التواضع
كامل الضبع زيدان
1436/08/19 - 2015/06/06 13:32PM
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله تعالى.
من تواضع لله عزو جل رفعه الله تعالى في الدنيا والآخرة
إن من أعظم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الخلق العظيم وهو من علم الدنيا الأخلاق خلق التواضع فقد رباه رب العالمين وأدبه بهذا الأدب العظيم وقال له والأمر للأمة من بعد نبيها صلى الله عليه وسلم {واخفض جناحك للمؤمنين} وقال تعالى {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} فأمره جل جلاله بخفض الجناح والتواضع لأصحابه ممن آمن به وصدقه ولو كانوا فقراء أو موالي أو ضعفاء وأمره أن يصبر معهم على طاعة الله عزو جل {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وكان كفار قريش من الأكابر والأغنياء يريدون منه صلى الله عليه وسلم أن يطرد الموالي والفقراء والضعفاء كصهيب وبلال وخباب وعمار وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين لكي يجلسوا معه بمفردهم فأمره رب العالمين أن لا يستجيب لما طلبوه ويصبر مع هؤلاء الضعفاء الفقراء والموالي لأنهم صادقون في اتباعهم وطاعتهم لله ولرسوله. وعاتبه رب العالمين لما أعرض عن عبد الله ابن أم مكتوم الفقير الأعمى رضي الله عنه واستمر في دعوته للساده والأغنياء من أكابر القوم وكان يطمع في إسلامهم لكي يسلم بإسلامهم من ورائهم من أقربائهم ومواليهم فأنزل الله عزو جل {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} فكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يرحب به ويقول مرحبا وأهلا بالذي عاتبني فيه ربي وهذا من عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم. وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لإصحابه رضي الله عنهم {لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله} رواه البخاري. وكان يقول صلى الله عليه وسلم إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد مع أنه سيد ولد آدم وحبيب رب العالمين وصاحب المقام المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى وأول من يطرق باب الجنة وخيره رب العالمين بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا وهذا من عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم ولو شاء لتحولت له جبال مكة كلها ذهبا ولكنه تواضع وقال أجوع فأصبر وأعطى فأشكر بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم
وروى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم} وهذا من عظيم تواضعه ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم.
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {إن الله عزو جل أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد} رواه مسلم هكذا علم أصحابه وأمته إلى يوم الدين أن يتواضعوا ولا يبغي بعضهم على بعض ولا يتعالى بعضهم على بعض وقال لهم كلكم لآدم وآدم من تراب فالكل سواسية وإن كان الله عزو جل فضل بعضهم على بعض بالمال أو بالجمال أو بالحسب والنسب أو بالجاه والسلطان والرئاسة والإمارة فإنما كل ذلك اختبار وامتحان يمتحن به العباد لينظر كيف يعملون في هذه النعم التي أنعم بها عليهم دون غيرهم هل هم سيشكرون هذه النعم أم سيكفرون بها وسيستخدمونها في طاعة الله ورضوانه أم في معصيته وسخطه ولكن كثير ممن وهب هذه النعم تكبر بها وتعالى بها على عباد الله وطغى وبغى وافتخر ونسي خلقه ونسي أن الله عزو جل يحاسب العباد على أعمالهم وما في قلوبهم والرفعة عنده والعز لأهل الطاعة والعبادة والتواضع بما وهبهم الله ورد الفضل أولا وآخرا لواهب النعم جل جلاله فكل ما أعطيه الإنسان إنما هو من الله عزو جل والمتواضع يرفعه الله عزو جل كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله } فالذي يملك الرفع والخفض هو رب العالمين في الدنيا والآخرة فلا رافع لمن خفضه الله ولا خافض لمن رفعه الله إلا أن يشاء الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن جل جلاله ربنا العظيم.
المتواضعون يحبهم الله عزو جل
قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}
نعم والله العز والرفعة ومحبة الله لهؤلاء الذين يتواضعون لله عزو جل ويوقرون إخوانهم المسلمين ويخفضون لهم جناح الذل وإن أخطأوا في حقهم وجاءوا يعتذرون قبلوا منهم وإن رأوا منهم عيبا ستروه وإن احتاجوا إليهم أعانوهم على قضاء حوائجهم من غير أن يمنوا عليهم بل يعتبرون أن هذا حق وواجب نحو إخوانهم من المسلمين أرجعوا الفضل كل الفضل بعد الله عزو جل لإخوانهم الذين قبلوا منهم ما أعانوهم به من مال أو وظيفة أو سداد دين أو غيرها من الحاجات التي تعرض للإنسان في هذه الدنيا المليئة بالمصاعب فهؤلاء هم المتواضعون حقا الذين عرفوا الله حق المعرفة وأنه هو جل جلاله صاحب الكمال والجلال وواهب النعم وبفعلهم هذا حافظوا على نعم الله وعلى محبة الله لهم ونالوا العزو الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن نكون جميعا منهم ومعهم في الدنيا والآخرة بفضل الله وبرحمته وهو ولي ذلك والقادر عليه وهو أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
من تواضع لله عزو جل رفعه الله تعالى في الدنيا والآخرة
إن من أعظم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الخلق العظيم وهو من علم الدنيا الأخلاق خلق التواضع فقد رباه رب العالمين وأدبه بهذا الأدب العظيم وقال له والأمر للأمة من بعد نبيها صلى الله عليه وسلم {واخفض جناحك للمؤمنين} وقال تعالى {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} فأمره جل جلاله بخفض الجناح والتواضع لأصحابه ممن آمن به وصدقه ولو كانوا فقراء أو موالي أو ضعفاء وأمره أن يصبر معهم على طاعة الله عزو جل {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وكان كفار قريش من الأكابر والأغنياء يريدون منه صلى الله عليه وسلم أن يطرد الموالي والفقراء والضعفاء كصهيب وبلال وخباب وعمار وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين لكي يجلسوا معه بمفردهم فأمره رب العالمين أن لا يستجيب لما طلبوه ويصبر مع هؤلاء الضعفاء الفقراء والموالي لأنهم صادقون في اتباعهم وطاعتهم لله ولرسوله. وعاتبه رب العالمين لما أعرض عن عبد الله ابن أم مكتوم الفقير الأعمى رضي الله عنه واستمر في دعوته للساده والأغنياء من أكابر القوم وكان يطمع في إسلامهم لكي يسلم بإسلامهم من ورائهم من أقربائهم ومواليهم فأنزل الله عزو جل {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} فكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يرحب به ويقول مرحبا وأهلا بالذي عاتبني فيه ربي وهذا من عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم. وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لإصحابه رضي الله عنهم {لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله} رواه البخاري. وكان يقول صلى الله عليه وسلم إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد مع أنه سيد ولد آدم وحبيب رب العالمين وصاحب المقام المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى وأول من يطرق باب الجنة وخيره رب العالمين بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا وهذا من عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم ولو شاء لتحولت له جبال مكة كلها ذهبا ولكنه تواضع وقال أجوع فأصبر وأعطى فأشكر بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم
وروى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم} وهذا من عظيم تواضعه ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم.
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {إن الله عزو جل أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد} رواه مسلم هكذا علم أصحابه وأمته إلى يوم الدين أن يتواضعوا ولا يبغي بعضهم على بعض ولا يتعالى بعضهم على بعض وقال لهم كلكم لآدم وآدم من تراب فالكل سواسية وإن كان الله عزو جل فضل بعضهم على بعض بالمال أو بالجمال أو بالحسب والنسب أو بالجاه والسلطان والرئاسة والإمارة فإنما كل ذلك اختبار وامتحان يمتحن به العباد لينظر كيف يعملون في هذه النعم التي أنعم بها عليهم دون غيرهم هل هم سيشكرون هذه النعم أم سيكفرون بها وسيستخدمونها في طاعة الله ورضوانه أم في معصيته وسخطه ولكن كثير ممن وهب هذه النعم تكبر بها وتعالى بها على عباد الله وطغى وبغى وافتخر ونسي خلقه ونسي أن الله عزو جل يحاسب العباد على أعمالهم وما في قلوبهم والرفعة عنده والعز لأهل الطاعة والعبادة والتواضع بما وهبهم الله ورد الفضل أولا وآخرا لواهب النعم جل جلاله فكل ما أعطيه الإنسان إنما هو من الله عزو جل والمتواضع يرفعه الله عزو جل كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله } فالذي يملك الرفع والخفض هو رب العالمين في الدنيا والآخرة فلا رافع لمن خفضه الله ولا خافض لمن رفعه الله إلا أن يشاء الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن جل جلاله ربنا العظيم.
المتواضعون يحبهم الله عزو جل
قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}
نعم والله العز والرفعة ومحبة الله لهؤلاء الذين يتواضعون لله عزو جل ويوقرون إخوانهم المسلمين ويخفضون لهم جناح الذل وإن أخطأوا في حقهم وجاءوا يعتذرون قبلوا منهم وإن رأوا منهم عيبا ستروه وإن احتاجوا إليهم أعانوهم على قضاء حوائجهم من غير أن يمنوا عليهم بل يعتبرون أن هذا حق وواجب نحو إخوانهم من المسلمين أرجعوا الفضل كل الفضل بعد الله عزو جل لإخوانهم الذين قبلوا منهم ما أعانوهم به من مال أو وظيفة أو سداد دين أو غيرها من الحاجات التي تعرض للإنسان في هذه الدنيا المليئة بالمصاعب فهؤلاء هم المتواضعون حقا الذين عرفوا الله حق المعرفة وأنه هو جل جلاله صاحب الكمال والجلال وواهب النعم وبفعلهم هذا حافظوا على نعم الله وعلى محبة الله لهم ونالوا العزو الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن نكون جميعا منهم ومعهم في الدنيا والآخرة بفضل الله وبرحمته وهو ولي ذلك والقادر عليه وهو أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان