التمسك بالإسلام - الأسرة المسلمة خطبة عيد 1473

صالح العويد
1437/09/30 - 2016/07/05 20:51PM
الْحَمْدُ لله الْقَوِيِّ الْعَزِيزِ، الْحَلِيمِ الْعَظِيمِ، ذَلَّتْ لِعِزَّتِهِ كُلُّ عِزَّةٍ، وَضَعُفَتْ لِقُوَّتِهِ كُلُّ قُوَّةٍ، وَتَلَاشَتْ أَمَامَ عَظَمَتِهِ كُلُّ عَظَمَةٍ، عَامَلَ خَلْقَهُ بِحِلْمِهِ، وَلَوْ أَهْلَكَهُمْ لَكَانَ ذَلِكَ بِعَدْلِهِ؛ ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 44]، لَهُ صِفَاتُ الْجَمَالِ وَالْجَلَالِ، وَتَفَرَّدَ بِالْكَمَالِ؛ فَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ مَرْبُوبٌ، وَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ الْمَعْبُودُ، فَالْحَمْدُ كُلُّهُ لَهُ؛ نَحْمَدُهُ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى؛ مَدَّ فِي أَعْمَارِنَا؛ فَصُمْنَا شَهْرَنَا، وَحَضَرْنَا عِيدَنَا، وَوَسَّعَ لَنَا فِي أَرْزَاقِنَا؛ فَوَسَّعْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا، وَأَمَّنَنَا فِي أَوْطَانِنَا؛ فَلَمْ نَخْشَ شَيْئًا وَنَحْنُ نَخْرُجُ إِلَى مُصَلَّانَا، وَعَافَانَا فِي أَبْدَانِنَا؛ فَلَمْ نَشْكُ عِلَّةً وَلَمْ نَجِدْ أَلَمًا؛ فَلَهُ الْحَمْدُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، كَمَا أَثْنَى هُوَ عَلَى نَفْسِهِ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ؛ حَكِيمُ الْفِعَالِ، كَثِيرُ النَّوَالِ، شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ لَا يَلُوذُ بِهِ عَبْدٌ فَيَخِيبُ، وَلَا يُنَاكِفُهُ مُسْتَكْبِرٌ فَيَطِيبُ؛ ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الْأَنْعَامِ: 18].وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ النَّاصِحُ الْأَمِينُ، الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ؛ آثَرَ غَيْرَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ، وَاخْتَبَأَ دَعْوَتَهُ شَفَاعَةً لِأُمَّتِهِ، وَأَلَحَّ عَلَى رَبِّه سُبْحَانَهُ يَطْلُبُ سَلَامَتَهَا، وَيَرْجُو نَجَاتَهَا، حَتَّى نَالَتْ أُمَّتُهُ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أُمَّةٌ غَيْرُهَا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ؛ أَعْلَامِ الْأُمَّةِ وَسادَتِهَا، وَفَخْرِهَا وَقُدْوَتِهَا، سَادُوا الْأَرْضَ فَمَا تَكَبَّرُوا، وَحَكَمُوا الْبَشَرَ فَمَا ظَلَمُوا، بَلْ تَوَاضَعُوا وَعَدَلُوا، لَا يُوَقِّرُهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَحْقِرُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ.
أَمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ- وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ، وَاحْمَدُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعَانَكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ.. أَطِيعُوهُ فِي كُلِّ أَحْيَانِكُمْ، وَاسْأَلُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ، وَلَا غِنًى لَكُمْ عَنْهُ؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فَاطِرٍ: 15].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
كَمُلَتِ العِدَّةُ، وَأَطَلَّ العِيدُ، فَاسْتَنَارَتْ لَهُ الوُجُوهُ، وَابْتَسَمَتْ فِيهِ الشِّفَاهُ، وَعَجَّتِ الأَلْسِنَةُ بِالتَّكْبِيرِ حَمْدًا وفَرَحًا وَسُرُورًا.فَهَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ وَدَّعْتُمْ رَمَضَانَ بَعْدَ أيامٍ حَافِلَةٍ مِنْكُمْ بِحُلَلِ الطَّاعَاتِ، فَرَبُّكُمُ الكَرِيمُ يُضَاعِفُ الأُجُورَ، وَيَجْزِيَ المُتَصَدِّقِينَ، وَلا يُضِيعُ أَجْرَ العَامِلِينَ (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
صُمْتُمْ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَنَهَارٍ طَوِيلٍ، وَرِيحٍ سَمُومٍ، وَشَمْسٍ حَارِقَةٍ غَلَتْ مِنْهَا الرُّؤُوسُ، وَوَجَدْتُمْ عَطَشًا أَيْبَسَ الْأَكْبَادَ، وَجَفَّفَ الشِّفَاهَ، وَكَانَ أَثَرُ الصَّوْمِ بَادِيًا عَلَى الْوُجُوهِ، وَالْيَوْمَ تَحْضُرُونَ عِيدَكُمْ بَعْدَ تَمَامِ صَوْمِكُمْ، وَاكْتِمَالِ نِعْمَةِ ربكم عَلَيْكُمْ؛ فَخُذُوا الْعِظَةَ مِنْ حَرِّ رَمَضَانَ لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنْ شِدَّةِ شَمْسِهِ لِدُنُوِّ الشَّمْسِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَمِنْ ظَمَأِ نَهَارِهِ لِظَمَأِ يوم مقداره الف سنة ، حِينَ يَسِيلُ عَرَقُ النَّاسِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ، َلَا ظِلَّ إِلَّا لِمَنْ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، وَلَا مَاءَ إِلَّا فِي الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، حِينَ يَرِدُهُ أُنَاسٌ، وَيُحْجَبُ عَنْهُ آخَرُونَ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ الْوَارِدُونُ شَرْبَةً لَا ظَمَأَ لَهُمْ بَعْدَهَا، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَوَالِدَيْنَا وَأَهْلِينَا وَأَحْبَابَنَا مِمَّنْ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ الرَّحْمَنِ، وَمِمَّنْ يَرِدُونَ الْحَوْضَ، وَيَنَالُونَ الشَّفَاعَةَ، وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ. َاعْلَمُوا عباد الله أَنَّهُ لَا نَجَاةَ مِنْ ذَلِكَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ الَّذِي يَنْتَظِرُنا إِلَّا بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَاعْمَلُوا صَالِحًا بَعْدَ رَمَضَانَ كَمَا عَمِلْتُمُوهُ فِي رَمَضَانَ، وَصُومُوا عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ كَمَا صُمْتُمْ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الْعُقْبَى جَنَّاتٌ وَأَنْهَارٌورضوان .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
أيها المسلمون، إن أعظمَ نعمةٍ وأجلَّها نعمةُ الإسلام، منهجٌ متكامل، مشتملٌ على الفضيلة بجميع أنواعها، والمحاسن بشتى كمالاتها ووسائلها.
تمسّكَ بالإسلام سلفُ هذه الأمة، حكَّموه في شؤونهم كلِّها، آثروه على كلّ شيء، فحقّق الله لهم قيادةَ الأمم، فسلكوا فيها بالبشرية الصراطَ المستقيم، وقادوهم إلى مجامع الخير في أمور المعاش والمعاد بما لم يشهد له التأريخ مثيلاً، ولم يعرف له العالم نظيراً، حتى قال المنصفون من المؤرخين: "ما عرف التأريخ فاتحًا أعدلَ ولا أرحم من المسلمين".
فيا أيها المسلمون، هل نعي أنه لا صلاح للأمة اليوم إلا بما صلح به أوَّلها؟! فهل من رجعة صادقة؟! وهل من سيرٍ على هدي أولئك الصالحين؟!
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَشْرَقَتْ شَمْسُ العِيدِ اليوم وَأُمَّةُ الإِسْلاَمِ تَعِيشُ أَحْدَاثًا عالمية مُسْتَعِرَةً، وَأَوْضَاعًا مُلْتَهِبَةً؛ أَمْنٌ وَاضْطِرَابٌ يَتَقَلَّبانِ، وَعِزٌّ وَذُلٌّ يَتَعَاقَبَانِ، وَخَوْفٌ مِنْ فَوْضَى خَلاَّقَةٍ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ.قَتْلٌ عَلَى الاسْمِ وَالهُوِيَّةِ، وَشُعُوبٌ تَئِنُّ مِنْ عَدَاوَةِ وَتَسَلُّطِ الفِرَقِ البِدْعِيَّةِ، وَأَفْكَارٌ ضَالَّةٌ غَالِيَةٌ آثِمَةٌ، تُزَيِّنُ اسْتِرْخَاصَ الدِّمَاءِ، وَاسْتِهْدَافَ الأَبْرِيَاءِ، حَتَّى ضَاعَ الإِنْصَافُ وَالعَدْلُ، وَغَابَتِ الحِكْمَةُ وَالعَقْلُ.
وَدُوَلٌ انْهَارَ اقْتِصَادُهَا، وَهَوَتْ عُمْلَتُهَا، وَلا زَالَتِ الأَيَّامُ تُبَاغِتُ أَهْلَهَا بِالغِيَرِ وَالتَّقَلُّبَاتِ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ ضَعْفَ الإِنْسَانِ، وَعَجْزَهُ، وَحَاجَتَهُ إِلَى أَمَانٍ يُؤَمِّنُهُ مِمَّا يَسْمَعُ وَيَرَى، وَأَنْ يَقْرَأَ حَوَادِثَ زَمَانِهِ بِسُنَنِ اللهِ المَزْبُورَةِ فِي القُرْآنِ.
إِنَّنَا يَا أَهْلَ هَذِهِ البِلاَدِ نَنْعَمُ بِنِعَمٍ وَفِيرَةٍ حُرِمَهَا كَثِيرٌ مِنَ البُلْدَانِ،. إننا نعيشُ في قوةٍ وصحةٍ وأمن تُوجِبُ الشكرَ لله ذي المَنِّ، وإن من حقِّ الله علينا وحقِّ أجيالنا وأوطاننا أن نكون أوفياء للإسلام، أُمناء على الإسلام، فلن تُصانَ حِمَى الأوطان بمثلِ طاعة الرحمن، فاستديموا بالطاعةِ النِّعَم برغيد عيشها، وطِيب أمنها، ونفيس زينتها، وكُفُّوا عن المعاصي المُهلِكة، والذنوب المُوبِقة، وتوبوا توبةً صادقة تُدفَع عنكم النِّقَم، وتُحرَس عليكم النِّعَم، ويدُم عِزُّكم بين الأمم. سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ فِي دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ، سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ الْأَوْضَاعَ مِنْ حَوْلِكُمْ تَسْتَعِرُ وَلَا تَسُرُّ، قَتْلٌ مُبَاحٌ، وَعِرْضٌ مُسْتَبَاحٌ، وَانْتِهَاكٌ لِلْحُقُوقِ ليل صَبَاحٍ.أَعْدَاءٌ مُتَصَالِحُونَ، وَقَتَلَةٌ مُتَوَاطِئُونَ، وَفِرَقٌ بِدْعِيَّةٌ تَتَنَفَّسُ كُرْهًا، وَتَتَحَيَّنُ لِتَنْفِيسِ هَذَا الْكُرْهِ. و لقَدْ تَكَاثَرَ سَعْيُ الْمُفْسِدِينَ لِلْإِخْلَالِ بِالْأَمْنِ لهذه البلاد حرسها الله ؛ فَقَلَّتْ عِنْدَهُمْ هَيْبَةُ الدَّمِ الْمَعْصُومِ وَحُرْمَتُهُ؛حَتَّى أَصْبَحُوا يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللهِ بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ؛ فَلَمْ يُراعوا حُرْمَةَ الدَّمَاءِ، ولا حرمة القرابة وَلَا حُرْمَةَ الْمَسْاجِدِ والمقدسات، ولاحرمة الزمان ،ونُصُوصُ الشَّرِيعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى فِي بَيَانِ حُرْمَةِ الدِّمَاءِ الْمُعْصُومَةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ حَـمْلِ الْأَسْلِحَةِ؛ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)،رَوَاهُ مُسْلِمٌ ما حدث في البلد الحرام مدينة رسول الله على ساكنها أفضل صلاة وأزكى سلام يُعدّ جريمةً شنعاء وفِعلة نكراء لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا إنسانية، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم وفعلٌ مجرَّم. فوا عجبًا لهم، أين يذهب هؤلاء القتلةُ المجرِمون من قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوّلُ ما يقضَى بين الناس في الدماء)) وقوله: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا)) ، ((لزوال الدنيا أهونُ عند الله مِن قتل رجل مسلم)) خرجه الترمذي والنسائي وغيرهما حمى الله بلاد الحرمين من كل سوء عِبَادَ اللهِ، لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْحَادِثَ الْإِجْرَامِيَّ، مِنْ مَكْرِ الْأَعْدَاءِ المُتَرَبِّصِينَ، الَّذِين يُذْكُونَ نِيرَانَ الْفِتْنَةِ، وَيَنْفُخُونَ فِيهَا؛ لِرَفْعِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ بِلَادِنَا، وَإِحْلَالِ الْخَوْفِ وَالْفَوْضَى فِيهَا؛ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ؛ وَلَكِنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ،.ولْنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ كَبِيرٍ مِنْ هَذَا الْخَطَرِ الْمُحْدِقِ الْمُخِيفِ . ولنقف صفًا واحدًا وصوتًا واحدًا، كلٌّ من قِبَله ومن موقعه ومن منبره ومن ميدانه ومن بيته وأن نكون على بيّنة من خطط أعدائنا، وعلى حذر ويقظة تامة لما يُحاك لنا ولولاة امرنا وأن نلتفّ حول قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الربانيين ودعاتنا الشرعيين وأن نكون عونًا للجميع في أداء أعمالهم بما يعود على بلادنا وأمتنا بالخير والصلاح، متعاونين على البر والتقوى. ويا معاشَرِ الشَّبَابِ، يافَلَذَاتِ الأَكْبَادِ، وَثَـمَرَاتِ الفؤاد،: اِتَّقُوا اللهَ فِي أَنَفُسِكُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا مَنْ تَأَثَّرَ بِهَذِهِ الْأَفْكَارِ، وَلَا تَكُونُوا فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ، فَيَجْلِبَ عَلَيْكُمْ خِزْيَ الدُّنْيا، وَعَذَابَ الْآخِرَةِ والـحَذَرَ الـحَـذَرَ، أَنْ تَكُونُوا مَمَنْ حَذَّرَ مِنْهُمُ الرَّسُولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِه: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ يَا شَبَابَ الإِسْلَاِم : كَمْ أُدْمِيَتْ قُلُوبُ آبَاءٍ وَأُمَّهَاتٍ بِسَبَبِ تَشَبُّعِ قُلُوبِ أَبْنَائِهِمْ بِهَذِهِ الشُّبَهِ الضَّالَّةِ ! فَالآبَاُء وَالأُمَّهَاتُ مَا رَبَّوْكُمْ إِلَّا وَهُمْ يَسْعَوْنَ لِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ لَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ؛ فَلَا تُخَيِّبُوا ظَنَّهُمْ ، وَلَا تُـحَطِّمُوا آمَالَـهُمْ ، وَلَا تَقُضُّوْا بِالآلامِ مَضَاجِعَهُمْ، وَلَا تَـجْعَلُوا الْـحُزْنَ طُوَالَ الْحَيَاةِ يَلُفُّهُمْ .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
أولئك هم ،عظيم شأنهم ، هم ثروة الأمة الغالية ، وعدتها الباقية ، هم الخير والنعمة حينما يُستثمر ، وهم الضرر المستطير والشر الوبيل حينما تفترسه مخالب الفساد .نعم ذلكم هم الشباب مناط آمال الأمة ومعقد رجائها ذلكم هم الشباب الذين ابتعدنا كثيراً عن آمالهم وآرائهم وهمومهم وأمانيهم وأحاديثهم ومجالسهم وتفكيرهم ابتعدنا عنهم ما بين قاس في خطابهم مغلظ في ندائهم وبين متساهل في أمرهم ، مشرع أبواب الترف والميوعة واللهو على مصراعيه لهم ، وافق هذا زمن سعار الشهوات المحموم ، وقنوات الفساد التي صبت جام خبثها وغرَرَها بهؤلاء الفتية ، مما جعل بيوتات كثيرة تشتكي منهم، أمهات يبكين دمعاً وأباءٌ بهم يضيقون ذرعاً ، وتجمعات مشبوهة وشللية مقيتة لطالما ضج المجتمع من أذاها ، واكتوى بلظاها . فشباب المسلمين الذين تعقد عليهم الآمال أضحى بعضهم وللأسف محاكياً لعدوه في كل صغير وكبير، يلعق أحذيتهم ويحاكي لبسهم ويفعل بشعره فعلهم في لهث دائم ونفسية مهزومة مهزوزة ، ، وتعجب كيف يحدث هذا ؟ ومن أين ؟ ومن أي مستنقع أخذ هؤلاء هذا العفن ؟ فيَا أَهْلَ الإِيمَانِ أَنْتُمْ فِي عَصْرٍ كَثُرَتْ فِيهِ المُغْرِيَاتُ وَالشَّهَوَاتُ وَالشُّبُهَاتُ، وَأَصْبَحَتْ بُيُوتُنَا تُغْزَى بِثَقَافَاتٍ وَسُلُوكِيَّاتٍ لَمْ نَعْهَدْهَا، أغانٍ ساقطةٌ، وأفلامٌ آثمة، وسهراتٌ فاضحة، وقصصٌ داعرةٌ، وملابس خالعة، وعباراتٌ مثيرة، وحركاتٌ فاجرة؛ ما بين مسموع ومقروء ومشاهد، وأَصْبَحَ الجِهَازُ الصَّغِيرُ يُزَاحِمُ وَيَهْدِمُ مَا يَتَلَقَّاهُ الصَّغِيرُ وَالكَبِيرُ فِي البَيْتِ وَالمَدْرَسَةِ وَالمَسْجِدِ، وَهَذَا يُحَتِّمُ عَلَيْنَا مُرَاجَعَةَ أَسَالِيبِنَا فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّوْجِيهِ، وَحِفْظِ الذُّرِّيَّةِ.
فَهَذَا الجِيلُ أَمَانَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ، فلاَ تَلْتَفِتْ يَا عَبْدَ اللهِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَأَنْتَ أَنْتَ لَكَ نَصِيبٌ مِنْ هَذِهِ المَسْؤُولِيَّةِ، قَالَ r: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَبُ رَاعٍ فِي بَيْتِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها فَيَا كُلَّ أَبٍ وَأُمٍّ، التَّرْبِيَةُ تَبْدَأُ مِنْكُمَا، فَالطِّفْلُ مُنْذُ زَهْرَاتِهِ يُحِبُّ وَالِدَيْهِ، وَيَسْتَمِعُ مِنْهُمَا، وَيُراقِبُهُمَا، فكَلَمَاتِ الوَالِدَيْنِ وَنَظَرَاتِهِمَا وَحَنَانَهُمَا حُقَنٌ مُؤَثِّرَةٌ تُؤْتِي أُكَلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، فَاغْرِسُوا فِي هَذِهِ الأَرْضِ الخِصْبَةِ مَا يَسُرُّ نَاظِرَيْكُمَا فِيهِم . يا لها من نعمةٍ عظيمةٍ، يوم تمسي وتصبح، وقد أقرّ الله عينيك بالذرية الصالحة، ذرية تقيم الصلاة، وتخاف الله. وفي هذا الشهر الكريم أقر الله أعيننا في هذا الجامع وحلقاته المباركة 300 مابين طالب وطالبة اجتمعوا في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله صباح مساء ويتدارسونه فيما بينهم ماأبهاهم وقد نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ماأكرمهم وقد حفتهم الملائكة ماأشرفهم إذا ذكرهم الله فيمن عنده ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وتم ولله الحمد والفضل والمنة تكريم ثلاثة من الخاتمين فيا لهنائهم وطيب سبيلهم وثبتنا الله وإياهم . أقرالله أعيننا بصلاح ذرياتنا وذريات المسلمين . الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.







الحمدُ لله المتفرِّدِ بالخلق والإيجاد، أحمده سبحانه لا رادَّ لما أرادَ، وما لِرزقِه من نفاد وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تُسعِد صاحبَها في الدّنيا وتنجيه يومَ يقوم الأشهاد، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله المبعوث إلى جميع العباد، والهادي أمَّتَه إلى سبيل الرشاد صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادةِ الأمجاد، والتابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم التنادِ، وسلّم تسليمًا ...
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
أيها الأحبة، الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمعات، وبصلاحها تصلح الأوضاع، وبفسادها تفسد الأخلاق والطباع، ركناها وقائداها زوج وزوجة، يجمع بينهما ولاءٌ ووفاء، ومودةٌ وصفاء، وتعاطفٌ وتلاطف، ووفاقٌ واتفاق، وآدابٌ وحسن أخلاق، تحت سقف واحد في عيشةٍ هنية، ومعاشرة مرضية
الزوجة الحاذقة تجعل قلبها لزوجها سكناً، وتجعل في نفسها له طمأنينة، وفي حديثها معه ابتهاجاً وزينة، تصحبه بالقناعة وطيب المعاشرة بحسن السمع والطاعة في غير معصية، تعترف بجميل الزوج وفضله، وتقوم بحقوقه، تؤمن بعلوِّ منزلته وعظيم مكانته لا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً في غير معصية الله، تعين زوجها على بر والديه، فمن تحت يديهما نشأ، وعلى أنظارهما ترعرع، تطلب رضا ربها برضا زوجها، لا تتتبّع هفواته، ولا تظهر زلاته، حافظة له في الغيب والشهادة، إن حضر أكرمته، وإن غاب صانته، لا تثقل على زوجها في النفقة، يدها في يد زوجها، لا تنام إذا غضب عليها زوجها حتى يرضى، كل ذلك ليقينها بأن فوزها بالجنة معلق بطاعة زوجها مع قيامها بما فرض الله عليها. يَا أَخْتَ الإِسْلاَمِ كَمْ لَكِ مِنَ الأُجُورِ الوَفِيرَةِ، وِأَنْتِ فِي مَمْلَكَةِ بَيْتِكِ، فَأَصْلِحِي النِّيَّةَ، وَأَبْشِري بِهَذَا الخَبَرِ النَّبَوِيِّ الَّذِي خَصَّهُ النَّبِيُّ r لَكِ فَقَالَ:(إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)؛ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل وليكن الرجل قوَّاماً وقائداً؛ بقوة بأس، وجزالة فكر، وسلامة تقدير وتدبير وفي هذا العصر الطافح -مع شديد الأسى اللافِح- أرخى كثيرٌ من الآباء والأزواج لمحارمهم الزِّمام، فلاطَفَت المرأةُ الرجلَ ومازَحَت، وتساهَلت في صيانتها وتسامَحت؛ بل في كثيرٍ من المجتمعات هتَكَت الحياء، فكشَفَت عن مواطن الفِتنة والإغراء، إن من يبصر ما وصل إليه حال بعض المسلمين والمسلمات اليوم من ضياع للحشمة والعفة ، وفقدان للغيرة والرجولة لا يملك إلا أن يرد الطرف خاسئاً وهو حسير
فلم يعد سراً تحدّث الناس عن فتيات وبنات مسلمات لوّثن المدارس والكليات , وقصور الأفراح ,والأعيادوالمناسبات والتجمعات النسوية بملابس خليعة وعادات ذميمة وأخلاق وضيعة ، فتيات مسلمات يقلدن الكافرات والضائعات ،
فإنَّ المسلِمَ يجب أن تكونَ له وقفةٌ للهِ لتجنيبِ نفسِه ومن يَليه ما جلبته الوسائلُ الحديثة مِن ذبحٍ للفضيلة ونشرٍ للرذيلة وإماتةٍ للغيرة، فالغيرة الغيرةعباد الله إن لم تغاروا فاعلموا أن ربكم يغار، فلا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
لا تَنسَوا إِخوَانًا لَكُم يَمُرُّ بِهِمُ العِيدُ وَهُم في بُؤسٍ وَشِدَّةٍ ، حَالهُم تُبكِي الصَّدِيقَ وَلا تُضحِكُ العَدُوَّ ، قُلُوبُهُم مَفجُوعَةٌ ، وَنُفُوسُهُم مَكرُوبَةٌ وَصُدُورُهُم مُنقَبِضَةٌ ، وَوُجُوهُهُم شاهبة ، تَآمَرَ عَلَيهِمُ الأَعدَاءُ ، وَأَصَابَتهُمُ اللَّأوَاءُ ، هُدِّمَت بُيُوتُهُم وَمَسَاجِدُهُم ، وَشُرِّدُوا مِن دِيَارِهِمُ وَفُرِّقَ بَينَهُم ، أُبدِلُوا بِالأَمنِ خَوفًا ، وَبِالطُّمَأنِينَةِ فَزَعًا ، وَبِالعِزِّ ذُلاًّ ، وَبِالغِنى وَالشِّبَعِ فَقرًا وَجُوعًا ، وَنَحنُ وَللهِ الحَمدُ في نِعَمٍ مُتَوَالِيَةٍ ، قَد وَصَلَ اللهُ لَنَا سَالِفَ الآلاءِ بِجَدِيدِهَا ، وَأَوَّلَهَا بِآخِرِهَا ، فَاللهَ اللهَ بِحِفظِ النِّعمَةِ وَتَقيِيدِهَا " اِعمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكرًا " وَمِنَ الشُّكرِ أَلاَّ تَنسَوا إِخوَانَكُم مِن عَطَائِكُم وَدُعَائِكُم ، أَدَامَ اللهُ عَلَينَا وَعَلَى المُسلِمِينَ النِّعَمَ ، وَدَفَعَ عَنَّا وَعَنهُمُ النِّقَمَ ، وَجَعَلَنَا لَهُ ذَاكِرِينَ ، وَلِنِعَمِهِ شَاكِرِينَ .
ولا ننسى مَا يَقُومُ بِهِ جُنُودُنَا الْمُرَابِطُونَ فِي جَنُوبِ الْمَمْلَكَةِ للدِفَاع عَنْ عَقِيدَتِنَا وَدِينِنَا وَالدِفَاع عَنْ بَلَدِنَا الْإِسْلَامِيِّ الذِي قَامَ وَلا زَالَ عَلَى شَرِيعَةِ اللهِ , ثُمَّ هُوَ نُصْرَةٌ لِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْيَمَنِ ولا شك أن ذلك من الرباط والجهاد في سبيل الله , وَلِذَلِكَ فَلْيَفْرَحْ مَنْ يَشْتَرِكُ فِي هَذَا الْجِهَادِ , وَلْيَرْفَعْ رَأْسَهُ مَنْ كَانَ لَهُ قَرِيبٌ حَمَلَ السِّلَاحَ فِي هَذَا الْقِتَالِ , ثُمَّ إِنَّ وَاجِبَنَا نَحْوَ هَؤُلاءِ الدُّعَاءُ لَهُمْ بِالثَّبَاتِ وَالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ , ثُمَّ نشَجِّعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَنَبُشِّرُهُمْ بِالْأَجْرِ سَوَاءً قُتِلُوا أَوْ سَلِمُوا وَغَنِمُوا , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
وَأَخِيرًا يَا أَهْلَ الإِيمَانِ، أَنْتُمْ فِي يَوْمِ التَّهَانِي وَالتَّصَافِي، وَالتَّسَامُحِ وَالتَّغَاضِي، فَاغْسِلُوا أدْرَانَ التَّشَاحُنِ مِنَ القُلُوبِ، وَتَرَاحَمُوا، وَتَآلَفُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا،فَمَنْ لم يَبْتَسِمْ فِي العِيدِ وَيَمُدَّ يَدَهُ لِمَنْ يَخْتِلَفُ مَعَهُ فَمَتَى يُبَادِرُ!
وَإِذَا كَانَ تَحْقِيقُ الاجْتِمَاعِ وَالتَّآلُفِ مَأْمُورًا بِهِ فِي حَقِّ عُمُومِ المُسْلِمِينَ فَهُوَ فِي حَقِّ الأَقَارِبِ وَالأُخُوَّةِ أَوْلَى وَأَوْجَبُ.ألا فاهنَؤوا بعيدِكم، والزَموا حدودَ ربِّكم، وصوموا عن المحارِم كلَّ دهركم؛ تكن لكم أعياد في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
صَلُّوا بَعْدَها عَلَى نَبِيِّ الهُدَى وَالمَرْحَمَةِ فقد أمركم بذلك ربكم في آياته المحكمة إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ،اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين ، اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه ، واصرف عنهم بطانة السوء يا رب العالمين .اللهم وفق ولاة أمرنا ، واحفظ علماءنا ، وسدد دعاتنا ، اللهم من أرادهم وأرادنا بسوء اللهم اشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين . اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم عليك باليهود والنصارى والرافضة وأعوانهم وكل من طغى وبغى على عبادك المؤمنين ، اللهم مزقهم كل ممزق ، اللهم فرق جمعهم ، وشتت شملهم ، يا رب العالمين .
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ،
اللهم اهد ضال المسلمين وثبت مطيعهم واهد اللهم شبابهم وشاباتهم اللهم زيناوإياهم بزينة الإيمان واجعلناوإياهم هداة مهتدين ومن الراشدين اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين يارب العالمين اللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائرالأعمال واجعلنا في ليلة القدر من المقبولين واجعلنا في هذا الشهر من النار معتقين ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا والمسلمين أجمعين اللهم أعدعلينا...
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربناظلمنا أنفسناوإن لم تغفرلناوترحمنالنكونن من الخاسرين ربناتقبل مناإنك أنت السميع العليم وتب عليناإنك أنت التواب الرحيم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عمايصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
المشاهدات 1330 | التعليقات 1

الرجاء الانتباه للكلام داخل الخطبة عن الحلقات لأنها خاصة بالمسجد