التعليق على تشريع أمريكا لجريمة اللواط, وبيان عقوبة الله لقوم لوط 16-9-1436
أحمد بن ناصر الطيار
1436/09/15 - 2015/07/02 15:39PM
الحمد لله الملكِ المعبود, الرؤوفِ الرحيمِ الودود, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ سيِّدَنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله, صاحبُ المقام المحمود, واللواءِ المعقود, والحوضِ المورود, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلمَّ تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله, فمن اتقى الهل أسعده, وأذهب عنه ما أغمّه.
معاشر المسلمين: "انتصارٌ لِدَوْلَتِنَا.. وانتصارٌ لِلْحُبّ والْمُساواة" هذا ما قاله أقوى رئيسِ دولةٍ في العالم, في تعليقِه على الحكم الصادر عن المحكمة العليا, الذي يقضي بمنح الحق للشاذين جنسيًّا بالزواج.
ولم يسبق أنِ اسْتَحَلَّ قومٌ من بني البشر هذا الفعل الإجرامي, إلا قومُ لوط, الذين كان عقابهم شديدًا وفريدًا من نوعه, وهذه الدّولةُ الْمتغطرسةُ في الإباحيّة والإجرام.
أيُّ انتصارٍ للحب والمساواة, وأنتم تقفون مع الاحتلال الإسرائيلي, الذي احتل أرضًا ليست لهم, وقتّل الآلاف, وشَرّد الملايين من سكان فلسطين, أيُّ انتصارٍ للحب والمساواة, وأنتم ترون ملايين القتلى والمشردين في العراق وسوريا واليمن, ثم لا تُحرّكون ساكنًا, بل تقفون مع دولة الجنوس ضِدَّنَا.
هل الشذوذ الجنسييُّ, هو انتصارٌ للحب والمساواة؟ أم انتصارٌ للرذيلة والفاحشة, وخذلانٌ لِلْعِفَّةِ والأخلاقِ والفضيلة, وانحطاطٌ آخرُ لكرامةِ الإنسان, وانتكاسٌ لفطرته وطبيعته؟
أيُّ خسةٍ وصل إليها هؤلاء القوم, حينما يُشرع رؤساؤهم وعُلماؤهم, إتيانَ الرجلِ للرجل, لك أنْ تتصور حالهم وهم يمشون في الشوارع, كلُّ واحدٍ آخذٌ بيدِ زوجِه الذكري, الذي قد يكون تجاوز الأربعين, ويعيشان في بيتٍ واحدٍ لسنواتٍ طويلة, ويُمارسان كلّ الشذوذ, وهم في هذا السن والعمر.
كيف يتفاخرون بالانتصار للحب والمساواة, وأكثر من ثمانينَ مليونِ شخصٍ, يعيشون في مجاعةٍ ويموت كثيرٌ منهم بسببها؟ حسب تقرير الأمم المتحدةِ في العام الماضي.
بل إنّ في هذه الدولةِ نفسِها, أكثرَ من ثلاثينَ مليون إنسانٍ, يعيشون تحت خط الفقر, حسب مكتب التعداد السكاني عندهم.
إنهم على يقينٍ بأضرارِ ومفاسد هذه الجريمةِ, والمصائِبِ النَّاجمة من تشريعهم لها, ليس على الجانب الصحي للإنسان فحسب, بل وعلى الجوانب النفسية والاجتماعية الأسرية, والاقتصادية والثقافية, إلا أنّهم مع ذلك يُعاندون ويُكابرون, وصدق فيهم قولُه تعالى عن فرعون وقومِه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}.
إنَّ هذه الجريمةَ النكراء: غايةٌ في القبح والشناعة، والعارِ والسَّفالة, تعافها حتى الحيوانات، فلا نكاد نجد حيواناً من الذكور يقعُ على ذكر؛ وإنَّمَا يَظْهَرُ هذا الشذوذُ بين بعضِ البشر.
ويتعاظم القُبح ويزداد: إذا اسْتفحل الشذوذ ببعض هؤلاء, حيثُ يرضى بأنْ يُؤتى كما تُؤتى النساء, ورُبَّما يطلبُ ويبحث عمَّن يقوم بذلك.
فالحيواناتُ مع ضحالةِ عقلها لم تصلْ إلى ذلك, ولا الكلابُ والخنازير, فقبَّح الله مَن هذا فعلُه, ومَن هذه عادته وطبعُه.
وَاعلموا- معاشر المؤمنين- أنه "لَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ.
وهو أشدّ وأشرُّ من الزنى مع قبحه, فَقد ذَهَبَ جُمْهُورِ الْأُمَّةِ، وَحَكَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ إِجْمَاعًا لِلصَّحَابَةِ: إِلَى أَنَّ عُقُوبَتَهُ أَغْلَظُ مِنْ عُقُوبَةِ الزِّنَى، وَعُقُوبَتُهُ الْقَتْلُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، مُحْصَنًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُحْصَنٍ.
ولَيْسَ فِي الْمَعَاصِي أَعْظَمُ مَفْسَدَةً مِنْ هَذِهِ الْمَفْسَدَةِ، وَهِيَ تَلِي مَفْسَدَةَ الْكُفْرِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْ مَفْسَدَةِ الْقَتْلِ.
وَلَمْ يَبْتَلِ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْكَبِيرَةِ قَبْلَ قَوْمِ لُوطٍ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَعَاقَبَهُمْ عُقُوبَةً لَمْ يُعَاقِبْ بِهَا أَحَدًا غَيْرَهُمْ، وَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ بَيْنَ الْإِهْلَاكِ، وَقَلْبِ دِيَارِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَالْخَسْفِ بِهِمْ، وَرَجْمِهِمْ بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ، فَنَكَّلَ بِهِمْ نَكَالًا لَمْ يُنَكِّلْهُ أُمَّةً سِوَاهُمْ، وَذَلِكَ لِعِظَمِ مَفْسَدَةِ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ, الَّتِي تَكَادُ الْأَرْضُ تَمِيدُ مِنْ جَوَانِبِهَا إِذَا عُمِلَتْ عَلَيْهَا، وَتَعُجُّ الْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَتَكَادُ الْجِبَالُ تَزُولُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، وَقَتْلُ الْمَفْعُولِ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ وَطْئِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا وَطِئَهُ قَتَلَهُ قَتْلًا لَا تُرْجَى الْحَيَاةُ مَعَهُ, بِخِلَافِ قَتْلِهِ فَإِنَّهُ مَظْلُومٌ شَهِيدٌ، وَرُبَّمَا يَنْتَفِعُ بِهِ فِي آخِرَتِهِ.
وَثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ».
وَمَنْ تَأَمَّلَ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.
وَقَوْلَهُ فِي اللِّوَاطِ: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}.
حيث نَكَّرَ سُبْحَانَهُ الْفَاحِشَةَ فِي الزِّنَى، أَيْ هُوَ فَاحِشَةٌ مِنَ الْفَوَاحِشِ، وَعَرَّفَهَا فِي اللِّوَاطِ، وَذَلِكَ يُفِيدُ أَنَّهُ جَامِعٌ لِمَعَانِي اسْمِ الْفَاحِشَةِ.
أَيْ: أَتَأْتُونَ الْخَصْلَةَ الَّتِي اسْتَقَرَّ فُحْشُهَا عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ؟
ثُمَّ أَكَّدَ سُبْحَانَهُ شَأْنَ فُحْشِهَا, بِأَنَّهَا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ قَبْلَهُمْ، فَقَالَ: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}، ثُمَّ زَادَ فِي التَّأْكِيدِ, بِأَنْ صَرَّحَ بِمَا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ، وَتَنْبُو عَنْهُ الْأَسْمَاعُ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ الطِّبَاعُ أَشَدَّ نَفْرَةٍ، وَهُوَ إِتْيَانُ الرَّجُلِ رَجُلًا مِثْلَهُ, يَنْكِحُهُ كَمَا يَنْكِحُ الْأُنْثَى، فَقَالَ: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ}[سُورَةُ الْأَعْرَافِ: 81] .
ثُمَّ أَكَّدَ قُبْحَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللُّوطِيَّةَ عَكَسُوا فِطْرَةَ اللَّهِ, الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا الرِّجَالَ، وَقَلَبُوا الطَّبِيعَةَ الَّتِي رَكَّبَهَا اللَّهُ فِي الذُّكُورِ، وَهِيَ شَهْوَةُ النِّسَاءِ دُونَ الذُّكُورِ، فَقَلَبُوا الْأَمْرَ، وَعَكَسُوا الْفِطْرَةَ وَالطَّبِيعَةَ, فَأَتَوُا الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ، وَلِهَذَا قَلَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ دِيَارَهُمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، وَكَذَلِكَ قُلِبُوا هُمْ، وَنُكِّسُوا فِي الْعَذَابِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ.
ثُمَّ أَكَّدَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمُ الذَّمَّ, بِوَصْفَيْنِ فِي غَايَةِ الْقُبْحِ فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}.
وَسَمَّاهُمْ مُفْسِدِينَ فِي قَوْلِ نَبِيِّهِمْ: {رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}.
وَسَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ فِي قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لِإِبْرَاهِيمَ: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}.
وما أسرع عقوبةَ الها لقومٍ يرتكبون هذه الجريمة, وحينما أخبرتِ الملائكةُ لوطًا عليه السلامُ, بقرب هلاكِ قومِه قالوا له: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}.
فَاسْتَبْطَأَ نَبِيُّ اللَّهِ مَوْعِدَ هَلَاكِهِمْ وَقَالَ: أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ هَذَا، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ؟} فَوَاللَّهِ مَا كَانَ بَيْنَ إِهْلَاكِ أَعْدَاءِ اللَّهِ, وَنَجَاةِ نَبِيِّهِ وَأَوْلِيَائِهِ, إِلَّا مَا بَيْنَ السَّحَرِ وَطُلُوعِ الْفَجْرِ، وَإِذَا بِدِيَارِهِمْ قَدِ اقْتُلِعَتْ مِنْ أَصْلِهَا، وَرُفِعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ, حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحَمِيرِ، فَبَرَزَ الْمَرْسُومُ الَّذِي لَا يُرَدُّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ الْجَلِيلِ، إِلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ جِبْرَائِيلَ، بِأَنْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}.
فَجَعَلَهُمْ آيَةً لِلْعَالَمِينَ, وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ، وَنَكَالًا وَسَلَفًا, لِمَنْ شَارَكَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْمُجْرِمِينَ، وَجَعَلَ دِيَارَهُمْ بِطَرِيقِ السَّالِكِينَ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
أَخَذَهُمْ عَلَى غِرَّةٍ وَهُمْ نَائِمُونَ، وَجَاءَهُمْ بَأْسُهُ وَهُمْ فِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ، فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَقُلِبَتْ تِلْكَ اللَّذَّةُ آلَامًا، فَأَصْبَحُوا بِهَا يُعَذَّبُونَ.
وَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَسَافَةَ الْعَذَابِ, بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمْ فِي الْعَمَلِ، فَقَالَ مُخَوِّفًا لَهُمْ أَنْ يَقَعَ الْوَعِيدُ: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[سُورَةُ هُودٍ: 83]".
فهذه العقوبة الأليمة: ليست بعيدةً عمَّن فعل فعلهم من هذه الأمة.
فارْتقبوا في الدّوَلِ التي تُبِيْحُه أغْلظ العقوبة, وأشدَّ الْمصائب.
ولْيحذر هذه الفعلة المشينة كلّ عاقل, فما أسرع عُقُوبةَ الهَ في حقّ مُرتكبِها.
نسأل الهأ تعالى أنْ يحفظ أعراضَنَا وشبابنا, وأمننا وبلادنا, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله الواحدِ القهار، يُكوِّرُ النهار على الليل, ويُكوِّرُ الليل على النهار، والصلاة والسلام على الْمُصطفى الْمُختار، وعلى آله وصحبه الأخيار, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم القرار..
أما بعد: أيها المسلمون: اللواط هو شذوذٌ وانتكاسة، وانحرافٌ عن الفطرة السوية، وله أضرارٌ كثيرةٌ تَنْجُمُ عنه: منها الوقاحة وقلة الحياء، فتجد مَنْ يُمارسُ هذه الفعلةَ قبيحَ الوجه، وقحاً لا يبالي بما فعل، ولا يُراعي لأحد حقَّه، وربما انسلخ من الحياء بالكلية، فلا يتأثر بعلم الناسِ بسوء حالِه، وقبيحِ فِعَالِه، بل ربما قام هو بإخبارهم عمَّا يقوم به من عملٍ سيء، وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة عَزَّ إصلاحه، وصعب علاجه.
ومن آثاره كذلك: ذهاب الغيرة من القلب، وحلولُ الدياثة محلها.
أما أضراره الصحية: فحدِّث ولا حرج، فهاهو الطب الحديث, يكشف لنا بين الفينة والأخرى, كارثةً من كوارث الشذوذ الجنسي, وأمراضاً خطيرةً من أسباب هذه الفاحشة القبيحة.
فاللواط سببٌ في تمزق المستقيم، وهتكِ أنسجته، وارتخاء عضلاته، وعدمِ استطاعتِه في التحكُّمِ على إخراجِ فضلاته.
وهو يسبب القرحة الرُّخْوة, وفطرياتِ وطفيلياتِ الجهاز التناسلي, والتهابَ الكبد الفيروسي , ويُسببُ مرضَ الزهري, الذي يُسببُ الشلل، وتصلبَ الشرايين، والذبحةَ الصدرية، والتُّشوهاتِ الجسمية، وسرطانَ اللسان.
ويُسبب مرضَ السيلان, وهو ثمرةٌ من ثمرات الشذوذ الجنسي الْمُنْتِنَة, وهو مِن أكثر الأمراض المعديةِ انتشاراً في الوقت الحاضر.
ويُسبب مرض الإيدز أيضاً, ذلك المرض الخطير, الذي أصاب العالم بالذعر والرعب.
وقد ذكر الباحثون والْمُخْتَصُّون: أنَّ خمسةً وتسعين بالمائة من مرضى الإيدز: هم مِمَّن يمارسون اللواط.
ومن أشدّ آثار وتبعات هذه الجريمةِ الخطيرة: أنَّ هؤلاء يُصابون بالإدمان عليها, والشوقِ والحنين إلى ارْتِكابها, بل إنَّ بعضَهم تجاوز عمرُه الخمسين عاماً, وعنده أولادٌ وأحفاد, ولا يزال يُمارسها ويتلوَّث بها.
نسأل الها تعالى أنْ يُعيذنا من أسباب غضبِه, ودواعي عقوبته وانتقامِه, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله, فمن اتقى الهل أسعده, وأذهب عنه ما أغمّه.
معاشر المسلمين: "انتصارٌ لِدَوْلَتِنَا.. وانتصارٌ لِلْحُبّ والْمُساواة" هذا ما قاله أقوى رئيسِ دولةٍ في العالم, في تعليقِه على الحكم الصادر عن المحكمة العليا, الذي يقضي بمنح الحق للشاذين جنسيًّا بالزواج.
ولم يسبق أنِ اسْتَحَلَّ قومٌ من بني البشر هذا الفعل الإجرامي, إلا قومُ لوط, الذين كان عقابهم شديدًا وفريدًا من نوعه, وهذه الدّولةُ الْمتغطرسةُ في الإباحيّة والإجرام.
أيُّ انتصارٍ للحب والمساواة, وأنتم تقفون مع الاحتلال الإسرائيلي, الذي احتل أرضًا ليست لهم, وقتّل الآلاف, وشَرّد الملايين من سكان فلسطين, أيُّ انتصارٍ للحب والمساواة, وأنتم ترون ملايين القتلى والمشردين في العراق وسوريا واليمن, ثم لا تُحرّكون ساكنًا, بل تقفون مع دولة الجنوس ضِدَّنَا.
هل الشذوذ الجنسييُّ, هو انتصارٌ للحب والمساواة؟ أم انتصارٌ للرذيلة والفاحشة, وخذلانٌ لِلْعِفَّةِ والأخلاقِ والفضيلة, وانحطاطٌ آخرُ لكرامةِ الإنسان, وانتكاسٌ لفطرته وطبيعته؟
أيُّ خسةٍ وصل إليها هؤلاء القوم, حينما يُشرع رؤساؤهم وعُلماؤهم, إتيانَ الرجلِ للرجل, لك أنْ تتصور حالهم وهم يمشون في الشوارع, كلُّ واحدٍ آخذٌ بيدِ زوجِه الذكري, الذي قد يكون تجاوز الأربعين, ويعيشان في بيتٍ واحدٍ لسنواتٍ طويلة, ويُمارسان كلّ الشذوذ, وهم في هذا السن والعمر.
كيف يتفاخرون بالانتصار للحب والمساواة, وأكثر من ثمانينَ مليونِ شخصٍ, يعيشون في مجاعةٍ ويموت كثيرٌ منهم بسببها؟ حسب تقرير الأمم المتحدةِ في العام الماضي.
بل إنّ في هذه الدولةِ نفسِها, أكثرَ من ثلاثينَ مليون إنسانٍ, يعيشون تحت خط الفقر, حسب مكتب التعداد السكاني عندهم.
إنهم على يقينٍ بأضرارِ ومفاسد هذه الجريمةِ, والمصائِبِ النَّاجمة من تشريعهم لها, ليس على الجانب الصحي للإنسان فحسب, بل وعلى الجوانب النفسية والاجتماعية الأسرية, والاقتصادية والثقافية, إلا أنّهم مع ذلك يُعاندون ويُكابرون, وصدق فيهم قولُه تعالى عن فرعون وقومِه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}.
إنَّ هذه الجريمةَ النكراء: غايةٌ في القبح والشناعة، والعارِ والسَّفالة, تعافها حتى الحيوانات، فلا نكاد نجد حيواناً من الذكور يقعُ على ذكر؛ وإنَّمَا يَظْهَرُ هذا الشذوذُ بين بعضِ البشر.
ويتعاظم القُبح ويزداد: إذا اسْتفحل الشذوذ ببعض هؤلاء, حيثُ يرضى بأنْ يُؤتى كما تُؤتى النساء, ورُبَّما يطلبُ ويبحث عمَّن يقوم بذلك.
فالحيواناتُ مع ضحالةِ عقلها لم تصلْ إلى ذلك, ولا الكلابُ والخنازير, فقبَّح الله مَن هذا فعلُه, ومَن هذه عادته وطبعُه.
وَاعلموا- معاشر المؤمنين- أنه "لَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ.
وهو أشدّ وأشرُّ من الزنى مع قبحه, فَقد ذَهَبَ جُمْهُورِ الْأُمَّةِ، وَحَكَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ إِجْمَاعًا لِلصَّحَابَةِ: إِلَى أَنَّ عُقُوبَتَهُ أَغْلَظُ مِنْ عُقُوبَةِ الزِّنَى، وَعُقُوبَتُهُ الْقَتْلُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، مُحْصَنًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُحْصَنٍ.
ولَيْسَ فِي الْمَعَاصِي أَعْظَمُ مَفْسَدَةً مِنْ هَذِهِ الْمَفْسَدَةِ، وَهِيَ تَلِي مَفْسَدَةَ الْكُفْرِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْ مَفْسَدَةِ الْقَتْلِ.
وَلَمْ يَبْتَلِ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْكَبِيرَةِ قَبْلَ قَوْمِ لُوطٍ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَعَاقَبَهُمْ عُقُوبَةً لَمْ يُعَاقِبْ بِهَا أَحَدًا غَيْرَهُمْ، وَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ بَيْنَ الْإِهْلَاكِ، وَقَلْبِ دِيَارِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَالْخَسْفِ بِهِمْ، وَرَجْمِهِمْ بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ، فَنَكَّلَ بِهِمْ نَكَالًا لَمْ يُنَكِّلْهُ أُمَّةً سِوَاهُمْ، وَذَلِكَ لِعِظَمِ مَفْسَدَةِ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ, الَّتِي تَكَادُ الْأَرْضُ تَمِيدُ مِنْ جَوَانِبِهَا إِذَا عُمِلَتْ عَلَيْهَا، وَتَعُجُّ الْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَتَكَادُ الْجِبَالُ تَزُولُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، وَقَتْلُ الْمَفْعُولِ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ وَطْئِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا وَطِئَهُ قَتَلَهُ قَتْلًا لَا تُرْجَى الْحَيَاةُ مَعَهُ, بِخِلَافِ قَتْلِهِ فَإِنَّهُ مَظْلُومٌ شَهِيدٌ، وَرُبَّمَا يَنْتَفِعُ بِهِ فِي آخِرَتِهِ.
وَثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ».
وَمَنْ تَأَمَّلَ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.
وَقَوْلَهُ فِي اللِّوَاطِ: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}.
حيث نَكَّرَ سُبْحَانَهُ الْفَاحِشَةَ فِي الزِّنَى، أَيْ هُوَ فَاحِشَةٌ مِنَ الْفَوَاحِشِ، وَعَرَّفَهَا فِي اللِّوَاطِ، وَذَلِكَ يُفِيدُ أَنَّهُ جَامِعٌ لِمَعَانِي اسْمِ الْفَاحِشَةِ.
أَيْ: أَتَأْتُونَ الْخَصْلَةَ الَّتِي اسْتَقَرَّ فُحْشُهَا عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ؟
ثُمَّ أَكَّدَ سُبْحَانَهُ شَأْنَ فُحْشِهَا, بِأَنَّهَا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ قَبْلَهُمْ، فَقَالَ: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}، ثُمَّ زَادَ فِي التَّأْكِيدِ, بِأَنْ صَرَّحَ بِمَا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ، وَتَنْبُو عَنْهُ الْأَسْمَاعُ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ الطِّبَاعُ أَشَدَّ نَفْرَةٍ، وَهُوَ إِتْيَانُ الرَّجُلِ رَجُلًا مِثْلَهُ, يَنْكِحُهُ كَمَا يَنْكِحُ الْأُنْثَى، فَقَالَ: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ}[سُورَةُ الْأَعْرَافِ: 81] .
ثُمَّ أَكَّدَ قُبْحَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللُّوطِيَّةَ عَكَسُوا فِطْرَةَ اللَّهِ, الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا الرِّجَالَ، وَقَلَبُوا الطَّبِيعَةَ الَّتِي رَكَّبَهَا اللَّهُ فِي الذُّكُورِ، وَهِيَ شَهْوَةُ النِّسَاءِ دُونَ الذُّكُورِ، فَقَلَبُوا الْأَمْرَ، وَعَكَسُوا الْفِطْرَةَ وَالطَّبِيعَةَ, فَأَتَوُا الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ، وَلِهَذَا قَلَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ دِيَارَهُمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، وَكَذَلِكَ قُلِبُوا هُمْ، وَنُكِّسُوا فِي الْعَذَابِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ.
ثُمَّ أَكَّدَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمُ الذَّمَّ, بِوَصْفَيْنِ فِي غَايَةِ الْقُبْحِ فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}.
وَسَمَّاهُمْ مُفْسِدِينَ فِي قَوْلِ نَبِيِّهِمْ: {رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}.
وَسَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ فِي قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لِإِبْرَاهِيمَ: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}.
وما أسرع عقوبةَ الها لقومٍ يرتكبون هذه الجريمة, وحينما أخبرتِ الملائكةُ لوطًا عليه السلامُ, بقرب هلاكِ قومِه قالوا له: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}.
فَاسْتَبْطَأَ نَبِيُّ اللَّهِ مَوْعِدَ هَلَاكِهِمْ وَقَالَ: أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ هَذَا، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ؟} فَوَاللَّهِ مَا كَانَ بَيْنَ إِهْلَاكِ أَعْدَاءِ اللَّهِ, وَنَجَاةِ نَبِيِّهِ وَأَوْلِيَائِهِ, إِلَّا مَا بَيْنَ السَّحَرِ وَطُلُوعِ الْفَجْرِ، وَإِذَا بِدِيَارِهِمْ قَدِ اقْتُلِعَتْ مِنْ أَصْلِهَا، وَرُفِعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ, حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحَمِيرِ، فَبَرَزَ الْمَرْسُومُ الَّذِي لَا يُرَدُّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ الْجَلِيلِ، إِلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ جِبْرَائِيلَ، بِأَنْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}.
فَجَعَلَهُمْ آيَةً لِلْعَالَمِينَ, وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ، وَنَكَالًا وَسَلَفًا, لِمَنْ شَارَكَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْمُجْرِمِينَ، وَجَعَلَ دِيَارَهُمْ بِطَرِيقِ السَّالِكِينَ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
أَخَذَهُمْ عَلَى غِرَّةٍ وَهُمْ نَائِمُونَ، وَجَاءَهُمْ بَأْسُهُ وَهُمْ فِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ، فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَقُلِبَتْ تِلْكَ اللَّذَّةُ آلَامًا، فَأَصْبَحُوا بِهَا يُعَذَّبُونَ.
وَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَسَافَةَ الْعَذَابِ, بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمْ فِي الْعَمَلِ، فَقَالَ مُخَوِّفًا لَهُمْ أَنْ يَقَعَ الْوَعِيدُ: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[سُورَةُ هُودٍ: 83]".
فهذه العقوبة الأليمة: ليست بعيدةً عمَّن فعل فعلهم من هذه الأمة.
فارْتقبوا في الدّوَلِ التي تُبِيْحُه أغْلظ العقوبة, وأشدَّ الْمصائب.
ولْيحذر هذه الفعلة المشينة كلّ عاقل, فما أسرع عُقُوبةَ الهَ في حقّ مُرتكبِها.
نسأل الهأ تعالى أنْ يحفظ أعراضَنَا وشبابنا, وأمننا وبلادنا, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله الواحدِ القهار، يُكوِّرُ النهار على الليل, ويُكوِّرُ الليل على النهار، والصلاة والسلام على الْمُصطفى الْمُختار، وعلى آله وصحبه الأخيار, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم القرار..
أما بعد: أيها المسلمون: اللواط هو شذوذٌ وانتكاسة، وانحرافٌ عن الفطرة السوية، وله أضرارٌ كثيرةٌ تَنْجُمُ عنه: منها الوقاحة وقلة الحياء، فتجد مَنْ يُمارسُ هذه الفعلةَ قبيحَ الوجه، وقحاً لا يبالي بما فعل، ولا يُراعي لأحد حقَّه، وربما انسلخ من الحياء بالكلية، فلا يتأثر بعلم الناسِ بسوء حالِه، وقبيحِ فِعَالِه، بل ربما قام هو بإخبارهم عمَّا يقوم به من عملٍ سيء، وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة عَزَّ إصلاحه، وصعب علاجه.
ومن آثاره كذلك: ذهاب الغيرة من القلب، وحلولُ الدياثة محلها.
أما أضراره الصحية: فحدِّث ولا حرج، فهاهو الطب الحديث, يكشف لنا بين الفينة والأخرى, كارثةً من كوارث الشذوذ الجنسي, وأمراضاً خطيرةً من أسباب هذه الفاحشة القبيحة.
فاللواط سببٌ في تمزق المستقيم، وهتكِ أنسجته، وارتخاء عضلاته، وعدمِ استطاعتِه في التحكُّمِ على إخراجِ فضلاته.
وهو يسبب القرحة الرُّخْوة, وفطرياتِ وطفيلياتِ الجهاز التناسلي, والتهابَ الكبد الفيروسي , ويُسببُ مرضَ الزهري, الذي يُسببُ الشلل، وتصلبَ الشرايين، والذبحةَ الصدرية، والتُّشوهاتِ الجسمية، وسرطانَ اللسان.
ويُسبب مرضَ السيلان, وهو ثمرةٌ من ثمرات الشذوذ الجنسي الْمُنْتِنَة, وهو مِن أكثر الأمراض المعديةِ انتشاراً في الوقت الحاضر.
ويُسبب مرض الإيدز أيضاً, ذلك المرض الخطير, الذي أصاب العالم بالذعر والرعب.
وقد ذكر الباحثون والْمُخْتَصُّون: أنَّ خمسةً وتسعين بالمائة من مرضى الإيدز: هم مِمَّن يمارسون اللواط.
ومن أشدّ آثار وتبعات هذه الجريمةِ الخطيرة: أنَّ هؤلاء يُصابون بالإدمان عليها, والشوقِ والحنين إلى ارْتِكابها, بل إنَّ بعضَهم تجاوز عمرُه الخمسين عاماً, وعنده أولادٌ وأحفاد, ولا يزال يُمارسها ويتلوَّث بها.
نسأل الها تعالى أنْ يُعيذنا من أسباب غضبِه, ودواعي عقوبته وانتقامِه, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق