التطبيع وانتصار حلب
عبدالله يعقوب
1437/11/09 - 2016/08/12 07:13AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُالَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّمِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَبِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْرَقِيبًا).
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد... فإنَّأصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي.. هديُ محمدٍ r، وشرَّالأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ عنهم فمات.. فميتته جاهلية والعياذبالله.
أيها المسلمون... إن دينَ الإسلام.. دينُ الخيرِ والعدلِ والإحسان، والصلاحِ والإصلاح، يدعو إلى الخيرِ والرشاد، وينهى عن الشرِّ والفساد.
الفسادُ في الأرض.. إجرام نهى عنه ربُّنا جل وعلا، وتتابعت رسُلُ الله وأنبياؤه ينهَون عن الفساد في الأرض، قال نبيّ الله صالحٌ عليه السلام لقومه: ((وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ في الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ ءالآء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ في الأرْضِ مُفْسِدِينَ))، ونبيُّ الله شُعيبٌ يقول لقومه: ((وَيا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ في الأرْضِ مُفْسِدِينَ))، ونبي الله موسى يخاطب أخاه هارونَ قائلاً له: ((اخلفني في قومي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ لْمُفْسِدِينَ))، وصالحوا البشر يخاطبون قارونَ قائلين له: ((وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ في الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)).
الفسادُ في الأرض.. خُلُق اللئامِ من البشر، واللهُ لا يحبّ المفسدين ولا يُصلِحُ عملَهم، لذا رتبَّ المولى عزَّ وجلَّ على الفسادِ عقوبةً عظيمة، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا في قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى في الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)). وقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ في الأرْضِ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّارِ)).
المفسدون في الأرض.. (لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّارِ).
عليهم لعائنُ الله تترى، والملائكةِ والناسِ أجمعين.. ولهم سوءُ الدار في الأولى والآخرة. (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ). (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
أيّها المسلمون... عندَ تدبُّر كتابِ الله والتأمُّلِ فيه، نرى فيه نهياً وتحذيراً عن أنواعٍ من الفساد؛ ليكون المسلم على حذرٍ منها جميعاً.
ومن أساليب المفسدين.. السعيُ والاجتهادُ في نشر الفساد بكل وسيلة وطريقة، ذلك ما وصف اللهُ به أعداءه اليهود فقال عزَّ من قائل حكيما: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))، ولا أشد من فساد وإفساد اليهود في هذا الزمان.
احتلالُ الأرض، وهتكُ العرض، وتدنيسُ للمساجد، وقتلُ للأشراف والأماجد، وحصارٌ ظالم آثم، في عتوٍ واستكبار، وظلمٍ وتجبرٍ وطغيان.
ألوان متعددة، وصور متعاقبة، يندى لها جبين الزمان، وتأسف عليها غرة الدهر.
ولا يزال يهود ودولتهم المسخ إسرائيل.. في غيهم سادرين، وعلى الغواية والضلالة مصرين.
فلم تتغير العقلية اليهودية الصهيونية يوماً ولم تتزحزح عن مواقفها يوماً. ولم تكف عن نقض العهود والاتفاقات المبرمة مرة.
وَإِنَّ مَن يَتَوَهَّمُ أَنَّ يَهُودَ اليَومِ غَيرُ يَهُودِ الأَمسِ، أَو أَنَّ المَفَاهِيمَ لَدَيهِم قَد تَبَدَّلَت حَتَّى صَارَ التَّعَايُشُ مَعَهُم بِسَلامٍ مُمكِنًا، إِنَّ مَن يَظُنُّ ذَلِكَ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَسعَى خَلفَ سَرَابٍ خَدَّاعٍ، وَيَعِيشُ في سَكرَةِ وَهمٍ عَرِيضٍ، وَهَا هِيَ الأَيَّامُ تَكشِفُ لِصِغَارِ العُقُولِ ذَلِكَ الوَاقِعَ وتُبَيِّنُهُ وَتُجَلِّيهِ، مَعَ أَنَّنَا وَرَبِّ الكَعبَةِ لم نَكُن مِنهُ يَومًا في شَكٍّ، كَيفَ وَقَد أَخبَرَ الصَّادِقُ r عَنِ استِمرَارِ خُبثِهِم وَامتِدَادِ كُفرِهِم حَتَّى يَكُونُوا مِن جُندُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ في آخِرِ الزَّمَانِ، يَقُولُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (يَتبَعُ الدَّجَّالَ مِن يَهُودِ أَصبَهَانَ سَبعُونَ ألفًا عَلَيهِمُ الطَّيَالِسَةُ) رَوَاهُ مُسلِمٌ
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يَا مُسلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقتُلْهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَقَد أَخبَرَنَا سُبحَانَهُ وتعالى في كِتَابِهِ بِجُملَةٍ مِن كَبَائِرِهِم لِنَعرِفَ حَقِيقَتَهُم وَلا نَغتَرَّ بِزَيفِهِم، ومن ذلك:
أن اليهودَ نقضةُ العهود، وقتلةُ الأنبياء، قَالَ تَعَالى: (فَبِمَا نَقضِهِم مِيثَاقَهُم وَكُفرِهِم بِآيَاتِ اللهِ وَقَتلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيرِ حَقٍّ).
ومن مخازيهم زعمهم أن مريمَ الصديقةَ عليها السلام وقعت في الفاحشة العظمى، قَالَ تعالى: (وَبِكُفرِهِم وَقَولِهِم عَلَى مَريَمَ بُهتَانًا عَظِيمًا * وَقَولِهِم إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ).
وغير ذلك من المخازي التي امتلأت بها نصوص الكتاب والسنة، والوقائع والأحداث تشهد...
فَهَل يُنتَظَرُ مِمَّن تَلَطَّخُوا بِكُلِّ تِلكَ الجَرَائِمِ وَأَتَوا العَظَائِمَ مَعَ رَبِّهِم وَقَتَلُوا أَنبِيَاءَهُ وَآذَوا أَولِيَاءَهُ أَن يُسَالِمُوا أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ أَو يَرضَخُوا لِحُكمِهِ؟
هَل يُنتَظَرُ مِمَّن أَكَلُوا الرِّبَا وَتَنَاوَلُوا السُّحتَ وَاستَولَوا عَلَى أَموَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ أَن يَرحَمُوا صَغِيرًا أَو يُقَدِّرُوا كَبِيرًا أَو يَهتَزُّوا لِصَرخَةِ ثَكلَى أَو يَنتَفِضُوا لِبُكَاءٍ يَتِيمٌ أَو يَأَلَمُوا لِعَوِيلِ أَرمَلَةٍ؟
أفلا يعقل بني قومنا.. أنّ اليهود لا يُرَاعُونَ في أَحَدٍ ذِمَّةً وَلا عَهدًا، وَلا يَخَافُونَ اللهَ في أَحَدٍ مِن خَلقِهِ، قَالَ تَعَالى عَنهُم: (ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمُونَ).
عباد الله: الكل يعرف العداوة الأزلية القائمة بيننا وبين يهود.. فلماذا نقول هذا..؟ ولماذا نذكره الآن؟
نقول ذلك لأنَّ وفداً من بني قومنا.. قد جلَّله الشؤمُ والغم.. وغشيه الشقاءُ والهم، قد بادر لزيارة العدو الصهيوني في عقر داره.. وامتدت الأيدي الخاطئة الآثمة.. إلى الأيدي الملطخة بالدماء المسلمة.. تمهيدا لإزالة حالة الحرب.. وتطبيعا للعلاقة بيننا وبين يهود.. رافق ذلك ظهور كتابات وتصريحات لبعض المنافقين تدعو للتطبيع وإنهاء حالة الصراع مع يهود.. بزعم اتفاقنا في عداوة إيران.
ألا شاهت وجوههم.. وخابوا وخسئوا وخسروا.. (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
أفلا يرى من مدوا أيديهم للصهاينة بمبادرات للسلام ونحوه.. أن لا سلامَ يجدي.. ولا حوارَ ينفع.. سوى حوار السلاح والمقاومة والجهاد.
أولا يعقلون أن التطبيع مع العدو الصهيوني ليس مجرد علاقات دبلوماسية، بل يعد اختراقا وتخريبا دينيا وثقافيا واقتصاديا وأمنيا.
أولا يعلمون أنَّ التطبيعَ والدعوةَ إليه يجب أن يظلا.. عاراً وخطيئةً تلاحق صاحبها حتى موته؛ لأنها خيانةٌ للتاريخ والأرض والشهداء.
وهؤلاء المطبِّعون لا يملكون الحق في الحديث باسم أحد، أو إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون أحداً، وهم لا يتجاوزون كونهم مطبلين في جوقةٍ من الخونة.. لفظتهم الشعوب، وأسقطهم التاريخ، بعد أن أسقطوا من سجلات الشرف والكرامة.
ألا فلنتق الله أيها المسلمون، ولنعض بالنواجذ على عقيدتنا، ولنثبت على ما جاءنا من الحق في كتاب ربنا وسنة نبينا، ولا يغترن أحد منا بما يدور في الساحة السياسية أو الثقافية أو الإعلامية، من محاولات لإقناع المسلمين بالتخلي عن مبادئهم، والتنصل من أصولهم وثوابتهم..
وكونوا على ثقة من وعد ربكم.. فمهما قال المنافقون.. ومهما فعلوا وكتبوا.. في سبيل التطبيع مع العدو.. فستبقى فلسطينُ قضيةَ الأمة، ستبقى فلسطين قضيةَ الأحرار، سيبقى إسمه "العدوان الصهيوني"، ستبقى فلسطين ويرحلون، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
بارك الله لي ولك في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين.
أقول ما تسمعون.. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية..
الحمد لله.. حمدا حمدا.. والشكر لله شكرا شكرا..
الله أكبر والبشائرُ كالذهب ** والنصرُ حلّقَ في سمائك يا حلب
شُفيتْ صدورُ المؤمنين فكبروا ** شكراً لرب العالمين بما وهب
اللهم لك الحمد على نصرك.. اللهم أتم على المجاهدين النعمة.. وحد صفوفهم وكلمتهم واربط على قلوبهم.
أيها الناس... إن نصرة إخواننا المظلومين واجب شرعي، ولئن منع بنو صهيون وأذنابهم من الفرس والمجوس.. الماء والغذاء والعلاج والدواء، فإنهم لن يحاصروا مدد السماء، فارفعوا أيها المسلمون أكفَّ الضراعة في أوقات الإجابة، وألحّوا على الله أن يرفع المعاناة ويكشف الحصار، فاللهُ نَاصِرٌ عِبَادَهُ وَأَولِيَاءَهُ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ، وَالحَقُّ مَنصُورٌ وَمُمتَحَنٌ فَلا َيأَسْ، فَهَذِي سُنَّةُ الرَحمَنِ، وَإِنَّهُ وَإِن كَانَ قَد أَصَابَ إِخوَانَنَا مِنَ الابتِلاءِ أَشَدَّهُ، فَإِنَّ لِهَؤُلاءِ مِنِ انتِقَامِ اللهِ نَصِيبًا في الدُّنيَا قَد نَالُوهُ مِرَارًا (إِنْ تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ) وَمَوعِدُ الجَزَاءِ الأَكبَرِ يَومُ الحِسَابِ (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ * يَومَ لا يَنفَعُ الظَّالمِينَ مَعذِرَتُهُم وَلَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدَّارِ).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ العَافِيَةَ، اللَّهُمَّ أَنتَ عَضُدُنَا وَنَصِيرُنَا، بِكَ نَحُولُ وَبِكَ نَصُولُ، وَبِكَ نُقَاتِلُ، اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتَابِ وَمُجرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الأَحزَابِ، اللَّهُمَّ اهزِمِ اليَهُودَ والروس والمجوس، وَانصُرنَا عَلَيهِم، اللَّهُمَّ وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، وصب عليهم العذاب من فوقهم. اللهم عليك بهم ومن شايعهم يا قوي يا عزيز.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُالَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّمِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَبِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْرَقِيبًا).
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد... فإنَّأصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي.. هديُ محمدٍ r، وشرَّالأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ عنهم فمات.. فميتته جاهلية والعياذبالله.
أيها المسلمون... إن دينَ الإسلام.. دينُ الخيرِ والعدلِ والإحسان، والصلاحِ والإصلاح، يدعو إلى الخيرِ والرشاد، وينهى عن الشرِّ والفساد.
الفسادُ في الأرض.. إجرام نهى عنه ربُّنا جل وعلا، وتتابعت رسُلُ الله وأنبياؤه ينهَون عن الفساد في الأرض، قال نبيّ الله صالحٌ عليه السلام لقومه: ((وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ في الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ ءالآء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ في الأرْضِ مُفْسِدِينَ))، ونبيُّ الله شُعيبٌ يقول لقومه: ((وَيا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ في الأرْضِ مُفْسِدِينَ))، ونبي الله موسى يخاطب أخاه هارونَ قائلاً له: ((اخلفني في قومي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ لْمُفْسِدِينَ))، وصالحوا البشر يخاطبون قارونَ قائلين له: ((وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ في الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)).
الفسادُ في الأرض.. خُلُق اللئامِ من البشر، واللهُ لا يحبّ المفسدين ولا يُصلِحُ عملَهم، لذا رتبَّ المولى عزَّ وجلَّ على الفسادِ عقوبةً عظيمة، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا في قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى في الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)). وقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ في الأرْضِ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّارِ)).
المفسدون في الأرض.. (لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّارِ).
عليهم لعائنُ الله تترى، والملائكةِ والناسِ أجمعين.. ولهم سوءُ الدار في الأولى والآخرة. (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ). (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
أيّها المسلمون... عندَ تدبُّر كتابِ الله والتأمُّلِ فيه، نرى فيه نهياً وتحذيراً عن أنواعٍ من الفساد؛ ليكون المسلم على حذرٍ منها جميعاً.
ومن أساليب المفسدين.. السعيُ والاجتهادُ في نشر الفساد بكل وسيلة وطريقة، ذلك ما وصف اللهُ به أعداءه اليهود فقال عزَّ من قائل حكيما: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))، ولا أشد من فساد وإفساد اليهود في هذا الزمان.
احتلالُ الأرض، وهتكُ العرض، وتدنيسُ للمساجد، وقتلُ للأشراف والأماجد، وحصارٌ ظالم آثم، في عتوٍ واستكبار، وظلمٍ وتجبرٍ وطغيان.
ألوان متعددة، وصور متعاقبة، يندى لها جبين الزمان، وتأسف عليها غرة الدهر.
ولا يزال يهود ودولتهم المسخ إسرائيل.. في غيهم سادرين، وعلى الغواية والضلالة مصرين.
فلم تتغير العقلية اليهودية الصهيونية يوماً ولم تتزحزح عن مواقفها يوماً. ولم تكف عن نقض العهود والاتفاقات المبرمة مرة.
وَإِنَّ مَن يَتَوَهَّمُ أَنَّ يَهُودَ اليَومِ غَيرُ يَهُودِ الأَمسِ، أَو أَنَّ المَفَاهِيمَ لَدَيهِم قَد تَبَدَّلَت حَتَّى صَارَ التَّعَايُشُ مَعَهُم بِسَلامٍ مُمكِنًا، إِنَّ مَن يَظُنُّ ذَلِكَ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَسعَى خَلفَ سَرَابٍ خَدَّاعٍ، وَيَعِيشُ في سَكرَةِ وَهمٍ عَرِيضٍ، وَهَا هِيَ الأَيَّامُ تَكشِفُ لِصِغَارِ العُقُولِ ذَلِكَ الوَاقِعَ وتُبَيِّنُهُ وَتُجَلِّيهِ، مَعَ أَنَّنَا وَرَبِّ الكَعبَةِ لم نَكُن مِنهُ يَومًا في شَكٍّ، كَيفَ وَقَد أَخبَرَ الصَّادِقُ r عَنِ استِمرَارِ خُبثِهِم وَامتِدَادِ كُفرِهِم حَتَّى يَكُونُوا مِن جُندُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ في آخِرِ الزَّمَانِ، يَقُولُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (يَتبَعُ الدَّجَّالَ مِن يَهُودِ أَصبَهَانَ سَبعُونَ ألفًا عَلَيهِمُ الطَّيَالِسَةُ) رَوَاهُ مُسلِمٌ
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يَا مُسلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقتُلْهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَقَد أَخبَرَنَا سُبحَانَهُ وتعالى في كِتَابِهِ بِجُملَةٍ مِن كَبَائِرِهِم لِنَعرِفَ حَقِيقَتَهُم وَلا نَغتَرَّ بِزَيفِهِم، ومن ذلك:
أن اليهودَ نقضةُ العهود، وقتلةُ الأنبياء، قَالَ تَعَالى: (فَبِمَا نَقضِهِم مِيثَاقَهُم وَكُفرِهِم بِآيَاتِ اللهِ وَقَتلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيرِ حَقٍّ).
ومن مخازيهم زعمهم أن مريمَ الصديقةَ عليها السلام وقعت في الفاحشة العظمى، قَالَ تعالى: (وَبِكُفرِهِم وَقَولِهِم عَلَى مَريَمَ بُهتَانًا عَظِيمًا * وَقَولِهِم إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ).
وغير ذلك من المخازي التي امتلأت بها نصوص الكتاب والسنة، والوقائع والأحداث تشهد...
فَهَل يُنتَظَرُ مِمَّن تَلَطَّخُوا بِكُلِّ تِلكَ الجَرَائِمِ وَأَتَوا العَظَائِمَ مَعَ رَبِّهِم وَقَتَلُوا أَنبِيَاءَهُ وَآذَوا أَولِيَاءَهُ أَن يُسَالِمُوا أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ أَو يَرضَخُوا لِحُكمِهِ؟
هَل يُنتَظَرُ مِمَّن أَكَلُوا الرِّبَا وَتَنَاوَلُوا السُّحتَ وَاستَولَوا عَلَى أَموَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ أَن يَرحَمُوا صَغِيرًا أَو يُقَدِّرُوا كَبِيرًا أَو يَهتَزُّوا لِصَرخَةِ ثَكلَى أَو يَنتَفِضُوا لِبُكَاءٍ يَتِيمٌ أَو يَأَلَمُوا لِعَوِيلِ أَرمَلَةٍ؟
أفلا يعقل بني قومنا.. أنّ اليهود لا يُرَاعُونَ في أَحَدٍ ذِمَّةً وَلا عَهدًا، وَلا يَخَافُونَ اللهَ في أَحَدٍ مِن خَلقِهِ، قَالَ تَعَالى عَنهُم: (ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمُونَ).
عباد الله: الكل يعرف العداوة الأزلية القائمة بيننا وبين يهود.. فلماذا نقول هذا..؟ ولماذا نذكره الآن؟
نقول ذلك لأنَّ وفداً من بني قومنا.. قد جلَّله الشؤمُ والغم.. وغشيه الشقاءُ والهم، قد بادر لزيارة العدو الصهيوني في عقر داره.. وامتدت الأيدي الخاطئة الآثمة.. إلى الأيدي الملطخة بالدماء المسلمة.. تمهيدا لإزالة حالة الحرب.. وتطبيعا للعلاقة بيننا وبين يهود.. رافق ذلك ظهور كتابات وتصريحات لبعض المنافقين تدعو للتطبيع وإنهاء حالة الصراع مع يهود.. بزعم اتفاقنا في عداوة إيران.
ألا شاهت وجوههم.. وخابوا وخسئوا وخسروا.. (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
أفلا يرى من مدوا أيديهم للصهاينة بمبادرات للسلام ونحوه.. أن لا سلامَ يجدي.. ولا حوارَ ينفع.. سوى حوار السلاح والمقاومة والجهاد.
أولا يعقلون أن التطبيع مع العدو الصهيوني ليس مجرد علاقات دبلوماسية، بل يعد اختراقا وتخريبا دينيا وثقافيا واقتصاديا وأمنيا.
أولا يعلمون أنَّ التطبيعَ والدعوةَ إليه يجب أن يظلا.. عاراً وخطيئةً تلاحق صاحبها حتى موته؛ لأنها خيانةٌ للتاريخ والأرض والشهداء.
وهؤلاء المطبِّعون لا يملكون الحق في الحديث باسم أحد، أو إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون أحداً، وهم لا يتجاوزون كونهم مطبلين في جوقةٍ من الخونة.. لفظتهم الشعوب، وأسقطهم التاريخ، بعد أن أسقطوا من سجلات الشرف والكرامة.
ألا فلنتق الله أيها المسلمون، ولنعض بالنواجذ على عقيدتنا، ولنثبت على ما جاءنا من الحق في كتاب ربنا وسنة نبينا، ولا يغترن أحد منا بما يدور في الساحة السياسية أو الثقافية أو الإعلامية، من محاولات لإقناع المسلمين بالتخلي عن مبادئهم، والتنصل من أصولهم وثوابتهم..
وكونوا على ثقة من وعد ربكم.. فمهما قال المنافقون.. ومهما فعلوا وكتبوا.. في سبيل التطبيع مع العدو.. فستبقى فلسطينُ قضيةَ الأمة، ستبقى فلسطين قضيةَ الأحرار، سيبقى إسمه "العدوان الصهيوني"، ستبقى فلسطين ويرحلون، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
بارك الله لي ولك في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين.
أقول ما تسمعون.. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية..
الحمد لله.. حمدا حمدا.. والشكر لله شكرا شكرا..
الله أكبر والبشائرُ كالذهب ** والنصرُ حلّقَ في سمائك يا حلب
شُفيتْ صدورُ المؤمنين فكبروا ** شكراً لرب العالمين بما وهب
اللهم لك الحمد على نصرك.. اللهم أتم على المجاهدين النعمة.. وحد صفوفهم وكلمتهم واربط على قلوبهم.
أيها الناس... إن نصرة إخواننا المظلومين واجب شرعي، ولئن منع بنو صهيون وأذنابهم من الفرس والمجوس.. الماء والغذاء والعلاج والدواء، فإنهم لن يحاصروا مدد السماء، فارفعوا أيها المسلمون أكفَّ الضراعة في أوقات الإجابة، وألحّوا على الله أن يرفع المعاناة ويكشف الحصار، فاللهُ نَاصِرٌ عِبَادَهُ وَأَولِيَاءَهُ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ، وَالحَقُّ مَنصُورٌ وَمُمتَحَنٌ فَلا َيأَسْ، فَهَذِي سُنَّةُ الرَحمَنِ، وَإِنَّهُ وَإِن كَانَ قَد أَصَابَ إِخوَانَنَا مِنَ الابتِلاءِ أَشَدَّهُ، فَإِنَّ لِهَؤُلاءِ مِنِ انتِقَامِ اللهِ نَصِيبًا في الدُّنيَا قَد نَالُوهُ مِرَارًا (إِنْ تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ) وَمَوعِدُ الجَزَاءِ الأَكبَرِ يَومُ الحِسَابِ (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ * يَومَ لا يَنفَعُ الظَّالمِينَ مَعذِرَتُهُم وَلَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدَّارِ).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ العَافِيَةَ، اللَّهُمَّ أَنتَ عَضُدُنَا وَنَصِيرُنَا، بِكَ نَحُولُ وَبِكَ نَصُولُ، وَبِكَ نُقَاتِلُ، اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتَابِ وَمُجرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الأَحزَابِ، اللَّهُمَّ اهزِمِ اليَهُودَ والروس والمجوس، وَانصُرنَا عَلَيهِم، اللَّهُمَّ وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، وصب عليهم العذاب من فوقهم. اللهم عليك بهم ومن شايعهم يا قوي يا عزيز.
المرفقات
1119.doc