التحذير من جماعة الاخوان المسلمين

د. ماجد بلال
1442/03/27 - 2020/11/13 10:28AM

خطبة التحذير من جماعة الإخوان المسلمين

ماجد بلا ل – جامع الرحمن – 27/3/1442هـ

الخطبة الأولى

أيها المسلمون جاء في بيان لوكالة الأنباء السعودية 24 ربيع الأول 1442هـ الموافق 10 نوفمبر 2020 م واس مانصه: أكدت هيئة كبار العلماء، أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.

جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة كبار العلماء اليوم، فيما يلي نصه :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد :

فإن الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرق والاختلاف قال تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون"، وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون".

وإنما يكون اتباع صراط الله المستقيم بالاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنّ مِن السبل التي نهى الله تعالى عن اتباعها المذاهب والنحل المنحرفة عن الحق، فقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيماً"، ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلاّ عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" رواه الإمام أحمد.

قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : " فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله" وقوله : " أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ونحو هذا في القرآن، قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمِراء والخصومات في دين الله.

والاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو سبيل إرضاء الله وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والوقاية من الشرور والفتن، قال تعالى : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون".

فعُلم من هذا : أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة. وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها ((جماعة الإخوان المسلمين))، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.

ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.

فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.

والله نسأل أن يحفظنا جميعاً من كل شر وفتنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

انتهى نص البيان

اللهم اجمع كلمتنا على ولاة أمرونا وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان يا رب العلمين.

أقول قولي هذا ....

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:                   

عباد الله

إن جماعة الإخوان المسلمين (والإسلام بريء من أفعالها) صنعت ديناً جديداً خليطاً يجمع بين الصوفية والاشتراكية، دين سياسي محض هدفه الحزبية التي تنافس على الرئاسة حتى الوصول إليها، مع أن الإسلام لم يحث المسلمين على الزعامة ولا الرئاسة، بل أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمر والنصح لهم، لا أن يتصارع الناس على الزعامة ويفنون أعمارهم في الوصول إليها، كما هو الحاصل في البلدان الكافرة التي انشغلوا فيها بالأحزاب والانفاق عليها وأصبحت شغلهم الشاغل.

ولا يرون بأساً في التقية التي يمارسها الرافضة، ويرون التقريب بين المذاهب والأديان، كله بحجة الوصول إلى السلطة.

ومن سيئات جماعة الإخوان أنهم أثاروا الناس وحرضوهم على الخروج على ولاة الأمر وما سموه زورا وبهتانا بالربيع العربي وهو الدمار الذي حل في بلاد المسلمين بعد أن كانت تنعم بالأمن والأمان، والذي أحرق تونس والعراق وسوريا ومصر إلا أن الله نجى مصر الحبيبة وعادت إلى استقرارها وأمنها وأمانها ولله الحمد والمنة ونسأل الله لكل بلاد المسلمين الذين اكتووا بنارهم أن يعيد لهم الأمن والأمان.

بل ان من قواعد جماعة الاخوان أن الغاية تبرر الوسيلة، فقد ينخرط مع أهل المعاصي والمنكرات والخمور والاختلاط بحجة الدعوة إلى الله وترغيبهم في أهل الإسلام وأنهم غير متشددين، بل الأعظم من هذا كله سكوتهم عن الشرك الأكبر ودعوة غير الله عز وجل والقبور والضرة بنفس الحجة الواهية.

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: وأما الإخوان المسلمون فليس لهم نشاط واضح في بيان التوحيد وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، وإنما دعوتهم عامة إلى الإسلام، وهذا لا يكفي، بل يجب على الإخوان المسلمين وعلى غيرهم من الدعاة أن يكون نشاطهم تفصيليًا، وأن يعنوا بالعقيدة الصحيحة، وأن يوضحوها للناس حتى يخرج مدعي الإسلام من عقيدة الكفر إلى العقيدة الصحيحة، فإنه قد يدعي الإسلام وقد يتكلم به ويصلي مع الناس وهو مع ذلك يعبد الأموات ويستغيث بـالبدوي أو بـالحسين أو بالشيخ عبدالقادر أو بفلان وفلان، ويسأله المدد والغوث إذا مر بقبورهم، وهذا كفر أكبر نعوذ بالله من ذلك، وقد يكون عندهم طريقة من طرق الصوفية خبيثة، فالواجب البيان والإيضاح.

 

وبعد، فإن الله لم يتعبدنا باتباع أسماء ورموز ورايات وشعارات، ولم يرض لنا إلا اسم الإسلام أن نجتمع عليه، أفلا نرضى بما رضيه الله لنا؟!

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]

، وقال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صحيح مسلم (1/ 62)

وقال e " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وإحدى وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وثنتين وسبعين في النار، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة ".

قال الالباني في السلسلة الصحيحة:" حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها."

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 411)

صحيح مسلم (1/ 137)

وفي البخاري من حديث حذيفة لما سأل النبي e عن الشر فأخبره النبي e عما يحصل فسأله حذيفة: ( فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ) صحيح البخاري (4/ 199)

وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، قَالَ: " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ "

وقوله ظاهرين يدل على أنهم ليسوا منبوذين ولا مختبئين ولا في الكهوف ولا في الجبال، بل في دولة ظاهرة تقوم بحجة الله عز وجل على الناس وتبلغ دين الله، ولا أشك أنها المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشرفين وقبلة المسلمين، وما وافقها من الدول الإسلامية في العقيدة والمنهج.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه

المرفقات

خطبة-التحذير-من-جماعة-الاخوان

خطبة-التحذير-من-جماعة-الاخوان

خطبة-التحذير-من-جماعة-الاخوان-2

خطبة-التحذير-من-جماعة-الاخوان-2

المشاهدات 3918 | التعليقات 0