التنافس في الخيرات وخدمة الأوطان Competition in Goodness and Nation Service

محمد مرسى
1437/10/22 - 2016/07/27 21:14PM
التنافس في الخيرات وخدمة الأوطان



أولا: العناصر:
فضل التنافس في الخيرات وأهميته.
أهمية التنافس في خدمة الوطن.
ميادين التنافس والتسابق في الخيرات.
ضوابط التنافس.
خدمة الأوطان مطلب شرعي وواجب وطني.
ثانيا: الأدلة:
الأدلة من القرآن:
قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 26].
وقال تعالى:{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148].
وقال تعالى:{وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
وقال تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 60،61].
وقال تعالى: {إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ} [الأنبياء:90].
وقال تعالى:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: 21].
وقال تعالى:{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10].
الأدلة من السنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : «أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ: «تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً» (رواه مسلم)
وعَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما ) قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ: «أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ، فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ» قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ( رواه ابن ماجة ).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ : « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِى النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِى التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِى الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا »(متفق عليه) .
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (رضي الله عنه) عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ (رضي الله عنه) يَقُولُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا ، فَقُلْتُ: اليَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): « مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قُلْتُ: مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ: « يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. (رواه الترمذي).
ثالثا: الموضوع:
لقد خلق الله عز وجل الإنسان ومنحه إمكانات عظيمة، يقوم عليها معاشه وحياته، وفضَّله بها على سائر المخلوقات ، منحه العقل الذي يفكر به، ويميز به بين الخير والشر، والنافع والضار، ومنحه الحواس التي يحس بها بما حوله ، ومنحه الشعور والإحساس الذي تتحرك به عواطفه ، كل ذلك لتكتمل شخصيته ، وتتوازن مقومات حياته. وهذا كله بلا شك من نعم الله سبحانه على الإنسان ، ولذا عاش الناس في هذه الدنيا وامتدت بهم الحياة، وصاروا يتنافسون باستغلال هذه الإمكانات، وصارت الحياة ميداناً لهذا التسابق بمختلف أنواع المنافسات ، فكلما قلب الإنسان نظره في مشارق الأرض ومغاربها وجد أحوال الناس مختلفة ، فهناك فئات من الناس همهم المال ، ركزوا جهودهم في جمعه وإنفاقه ، وفئات أخرى همهم البحث عن كل جديد ، فما استحدث من آلة إلا والتفكير أسبق إلى ما بعدها ، وفئات أخرى وجهوا همهم وإمكاناتهم إلى إرضاء رغباتهم وإشباع شهواتهم ، كل بحسب ما يرغب ويهوى ، مستغلاً ما استطاع من نعم الله سبحانه وتعالى، ومن الناس من استغل إمكاناته الجسمية والبدنية، فوجهها إلى ميادين مناسبة لهذه الإمكانات، حتى على مستوى الأُمم وهكذا الناس لكل منهم وجهة، ولكن المسلم دائما وجهته إلى فعل الخير، وهذا ما بينه الله تعالى في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148] ، وقوله تعالى{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ الي الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون }(المائدة : 48)، وقوله:{وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133].
ولا شك أن الإسلام دين الخير والصلاح، ودين السعادة والرخاء، دين يأمر بكل ما فيه صلاح الفرد والمجتمع ، فأقرّ ويقر مبدأ المنافسة ، ويشجع على استغلال إمكانات الإنسان، ويوجه إلى ما يستحق بذل الجهد فيه، وجعل في مقدمة ما يسعى إليه الإنسان وينافس فيه ما يسعده في دنياه وآخرته، يقول سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}[القصص:77]، فالهدف من السعي هو الدار الآخرة مع التمتع بالحياة في الدنيا.
والتنافس في الخير هو التنافس المشروع المحمود حينما يُشمر كل امرىءٍ عن ساعده ليصنع المعروف أو يبذل الخير أو يُعمر الأرض , والغاية من كل ذلك نيل رضا الباري (عز وجل) والفوز بجنانه والظفر بالسعادة الأبدية الدائمة.
كما أن التنافس في أعمالِ الخيرِ من وصايا النبي (صلى الله عليه وسلم)،ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ الله (صلى الله عليه وسلم) فَقَالُوا: " ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ: “وَمَا ذَاكَ؟" قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : " أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: " تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً " .
فميادين التنافس كثيرة ؛ لذلك أرشدهم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) إلى لون من ألوان الخير والعمل الصالح يكن لهم عوضاً عن ما فقدوه من التسبيح و التكبير و التحميد ثلاثاً وثلاثين دبر كل صلاة، ويختمون المائة بلا إله إلا الله . هكذا كان السلف رضوان الله عليهم، فهل لنا أن نتشبه بهم ؟
وليتَأَمَّلْ كل منا قَولَ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) حَاثَّاً على المُبادَرَةِ ، والمُسَارَعة في الطاعات وعلى رأسها الصلاة في جماعة , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أن رسول (صلي الله عليه وسلم) قال : “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ- أي التبكير- لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا"., ويقول (صلي الله عليه وسلم)- كما في الصحيح -: « مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ » , و البردان هما الفجر و العصر .
وقد سَادَتْ رُوحُ المنافسةِ في الخيراتِ بينَ الصحابة رضوان الله عليهم ، وكانَ أبو بكرٍ الصديق (رضي الله عنه) سَبَّاقاً أَبَدَا، فقد أَخْرَجَ أبو داودَ في سننه، والترمذيُّ عن عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) قال: أَمَرَنَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟" قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟" قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا.
وهذه صورة أخرى من صور تنافس وتسابق الصحابة (رضوان الله عليهم ) بالخيرات ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رضي الله عنه) قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ) قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ اللهَ لَيُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ، قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ يَا رسول الله قَالَ: فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي- وَلَهُ حَائِطٌ فِيهَا سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا- قَالَ فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَنَادَاهَا: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، قَالَتْ لَبَّيْكَ، فَقَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: رَبِحَ بَيْعُكَ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ وَنَقَلَتْ مِنْهُ مَتَاعَهَا وَصِبْيَانَهَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: «كَمْ عِذْقِ رَدَاحٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ» وَفِي لَفْظٍ «رُبَّ نَخْلَةٍ مُدَلاةٍ ، عُرُوقُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ ، لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ» (صحيح أصله في مسلم و اللفظ لأحمد وغيره). وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءُ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: 92] . قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : " بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ، وَأَنَا أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ . (متفق عليه).
ولقد تأسى الصالحون برسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام (رضوان الله عليهم) في المسارعة إلى الخيرات والمنافسة في الصالحات ، قال وهيب بن الورد (رضي الله عنه) : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
والإنسان العاقلُ هو الذي يُسارِعُ ويُبادرُ قَبْلَ العوائِقِ والعَوَارِض، فَنَافِسْ مَا دُمْتَ في فُسْحَةٍ ونَفَسْ، فالصِّحْةُ يَفْجَؤُهَا السَّقَم، والقوةُ يَعْتَرِيهَا الوَهَن، والشبابُ يَعْقُبُهُ الهَرَم ، فعلى الإنسان أن يسارع ويبادر إلى فعل الخير ولا يؤجله فإنه لا يدري ماذا سيحدث غدًا
بَادِرْ بِخَيْرٍ إذا ما كُنْتَ مُقْتَدِرَا *** فَلَيْسَ في كُلِّ وَقْتٍ أَنْتَ مُقْتَدِرُ
وهذا ما أمر به النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ( رضي الله عنه ) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».
إن أبواب الخير كثيرة ، ومفتوحة للراغبين، والمؤمن العاقل هو الذي يبادر إلى الخيرات ويقطف من ثمراتها ، فالله الله ما دام في الوقت مهلة، وفي العمر بقية، قبل فوات الأوان.
هذه الميادين الواسعة للتسابق هي ميادين المؤمنين الصادقين، الذين قال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57: 61] .
لقد جعل الإسلام السبق إلى الخيرات والمسارعة إلى الصالحات مَطْلَبًا شرعيًّا حث المؤمنين عليه وأمرهم به ، فقَالَ تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)[الحديد: 21]. وقال سبحانه:{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة: 148]. وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : " قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ، اقرؤا أن شئتم قول الله تعالي :{فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون} (السجدة : 17) .
كما أن المسارعة والمسابقة في الخيرِ صفةٌ من صفاتِ الرسل ( عليهم السلام ) قال تعالى: {إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]. وصفة من صفات المؤمنين الموحدين أهل الفلاح في الدارين ، فقد مدح الله تعالى المتصفين بها وأشاد بأصحابها ، وبين أن بلوغ الدرجات تكون بما قدمه الإنسان من خيرات فقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة:10–12]، وفي الصحيحين عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ )رضي الله عنه( عَنْ النَّبِيِّ )صلى الله عليه وسلم) قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ" قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: “بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِالله وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ".
وقد تمثل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا التسابق الشريف والمنافسة العظيمة على المستوى الفردي ، وعلى المستوى الجماعي ، يتضح ذلك من الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رضى الله عنه): أَنَا. قَالَ : « فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رضي الله عنه) أَنَا. قَالَ: « فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رضي الله عنه) أَنَا. قَالَ : « فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رضي الله عنه) أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « مَا اجْتَمَعْنَ فِى امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ».
وعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ (رضي الله عنه) قَالَ : " كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ – قَالَ – فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِى الرَّمْضَاءِ . قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ » )صحيح مسلم).
إن التنافس سَبَبٌ لرفعِ الهمةِ ، وإثارةِ الْحَمَاسِ، يَكْشِفُ عنْ معادِنِ الناسِ، وعُلُوِّ نُفُوسِهِم، وقُوَّةِ عزائِمِهم كما يُبَيِّنُ مَوَاطِنَ ضَعْفِهِم وقُصُورِهِم، ولا يَسْتَوِي في الناسِ مُبَادِرٌ إلى الخير ومُتَبَاطِئ، ومُسَابِقٌ في الفَضْلِ، ومُتَثَاقِل؛ قال تعالى :{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10].
والتنافس من أهم مؤشرات القوة والنهوض بالوطن ، فمن علامات التقدم والتحضر أن تصبح سمة التنافس بين القوى والأحزاب والشخصيات والفئات حول خدمة الوطن والاجتهاد في البذل والتضحية من أجل حمايته ورفعة الأمّة ، وتصديق ذلك بالأقوال والأفعال والبرامج والخطوات والإجراءات .
ومن أهم أعمال المسابقة بالخيرات التي يجب أن نهتم بها لرفعة الوطن ما يسمى بالمشاركة المجتمعية ، التي يمكن من خلالها النهوض بالمجتمع والارتقاء به ، والعمل على تحسين مستوى حياة المواطنين اجتماعيًّا واقتصاديًّا ، فهي تعد من الضروريات ، وليست شعارا تربويا ولا شعارا مجتمعيا ، إنما شعار يجب أن يتحول إلى واقع ، ففي الحديث الصحيح المتفق عليه يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " أنتم أعلم بأمور دنياكم " , ويقول (صلى الله عليه وسلم): " واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً".
إن الشعور بالانتماء للوطن من أهم دعائمه التي تحافظ على استقراره ونموه ، وهو يشير إلى مدى شعور الأفراد بالانتماء إلى وطنهم، ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال (المشاركة الإيجابية في أنشطة المجتمع ، الدفاع عن مصالح الوطن ، الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء له، المحافظة على ممتلكاته ، وكل هذه المؤشرات يمكن أن تقاس ويُستدل عليها.
ومن ثم فإن من صور التنافس بالخير لخدمة الوطن الانتماء له ، والإخلاص في العمل ، والنية الصادقة حتي يكون الإنسان حصنًا منيعًا لوطنه ، مدافعًا عنه وعن دينه، والتصدي لكل ما يلحق به الضرر ، أو يُشيع فيه الخراب، أو يُوقظ الفتنة ، ويسعى للشقاق والخلاف.










Competition in Goodness and Nation Service

Allah Almighty has created human beings, honored and favored
them over all other creatures and equipped them with significant
qualities and faculties to lead a stable prosperous life. For
example, Allah created in humans the intellect whereby they can
think and recognize what is good and what is evil. Humans are
created with senses in order to figure out their surroundings. They
have emotions in order to better communicate with others. Human
being is born with all these qualities in order to enjoy and lead a
balanced life. Allah Almighty has privileged humans with such
qualities and capabilities and has put them on this earth to
populate it. With this in mind, life has become a big field for
humans to compete with one another according to the rules that
Allah has established.
A thorough look into our world reveals that people are of
different interests and consequently have different conditions of
life. Some people only search for money and, therefore, they are
fully preoccupied with accumulating wealth. Others are fond of
discovering and inventing new things; they hopefully maintain the
world with discoveries and inventions. Others are so keen on
gratifying their desires whatsoever and take so much as they can
from worldly pleasures. Each one of those people uses their talents
and God-given qualities in achieving what they aspire for. Some
other people are gifted in physical strength and body building, and
they consequently invest their physical strength wherever it fits.
This difference in interests does not apply only to individuals but
it extends to communities and nations at large as well.
But what about the Muslim Person? Where should the
ambitions of Muslims fit in?
The Muslim is of a good character; therefore, he always
seeks all that is good. Allah Almighty explains that He set a
direction for every nation to follow. However, He extremely urges
Muslims to hasten to do all that is good (Quran 2: 841). In the
same context, Allah explains that the return of all humans will be
unto Him and then He will judge people according to how much
good they have accomplished (Quran 5: 41). Somewhere else in
the Quran, Allah also calls upon all of us to seek His forgiveness
and work hard to attain Paradise by doing all that is good (Quran
3: 833).
Islam is the religion of goodness and happiness. Islam aims at
populating the earth with righteous individuals and communities.
Islam recognizes the virtue of competition and encourages humans
to utilize their talents in attaining all that is good for themselves
and their communities. One goal that Muslims are commanded to
achieve is to attain happiness in the life of this world and the
hereafter. Allah the Almighty teaches that we should seek the
hereafter through whatever we do; yet we may enjoy the life of
this world provided we do not go against the religion (Quran 21:
77). The Muslim believes that the life of this world is just a bridge
to the life hereafter.
Competition in doing good deeds is highly recommended in
Islam, whereby competitors spare no efforts in serving their
communities. Muslims are motivated to take part in such
competition since the reward will be Paradise and eternal bliss.
In this regard, the Prophet (PBUH) encourages Muslims to
get involved and take the lead.
Narrated Abu Hurayrah (RA):
A group of poor people came to the Prophet (PBUH) and
complained: "O Prophet! The wealthy people get away with all
the rewards." The Prophet (PBUH) said: "And what is that?"
|They explained: "The wealthy people pray as we pray and they
fast as we fast. However, they have money to give in charity but
we do not." The Prophet (PBUH) said to them: "Shall I teach
you a deed whereby you will attain the rank of those who
excelled you in the religion, and you will excel others in the
religion, and none will be like you in this regard unless they do
like what you do?" They said: "Yes Prophet!" The Prophet
(PBUH) said: "Say Glory be to Allah, Praise be to Allah, and
Allah is the Greatest thirty three times after each prayer."
According to this narration, the Prophet (PBUH) teaches the
poor people to fix their inability to give charities by confessing
glory and praise to Allah, which is one of the best deeds ever in
Allah's sight.
Looking into the following Prophetic narration we can easily
notice how the Prophet (PBUH) extremely encourages Muslims to
keep up with acts of worship on top of which ritual prayer sits.
Abu Hurayrah (RA) narrated that the Prophet (PBUH) said:
"If the people knew what the reward of calling the Adhan (the
call to prayer) and for attending in the first row in
congregational prayers, they would draw lots for who would do
it. And if the people knew (the reward of) praying dhuhr (noon)
prayer on time, they would race for it. And if the people knew the
reward of attending „Isha (evening) and Fajr (dawn) prayers on
time and in congregation, they would come to them even if they
had to crawl."
Actually the spirit of competition inspired the companions of
the Prophet (PBUH). Abu Bakr would always race for all that is
good.
Once, the Prophet (PBUH) asked the companions to give in
charity. „Umar (RA) said: "At that time I had some money. I
said to myself: „Today I shall excel Abu Bakr, if I were ever to
excel him one time." `Umar took half of his wealth to the
Prophet (PBUH). The Prophet (PBUH) asked him: "What have
you left for your family `Umar?" `Umar said: "This is the half
of my wealth and I left for my family the second half." Then,
Abu Bakr (RA) came in with all his wealth. The Prophet
(PBUH) said to him: "What have you left for your family Abu
Bakr?" He said,
"I have left Allah and His Messenger for
them." Thereupon, `Umar said: "It seems like I will never be
able to beat Abu Bakr."
Here is another example that clearly shows how the
companions compete in doing good.
Narrated Abdullah Ibn Mas`ood:
Allah the Almighty revealed: "Who is he that will lend to
Allah a goodly loan so that He may multiply it for him many
times? And it is Allah that decreases or increases (your
provisions), and unto Him you shall return." (Quran 2: 245)
When this verse was revealed, Abu Ad-Dahdah was a
companion of the Prophet who said to the Prophet: "O
Prophet! Does Allah need a loan from us?" The Prophet
(PBUH) said: "Yes! O Abu Ad-Dahdah!" Abu Ad-Dahdah
said: "O Prophet! Stretch your hand." The Prophet
stretched his hand and Abu Ad-Dahdah took the Prophet's
hand and said: "O Prophet! I have given my garden as a
loan to my Lord." Abu Ad-Dahdah had a garden with six
hundred date trees and his wife and children were living in
that garden too. Abu Ad-Dahdah went back to his wife and
called her: "`Umm Ad-Dahdah!" She said: "Yes!" He said:
"Let us get out of the garden, because I have given it as a
loan to my Lord, the Exalted and Most Honored." She said:
"That must be a successful transaction Abu Ad-Dahdah!"
She then collected her things, took the children, and left."
The Prophet (PBUH) was so pleased with what Abu AdDahdah
did and said: “Abu Ad-Dahdah! You have plentiful
sweet date clusters in Paradise!"
Narrated Anas (RA):
Abu Talha was the richest man in Medina; the best property
he owned was a garden called Bayruhaa and it was located in
front of the Mosque of the Prophet. The Prophet used to visit
this garden and drink from its nice water.
Allah has revealed his saying: "By no means shall you attain
righteousness unless you spend (in charity) of that which you
love." (Quran 49.4) Hearing this verse, Abu Talha went to
the Prophet (PBUH) and said: "O Prophet! Allah says: "By
no means shall you attain righteousness, unless you spend
(in charity) of that which you love." As you know Bayruhaa
garden is the most beloved of my wealth to me. So, I want to
give it in charity for Allah's sake. I am looking for the
reward of this from Allah. You could spend it where you see
fit." The Prophet (PBUH) said: "That is great Abu Talha!
That should be a successful deal. However, I think you better
give it away to your relatives." Abu Talha said: "I will,
Prophet!" Then, Abu Talha distributed the garden amongst
his relatives. (Al-Bukhari and Muslim)
Those who came after the Prophet and his companions
followed in the same path as they would compete in doing all
that was good. Waheeb Ibn Al-Ward says: "If you could excel
everybody in the way to Allah, then do."
The wise person is the one who takes the opportunity to
do all that is good as long as he is able to. You never know:
now you have the opportunity to do good deeds but maybe in the
future you will not. Now you are young but soon you will become
old. Now you have good health, maybe in the future you will fall
sick. Therefore, we need to race against time and hasten to do as
much of good as we can. You never know what is going to happen
in the future.
In this regard, the Prophet (PBUH) says: "Hasten to do good
deeds before trials and tribulations come over. When they occur,
such trials and tribulations will be as confusing as darkness is. A
person will be a believer in the morning and a disbeliever in the
evening and another person will be a disbeliever in the morning
and a believer in the evening; they will sell out the religion for a
worldly gain."
There are multiple fields of goodness. The Muslim should
actively enter all these fields before it becomes too late. Allah
praises those who hasten to goodness as He says: "Indeed, they
who are apprehensive from fear of their Lord, and they who
believe in the signs of their Lord, and they who do not associate
anything with their Lord, and they who give what they give while
their hearts are fearful because they will be returning to their
Lord, it is those who hasten to good deeds, and they outstrip
[others] therein." (Quran 23: 57 – 68)
The Muslim is required to hasten to do that is good. Allah
says: "Race toward forgiveness from your Lord and a Garden
whose width is like the width of the heavens and earth." (Quran
57: 28)
The Prophet (PBUH) explains that Allah the Almighty has
prepared for the righteous a Paradise which has pleasures and
enjoyments that none may ever expect.
Competition in doing good deeds is characteristic of all
Allah's prophets as Allah Almighty states (Quran 28: 09). It is
characteristic of the believers as well (Quran 56: 89 – 82).
The Prophet (PBUH) says: "The people of Paradise will see
those who will live in levels above them as you see the stars all
over the sky. The distance is big between them since they are
different in their degrees of righteousness." The companions
asked the Prophet (PBUH): "Do you mean that those who are
above are higher in rank and they will be the prophets of Allah
who none will attain their ranks?" The Prophet said: "No!
Those who are above are normal people who believed in Allah
and accepted the prophets."
All the companions of the Prophet (PBUH) took part in this
competition; they all, individuals and communities, would
compete in doing all that is good.
Narrated Abu Huryrah:
One day, the Prophet (PBUH) asked: “Who is fasting today?"
Abu Bakr said: "I am." The Prophet again said: "Who has
attended a funeral procession today?" Abu Bakr said: "I did."
The Prophet again said: "Who offered food to the needy today?"
Abu Bakr said: "I did." The Prophet again said: "Who visited a
sick person today?" Abu Bakr said: "I did." Thereupon, the
Prophet said: "Anyone who does these four deeds combined will
certainly enter Paradise."
Ubay ibn Ka’b said that there was a man whose house was
too far from the mosque. However, he never missed a
congregational prayer at the mosque. It was said to this man: “You
could buy a donkey and ride it to the mosque especially when it is
too hot or dark at night to walk. The man said: “You know what. I
do not wish my house to be close to the mosque. I would rather
walk many steps to the mosque and even more back to my house
so that all these steps back and forth are recorded as good deeds in
my account. The Prophet (PBUH) said to this man: "You have
been already given what you sought." [Muslims]
Competition is one way to develop strong determination and
ignite enthusiasm. Competition reveals who is good and who is
bad. Competition reveals points of weakness and strength in one's
character. They will never be equal; those who hasten and those
who are sluggish. Allah the Almighty Says: "And why do you not
spend in the cause of Allah while to Allah belongs the ownership
of the heavens and the earth? Not equal among you are those
who spent before the conquest of Mecca and fought and those
who did so after. The former are greater in degree than those
who spent afterwards and fought. But to all Allah has promised
the best reward." (Quran 57: 89)
In fact, competition contributes to the progressiveness of
nations. A nation should advance if there is a competition among
its individuals, parties and organizations in serving people and
sparing no effort to protect the society. Let us walk the talk and
translate our beliefs into actions.
The principle of competing for goodness should be highly
featured through social work and community service that always
aim to enhance people's life and improve the overall condition of
society. Such is a mission and not a slogan to chant; it is a mission
that practically stands for the protection of human interest. Let
actions speak louder than words when it comes to national work.
The Prophet (PBUH) deferred it to us to manage our worldly life
affairs our own way and taught that we must balance the life of
this world with the life hereafter. The Prophet (PBUH) says:
"Work on maintaining the life of this world as if you would live
forever and work on maintaining the life hereafter as you would
die tomorrow."
The feeling of belonging to one's country must be present in
our everyday life if we want to maintain our growth and stability.
Let everyone strengthen the feeling of belonging to their country
by positive participation in social work and community service.
Let everybody defend the overall interest of their country and let
everyone raise their heads and be proud of their belonging to their
country.
To wrap it up, there are many ways to compete for the
goodness of one's country. Some examples include hard work,
religious commitment, and national love. Other examples include
defending religion and keeping it away from being a cause of civil
strife and fragmentation.
المشاهدات 2017 | التعليقات 0