمر أباح أصنافاً من المشروبات، لذا قال العلماء بأن دائرة المباح في الإسلام أوسع بكثير من دائرة الحرام، هذا هو دينُنا عباد الله، دينُ السماحة واليُسْر والرحمة، لا دين العسر والشدة والغلظة، أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية،
وبعد،
بعدما بينا أن الإسلام جاء بالتيسير والتخفيف ورفع الحرج والمشقة عن العباد، لا بد أن نوضح أن التيسير ليس متروكاً لأهواء الناس وأمزجتهم، بحيث يتركوا الفرائض والواجبات، أو يرتكبوا المنهيات والمحرمات، أو يغيروا في أحكام الله وشريعته، بدعوى التيسير ورفع الحرج،
بل لا بد أن يستند هذا التيسير إلى أدلة من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء الثقات، وقواعد الشريعة وضوابطها،
لكيلا يكون ذلك مدخلاً لضعفاء الدين وأصحاب الأهواء والأغراض الفاسدة، فيفسدوا على الناس دينهم، ويشوشوا عليهم، ويحدثوا البلبلة والقيل والقال،
لذا عباد الله، لا بد من الرجوع إلى أهل العلم، لكي نتبصر في أمور ديننا، ونعرف مواضع التيسير وأحكامه، وهذا ما أمرنا الله تعالى به فقال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )،
هذا وصلوا على الحبيب،،
وبعد،
من أعظم ما اتَّصفت به شريعتنا، أنها جاءت بالتيسير على العباد، فالإسلام جاء باليسر ورفع الحرج والمشقة عن الناس،
والله عز وجل أراد ذلك صراحة في القرآن الكريم، فقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وقال: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)،
ويقول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا)،
وقال عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيسير والتخفيف، ويختار الأيسر من الأمور، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه،
وكان عليه الصلاة والسلام ينهى أصحابه أنْ يُشدِّدوا على الناس، وينفروهم من الدين، فهذا أَعْرَابِيٌّ دخل المسجد فبَالَ فِيه، فسارع إِلَيْهِ النَّاسُ ليَزجروه ويُعَنّفوه، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ، وصبوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، (الحديث بالمعنى)،
فبالرَّغْم من أنّ هذا الرجل سيُلوِّث بيت الله تعالى، وينجس مكان الصلاة والاعتكاف وقراءة القرآن، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع الموقف بالحكمة والرفق والتيسير، ولم ينفر المخطئ من الدين، ليبين للناس كافة أن أسلوب العنف والشدة والغلظة ليس من الإسلام في شيء،
لذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري ومعاذاً إلى اليمن أوصاهما بالتيسير على الناس، فقال لهما: (يسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا)،
فأسلوب التيسير محبب إلى الناس، ويرغبهم في الدين، بل حتى في أمور العبادة، المسلم مطالب بالتيسير والتخفيف، لذلك لما أطال معاذ بن جبل في الصلاة عندما كان يصلي إماماً بقومه، فاشتكاه رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: (يا معاذُ، أفتَّانٌ أنت- ثلاث مرار؟! فلولا صليتَ بـسَبِّحِ اسْمَ ربِّكَ، وَالشَّمسِ وضُحَاهَا، وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى؛ فإنَّه يُصلِّي وراءَك الكبيرُ والضعيفُ وذو الحاجة)،
وحتى في أمور المحرمات، نجد أن الإسلام لما يحرم أموراً يفتح أبواباً من الحلال، فلما حرم الله الربا أحل البيع والتجارة، ولما حرم الخنزير أباح سائر اللحوم من الإبل والبقر والغنم وغيرها، ولما حرم الخمر أباح أصنافاً من المشروبات، لذا قال العلماء بأن دائرة المباح في الإسلام أوسع بكثير من دائرة الحرام، هذا هو دينُنا عباد الله، دينُ السماحة واليُسْر والرحمة، لا دين العسر والشدة والغلظة، أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية،
وبعد،
بعدما بينا أن الإسلام جاء بالتيسير والتخفيف ورفع الحرج والمشقة عن العباد، لا بد أن نوضح أن التيسير ليس متروكاً لأهواء الناس وأمزجتهم، بحيث يتركوا الفرائض والواجبات، أو يرتكبوا المنهيات والمحرمات، أو يغيروا في أحكام الله وشريعته، بدعوى التيسير ورفع الحرج،
بل لا بد أن يستند هذا التيسير إلى أدلة من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء الثقات، وقواعد الشريعة وضوابطها،
لكيلا يكون ذلك مدخلاً لضعفاء الدين وأصحاب الأهواء والأغراض الفاسدة، فيفسدوا على الناس دينهم، ويشوشوا عليهم، ويحدثوا البلبلة والقيل والقال،
لذا عباد الله، لا بد من الرجوع إلى أهل العلم، لكي نتبصر في أمور ديننا، ونعرف مواضع التيسير وأحكامه، وهذا ما أمرنا الله تعالى به فقال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )،
هذا وصلوا على الحبيب،،