التحذير من اتخاذ التمائم

عايد القزلان التميمي
1443/01/26 - 2021/09/03 04:28AM

الحمد لله أوضح الحق بما شرع ، وتعبّد الخلق باجتناب البدع ، ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا واتقوا الله)) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله القائل : وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) ، صلى الله وسلم عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى التابعين لهم بإحسان  .

أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن .

أيها المؤمنون : عن الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ رضي الله عنه أنه قال:قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلاَفًا شَدِيدًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. أخرجه ابن ماجة
فأيُّ إحداثٍ لعبادة لم يتعبدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يَدُلُّ عليها كتاب ولا سنة، ولا جَرَى عليها عملُ سَلَف الأمة، فهي بِدْعَة، وكل بدعة ضلالة. لأنَّ في البدعة طَعْناً في قِيام النبي صلى الله عليه وسلم بِتبليغ الدين على الوجْه الأكْمل؛ لأنَّه لم يَذْكُر هذه البِدعة .

عباد الله إن النبي صلى الله عليه وسلم  لم يَتْرُك خَيراً إلا وأرشد الأمة إليه، ولا شراً إلا وحذّر الأمة منه، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما تَركتُ شيئًا يُقربُكم إلى اللهِ إلا وقد أمرتُكم به، وما تَركتُ شيئًا يُبعدُكم عن اللهِ ويُقربُكم إلى النارِ إلا وقد نَهيتُكم عنه ))

عباد الله - اعلموا أن صاحب البدعة مُكذِّبٌ بلسان حالِه بالقرآن، فقد قال الله – تبارك وتعالى – في محكم تنزيله،:  ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً فالدين كامل والشرع واضح .

عباد الله ومن البدع المنتشرة في هذا الزمان تعليق التمائم والتمائم : جمع تميمة وهي ما يُعلق بأعناق الصبيان أو الكبار أو يوضع على البيوت أو السيارات من خرزات وعظام لدفع الشر - وخاصة العين - ، أو لجلب النفع . والتميمة؛ إما ورقة يكتب فيها غير القرآن، وحتى القرآن على الصحيح لا يُعلّق، فكيف إذا كان طَلاسِم، وسِحر، وشَعْوذَة؟!

عباد الله ومن عوائد الجاهلية التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذَّر أمته منها اتخاذ التمائم التي يعتقد بعض الناس أنها تدفع العين وتمنع الضرر كالقلائد والخرزات التي تعلق على الأولاد والبهائم بقصد دفع العين والحسد ، لأنها من جنس الشرك بالله تعالى الذي جعله سبباً في الحرمان من الجنة حيث قال تعالى : " إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ "
وقال تعالى : " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا "
وقد روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليهِ رهطٌ، فبايعَ تسعةً وأمسكَ عَنْ واحدٍ. فقالوا:
يا رسُول اللَّـه! بايعتَ تسعةً وتركتَ هذا؟. قالَ (( إنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً)). فأدخلَ يده فقطعها فبايعه. وَقَالَ: ((مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ )).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إنّ الرّقَى وَالتّمائمَ وَالتّوَلَةَ شِرْك )) رواه أحمد.
ومما يدخل في ذلك تعليق التمائم على السيارات، حيث توضع خرقة في مقدمة السيارة أو مؤخرتها يعتقد أنها تدفع الحسد وتمنع الحوادث فإن هذا من جنس عمل أهل الجاهلية حيث كانوا يقلدون البهائم خوفاً عليها من العين ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها، فعن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ r فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. قَالَ فَأَرْسَلَ رَسُولاً:: (( أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ, أَوْ قِلاَدَةٌ, إِلاّ قُطعَتْ ))  متفق عليه .

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على من اتخذ تميمة سواء كانت على نفسه أو ولده أو بهيمته أو سيارته، فقال " من تعلَّق تميمةً، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعة، فلا ودَع الله له " وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ "

. بارك الله لي ولكم ....

الخطبة الثانية

الحمد لله، أكمل لنا الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، جعلنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، إلى يوم الدين.

 أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى، واحذروا البدع في الدين والتزموا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم  وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين، والزَموا السُّنة في كل شيء لِتَفُوزُوا في الدَّارين، وتَسْعَدُوا بِرِضَا رَبِّ العالمين،

عن جابر رضي الله عنه قال: كُنَّا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فخَطَّ خطًّا ، وخطَّ خطَّينِ عن يمينِهِ ، وخَطَّ خطَّينِ عن يسارِهِ ، ثمَّ وضعَ يدَهُ في الخطِّ الأوسَطِ ، فقالَ: هذا سبيلُ اللَّه ثمَّ تلا هذِهِ الآيةَ: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)

لقد بيَّنَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه في هذا الحديث الحَثُّ على اتِّباعِ طريقِ الإسلامِ، وهو الحقُّ، والتَّحذيرُ مِن اتِّباعِ طُرُقِ الشَّيطانِ. ، 

 اللهم احفظ علينا إسلامنا وتوحيدنا وإيماننا، اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم، ونستغفرك مما لا نعلم. عباد الله: وصلوا وسلموا على رسول الله ...  

المرفقات

1630643278_التحذير من بدعة اتخاذ التمائم.doc

المشاهدات 907 | التعليقات 0