التذكير بلزوم الجماعة والتحذير من خطر الخلايا الإرهابية

أبو المقداد الأثري
1437/12/21 - 2016/09/22 20:17PM
التذكير بلزوم الجماعة والتحذير من خطر الخلايا الإرهابية
الشيخ د/ علي بن يحي الحدادي

http://cutt.us/glAXO

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن التقوى هي وصية الله لعباده أولهم وآخرهم ، لأنها سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم قال تعالى (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) وقال سبحانه مبشراً أهل التقوى بالفوز الأبدي مع ذكر بعض صفاتهم وأعمالهم {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 15 – 19].

ثم اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم فبالسمع والطاعة تقيموا من شعائر الله ودينه ما لا يمكنكم إقامته في حال الفوضى والاختلاف ، وبالسمع والطاعة تصلح لكم دنياكم، وتستقيم أحوالكم، ويثبت أمنكم، ويكبت الله عدوكم، وتتفرغوا لمصالح دينكم ودنياكم.

عباد الله إنه كثيراً ما تأتي أدلة الشرع المطهر جامعة بين الأمر بتقوى الله وبين السمع والطاعة لولاة الأمور لأنه بالأمرين يصلح أمر الدين والدنيا، وتتحقق مصالح الدنيا والآخرة.

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته عند دنو أجله (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدٌ حبشي).

وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (يا أيها الناس اتقوا الله، وإن تأمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا) الحديث. رواه مسلم وأحمد واللفظ له. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة مالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم) رواه أحمد.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه حين صلوا العشاء أنْ احشدوا فإن لي إليكم حاجة فلما فرغوا من صلاة الصبح قال هل حشدتم كما أمرتكم؟ قالوا نعم قال: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. هل عقلتم هذه؟ (ثلاثا) قلنا: نعم. قال: فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة. هل عقلتم هذه؟ (ثلاثا) قلنا: نعم. قال: اسمعوا وأطيعوا. هل عقلتم هذه؟ (ثلاثا) قلنا: نعم. قال: فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سيتكلم كلاما طويلا ثم نظرنا في كلامه فإذا هو قد جمع لنا الأمر كله) رواه الطبراني. أي جمع لهم خير الدنيا والآخرة في هذه الوصية المختصرة.

عباد الله:

كونوا على يقين تام لا يخالطه شك ولا ريب أن الخير والفلاح والسعادة في العاجل والآجل هو في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما دام لزوم الجماعة والسمع والطاعة في المعروف مأموراً به في الكتاب والسنة فهو إذن من أسباب الهدى في الدنيا ومن أسباب الفوز في الآخرة بالجنة.

وكونوا على يقين تام أيضاً أن الدعوة إلى الخروج والثورات هو من أسباب سخط الله لمخالفته أمره، ومن أسباب الندم العاجل لما يورثه الخروج من سفك الدماء وسلب الأموال وانتهاك الأعراض وذهاب الأمن وإذا ذهب الأمن ذهب معه كل ما لا يصلح إلا بالأمن.

نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ به من شر الأشرار وكيد الفجار إنه قوي عزيز، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية.

الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان وسلم تسليما

أمّا بعد:

فالحمد لله الذي مكن رجال أمننا من القضاء والقبض على بعض خلايا الإجرام والإفساد في الأرض التي خلعت عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف الصالح. ولبست عقيدة الخوارج المبنية على تكفير المسلمين واستحلال دمائهم والخروج على جماعتهم وتحريف معاني كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما يوافق أهواءهم.

عباد الله:

إن الجهد في محاربة هذا الفساد الفكري ليس محصوراً في الجهات الأمنية ورجالها بل علينا جميعاً مسؤولية عظيمة في الحفاظ على أمننا واستقرارنا ووحدة كلمتنا وصفّنا وذلك بالتمسك بالعقيدة السلفية الصحيحة، ولزوم السمع والطاعة في المعروف، وتربيةِ أبنائنا قولاً وعملاً على محبة الله ورسوله ومحبة ولاة أمرهم وتوقيرهم والدعاء لهم بالعافية والصلاح وحسن البطانة وكفِّ الألسن عن غيبتهم أو التنفير منهم أو التحريض عليهم.

ومتابعتِهم في أصدقائهم ومدخلهم ومخرجهم، وما يتصفحونه من المواقع وما يقرؤونه ويسمعونه لأن دعاة الفتن يتربصون بأبنائنا بكل سبيل هذا يستدرجهم بالاستراحات وذاك يستدرجهم بالمخيمات والثالث يستدرجهم عن طريق مواقع التواصل ورابع عن طريق الألعاب الجماعية الالكترونية.. هذا يأتيهم من باب المنكرات، وذاك يأتيهم من باب المرتّبات، والثالث يأتيهم من باب الخدمات، والرابع يستدرجهم بأصوات الأناشيد وما فيها من التحزين والآهات. والخامس يستدرجهم بصور المذابح والمجازر التي كانوا هم من أهم أسبابها لمّا حرضوا الضعفاء العزّل على مواجهة الأنظمة والدول.

تعددت المشارب و اختلفت الوسائل ولكنّ الغاية واحدة وهي سلبنُا عقيدَتنا وأمننا واجتماعنا وعزنا. خذل الله مساعيهم وحطّم آمالهم، وجعل تدبيرهم تدميرهم إنه على كل شيء قدير.

عباد الله: إنها حرب ضروس يشنها أعداء عقيدتنا وحساد نعمتنا من دولة إيران الرافضية والجماعات الإرهابية الخارجية كداعش والقاعدة والنصرة والإخوان فاحذروهم جميعاً وبينوا لأبنائكم وبناتكم وطلابكم ومن تجالسونهم بينوا لهم فتاوى العلماء المعتبرين الموثوقين، وبيانات ولاة الأمر في التحذير منها ومن خطرها جميعاً.

أيها الإخوة إن التحاق بعض أبنائنا بهذه التنظيمات لا يأتي هكذا مصادفة لكن تسبقه محاولات وجهود متعددة ، وتصادف هذه المحاولات شباباً أعزل غير مسلّح بسلاح العلم والبصيرة فما أسرع ما يقع فريسة سهلة لأعدائه وإذا به ينقلب على أهله وقرابته وولاة أمره يكفرهم ويستحل دماءهم والعياذ بالله. فاجتهدوا في تربية أبنائكم واجتهدوا في الدعاء لهم في السر والجهر فإن الله سميع الدعاء.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين وعن سائر أصحاب نبيك والتابعين لهم بإحسان. و عنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين. و أذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين .اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق إمامنا لهداك واجعل عمله في رضاك واحفظه بحفظك واكلأه برعايتك وأصلح له البطانة إنك على كل شيء قدير.

اللهم من أراد بنا سوءا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك في نحورهم، يا قوي يا عزيز.

اللهم أمّن حدودنا واحفظ جنودنا ورجال أمننا وأبطل بهم كيد من يكيد للإسلام وأهله إنك أنت القوي العزيز.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90-91]..

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
المشاهدات 1258 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا