التوعية بخطر المخدرات بجميع أنواعها

عايد القزلان التميمي
1444/10/15 - 2023/05/05 05:33AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبَاحَ لَنَا جَمِيعَ الطَّيِّبَاتِ تَفَضُّلًا مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْنَا الْخَبَائِثَ وكل ما يضرنا رحمةً بنا وَوَقَايَه وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا عِبَاد اللَّهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ وطَاعَتِهِ وَأُحَذِّرُكُمُ وَنَفْسِي مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَمِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.
عِبَاد اللَّهِ : إِنْ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يُقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَكَرَّمَ الْإنْسَان وَأَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ وَالْبَاطِنَة وَوَهَبَ اللَّهُ الإِنْسَانَ الْعَقْلَ وَأحَلّ لَهُ الطَّيِّبَات وَحَرّمَ عَلَيْهِ الْخَبَائِثَ،
وَمَنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْإِسْلَامَ الْخَمْرَ وَسَمَّاهَا (أُمُّ الْخَبَائِثِ) لِأَنَّهَا تَخَامَر الْعَقْلِ وَتُغَطِّيهِ، وَقَدْ تُؤَدِّي بِهِ إِلَى الْجُنُونِ أَوْ الِانْتِحَارِ أَوْ الْقَتْلِ أَوْ ارْتِكَابِ الْجَرَائِمِ .
 وَلَقَدْ بَيِّنْ لَنَا رَبَّنَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ تَحْرِيم الْخَمْر فَقَالَ سُبْحَانَهُ . ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ  وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ))
وقال  صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) أخرجه الترمذي وهو صحيح،
وَتَعَاطِي الْخَمْر مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ اللهِ تَعَالَى .:  وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : إنّه لا يخفى على الناسِ جَمِيعًا أَنَّ الْمُخَدِّرَات عَلَى اخْتِلَاف أَنْوَاعِهَا وَمُسَمَّيَاتِهَا لها أضْرَار عَلَى الصِّحَّةِ وَالْأَخْلَاقِ وَالِاقْتِصَادِ وَالْحَيَاةِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ أَشَدّ مِنْ الْخَمْرِ .
فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ حَرَّمَ عَلَيْنَا مَا يَضُرُّنَا لِأَنَّ الْمُتَعَاطِي لِلْمُخَدَّرَاتِ قَدْ يَقْتَلُ نفسه أو غيره وَقَدْ يَزْنِي وَقَدْ يَسْرِقُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ . وَ رَبَّنَا جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ  :  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  
فإن متعاطيَ المخدرات قاتلٌ لنفسه، قاتلٌ لكرامته، قاتل لكلِّ خير، لأن الشيطان زيّنَ له سُوء عَمَلِه، قال الله تعالى  أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَنًا فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء
عِبَاد اللَّه تَتَعَرَّض الْبِلَاد الْإِسْلَامِيَّة وَبِلَادَنا خَاصَّةً لِحَرْبٍ مِنْ نَوْعٍ جَدِيدٍ وَهُوَ اغْرَاق الْبَلَاد بِالْمُخَدَّرَاتِ وَالْمُنَبِّهَاتِ وَالْمُفْتَرَاتِ الْتِيَ تُدَمِّر الصِّحَّة وَالْأَسِرَّة وَالْمُجْتَمَعَ .
وَلِيَعْلَمَ الْجَمِيعِ أن وَرَاءَ تِلْكَ السُّمُومِ الْفَتَّاكَةِ أعْدَاء مِنْ خَارِجِ الْبِلَادِ أَوْ مِنْ الدَّاخِلِ يَعْمَلُونَ عَلَى قَتْلِ الشَّبَابِ وتحطيم الشَّبَابِ بالمخدرات حتى يَسْتَمِرُّونَ فِي هَاوِيَةِ الْانْحَرَاف وَالدَّمَارِ وَالضَّيَاعِ .
عِبَاد اللَّهِ وَمِنْ أَشَدِّ الْمُخَدَّرَاتِ الَّتِي ظَهَرَتْ مُؤَخَّرًا وَانْتَشَرَتْ بَيْنَ بَعْضِ الشَّبَابِ مَادَّةِ الشَّبُو الْمُؤَدِّيَةِ لِلْهَلَاكِ وَالدَّمَارِ، وَهِيَ مِنْ أَخْطَرِ الْمُوَادَ الْمُخَدَّرَةَ الْمُؤَثِّرَةٌ على العقلِ، وتظهر أَعْرَاضهَا بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ ومن أعراضها تَدْمِيرِ خَلَايَا الْمُخْ وَالسُّلُوكِ الْعَدَوَانِي وَاقْتَرَافُ جَرَائِمَ مُرَوِّعَة وَغَيْرِهَا مِنْ الْأَمْرَاضِ الَّتِي تُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى مُتَعَاطِيهِ وَمُجْتَمَعه.
عِبَاد اللَّهِ وَتَقَوم بِلَادنا بِجُهُودٍ مُسْتَمِرَّة وَدَائِمَة بِكَافَّة قَطَاعَاتِهَا لِمُكَافَحَةِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَهِيَ حَرْبٌ قَوِيَّةٌ وَشَامِلَة لَكَافَةٍ أَنْوَاعِ الْمُخَدَّرَاتِ بِجَمِيعِ أَشْكَالِهَا، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ سَاهَمَ فِي تَهْرِيبِ اوَ تَرْوِيجِ تِلْكَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ ،
وَهَذِهِ الْجُهُود الْكَبِيرَة الْوَاضِحَةِ ضِدَّ الْمُخَدَّرَاتِ هِيَ الَّتِي سَتَحْمِي الْوَطَن بِإِذْنِ اللَّهُ مِنْ أضْرَارٍ كبيرة تَفْتِك بِالْمُجْتَمَع وَتَضُرُّ بِهِ. وَتُعَدُّ مَكَافِحَة الْمُخَدَّرَاتِ فِي بِلادِنَا قَضِيَّةً حَيَوَيْةِ وَمُهِمَّة ،لِلْحِفَاظِ عَلَى الْأَمْنِ وَالْاسْتَقْرَارِ الاجْتِمَاعِي وَالْمُجْتَمَع بِأَكْمَلِهِ ، وَسَدَّ اَلطَّرِيقِ أَمَامَ مِنْ يَسْتَهْدِف أَبْنَاءَ اَلْوَطَن .
عِبَاد اَللَّه وَكَثِيرٌ مِنْ اَلْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ لَدَيْهِمْ خَوْفٌ وَقَلَقٌ مِنْ تَعَاطِي أَبْنَائِهِمْ اَلْمُخَدِّرَاتِ ، خُصُوصًا فِي مَرْحَلَةِ اَلْمُرَاهَقَةِ ، وَهَذَا اَلْخَوْفُ وَاجِب مَعَ اِنْتِشَارِ مَوَاقِعَ وَحِسَابَاتٍ فِي شَبَكَاتِ اَلتَّوَاصُلِ تُرَوِّجُ لِلْمُخَدِّرَاتِ بِوَسَائِلَ وَأَسَالِيبَ مُتَعَدِّدَةٍ ، وَلَكِنَّ هَذَا اَلْخَوْف لَا يَكْفِي دُونَ دَوْرٍ اِسْتِبَاقِيٌّ تُؤَدِّيهِ اَلْأُسْرَة بِالتَّوْعِيَةِ ضِدَّ اَلْمُخَدِّرَاتِ وَأَضْرَارِهَا ، وَعَدَمَ اَلتَّسَاهُلِ مَعَ أَيِّ مَظَاهِرَ تَكْشِفُ عَنْ حَالَةِ اِنْحِرَافٍ أَوْ تَعَاطٍ أَوْ إِدْمَانِ دَاخِلَ اَلْأُسْرَةِ .
وَلِخُطُورَةِ هَذِهِ اَلْآفَة يَجِبُ تَكَاتُفَ اَلْمُجْتَمَع مَعَ اَلْجِهَاتِ اَلْحُكُومِيَّةِ وَالرَّقَابِيَّةِ والتَّعَاوُنِ مَعَهَا وَالْإِبْلَاغِ عَنْ مُهَرِّبِيهَا وَمُرَوِّجِيهَا وَمُتَعَاطِيهَا لِهَدَفِ اَلْقَضَاءِ عَلَيْهَا وَمُسَاعَدَةِ اَلْمُتَعَاطِي وَالْأَخْذِ بِيَدِهِ لِلْعِلَاجِ .
بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَالِمَ السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى،  وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ الْحَبيبُ الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ وَاقْتَفَى،  وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا وَكَفَى.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ :  استجيبوا لنداء ربكم القائل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)).متفق عليه
وَلْنَتَعَاوَن جَمِيعًا مَعَ وُلاةِ أُمُورِنَا فِي صَدّ كَلَ هَجْمَةٍ شَرِسَةٍ تَرِيدُ إِلْحَاق الضَّرَرِ بِنَا أَوْ أَذِيَّتِنَا اسْتِجَابَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى .:  وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ
حمانا الله من كل ضرر وشر، ووفقنا للصلاح والإصلاح، إنه مجيب الدعاء.
عباد الله عليكم بالدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء بأن يحفظ الله ولاة أمرنا وأن يوفقهم لكل خير الذين يسعون للحفاظ على البلاد والمجتمع من كل مايضر به . وأيضا الدعاء بأن يحفظ الله هذه البلاد المباركة من كيد الأعداء والحاسدين والحاقدين  ومن كيد كل من يريدها وأهلها بشر مهما كان فقد قال ربكم:  ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، 
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ((   رواه الترمذي وحسنه الألباني.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يحمي شبابنا وفتياتنا من هذه السموم القاتلة وأن يوفق رجال الأمن للقبض على أيدي المجرمين العابثين الذين يريدون بهذه البلاد شراً.
اللهم من تابع هذه السموم ودل على أصحابها ووقف في طريقها وسَهَرَ لِتَخْلِيص المجتمع منها من رجال الأمن وغيرهم اللهم أَعِنْهُ وسَدِّدْه ووفِّقْه لكلِّ خير واحفظه في نفسه وماله وولده وارزقه الصحة والعافية
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ عِبَادِ اللهِ  
المرفقات

1683254029_التوعية بخطر المخدرات بجميع أنواعها.doc

المشاهدات 560 | التعليقات 0