التَّقوى
بندر المقاطي
1436/05/11 - 2015/03/02 08:47AM
فهذه خطبة عن التقوى لمعالي الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام
اختصرتها وتصرفت بها،، نفع الله بها،،
الْحَمْدُ للهِ وليِّ من اتقاه، مَنْ اعتمدَ عليه كفاه، ومن لاذَ به وقاه، أحمدهُ سبحانهُ وأشكرهُ، وَأْشَهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَااللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُوَرَسُولُهُوَحبيبُهُ وَخليلُهُ وَمُصطفَاهُ، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوتهِ واهتدى بهداه.
أمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى اللهِ جِمَاعُ الخيرات، وَحُصونُ البركات، أَكثرُ خِصَالِ المدحِ ذِكراً في كتاب الله تعالى.
مَا مِنْ خَيرٍ عَاجِلٍ وَلا آجلٍ، وَلا ظَاهرٍ وَلا بَاطنٍ إِلا وَالتقوى مُوصِلَةٌ إِليهِ وَوَسِيلَةٌ لَهُ وَدَليلٌ عَليه، وَمَا مِنْ شَرٍّ عَاجلٍ وَلا آجلٍ، وَلا ظَاهرٍ وَلا باطنٍ، إِلا وَالتقوى حِرْزٌ مِنهُ حَصينٌ، وَدِرعٌ مِنهُ مَكينٌ.
هِيَ وَصِيَّةُ اللهِ للأولينَ وَالآخِرينَ: )وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ(.
هِيَ دَعوةُ الأنبياءِ، وَشِعَارُ الأولياءِ، فَكُلُّ نَبيٍّ يقولُ لِقومِهِ: )أَلاَ تَتَّقُونَ(، وَوَصَّى بها النَّبيُّ e صَحَابَتَهُ وَمَنْ بعدهُم بها فَقَالَ: (اتقِ اللهَ حيثُما كُنتَ).
أَيُّهَاالمُسلِمُونَ:
التَّقوى في أَصْلِهَا أَنْ يجعلَ العبدُ بينهُ وَبينَ مَا يخافُ وَيحذَرُ وِقَايَة، وَرَبُّنَا تَباركَ وَتَعالى هُوَ أَهلُ التَّقوى، هُوَ الأهلُ وَحدهُ أَنْ يُخشَى وَيُعَظَّم وَيُجلَّ وَيُكَرَّم، التَّقوى كَمَا يَقولُ عَليٌّ t: (الخوفُ منَ الجليل، والعَمَلُ بالتَّنزيل، وَالقَنَاعَةُ بالقَليل، وَالاستعدادُ ليومِ الرَّحِيل).
وَالتَّقِيُّ مِنْ عبادِ اللهِ ذُو ضَميرٍ مُرهَفٍ، وَخَشيَةٍ مُستَمِرةٍ، وَحَذَرٍ دَائمٍ، يَتَوَقَى أَشْوَاكَ الطَّريقِ، وَيَحذَرُ سَراديبَ الحياةِ، وَجِلٌ مِنْ تَجَاذُبِ كَلالِيبَ الرَّغَائِبِ وَالشَّهَواتِ، وَنَوَازِعُ الْمَطَامِعِ وَالمطَامِحِ.
أَيُّهَاالمُؤمنُونَ:
في كِتَابِ رَبِّكُم وَصفٌ لأَهلِ التَّقوى، وَإشِادَةٍ بِذكرِهِم، وَرِفعَةٍ مِنْ شَأْنِهِم، وَإِطنَابٍ في وَصفِهِم، فَالمتَّقونَ في كتابِ اللهِ: )ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(.
وَالمتَّقونَ في كتَابِ اللهِ: )ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَٱلضَّرَّاء وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ * وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(.
أَهلُ التَّقوى هُمُ النَّاجُونَ مِنَ السَّعِير: )وَيُنَجّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(.
أَيُّهَاالمُؤمنُونَ:
وَحِينَ يُصيبُ الإِنْسَانُ بَعَضَ القُصورِ، وَيَغْلِبُهُ طُغيانُ الشَّهوةِ، تَعمَلُ التَّقوى عَمَلَهَا، فَسُرعَانَ مَا يَرجِعُ التَّقِيُّ إِلى رَبِّهِ، وَيَأْوِي إِلى رَحمتِهِ، وَيَهرُبُ مِنْ شَيطَانِهِ: )إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ(.
فاتقوا الله عبادَ الله، اتقوهُ في أنفسكم، واتقوهُ في أَهليكم، واتقوهُ في الناس أجمعين.
اللَّهُمَّ اجعَلنَا مِنْ عِبَادَكَ المُؤمِنين، وَأَولِياءِكَ المُتَّقِين، الَّذِين لا خَوفٌ عَليْهِم وَلا هُمْ يَحزَنُون.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إحسَانِهِ، والشُكرُ لهُ عَلَى تَوفيقِهِ وامتنانهِ، وأُصلي وأُسلمُ عَلَى رَسُولِهِ.
أَمَّا بَعْدُأَيُّهَا المُؤمِنُونَ:
فَكَمْ للتَّقوى مِنْ ذِكرٍ في كِتَابِ الله عزَّ وَجلَّ، وَكَمْ عَلَّقَ عَليها مِنْ خَيرٍ، وَوَعَدَ عَليهَا مِنْ ثَوابٍ، وَارتبطَ بِها مِن فَلاحٍ، وَانعقدَ بِها من كرامةٍ، )وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ(، )إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ(، وفي ثوابِ الدُّنْيَا وَخَيراتِهَا المبَاركة: )وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(.
وَأَمَّا في ثوابِ الآخرةِ وَنَعيمِ الجنَّةِ: )إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَهَرٍ * فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ(، جعلنا الله وإيَّاكم منهم بمنِّهِ وَكَرَمِهِ.
فَتَزَوَدوا مِنَ التَّقوى رحمكم الله، فَهِيَ خَيرُ زَادٍ، وَتَواصَوا بها فَهِيَ خَيرُ وَصِّيةٍ، فَقَد كَانَ السَّلفُ يتواصونَ بها، كَتَبَ عُمرُ بن عبد العزيزِ رحمهُ الله إلى رَجُلٍ: (أُوصيكَ بتقوى الله عزَّ وَجَلَّ، التي لا يَقبلُ غَيرها، وَلا يَرحمُ إِلا أَهلهَا، وَلا يُثيبُ إِلا عَليهَا، فَإِنَّ الواعِظِينَ بِهَا كَثيرٌ وَالعَاملينَ بها قَليلٌ، جَعَلنا اللهُ وإيَّاكَ من المتقين).
وَكَتَبَ آخَرٌ إِلى صَاحِبِهِ: (أُوصيكَ بتقوى الله، فَإِنَّها أَكرَمُ مَا أَسْرَرَتَ، وَأَحسَنُ مَا أَظهَرْتَ، وَأَفضَلُ مَا ادخَرتَ، أَعَانَنَا اللهُ وَإيَّاكَ، وَأَوجَبَ لنَا وَلكَ ثَوابها).
أَيُّهَا المُؤمِنُونَ:
)إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(.
فاللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على رسولك محمد، اللَّهُمَّوارضَعن أصحابه أجمعين وخُصَّ منهم الأربعةَ الراشدين، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، والتابعين وتابعيهم، وعنَّا معهم يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين..
اللَّهُمَّ وانصر إخواننا المستضعفين في كل مكان. اللَّهُمَّآمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون.
اللَّهُمَّ استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.. اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغثْنا، غيثاً دائمًا نافعًا غيرَ ضارٍ، عاجلاً غيرَ آجلٍ، اللَّهُمَّاغثنا غيثاً تحيي به البلادَ، وترحم به العبادَ، وتجعلْه بلاغًا للحاضِرِ والبادِ، يا ربَّ العالمين ويا أرحمَ الراحمين.
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
رَبَّنَاآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اختصرتها وتصرفت بها،، نفع الله بها،،
التَّقوى
) الخُطْبَةُ الأُوْلَى(
الْحَمْدُ للهِ وليِّ من اتقاه، مَنْ اعتمدَ عليه كفاه، ومن لاذَ به وقاه، أحمدهُ سبحانهُ وأشكرهُ، وَأْشَهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَااللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُوَرَسُولُهُوَحبيبُهُ وَخليلُهُ وَمُصطفَاهُ، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوتهِ واهتدى بهداه.
أمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى اللهِ جِمَاعُ الخيرات، وَحُصونُ البركات، أَكثرُ خِصَالِ المدحِ ذِكراً في كتاب الله تعالى.
مَا مِنْ خَيرٍ عَاجِلٍ وَلا آجلٍ، وَلا ظَاهرٍ وَلا بَاطنٍ إِلا وَالتقوى مُوصِلَةٌ إِليهِ وَوَسِيلَةٌ لَهُ وَدَليلٌ عَليه، وَمَا مِنْ شَرٍّ عَاجلٍ وَلا آجلٍ، وَلا ظَاهرٍ وَلا باطنٍ، إِلا وَالتقوى حِرْزٌ مِنهُ حَصينٌ، وَدِرعٌ مِنهُ مَكينٌ.
هِيَ وَصِيَّةُ اللهِ للأولينَ وَالآخِرينَ: )وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ(.
هِيَ دَعوةُ الأنبياءِ، وَشِعَارُ الأولياءِ، فَكُلُّ نَبيٍّ يقولُ لِقومِهِ: )أَلاَ تَتَّقُونَ(، وَوَصَّى بها النَّبيُّ e صَحَابَتَهُ وَمَنْ بعدهُم بها فَقَالَ: (اتقِ اللهَ حيثُما كُنتَ).
أَيُّهَاالمُسلِمُونَ:
التَّقوى في أَصْلِهَا أَنْ يجعلَ العبدُ بينهُ وَبينَ مَا يخافُ وَيحذَرُ وِقَايَة، وَرَبُّنَا تَباركَ وَتَعالى هُوَ أَهلُ التَّقوى، هُوَ الأهلُ وَحدهُ أَنْ يُخشَى وَيُعَظَّم وَيُجلَّ وَيُكَرَّم، التَّقوى كَمَا يَقولُ عَليٌّ t: (الخوفُ منَ الجليل، والعَمَلُ بالتَّنزيل، وَالقَنَاعَةُ بالقَليل، وَالاستعدادُ ليومِ الرَّحِيل).
وَالتَّقِيُّ مِنْ عبادِ اللهِ ذُو ضَميرٍ مُرهَفٍ، وَخَشيَةٍ مُستَمِرةٍ، وَحَذَرٍ دَائمٍ، يَتَوَقَى أَشْوَاكَ الطَّريقِ، وَيَحذَرُ سَراديبَ الحياةِ، وَجِلٌ مِنْ تَجَاذُبِ كَلالِيبَ الرَّغَائِبِ وَالشَّهَواتِ، وَنَوَازِعُ الْمَطَامِعِ وَالمطَامِحِ.
أَيُّهَاالمُؤمنُونَ:
في كِتَابِ رَبِّكُم وَصفٌ لأَهلِ التَّقوى، وَإشِادَةٍ بِذكرِهِم، وَرِفعَةٍ مِنْ شَأْنِهِم، وَإِطنَابٍ في وَصفِهِم، فَالمتَّقونَ في كتابِ اللهِ: )ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(.
وَالمتَّقونَ في كتَابِ اللهِ: )ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَٱلضَّرَّاء وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ * وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(.
أَهلُ التَّقوى هُمُ النَّاجُونَ مِنَ السَّعِير: )وَيُنَجّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(.
أَيُّهَاالمُؤمنُونَ:
وَحِينَ يُصيبُ الإِنْسَانُ بَعَضَ القُصورِ، وَيَغْلِبُهُ طُغيانُ الشَّهوةِ، تَعمَلُ التَّقوى عَمَلَهَا، فَسُرعَانَ مَا يَرجِعُ التَّقِيُّ إِلى رَبِّهِ، وَيَأْوِي إِلى رَحمتِهِ، وَيَهرُبُ مِنْ شَيطَانِهِ: )إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ(.
فاتقوا الله عبادَ الله، اتقوهُ في أنفسكم، واتقوهُ في أَهليكم، واتقوهُ في الناس أجمعين.
اللَّهُمَّ اجعَلنَا مِنْ عِبَادَكَ المُؤمِنين، وَأَولِياءِكَ المُتَّقِين، الَّذِين لا خَوفٌ عَليْهِم وَلا هُمْ يَحزَنُون.
أَقُولُ مَا تَسمَعُون،
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ
فَاسْتِغْفِرُوهُإِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
) الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ (
أَمَّا بَعْدُأَيُّهَا المُؤمِنُونَ:
فَكَمْ للتَّقوى مِنْ ذِكرٍ في كِتَابِ الله عزَّ وَجلَّ، وَكَمْ عَلَّقَ عَليها مِنْ خَيرٍ، وَوَعَدَ عَليهَا مِنْ ثَوابٍ، وَارتبطَ بِها مِن فَلاحٍ، وَانعقدَ بِها من كرامةٍ، )وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ(، )إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ(، وفي ثوابِ الدُّنْيَا وَخَيراتِهَا المبَاركة: )وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(.
وَأَمَّا في ثوابِ الآخرةِ وَنَعيمِ الجنَّةِ: )إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَهَرٍ * فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ(، جعلنا الله وإيَّاكم منهم بمنِّهِ وَكَرَمِهِ.
فَتَزَوَدوا مِنَ التَّقوى رحمكم الله، فَهِيَ خَيرُ زَادٍ، وَتَواصَوا بها فَهِيَ خَيرُ وَصِّيةٍ، فَقَد كَانَ السَّلفُ يتواصونَ بها، كَتَبَ عُمرُ بن عبد العزيزِ رحمهُ الله إلى رَجُلٍ: (أُوصيكَ بتقوى الله عزَّ وَجَلَّ، التي لا يَقبلُ غَيرها، وَلا يَرحمُ إِلا أَهلهَا، وَلا يُثيبُ إِلا عَليهَا، فَإِنَّ الواعِظِينَ بِهَا كَثيرٌ وَالعَاملينَ بها قَليلٌ، جَعَلنا اللهُ وإيَّاكَ من المتقين).
وَكَتَبَ آخَرٌ إِلى صَاحِبِهِ: (أُوصيكَ بتقوى الله، فَإِنَّها أَكرَمُ مَا أَسْرَرَتَ، وَأَحسَنُ مَا أَظهَرْتَ، وَأَفضَلُ مَا ادخَرتَ، أَعَانَنَا اللهُ وَإيَّاكَ، وَأَوجَبَ لنَا وَلكَ ثَوابها).
أَيُّهَا المُؤمِنُونَ:
)إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(.
فاللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على رسولك محمد، اللَّهُمَّوارضَعن أصحابه أجمعين وخُصَّ منهم الأربعةَ الراشدين، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، والتابعين وتابعيهم، وعنَّا معهم يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين..
اللَّهُمَّ وانصر إخواننا المستضعفين في كل مكان. اللَّهُمَّآمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون.
اللَّهُمَّ استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.. اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغثْنا، غيثاً دائمًا نافعًا غيرَ ضارٍ، عاجلاً غيرَ آجلٍ، اللَّهُمَّاغثنا غيثاً تحيي به البلادَ، وترحم به العبادَ، وتجعلْه بلاغًا للحاضِرِ والبادِ، يا ربَّ العالمين ويا أرحمَ الراحمين.
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
رَبَّنَاآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق