التحذير من التستر التجاري والاحتفال بالمولد النبوي

عايد القزلان التميمي
1443/03/09 - 2021/10/15 04:43AM
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾. ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أ
ما بعدُ فيا أيها المؤمنون
إن الأمن إحدى الدعائم الرئيسة للاقتصاد، بل أهمها على الإطلاق؛ فهو من متطلبات الحياة، ومتطلبات الأمن كثيرة، ومتداخلة فيما بينها، إلا أنني أركز على جانب مهم من مكوناته المجتمعية المرتبطة بأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، وهو جانب التستر والمخالفين لأنظمة الإقامة وتأثير هؤلاء المخالفين على أمن واقتصاد الوطن، والمجتمع عمومًا.
 وفي الآونة الأخيرة تحول أمر المخالفين من البحث عن العمل والكسب المالي وممارسة الأنشطة التجارية بنظام التستر، إلى تشكيل التنظيمات الخطرة التي تهدد الأمن الداخلي، والانخراط في تجارة المخدرات، وامتهان التسول لجمع الأموال بقصد تمويل خلايا إرهابية أو تنظيمات خارجية .
ويحتوي ملف التستر التجاري على قضايا غسل الأموال، وتمويل الأنشطة المحرمة، والتهرب الضريبي وترويج العملات المزورة، وغيرها . و يعتبر مخالفو أمن الحدود، من المتسللين، الركيزة الأهم في تهريب المخدرات لما يمتلكونه من معرفة وقدرات على تجاوز الحدود، وقضايا وجرائم المتسللين من بعض الدول ما زالت عالقة في الأذهان، وتبذل الجهات الأمنية قصارى جهدها لمحاربة المخالفين والمتسترين وضبطهم وحماية الحدود وأمن المملكة، ، إلا أنها جهود تحتاج إلى دعم ومشاركة أكبر من المواطنين أنفسهم.
فالأمن مسؤولية مشتركة تتحملها الأجهزة الأمنية وكل فرد من أفراد المجتمع ومؤسساته المدنية.
عباد الله قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59]
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله هذه الآية نص في وجوب طاعة أولى الأمر وهم الأمراء والعلماء، والسُنَّة الصحيحة عن الرسول ﷺ تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف .
وبين رحمه الله أنه يجب على المسلمين السمع والطاعة في الأنظمة العامة لأن هذا من المعروف الذي ينفع المسلمين. عباد الله إن الأنظمة والأحكام والأوامر التي يصدرها ولي الأمر بما يصلح الأمة هي السياسة الشرعية وهي أحكام من شأنها التغيُّر باختلاف الزمان والمكان وأحوال الناس ، ويجب شرعا طاعة ولي الأمر في ذلك , لما في ذلك من تحقيق المصالح ودرأ المفاسد.
فيجب العمل بهذه الأنظمة والتي تكون اكتسبت الشرعية بعد صدورها من ولي الأمر،
ومن هذا المنطلق اعتبرت هيئة كبار العلماء اتباع الإجراءات التي أصدرها ولي الأمر لازمة شرعاً لثبوت الجرائم وتقرير عقابها .
أيها المؤمنون, اتقوا الله تعالى, وطيبوا مكاسبكم بالرزق الحلال ,لإنَّ المكاسبَ الطيِّبة يُصلحُ اللهُ بها الأحوال، وإنَّ الوَرَعَ عن الحَرامِ خيرٌ لكَ في الحالِ والمآل، وإنه لا خيرَ في مكاسبٍ تَمْحَقُ دُنياكَ وأُخراكَ، فلا باركَ اللهُ في رِزْقٍ يُدخِلُكَ في معاملاتٍ غيرِ نافعةٍ، والحمدُ للهِ فأبوابُ الرِّزْقِ الحَلالِ واسعة، رَزَقَنا اللهُ جَميعاً القَناعةَ وخيرَ الدارينِ، وكفانا بحلالهِ عن حرامهِ، وأغنانا بفضلهِ عمَّن سواه.
أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية /
الحمد لله والخير كله فيما جاء به كتاب الله ، والفوز والفلاح في متابعة السنة وما أمر به رسول الله ،.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله القائل : (( من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد )) ، صلى الله وسلم عليه ، وعلى آله وأصحابه المحاميد ، وعلى التابعين لهم بإحسان من قريب أو بعيد  .
أما بعد فإنَّ ممَّا أحْدَثه الناسُ في القُرونِ المتأخِّرةِ بعدَ القرونِ الثَّلاثةِ الأُولى المُفضَّلةِ: الاحتفالَ بيومِ وِلادةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم, وأوَّلُ مَن أحْدَثه وابتدَعه هم الرافضةُ العُبَيديُّون (الذين يُسمَّوْن زُورًا وتَلبيسًا بالفاطميِّين)؛
  والحقيقةُ التاريخيَّةُ الثابتةُ التي لا تَقبَلُ الشكَّ: أنه لم يَثبُتْ أنَّ الثاني عَشرَ من ربيعٍ الأوَّل هو يومُ وِلادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ، بل الأرجحُ والأصحُّ: أنَّه ليس يومَ مَولدِه، والثابتُ الذي عليه أكثرُ المؤرِّخين أنَّه يومُ وفاتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وكان ذلك يومَ الإثنين، ودُفِنَ يومَ الثلاثاء، فِداه أبي وأُمِّي ونفْسي.
 عباد الله : وكما هي عادةُ البِدعِ، لا تقِفُ عند حدٍّ؛ فقد دخلتْ على هذه الموالدِ بِدعٌ مُنكَرةٌ وأعمالٌ قبيحةٌ أخرى كالطَّبلِ والتمايُلِ والرَّقص، واختلاطِ الرِّجالِ بالنِّساءِ في بعض البلدان، وغيرِها من المعَاصي، وإلْقاءِ القَصائدِ الشِّركيَّةِ التي فيها استِغاثةٌ بغيرِ اللهِ تعالى، وإطراءٌ للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم كإطراءِ النَّصارَى لعيسى ابنِ مَريمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
عباد الله وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: إن الاحتفال بالمولد بدعة ولا يجوز فعله، وإن فعله كثير من الناس الآن، فالبدع لا ترجع سُنَّة بِفِعل الناس، البِدَع بِدَع وإن فعلها الناس، ولكن المشروع للمسلمين العناية بأحاديثه وسيرته والسير على منهاجه، هذا هو المشروع. فنَسألُ اللهَ بمَنِّه وكَرمِه أن يُرِيَنا والمسلِمين جميعًا الحقَّ حقًّا ويَرزُقَنا اتِّباعَه، وأنْ يُرِيَنا الباطِلَ باطلًا ويَرزُقَنا اجتنابَه،
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....    
المرفقات

1634273029_التحذير من التستر والاحتفال بالمولد.doc

المشاهدات 748 | التعليقات 0