التحذير من الإنتماء إلى الفرق والأحزاب ومنها جماعة التبليغ

عايد القزلان التميمي
1441/06/26 - 2020/02/20 19:08PM
الخطبة الأولى
الحمد لله أمر بالتآلُف والاجتماع، ونهى عن الفُرقة أهلَ الإسلام، أحمده سبحانه حمدًا نرجُو به المزيدَ من الإنعام والإكرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ القدوسُ السلام، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خاتمُ النبيّين وسيدُ الأنام، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه، صلاةً وسلامًا دائمَيْن ما تعاقَبَت الليالي والأيام.
أما بعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾
عباد الله : لقد أمرنا ربنا في آيات كثيرة في كتابه الكريم بالاجتماع وعدم التفرق قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } وقال تعالى {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } وقال تعالى{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} والأدلة من القرآن كثيرة ،  وأما من السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالجماعةِ وإيَّاكم والفُرقَةَ فإنَّ الشيطانَ معَ الواحدِ وهو منَ الاثنَينِ أبعَدُ مَن أراد بحبوحةَ الجنةِ فلْيلزَمِ الجماعةَ ومَن سرَّتْه حسنتُه وساءَتْه سيئتُه فذلك المؤمنُ

 ) وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَمن فَارق الْجَمَاعَة قيد شبر فقد خلع ربق الْإِسْلَام من عُنُقه ، إِلَّا أَن يُرَاجع) و عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:[إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي أَوْ قَالَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ )والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وقال بن مسعودٍ رضي الله عنه ( يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به ، وما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تحبون في الفرقة ) وقال ( الخلاف شر ) فهذه الآيات والأحاديث والآثار كلها تحذر من التفرق  والإبتعاد عن جماعة المسلمين وتبين أنها شرٌ محض مهما أظهر أربابها إرادة الخير ونصرة الدين .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها، وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص، وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة((أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))  بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله تعالى(( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) 
ومن صفاتهم العظيمة ما ذكره الله سبحانه في سورة الذاريات في قول الله تعالى ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ۝ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ۝ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [فهذه صفات حزب الله لا يتحيزون إلى غير كتاب الله، والسنة والدعوة إليها والسير على منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان.
فهم ينصحون جميع الأحزاب ويدعونهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، وعرض ما اختلفوا فيه عليهما؛ فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وهو الحق، وما خالفهما وجب تركه.ا.ه.

عباد الله : ومن الجماعات المعاصرة جماعة التبليغ أو ما يسمون أنفسهم بالأحباب ، هذه الجماعة أسسها أحد الصوفية .

 ولذا فهذه الجماعة تضم أخلاطاً من أهل البدع والشركيات دون نكيرٍ بينهم لأن من مبادئ هذه الجماعة عدم إنكار المنكر ، لأن الجهل يغلب على هذه الجماعة .

ومن مباديء الجماعة البيعة لمشائخهم وأكثرهم من خارج هذه البلاد .

عباد الله ومن مباديء جماعة التبليغ تأويلهم آيات الجهاد بالخروج معهم ويسمونه الخروج في سبيل الله ويحددون له مدداً معينة كأربعين يوماً وأربعة أشهر ونحو ذلك ، ويلزمون من خرج معهم أن يقطع علاقاته مع أهله وتجاراته مدة خروجه ، ولهم شبهٌ في ذلك كقولهم ألست إذا خرجت مسافراً قلت في دعاء السفر ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) فإذا اتصلت على أهلك أو سألت عن تجارتك كنت شاكاً في ربك غير متوكلٍ عليه ، وهذا من جهلهم وقلة علمهم فإن بذل الأسباب لا ينافي التوكل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل ) 0

عباد الله ومن مباديء جماعة التبليغ إهمالهم لطلب العلم بل والتحذير منه بدعوى أن الناس محتاجين للدعوة أكثر من حاجتهم للعلم ، وهل يستقيم أمر الداعية إلا بالعلم ولربما تعرض بعضهم لبعض المبتدعة فشبهوا عليهم الأمور وأوقعوهم في الشكوك  0

عباد الله يجب أن يكون المتصدي للدعوة خاصةً مع المبتدعة والكفرة أن يكون ذا علم ولذا ساق البخاري في الصحيح ( باب العلم قبل القول والعمل ) قال تعالى{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من آيات الله والحكمة أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لاإله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

فيا عباد الله

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله : السلف ليس عندهم أحزاب كلهم حزبٌ واحد ينطوون تحت قوله تعالى { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} فلا حزبية ولا تعدد ولا موالاة ولا معاداة إلا على حسب ما جاء في الكتاب والسنة ، بل يجب أن نكون أمةً واحدة وإن اختلفنا في الرأي ، أما أن نكون أحزاباً هذا إخواني وهذا تبليغي وهذا سلفي ، لا يجوز هذا إطلاقاً فالواجب أن تزول هذه الأسماء وأن نكون أمةً واحدة وحزباً واحداً على أعدائنا اهـ0

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....

المرفقات

خطبة-التحذير-من-الأحزاب-والفرق-ومنها-ج

خطبة-التحذير-من-الأحزاب-والفرق-ومنها-ج

المشاهدات 1057 | التعليقات 0