التحذير من الخطر الحوثي الرافضي والحث على قوة الالتفاف حول القيادة الرشيدة
أبو المقداد الأثري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد فاتقوا الله عباد الله كما أمركم في قوله جل وعلا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
ثم اعلموا أن عداوة الرافضة الصفويين لأهل السنة عامة ولبلاد الحرمين الشريفين مقدساتٍ وحكومةً وشعباً _ بشكل خاص _ أمر معلوم لا تزيدنا الأيام به إلا بصيرة وقناعة.
فتاريخهم ملوث بالمكايد ضد الدول الإسلامية من العهود القديمة إلى اليوم ، _وهل سقطت بغداد واستبيحت عاصمة الخلافة العباسية في منتصف القرن السابع إلا جرّاء مكايدهم وتآمرهم وغدرهم_.
وتاريخهم ملوث بإنشاء ورعاية التنظيمات الإرهابية المزروعة في داخل البلاد الإسلامية السنية لإضعاف الدولة من داخلها وتجنيد أبناء الوطن ضد أوطانهم. وما تنظيم القاعدة وحزب الشيطان عنكم ببعيد.
وتاريخهم ملوث بانتهاك حرمات المقدسات وعلى رأسها الحرمان الشريفان فهم لا يعظمون ولا يقدسون في مكة والمدينة إلا قبوراً معينة ومنها قبور منسوبة لبعض من مات على الشرك و أبى الله على نبيه أن يستغفر لهم. فكم أقام أسلافهم من المذابح والمجازر في الحرم المكي والمشاعر المقدسة. وكم نفذوا في العصر الحديث من عمليات التخريب والفتن في مواسم الحج التي يذهب ضحيتها في كل مرة عشرات أو مئات الأرواح البريئة
وكم لوث بعض أفرادهم عمداً وقصداً المطاف والمسعى والمصلين في المسجد الحرام والمسجد النبوي بالغائط والبول إمعانا في العداوة والأذى. مع أن البيت الحرام كان مقدساً معظماً عند مشركي الجاهلية بل كان إكرامهم له ولزواره محل فخرهم واعتزازهم إذ هو مما ورثوه من دين إبراهيم كما قال جلّ وعلا { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
ومن مخازي هؤلاء الرافضة الصفويين الحوثيين البالغة في الخبث منتهاه إرسالهم الصواريخ على بعض مدننا الآمنة ومنشآتنا الاقتصادية ومؤسساتنا المدنية بقصد إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والممتلكات ولإشاعة الخوف والرعب والفزع والاضطراب. ولإظهار الدولة بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع حماية عمق داره ولكسب الدعاية الإعلامية ورفع الروح المعنوية لجنودهم.
ولكن الله تعالى بمنه وفضله خيب آمالهم وأبطل أعمالهم. فما نفع سلاحهم ولا أفاد ولا بلغوا شيئاً من المنى والمراد ورجع عليهم عاقبة المكر وعاد وهذه سنة الله مع كل مفسد في الأرض (والله لا يحب الفساد).
عباد الله:
إن علينا أن نستفيد من هذه العداوة الحوثية ومن خلفها إيران الرافضية وعملاؤها بالحذر منها وبالحذر الأكيد من التنظيمات التي سخّرت نفسها لخدمة المشروع الصفوي وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين فإنه ما فتئ يغرر المسلمين بهم وذلك من خلال مدحهم والثناء عليهم وموالاتهم والتعاون معهم. ففي الوقت الذي كانوا يحرضون الشباب ضد دولهم ورؤسائهم وحكامهم كانوا يشهدون لثورة الخميني بأنها تمثل الخلافة الإسلامية والحكومة الإسلامية كما صرح بذلك عدد من منظريهم وزعمائهم والله المستعان.
ولا شك أن عدوك الخارجي قد لا يستطيع الوصول إلى مضرتك كما يستطيع ذلك العدو الداخلي الذي يلبس لباسك ويتكلم كلامك ويشاركك شرابك وطعامك.
فلنحذر غاية الحذر من هذا التنظيم من فكره ومنهجه ورموزه ومؤلفاته فإن غاية أمره إفساد عقيدتنا وتخريب أمننا وتفريق كلمتنا . اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم تعايشون أخطارا محدقة بكم تهدد عقيدتكم وأمنكم وبلادكم وإن تجاوز هذه المخاطر مرهون بعد عون الله وتأييده بالتفافكم القوي حول ولاة الأمر ولزومكم للجماعة وثباتكم على الولاء والسمع والطاعة، فإن قوة الصف ووحدته والتحام الأمة قيادة وشعبا هو الصخرة القوية التي تتحطم عليها كل مكائد العدو ومخططاته وهو السور المنيع والحصن والحصين الذي يقف دونه حسيرا كسيرا كل عدو متربص وحاقد مترقب.
أيها الإخوة في الله:
إن دولتنا كما ترون تبذل دون حساب وتعمل دون كلل من أجل أمننا ورخائنا وعزنا ونصرة ديننا. فلولاة الأمر علينا أن نقابلهم بحسن الدعاء وجميل الثناء وصدق الولاء.
أيها الإخوة:
إن على المواطن أن يتحلى بالمسؤولية وبالحس الأمني حتى لا يخدم العدو من حيث لا يشعر فمن الملاحظ أن بعض المواطنين بحسن نية قد ينشر صور التحركات الأمنية أو صور الانفجارات ونحو ذلك ثم ينشرها عبر وسائل التواصل فيستغلها العدو فيحاربنا بها عسكريا واعلاميا واستخباراتياً.
وبعض المواطنين قد يتبرعون بسخاء عند الإشارات والمحطات والمساجد لمجهولين ومجهولات من رجال ونساء وأطفال مع تحذير الجهات المعنية وتحذير سماحة المفتي من ذلك، ووجه الخطأ في هذا التبرع لهم أنك قد تدعم خزينة عدوك الرافضي الحوثي من حيث لا تشعر. فإن كثيرا من هؤلاء المساكين في نظرك هم أفراد مجندون لخدمة عصابات تجمعهم وتوزعهم ثم تأخذ ما جمعوه فتعطيهم الفتات وتستولي على النصيب الأكبر من الغلة لمصالحها ومصالح حزبها.
فالحذر الحذر أيها الإخوة الفضلاء، وأحكموا تصرفاتكم حتى لا تضروا وطنكم وجنودكم وأنفسكم وأنتم لا تشعرون.
هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير سيد الأولين والآخرين والمبعوث رحمة للعالمين اللهم صل وسلم عليه وعلى خلفائه الراشدين وأزواجه وأهل بيته وعامة أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك ، اللهم عليك الحوثيين والرافضة الصفويين اللهم تدمرهم تدميراً فقد أهلكوا احرث والنسل وأفسدوا في الأرض فساداً كبيراً، اللهم انصر جنودنا وأمن حدودنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات . عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
د. علي بن يحيى الحدادي