التحذير من جماعة التبليغ - موافقة للتعميم - مختصرة
حسام الحجي
الْحَمَدُ للهِ جَعَلَ الدِّينَ عِنْدَهُ الْإِسْلَامَ، وَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَاحِبُ الْخِصَالِ الْعِظَامِ، عَلَيْهِ مِنْ رَبِّي وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأتْبَاعِهِ أَتَمُّ صَلَاةٍ وَأَزْكَى سَلَامٍ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ الْوَاحِدِ الْعَلَّامِ.
عِبَادَ اللهِ : يَقُولُ رَبُّكُمْ فِي كِتَابِهِ ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ وَمنَ الصَّحِيحِ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [ستفترقُ هذهِ الأُمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدةً، قيلَ: مَن هي يا رسولَ اللهِ؟ فقال: مَن كان على مِثلِ ما أنا عليه وأصحابِي] أَوْرَدَهُ ابْنُ تَيْمِيَّة وَالْحَاكِمُ وَابْنِ حِبَّانْ وَصَحَّحَهُ اَلْأَلْبَانِي.
هَذِهِ نُصُوصٌ مِنْ بَاطِنِ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ، وَمِنْ صَحِيحٍ السُّنَةِ، تَدُلَّ دِلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى أَنَّ لَا جَمَاعَاتٍ وَلَا فِرَقَ وَلَا أَحْزَابَ مُعْتَبَرَةً، غَيْرَ حِزْبَيْنِ، ذَكَرَهُمَا اللهُ بَيَانًا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، وَإِخْرَاجًا لَهُمْ إِلَى النُّورِ مِنْ الظُّلْمَةِ، الْحِزْبُ اَلْأَوَّلُ: حِزْبُ الشَّيْطَانِ وَقَالَ اللهُ فِيهِ: ﴿أَلا إِنَّ حِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ﴾
وَالثَّانِي: حِزْبُ اللهِ ، وَقَالَ عَنْهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ: ﴿أَلا إِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ المُفلِحونَ﴾.
وَإِنَّ مِمَّا أَشْكَلَ عَلَى الْعَامَّةِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَتَسَبَّبَ فِي إِحْدَاثِ أُمُورٍ فِي الدِّينِ لَيْسَتْ مِنْهُ، فِرَقٌ وَجَمَاعَاتٌ وَأَحْزَابٌ، مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، وَمِنْهَا: جَمَاعَةُ التَّبْلِيغِ، وَيُسَمُّونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْأَحْبَابِ، وَأَوَّلُ مَا نَشَأَتْ وَنَشِطَتْ فِي الْهِنْدِ، ثُمَّ تَوَسَّعَتْ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى بَعْضِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْإِسْلَامِيَّةِ، وَلَعَلِّي أُجْمِلُ وَأَخْتَصِرُ بَعْضَ أَخْطَائِهِمُ الَّتِي تُبَيِّنُ كَثِيرًا مِمَّا يُرَادُ قَوْلُهُ عَنْهُمْ وَفِيهِمْ، وَمِنْ ذَلِكَ: عَدَمُ تَبَنِّيهِمْ لِعَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَعَدَمُ اهْتِمَامِهِمْ بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ، وَتَأْوِيلُهُمْ لِلْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَنَقْلِهِمْ لِمَعَانِيهَا عَلَى غَيْرِ مُرَادِ اللهِ تَعَالَى، وَمِنْ ذَلِكَ تَأْوِيلُهُمْ لِآيَاتِ الْجِهَادِ بِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهَا "الْخُرُوجُ لِلدَّعْوَةِ"، انْتِشَارُ الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ بَيْنَهُمْ، وَهَذَا لَا يَلِيقُ بِالَّذِي يَتَصَدَّرُ لِلدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، التَّطَاوُلُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَوَصَفُهُمْ بِأَنَّهُمْ قَاعِدُونَ وَنَائِمُونَ، جُرْأَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى الْفَتْوَى وَالتَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ بِدُونِ عِلْمٍ، وَتَفْرِيطُ بَعْضِهِمْ فِي حُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَبْنَاءِ وَالزَّوْجَةِ، وَفِي هَذَا خَطَرٌ عَظِيمٌ عَلَى الْأُسْرَةِ وَالْمُجْتَمَعِ بَيَّنَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ.
وَعَلَى هَذَا فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ لَمْ يَجَوِّزُوا الْخُرُوجَ مَعَهُمْ إِلَّا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفِيدَهُمْ وَيُصَحِّحَ الْأَخْطَاءَ الَّتِي تَقَعُ مِنْهُمْ.
وَهَذِهِ الْجَمَاعَةُ هِيَ إِحْدَى الْجَمَاعَاتِ الْمَحْظُورَةِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، خَشْيَةَ أَنْ تَكُونَ إِحْدَى الْبَوَّابَاتِ الْمُوْصِلَةِ إِلَى الْإِرْهَابِ عِيَاذًا باللهِ، وَإِنْ زَعَمُوا هُمْ خِلَافَ ذَلِكَ، وَقَدْ حَذَّرَ كِبَارُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَكَذَا مَسْؤُوْلُو الدَّوْلَةِ مِنْ خَطَرِهِمْ، لِمَا أَوْرَدْنَاهُ مِنْ بَعْضِ أَخْطَائِهِمْ، وَلِعَدَمِ تَمَسُّكِهِمْ وَالْتِزَامِهِمْ بِمَا عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَلَا الْأَخْذِ بِهِ وَاعْتِبَارِهِ.
أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَديدُ العِقابِ﴾.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوه.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الحَمْدُ للهِ وكَفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى، أمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللهِ: كُلُّ مُسْلِمٍ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى خَيْرٍ وَإِلَى خَيْرٍ، مَتَى مَا سَلِمَ مِنَ الِانْتِمَاءِ إِلَى جَمَاعَاتٍ، وَذَهَبَ يَبْحَثُ عَنْ فِرَقٍ ضَالَّاتٍ، وَيُفَتِّشُ فِي مَذْهَبِيَّةٍ وَيُرِيدُ حِزْبِيَّاتٍ، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الْمُحْدَثَةِ الدَّخِيلَةِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ، أُمَّةُ الْوَسَطِ وَفِيهَا الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ، الَّذِينَ هُمْ بِاتِّفَاقِ الْخَلَفِ وَمَنْ سَلَفَ، أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، لِذَا: مَنْ تَرَأَّسَ فِرَقًا، أَوْ دَعَا لِتَحَزُّبٍ، أَوْ انْتَسَبَ لِجَمَاعَةٍ، غَيْرِ جَمَاعَةِ مُحَمَّدِ ﷺ ، فَقْدٌ ضَلَّ وَأَضَلَّ، فَلَا تَبْلِيغَ، وَلَا سَرُورِيَّةَ، وَلَا صُوفِيَّةَ، وَلَا إِخْوَانَ، وَلَا شِيعَةَ، وَلَا خَوَارِجَ، وَلَا غَيْرَهَا، يَصِحُّ اتِّبَاعُهَا، فَكُلُّ أَتْبَاعِهَا، مَا بَيْنَ مُتَشَدِّدٍ قَاتِلٍ، وَبَيْنَ مُفْرِطٍ جَاهِلٍ، وَإِنِّي مِنْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، مِنْ كُلِّ الْجَمَاعَاتِ وَالْفِرَقِ وَالْأَحْزَابِ أُحَذِّر.
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُبَشِّرِ الْمُنْذِرِ …
تركي العتيبي
لله درك ايها الفاضل
خطبة موفقة مباركة مفيدة مختصرة
تعديل التعليق