التحذير من الاستماع للشبهات - تعميم الآبار- مشكولة doc + pdf

عبدالله اليابس
1443/07/15 - 2022/02/16 15:59PM

التحذير من سماع الشبهات             الجمعة 17/7/1443هـ

الحَمْدُ للهِ أَحَاطَ بِكِلِّ شَيءٍ خَبَرَاً، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْرًا، وَأَسْبَغَ عَلَى الخَلَائِقِ مِنْ حِفْظِهِ سِتْرًا، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ، وَأَتُوبُ إِلَيهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً عُذْرًا وَنُذْرًا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ، أَخْلَدَ اللهُ لَهُمْ ذِكْرًا، وَأَعْظَمَ لَهُمْ أَجْرًا.

أَمَّا بَعْدُ.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. لَمَّا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ لَمْ يَخْلُقْهُ أَجْوَفَ بِلَا رُوحٍ وَلَا مَشَاعِرَ، بَلْ خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، وَخَلَقَهُ كَذَلِكَ مِنْ رُوحٍ وَعَوَاطِفَ، فَتَجِدُ الرَّجُلَ الجَلْدَ يَحْتَمِلُ الضَرْبَ وَالتَّعْذِيْبَ، لَكِنَّهُ ــ مَثَلاً ــ لَا يَتَحَمَّلُ حُزْنَ وَلَدِهِ أَوْ وَالِدِهِ، وَتَجِدُ الرَّجُلَ يَحْتَمِلُ الجِرَاحَ الكَثِيْرَةَ فِي بَدَنِهِ وَلاَ تُؤَثِّرُ عَلَيْهِ، لَكِنَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً تَجْرَحُ مَشَاعِرَهُ قَدْ تَحْرِمُهُ النَّوْمَ أَيَّامًا.

وَمَنْ يَتَأَمَّلُ فِي ذَلِكَ يَتَبَيَّنُ لَهُ خُطُورَةَ الكَلِمَةِ، وَرِقَّةَ الرُّوحَ عِنْدَ الإِنْسَانِ، وَسُرْعَةَ تَقَلُّبِ رَأْيِهِ وَتَصَرُّفِهِ:

مَا سُمِّيَ القَلْبُ قَلْبًا إلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ *** وَلَا الفُؤَادُ فُؤَادَاً غَيْرَ أَنْ عَقَلَا

وَلِخُطُورَةِ الكَلِمَةِ وَأَثَرِهَا عَلَى القَلْبِ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ اللهِ دَائِمًا الثَبَاتَ عَلَى الحَقِّ، رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَل تَخَافُ عَلَينَا؟ قَالَ: (نَعَم، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شَاءَ)".

وَقَدْ نَهَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادَهُ الـمُؤْمِنِينَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الضَلَالِ، الذِيْنَ يَتَكَلَّمُونَ فِي الشُبُهَاتِ، وَيَطْرَحُونَهَا، خَشْيَةً مِنْ أَنْ تَعْلَقَ هَذِهِ الشُبَهِ فِي قَلْبِ مَنْ لَمْ يَتَحَصَّنْ بِالعِلْمِ الشَرْعِيِّ الكَافِي فَلَا يَجِدُ لَهَا رَدَّاً: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.

قَالَ اِبْنُ جَرِيرِ الطَّبَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: "فَأَنْتُمْ إِنْ لَمْ تَقُومُوا عَنْهُمْ فِي تِلْكَ الحَالِ مِثْلُهُمْ فِي فِعْلِهِمْ، لِأَنَّكُمْ قَدْ عَصَيْتُمُ اللهَ بِجُلُوسِكُمْ مَعَهُمْ، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا، كَمَا عَصَوهُ بِاسْتِهْزَائِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ".

وَقَدْ اِشْتَدَّ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْ يَتَحَدَّثُ بِالـمُتَشَابِهَاتِ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِتَعَلُّمِ العِلْمِ، وَالعَمَلِ بِهِ، رَوَى الإمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُمْ، أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا. إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ. انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

وَلِذَلِكَ غَلَّظَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي النَّهْيِ عَنِ الاِسْتِمَاعِ لِمَنْ يَتَحَدَّثُ فِي الشُبُهَاتِ، أَوْ يَتَحَدَّثَ فِي دِيْنِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.

فَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ رَجُلا يُقَالُ لَهُ: "صَبِيغٌ" قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْلِ ــ أَيْ لِيَضْرِبَهُ ــ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ صَبِيغٌ، فَأَخَذَ عُمَرُ عُرْجُونًا مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَضَرَبَهُ، وَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ، فَجَعَلَ لَهُ ضَرْبًا حَتَّى دَمِيَ رَأْسُهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي.

وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: "لَا تُجَالِسْ أَهْلَ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ مُمْرِضَةٌ لِلْقَلْبِ".

وَقَالَ أَسْمَاءُ بنُ عُبَيدٍ رَحِمَهُ اللهُ: دَخَلَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ عَلَى اِبْنِ سِيرَينَ رَحِمَهُ اللهُ فَقَالَا: يَا أَبَا بَكْرٍ، نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَا: فَنَقْرَأُ عَلَيكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: لَا، لَتَقُومَانِ عَنِّي أَوْ لَأَقُومَنَّ، قَالَ: فَخَرَجَا، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: يَا أَبَا بَكْرٍ، وَمَا كَانَ عَلَيكَ أَنْ يَقْرَآ عَلَيكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ: "إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْرَآ عَلَيَّ آيَةً فَيُحَرِّفَانِهَا، فَيَقَرُّ ذَلِكَ فِي قَلْبِكَ".

وَسَمْعَكَ صُنْ عَنْ سَمَاعِ القَبِيحِ *** كَصَونِ الِّلسَانِ عَنِ النُّطْقِ بِهِ

فَإِنَّكَ عِنْدَ اِسْتِمَاعِ القَبِيحِ *** شَرِيكٌ لِقَائِلِهِ فَاِنْتَبِه

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَإِنَّ النَّهْيَ عِنِ الاِسْتِمَاعِ لِلْشُبُهَاتِ وَالفِتَنِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَيَتَأَكَّدُ النَّهْيُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَزْمَانِ، التِي أَصْبَحَتْ فِيهَا الشُّبَهُ تُطْرَحُ بِاسْتِمْرَارٍ فِي وَسَائِلِ الإِعْلَامِ وَوَسَائِلِ التَوَاصُلِ، وَأَصْبَحَ كُلُّ مَنْ هَبَّ وَدَبَّ يَتَكَلَّمُ فِي دِيْنِ اللهِ بِعِلْمٍ وَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَجَاهَرَ البَعْضُ بِإِلْحَادِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِاللهِ عِيَاذًا بِاللهِ مِنْ حَالِهِمْ، وَتَفَرَّغَ كَثِيْرٌ مِنْهُمْ لِصَدِّ النَّاسِ عَنْ دِيْنِهِمْ، وَتَشْكِيْكِهِمْ وَزَعْزَعَةِ الإِيْمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَجُيِّشَتْ جُيُوشٌ مُنَظَّمَةٌ لِزَحْزَحَةِ العَقِيْدَةِ الصَّحِيْحَةِ، وَالفِطْرَةِ السَّلِيْمَةِ مِنَ نُفُوسِ الـمُسْلِمِيْنَ.

فَالوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَحْفَظَ سَمْعَهُ مِنَ الاِسْتِمَاعِ لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ، وَيَحْفَظَ بَصَرَهُ مِنَ الاِطِّلَاعِ وَالقِرَاءَةِ لَهُمْ، وَلَوْ عَلَى سَبِيْلِ الفُضُولِ، وَلَا يُتَابِعْهُمْ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ، وَلْيَفِرَّ مِنْهُمْ فِرارَ الـمَجْذُومِ مِنَ الأَسَدِ: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

وَقَدْ حَذَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الاِسْتِمَاعِ لِشَخْصٍ يَفْتِنُ النَّاسَ فِي الـمُسْتَقْبَلِ، أَخْرَجَ أَبُو دَاوودَ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسَبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ).

وَلْيَنْتبِهِ الإِنْسَانُ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى مَوَاطِنِ الشُّبُهَاتِ مُعْتَمِدًا عَلَى عِلْمِهِ أَوْ قُوَّةِ إِيْمَانِهِ وَيَقِيْنِهِ، فَإِنَّ مَنْ عَصَى اللهَ وَخَالَفَ أَمْرَهُ وَاِعْتَمَدَ عَلَى نَفْسِهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ.

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَهُوَ يَعْلَمُ، خَرَجَ مِنْ عِصْمَةِ اللهِ، وَوُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ".

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. أَخْتِمُ بِالتَّنْبِيهِ عَلَى مَا عَمَّمَتْهُ وَزَارَةُ الشُؤُونِ الإِسْلَامِيَّةِ مِنَ التَذْكِيْرِ عَلَى تَحْصِيْنِ الآبَارِ حِفَاظًا عَلَى الأَرْوَاحِ، وَالدَّعْوَةِ لِلإِبْلَاغِ عَنِ الآبَارِ الـمَكْشُوفَةِ وَالـمَهْجُورَةِ لِرَدْمِهَا وَتَحْصِيْنِهَا، لِضَمَانِ سَلَامَةِ النَّاسِ، وَلِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ نُصُوُصُ الكِتَابِ الكَرِيْمِ وَالسُّنَّةِ الـمُطَهَّرَةِ مِنْ أَهَمِّيَّةِ الـمُحَافَظَةِ عَلَى النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وَحُرْمَةِ التَسَبُّبِ بِهَلَاكِهَا.

فَاللَّهُمَ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَعَلى حُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُوْرِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1645027138_التحذير من سماع الشبهات 17-7-1443.docx

1645027144_التحذير من سماع الشبهات 17-7-1443.pdf

المشاهدات 1827 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا