التحذير من تهنئة الكفار

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... إخوة الإيمان والعقيدة .. فإن من الأسس والأصول التي يقوم عليها دين التوحيد الولاء والبراءة في الله، وذلك بموالاة الله تعالى وأنبيائه ورسله وأوليائه من الموحدين، والبراءة من الكفر والشرك وأهله وشعائره ]قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[ وقال تعالى ]لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[. وفي حديث ابن عباس (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله). وقد حرص النبي ﷺ على تأكيد هذه البراءة من الكفار والمشركين حتى كان يمنع من التشبه بهم فيما يختصون به من عاداتهم وألبستهم، لأن التشبه في الظاهر يورث الميل والموافقة في الباطن، فقال ﷺ (من تشبه بقوم فهو منهم). وكان ﷺ يزجر عن مشاركة المشركين في شعائرهم وعباداتهم وأعيادهم أو التشبه بهم فيها، لأن الأعياد من شعائر الأمم. وقلّ أن يكون عيد لأمة إلا وله ارتباط بدينها وعقيدتها، فمن ذلك أنه قدم المدينة فوجدهم يحتفلون بيومين من أيامهم التي ألِفُوها في جاهليتهم وتوارثوها جيلاً بعد جيل فأبطلها ﷺ، فَقَالَ (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ). وأثنى الله على عباده عباد الرحمن فقال ]وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ[ وقد فسر بعض السلف ] الزُّورَ [بأعياد المشركين. فأثنى الله على عباده باجتنابها. قال عبد الله بن عمرو t: من بنى في بلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم ومهرجانهم - أي عيدهم - وتشبه بهم حتى يموت، حشر معهم يوم القيامة. وقَالَ عُمَرُ t: لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ، وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ، فَإِنَّ السخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. فليحذر المسلم من مشاركة اليهود والنصارى والمشركين في أعيادهم، أو الإهداء لهم فيها أو إعاناتهم عليها، أو تهنئتهم أو إظهار الفرح والسرور بها، أو قبول هداياهم بمناسبتها، لأنها تشعر برضا المسلم بهذه الشعائر الباطلة المتعلقة باعتقاداتهم الكفرية. بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. معاشر المؤمنين ... اتقوا الله حق التقوى، واعلموا أن التهنئة الأعياد المشركين والكفار هذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس، أو عيد الفِصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا، فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أنّ تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل. فاتقوا الله - عباد الله - واحذروا أسباب سخطه، وليس على المسلم من ضير إذا أسخط الناس برضا الله، إنما الضرر كل الضرر أن يسخط الله برضا الناس اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمن أوطاننا وأصلح سلطاننا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيده بتأييدك وانصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا. اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.  

المرفقات

1672332890_التحذير من تهنئة الكفار.docx

1672332897_التحذير من تهنئة الكفار.pdf

المشاهدات 798 | التعليقات 0