الترغيب في العمل الصالح
أحمد البشائر
الحمد لله الذي نصر عبده وأيّد بالحق جنده وهزم الأحزاب وحده والصلاة والسلام على من أرسله رحمة للعالمين وفضله وعلى آله وأصحابه الهداة الكملة
أما بعد أيها الناس حلّوا أنفسكم بالطاعة وألبسوها قناع المخافة واجعلوا آخرتكم لأنفسكم وسعيَكم لمستقركم واعلموا أنكم عما قليل راحلون وإلى الله صائرون فلا يغني عنكم هنالك إلا صالح عمل قدّمتموه وحسن ثواب جزيتموه إنما تقدَمون على ماقدّمتم وتجزون على ما أسلفتم فلا تخدعنّكم زخارف دنيا دنيّة عن مراتب جنة عالية فكأن قدكشف القناع وارتفع الإرتياب ولقي كل امرئ مستقرّه وعرف مثواه ومقيله عباد الله فما من مسلم إلا ويسأل عن جوارحه السبع فله ما كسبت وعليه مااكتسبت وقد نظمها شيخنا أطال عمره بقوله
إن الجوارح لها جمعت
ببيت شعر وهو هذا البيت
سمع يدان بصر رجلان
والبطن والفرج مع اللسان
فاتقوا الله تعالى في رعاية هذه السبع بإرسالها في رياض الطاعات وحبسها عن مصارع المخالفات وإياكم وإضاعة الوقت في غير طاعة الله فقد قيل
أليس من الخسران أن لياليا
تمر بلا نفع وتحسب من عمر
وكونوا عباد الله إخوانا وإياكم والشحناء والتقاطع فمن أسدى إليكم ثوب المودة فكافئوه ومن أبدى لكم شائك العداوة فقابلوه بقول الشاعر
عداتي لهم فضل علي ومِنّة
فلا أبعد الرحمن عنه الأعاديا
همُ بحثوا عن ثلّتي فاجتنبتها
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد
العقاب