التَّعَجَّلُ لِلَّحَجِّ 20 ذِي القَعْدَةِ 1436هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1436/11/18 - 2015/09/02 14:09PM
التَّعَجَّلُ لِلَّحَجِّ 20 ذِي القَعْدَةِ 1436هـ

الحَمَدُ للهِ الذَّي فَرَضَ الحجَّ عَلَى عِبَادِهِ إلى بيتِهِ الحَرَامِ , ورتَّبَ على ذلكَ جزيلَ الأجْرِ وَوَافِرَ الإِنْعَامِ , فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ نَقِيّاً مِنَ الذُّنُوبِ والآثَامِ , وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَحَجَّ وَصَامَ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدَّيْنِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً .
أَمَّا بَعدُ : فَأُوْصِيكُم وَنَفسِيَ بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ القَائِلِ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
أيها المسلمون : يَتَشَوَّقُ عِبادُ اللهِ الصَّالحونَ فِي هَذَا الوَقْتِ مِنْ كُلِّ عَامٍ إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ لِأَدِاءِ الحَجِّ ، وَتَتَقَطَّعُ قُلُوبُهُم حَسرَةً وَأَلَماً عَلَى فَوَاتِهِ , ثُمَّ فِي الْمُقَابِلِ تَجِدُ مِن أُمَّةِ الإِسلامِ مَن تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ وَتَتَوَالى عَلَيهِ الأَعوَامُ وَلَمْ يَحُجَّ مَعَ قُدْرَتِهِ ، وَكَأَنَّ الحَجَّ قَد فُرِضَ عَلَى غَيرِهِ ، وَقَد عُلِمَ - أَيُّهَا الْمُسلِمُونَ - مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ ، دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ ، يُستَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ ، وَمَن تهاوَنَ بِهِ فَهُوَ عَلَى خَطرٍ عَظِيمٍ ، قال سُبَحانَهُ (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ) , وَعَن أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا) فَقَالَ رَجُلٌ : أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَسَكَتَ , حتى قالها ثَلاثًا ، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَو قُلتُ : نَعَم، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم)رَوَاهُ مَسْلِم .
وَالحَجُّ وَاجِبٌ على الفَورِ عَلَى َالصَّحِيحُ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ العِلْمِ , فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ ، وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ وَلا التَّهَاوُنُ بِهِ !
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي : الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ : بَادِرُوا بِالحَجَّ وَلا تُؤَخِّرُوهُ ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللاَّزِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ؟
فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (قَالَ اللَّهُ : إِنَّ عَبْدًا صحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ووسَّعت عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خمسة أعوام لا يَفِدُ إليَّ لَمَحْرُومٌ) رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
فَلْيَحمَدِ اللهَ عز وجل مَن مُدَّ في عُمُرِهِ وَأُنسِئَ لَهُ في أَجلِهِ ، فَهَا هُوَ مَوسِمُ الحَجِّ قَد أَشرَقَت شَمسُهُ، وَهَا هُمُ الحُجَّاجُ قَد بَدَأُوا يَأتُونَ مِن أَقصَى الأَرضِ شَرقًا وَغَربًا !
حتى إن بَعضَهَم يَبْقَى سَنَوَاتٍ وَهُوَ يجمَعُ مَالَهُ دِرهمًا دِرهَمًا وَفِلسًا فِلسًا ، يَقتَطِعُها مِن قُوتِهِ وَقُوتِ أَهلِهِ وَأَبنَائِهِ حَتَّى يَجْمَعُ مَا يُعِينُهُ على أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ !!! وَكثِيرٌ مِنَّا في هَذِهِ البِلادِ قَد تَيَسَّرَت لَهُ الأَسبَابُ وَتَهَيَّأَت لَهُ السُّبُلُ ، وَمَعَ هَذَا يُؤَخِّرُ وَيُؤَجِّلُ وَكَأَنَّهُ لم يَقرَأْ قَولَ اللهِ عز وجل (وَللهِ على النَّاسِ حَجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) فَهَذَا خَطَرٌ عَظِيْمٌ , إِذْ كَيْفَ يُؤَخِّرُ أَدَاءَ الرُّكْنِ الخَامِسِ مِنْ أَرْكَانِ دِيْنِهِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْه؟
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَقَد هَمَمْتُ أَن أَبعَثَ رِجَالاً إِلى هَذِهِ الأَمصَارِ، فَلْيَنظُرُوا كُلَّ مَن كَانَ لَهُ جِدَةٌ ولم يحُجَّ فَيَضرِبُوا عَلَيهِمُ الجِزيَةَ ، ما هُم بِمُسلِمِينَ مَا هُم بِمُسلِمِينَ. رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَجَر .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ يَا مَنْ لَمْ تَحُجُّوا ، وَبَادِرُوا إِلى أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ وَأَسرِعُوا ؛ فَإِنَّ الأُمُورَ مُيَسَّرَةٌ وَللهِ الحَمدُ ، وَلا يُقعِدَنَّكُمُ الشَّيطَانُ وَلا يَأخُذَنَّكُمُ التَّسوِيفُ ، وَلا تُلهِيَنَّكُمُ الأَمَانِيُّ البَاطِلَةُ أَو تَخدَعَنَّكُمُ الحِيَلُ الكَاذِبَةُ ، فَتُؤَخِّرُوا الحَجَّ كُلَّ عَامٍ إِلى الذِيْ يَلِيهِ ، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَعلَمُ أَينَ هُوَ العَامَ القَادِمَ أَفَوقَ التُّرَابِ أَم تحتَهُ ؟ !
وَتَأَمُّلُوا في حَالِ الأَجدَادِ كَيفَ كَانُوا يحُجُّونَ، وَكَيفَ سَارُوا عَلَى أَقدَامِهِم وَامتَطَوا رَوَاحِلَهُم شُهُورًا وَلَيَاليَ وَأَيَّامًا لِيَصِلُوا إلى البَيتِ العَتِيقِ وَيَقضُوا تَفَثَهُم !!! وَنحنُ وَللهِ الحَمدُ في نِعمَةٍ لم يَسبِقْ لها مَثِيلٌ ، طُرُقٌ وَاسِعَةٌ وَسَيَّارَاتٌ فَاخِرَةٌ ، وَأَمنٌ وَغِنًى وَصِحَّةٌ وَرَاحَةٌ، وَأَرزَاقٌ مُيَسَّرَةٌ وثَمَراتٌ مُتَوفِّرَةٌ، لَكِنَّ مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ .
فَاللهَ اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا ، استَعِدُّوا مِنَ الآنَ وَأَعِدُّوا ، وَاعزِمُوا وَلا تَتَوَانَوا ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا ، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ ، فَإِنَّ الأَمرَ لَيسَ بالرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَالقَنَاعَاتِ الشَّخصِيَّةِ ، وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلاَّ المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ ، وَإِلاَّ فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ , وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْم , أَقُولُ قَولِي هَذَا وأَسْتِغْفِرُ الله العَظِيمَ لي ولكُم فاستغْفِرُوهُ إِنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَاتَمِ النَّبِيِينَ وَقَائِدِ الغُّرِّ المُحَجَّلِينَ نَبيِنَا محمدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ .
أَمَّا بَعدُ : فَاتّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ، وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَنَهيَهُ وَلا تَعصُوهُ، (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يجعَلْ لَهُ مخرَجًا * وَيَرزُقْهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ)
أيها المسلمون : إِنَّ مَنْزِلَةَ الحَجِّ عَظِيمَةٌ وَأجرُهُ كَبِيرٌ ، وَالأَحَادِيثُ في فَضلِهِ وَعَظِيمِ أَجرِهِ وَأَثرِهِ كَثِيرَةٌ !
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)رَوَاهُ البُّخَارِيُّ
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلا الْجَنَّةُ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَمَعَ هَذَا الأَجرِ العَظِيمِ وَالثَّوابِ الجَزِيلِ فَإِنَّ أَيَّامَ الحَجِّ قَلِيلَةٌ ، لا تَتَجَاوَزُ أُسبُوعًا لِمَن بَعُدَت دِيَارُهُ ، وَأَمَّا مَن قَرُبَت دِيَارُهُ فَإِنَّهُ لا يكادُ يَغِيبُ أَكثَرَ مِن أَربَعَةِ أَيَّامٍ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ : مَعَ مَا سَمِعْتُمْ مِنَ الفَضْلِ فِي الحَجِّ فَإِنَّ مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يَسْتَطِيعُ سَدَادَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حَجٌّ لِأَنَّ الاستِطَاعَةَ شَرطٌ مِن شُرُوطِ وُجُوبِ الحَجِّ ، وَحُقُوقَ الآدَمِيِّينَ فِي هَذَا مُقدَّمَةٌ عَلَى حَقِّ اللهِ ؛ لأَنَّ حُقُوقَهُم بَينَهُم مَبنِيَّةٌ عَلَى الْمُشَاحَّةِ ، وَحَقُّ اللهِ مَبنَاهُ عَلَى الإِحسَانِ وَالْمُسَامَحَةِ ! فَمَنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ تَكَالِيفَ الحَجِّ لِفَقْرِهِ أَوْ لِغَلاءِ النَّفَقَاتِ وَارْتِفَاعِ أَسْعَارِ الحَمَلاتِ , فَلا يُكَلِّفَنَّ نَفْسَهُ وَيَنْتَظِرْ فَلا يَحُجَّ حَتَّى يَقْدِرُ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحرِصُوا عَلَى فَرَائِضِهِ ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيهِ بها ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ إِلَيهِ ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ النَّوافِلِ وَاستَكثِرُوا مِنهَا يُحبِبْكُمْ وَيُوَفِّقْكُم وَيَجعَلْ لَكُم نُورًا تَمشُونَ بِهِ وَيَغفِرْ لكم !
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ قَال : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّه ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ , اللَّهُمَّ يَسِّرْ لَنَا حَجَّ بَيْتِكَ الحَرَامِ , وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنْ المَقْبُولِينَ , اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ اللَّهُمَّ أعطنا وَلَا تَحْرِمْنَا , اللَّهُمَّ أكرمنا ولا تُهنا اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ , وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ , وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ , وَمُرَافَقَةِ الأَنْبِيَاءِ, اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وِأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ, اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ صَحَابَتِهِ وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعيِهِم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُم بِعَفْوِكَ وَمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
المرفقات

التَّعَجَّلُ لِلَّحَجِّ 20 ذِي القَعْدَةِ 1436هـ.doc

التَّعَجَّلُ لِلَّحَجِّ 20 ذِي القَعْدَةِ 1436هـ.doc

المشاهدات 2999 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا ونفع بعلمك


جزاك الله خيرا