التسول باب عظيم من أبواب الفقر
كامل الضبع زيدان
1436/08/19 - 2015/06/06 13:28PM
التسول باب عظيم من أبواب الفقر
هذه الظاهرة التي تفشت في بلاد المسلمين وديننا منها براء فديننا دين العمل والجد والاجتهاد والسعي في الأسباب المشروعة لجلب الرزق الحلال من أخص خصائص هذا الدين العظيم والمصيبة أن الكثرة الكاثرة من هؤلاء المتسولون كذابون دجالون يحتالون على عباد الله بالأساليب التي يستعطفون بها الناس كي يعطونهم وهم هؤلاء الكذابون من أغني الأغنياء بل والمصيبة الأعظم أن أكثرهم يأخذ أموال الناس ليستعين بها على معصية الله كيف لا وهو مال قد جاءه هكذا من لا شيء لم يتعب ولم يعرق جبينه من أجل هذا المال فهو لا يعنيه أنفقه في حلال أو في حرام بل وهو بذلك يمنع حق المحتاج الحقيقي ويشكك العباد في من كان له حاجة حقيقية للسؤال وهو مضطر فعلا فلا يعطونه لكثرة ما يحكى عن الكذابين من هؤلاء الذين جعلوا التسول حرفة واستسهلوا الأمر ولو يعلمون ما في السؤال مما مشوا خطوة واحدة ليسألوا أحدا من خلق الله عزو جل كما صح عن الحبيب صلى الله عليه وسلم وهؤلاء جعل الله عزو جل فقرهم بين أعينهم وهم لا يشبعون مهما كان معهم من الأموال فهم في فقر في الدنيا دائم وسؤالهم هذا ويلات عليهم يوم تبلى السرائر.
أقسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم على ذلك فيما رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزو جل بها عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر} وها هو حبيبنا يقسم وكلامه لا يحتاج إلى القسم على أن هذه الثلاثة واقعة ولابد فهو الصادق المصدوق المبلغ عن الله عزو جل مراده فإذا فتح العبد على نفسه باب السؤال وسئل الناس أموالهم فتح الله عليه باب فقر والسؤال في دين الله حرام إلا للمضطر إضرارا عظيما فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عند في بيتك من شيء قال نعم حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وإناء نشرب فيه الماء فقال له صلى الله عليه وسلم ائتني بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه من يشتري هذين فقال رجل أنا أشتريهما بدرهم فقال صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم فقال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما للأنصاري وقال له اشتري بأحدهما طعاما وأطعمه أهلك واشتري بالآخر قدوما وائتني به ففعل ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشد فيه عودا بيده الشريفة وقال اذهب واحتطب به ولا أراك خمسة عشر يوما فذهب يحتطب ويبيع فربح عشرة دراهم ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هذا خير لك من أن تجيئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع } رواه ابن ماجة.
أي فقر ألصق صاحبه بالتراب ولا حيلة له إلا أن يسأل الناس والغرم المفظع الدين الشنيع الذي حير صاحبه والدم الموجع الذي تحمل صاحبه الدية عن القتيل الذي لو لم يسد عنه قتل فيوجعه قتل صاحبه.
وانظر كيف أرشده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعمل بيده ويتكسب خير له من ذل السؤال في الدنيا والحساب العسير عليه في الآخرة. وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه}
متفق عليه
جمرا من جمر جهنم
عن سهيل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قدم عيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه فأعطاهما ثم قال صلى الله عليه وسلم {من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يسأل جمرا من جمر جهنم فليستقل أو ليستكثر قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال قدر ما يغديه ويعشيه وفي رواية أن يكون عنده شبع يوم وليله أو ليلة ويوم} رواه أبو داود وابن حبان.
حكيم ابن حزام رضي الله عنه والسؤال
قال رضي الله عنه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كمن يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم رضي الله عنه والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك حتى أفارق الدنيا ولا تكون يدي تحت يد أحد فكان أبو بكر رضي الله عنه ومن بعده عمر رضي الله يدعوانه ليأخذ حقه مما أفاء الله على المسلمين وهو له حق فكان يأبى ويرفض رضي الله عنه ولهذه العفة بارك الله له في ماله وكان من أغنى أغنياء قريش ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله.
القدوة الأسوة حبيب رب العالمين
كان صلى الله عليه وسلم وفيا غاية الوفاء مع عمه أبو طالب لما أعاله بعد موت جده عبد المطلب وجعله مع أولاده وكان ذا عيال كثر وكان فقيرا فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم على ألا يكون عالة على عمه وذهب ليرعى الغنم بالأجرة لأهل مكة وكان يأخذ أجرته صلى الله عليه وسلم ويأتي بها إلى عمه ليساعده بها على أعباء العيال وكثرتهم يا له من نبيل كريم بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم ولما تاجر في مال خديجة رضي الله عنها لم ينسى عمه بل كان يساعده وأمر عمه العباس أن يأخذ عقيلا ابن أبي طالب لينفق عليه ويأخذ هو صلى الله عليه وسلم عليا لينفق عليه حتى يخفف الحمل عن عمه الذي رباه ورعاه ودافع عنه. فحبيبنا صلى الله عليه وسلم يضرب لنا أروع الأمثلة على العمل والبذل والسعي ولا يذل العبد نفسه بالسؤال ولا يكن عالة على غيره بل يعمل ويجد ويجتهد ويسعى لأسباب الرزق الحلال ويستعن بالله عزو جل والله تبارك وتعالى إذا علم صدقه أعطاه وأكرمه وهذا عهدنا بربنا جل جلاله وهو الذي يملك العطاء والمنع والبشر ما هم إلا أسباب سببها مسبب الأسباب جل جلاله.
أسأل الله عزو جل أن يفتح علينا وعليكم أسباب الرزق الحلال وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ويقينا وإياكم ذل سؤال العباد اللهم آمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
هذه الظاهرة التي تفشت في بلاد المسلمين وديننا منها براء فديننا دين العمل والجد والاجتهاد والسعي في الأسباب المشروعة لجلب الرزق الحلال من أخص خصائص هذا الدين العظيم والمصيبة أن الكثرة الكاثرة من هؤلاء المتسولون كذابون دجالون يحتالون على عباد الله بالأساليب التي يستعطفون بها الناس كي يعطونهم وهم هؤلاء الكذابون من أغني الأغنياء بل والمصيبة الأعظم أن أكثرهم يأخذ أموال الناس ليستعين بها على معصية الله كيف لا وهو مال قد جاءه هكذا من لا شيء لم يتعب ولم يعرق جبينه من أجل هذا المال فهو لا يعنيه أنفقه في حلال أو في حرام بل وهو بذلك يمنع حق المحتاج الحقيقي ويشكك العباد في من كان له حاجة حقيقية للسؤال وهو مضطر فعلا فلا يعطونه لكثرة ما يحكى عن الكذابين من هؤلاء الذين جعلوا التسول حرفة واستسهلوا الأمر ولو يعلمون ما في السؤال مما مشوا خطوة واحدة ليسألوا أحدا من خلق الله عزو جل كما صح عن الحبيب صلى الله عليه وسلم وهؤلاء جعل الله عزو جل فقرهم بين أعينهم وهم لا يشبعون مهما كان معهم من الأموال فهم في فقر في الدنيا دائم وسؤالهم هذا ويلات عليهم يوم تبلى السرائر.
أقسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم على ذلك فيما رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزو جل بها عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر} وها هو حبيبنا يقسم وكلامه لا يحتاج إلى القسم على أن هذه الثلاثة واقعة ولابد فهو الصادق المصدوق المبلغ عن الله عزو جل مراده فإذا فتح العبد على نفسه باب السؤال وسئل الناس أموالهم فتح الله عليه باب فقر والسؤال في دين الله حرام إلا للمضطر إضرارا عظيما فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عند في بيتك من شيء قال نعم حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وإناء نشرب فيه الماء فقال له صلى الله عليه وسلم ائتني بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه من يشتري هذين فقال رجل أنا أشتريهما بدرهم فقال صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم فقال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما للأنصاري وقال له اشتري بأحدهما طعاما وأطعمه أهلك واشتري بالآخر قدوما وائتني به ففعل ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشد فيه عودا بيده الشريفة وقال اذهب واحتطب به ولا أراك خمسة عشر يوما فذهب يحتطب ويبيع فربح عشرة دراهم ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هذا خير لك من أن تجيئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع } رواه ابن ماجة.
أي فقر ألصق صاحبه بالتراب ولا حيلة له إلا أن يسأل الناس والغرم المفظع الدين الشنيع الذي حير صاحبه والدم الموجع الذي تحمل صاحبه الدية عن القتيل الذي لو لم يسد عنه قتل فيوجعه قتل صاحبه.
وانظر كيف أرشده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعمل بيده ويتكسب خير له من ذل السؤال في الدنيا والحساب العسير عليه في الآخرة. وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه}
متفق عليه
جمرا من جمر جهنم
عن سهيل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قدم عيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه فأعطاهما ثم قال صلى الله عليه وسلم {من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يسأل جمرا من جمر جهنم فليستقل أو ليستكثر قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال قدر ما يغديه ويعشيه وفي رواية أن يكون عنده شبع يوم وليله أو ليلة ويوم} رواه أبو داود وابن حبان.
حكيم ابن حزام رضي الله عنه والسؤال
قال رضي الله عنه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كمن يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم رضي الله عنه والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك حتى أفارق الدنيا ولا تكون يدي تحت يد أحد فكان أبو بكر رضي الله عنه ومن بعده عمر رضي الله يدعوانه ليأخذ حقه مما أفاء الله على المسلمين وهو له حق فكان يأبى ويرفض رضي الله عنه ولهذه العفة بارك الله له في ماله وكان من أغنى أغنياء قريش ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله.
القدوة الأسوة حبيب رب العالمين
كان صلى الله عليه وسلم وفيا غاية الوفاء مع عمه أبو طالب لما أعاله بعد موت جده عبد المطلب وجعله مع أولاده وكان ذا عيال كثر وكان فقيرا فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم على ألا يكون عالة على عمه وذهب ليرعى الغنم بالأجرة لأهل مكة وكان يأخذ أجرته صلى الله عليه وسلم ويأتي بها إلى عمه ليساعده بها على أعباء العيال وكثرتهم يا له من نبيل كريم بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم ولما تاجر في مال خديجة رضي الله عنها لم ينسى عمه بل كان يساعده وأمر عمه العباس أن يأخذ عقيلا ابن أبي طالب لينفق عليه ويأخذ هو صلى الله عليه وسلم عليا لينفق عليه حتى يخفف الحمل عن عمه الذي رباه ورعاه ودافع عنه. فحبيبنا صلى الله عليه وسلم يضرب لنا أروع الأمثلة على العمل والبذل والسعي ولا يذل العبد نفسه بالسؤال ولا يكن عالة على غيره بل يعمل ويجد ويجتهد ويسعى لأسباب الرزق الحلال ويستعن بالله عزو جل والله تبارك وتعالى إذا علم صدقه أعطاه وأكرمه وهذا عهدنا بربنا جل جلاله وهو الذي يملك العطاء والمنع والبشر ما هم إلا أسباب سببها مسبب الأسباب جل جلاله.
أسأل الله عزو جل أن يفتح علينا وعليكم أسباب الرزق الحلال وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ويقينا وإياكم ذل سؤال العباد اللهم آمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان