التحالفات الحزبية السياسية الجديدة ... وخطرها علي الأمة
جابر السيد الحناوي
1433/12/07 - 2012/10/23 20:23PM
التحالفات الحزبية الجديدة ...
وخطرها علي الأمة
في الأيام الأخيرة برزت علينا مأساةٌ في الشارع السياسي ، أبطالها بل قل شخوصها بعض الماديين من الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين ... الخ ، هؤلاء الذين قد لفظهم الشعب المصري المسلم في الانتخابات الأخيرة ... سواء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ، ولكنهم يحاولون الآن التشبث بالتسلط علينا بالدخول من الشباك ، بعد أن طردهم الشعب من الباب ؛ ولذلك خرجوا علينا بتحالفات شيطانية ليبرالية وشيوعية ... مثل حزب المؤتمر المصري و غيره من تحالفات حزبية ... تحت وهم الصراع بين ما يدعونه الدولة المدنية والدولة الدينية .
إن قضية الصراع بين الدولة المدنية والدولة الدينية قضية مفتعلة ، القصد منه تمزيق الجبهة الوطنيية ، وتشتيت الرأي العام المصري ، في وقت نحن في أشـد الحاجة فيه إلي وحدة الصف ، واتفاق الرأي ، والتفرغ لبناء الوطن وتطويره وتنميته ، بعد أن خربه النظام البائد ، وزادته الأيدي العابثة الملوثة التي نشطت في 25 يناير 1911 وما بعده ، زادته خرابا بعد خراب ، لولا رحمة الله الذي قلب السحر علي الساحر ، فأنجي البلاد من مخطط ماكر أعد سلفا لإزالة البنيان من القواعد ، والحمد لله .
إن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية كما يعرفها الغرب ، والتي يتحدث عنها أصحاب التحالفات المشبوهة التي طلعت علينا هذه الأيام ، فهذا المصطلح بعيد كل البعد عنا وعن ديننا ؛ إذ ظهرهذا المصطلح في العصور الوسطي ، في مواجهة سطوة كهنوت مسيحي جبار شامل ، وواجهته علمانية مادية ضالة ، علي يد داروين اليهودي ، وهذا صراع بعيد كل البعد عن الإسلام ومفاهيمه الربانية ، التي قامت عليها تجربة الحياة الدنيا الإسلامية ، منذ عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم بما لها وما عليها بمشيئة الله سبحانه وتعالي ، وأنتجت حضارة عالمية في أعلي المستويات من جميع الوجوه ، سادت قرونا عديدة ، ثم تراجعت لما بعد المسلمون عن تطبيق شرع ربنا في أمور حياتنا ، ومن هنا وجب علينا أن نعمل جهدنا للخلاص مما نحن فيه ، لنستعيد مكانتنا علي قمة الحضارة الإسلامية ، كما ينبغي للحضارة الإسلامية أن تكون ، ؛ لأن صحيح الإسلام لا يفرق بين الدنيا والآخرة ، بل إن عماده هو صلاح الإنسان في الدنيا لتطيب له الآخرة ، إلا أنهم قوم يجهلون ، ولحساب أعداء الإسلام يعملون .
عباد الله :
الحقيقة انني لا أجد سببا واحدا لهذا التيار الذى ظهر فجأة ، ومرة واحدة ، باسم التحالفات بين الأحزاب والشخصيات التي لفظها الشعب في الانتخابات الأخيرة ، والذي يبدو منظما وموجها لإحداث فوضى في الشارع السياسي والوقيعة بين فئات المجتمع بعضها البعض .
المسألة برمتها تبدو منظمة مسبقا لتنفيذ أجندة خارجية تهدف للقضاء علي كل ما هو إسلامي ، ومحاربة شرع الله بحجة عدم إعطاء الفرصة لسيطرة فصيل واحد علي مقاليد الحكم في البلاد ، يقصدون بذلك محاربة تطبيق شرع الله علي الدولة المصرية ، وجعلها دولة علمانية .
إنهم يقتلون أنفسهم فرغم أنهم يدينون بالإسلام كما هو ثابت في هوياتهم ، إلا أنهم يعلنون كراهيتهم لتطبيق شرع الله ، ومرة ثانية أنصح لهم بأن هذا في منتهي الخطورة عليهم ، إذ قد يفضي بهم إلي الكفر إذا مااستمروا علي ماهم عليه من كراهية لشرع الله ، وتعطيل تنفيذه ؛ فالله سبحانه وتعالي يقول: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " ( [1] ) ولا يحبط العمل إلا بالكفر كما قال سبحانه وتعالي : " وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ( [2] ) ، فالحذر كل الحذر من هؤلاء لأن اتّباعهم والانضوياء تحت راياتهم يعرض الإنسان لأن يلقي نفس مصيرهم سواء بسواء ؛ فالله سبحانه وتعالي يقول : " ... إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ" ( [3] ) والمصطفي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " ( [4] ) وبالجملة فهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تقرر هذا المعنى ، فلنحذر محاولاتهم استغلال سـوء الحالة الاقتصادية والانفلات الأمني للبلاد ، في استقطاب الشعب ، وبكلامهم المعسول عن الحرية والديموقراطية ، وليعلم الجميع أن الله عز وجل " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" ( [5] )
وصَلِّ اللهُمَّ وسَلِمْ على عبْدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلم
[1] محمد :9
[2] البقرة : 217
[3] القصص : 8
[4] سنن أبي داود 11/ 48
[5] التوبة : 33
المشاهدات 3259 | التعليقات 2
لا للدولة الدينية.. ولا للدولة المدنية
شاع في الآونة الأخيرة خلط خطير في المفاهيم ، فاستخدمت الألفاظ في غير معانيها ، والمصطلحات في غير ما وضعت له ، ومن أبرز الأمثلة علي ذلك مصطلح الدولة الدينية والدولة المدنية .
فالدولة الدينية باختصار شديد تعني في العرف السياسي نظام حكم يستمد الحاكم فيه سلطته مباشرة منالإله ، حيث تكون الطبقة الحاكمة من الكهنة أو رجال الدين ، وتكون الحكومة هي الكهنوت الديني ذاته أوعلى الأقل يسود رأي الكهنوت عليها ، وعلي ذلك تكون الكنيسة ورجال الدين هم المسيطرون علي كل مناحي الحياة باسم الدين ، وقد ظهر هذاالنظام في أوروبا في العصور الوسطي .
وبقيام الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩ وتحررت الشعوب من سلطان وسيطرة الكنيسة انتهت تمامًا فكرة الدولة الدينية في أوروبا وتم الفصل بين الدين والدولة مع تقرير حرية التدين والاعتقاد كحريات سياسية ودستورية ، وظهر تعبير الدولة المدنية التي أهم خصائصها فصل الدين عن السياسة .
وكلا النظامين لا يعرفه الإسلام ، إلا أن أعداء الإسلام والرافضين لخضوع المجتمع لشريعة الله ، يستخدمون الألفاظ في غير معانيها ، فيسمون من ينادي بتطبيق شرع الله بأنه يريد إقامة دولة دينية علي غرار ما كان في أوروبا في العصور الوسطي من قهر وظلم واستبداد كهنوتي باسم الدين ، وهي مغالطة مكشوفة القصد منها تنفيرالناس من شريعة الله .
وعلي الجانب الآخر يظهرفريق بمظهر المدافعين عن حرية التدين والاعتقاد والحريات الشخصية ... الخ ويعتنقون اصطلاح الدولة المدنية ، ويروج البعض أن الدولة المدنية هي الدولة غير العسكرية والتي لا يحكمها الجنرالات باسم الجيش ، بمعني أن الرئيس يأتي مدنيا عن طريق صندوق الانتخاب ، فهي لذلك دولة مدنية . وأعتقد أن هذا هو ما يقصده الرئيس مرسي خاصة بعد الإطاحة بالمجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد .
ولا أتصور أن الدكتور مرسي ممن يؤمنون بمبدأ فصل الدين عن الدولة ، أحسبه كذلك والله حسيبه ، وهو المبدأ الذي تتسم به الدولة المدنية في المفهوم الغربي والمفهوم السياسي الاصطلاحي ، خاصة وأن الشعب المصري حين أتي به إلي كرسى الحكم ، كان من أجل مرجعيته الاسلامية والتي عنوانها " القرآن دستورنا " .
هذا ليس دفاعا عن الدكتور مرسي ، ولكنه دعوة لإظهارالحق والعودة إليه ؛ لأنه لايجب ، بأي حال ، أن توصف مصر بأنها دولة مدنية ، ولن تكون كذلك بإذن الله ، ولا أريد للرئيس مرسي وهو رجل جامعي وعلي درجة عالية من الثقافة ، أن يسـتخدم هذا المصطلح في وصف مصر الدولة ؛ إذ أن مدلول الدولة الدينية والدولة المدنية كماهو مقررفي العلوم السياسية لا يعرفه الإسلام ؛ فنظام الحكم في الاسلام نظام رباني فريد في ذاته لا صلة له بأي من النظامين ، ولا يجب أن توصف مصر بأنها دولة دينية أودولة مدنية ، بل توصف بأنها دولة اسلامية وفقط ؛ لأن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام ، وشعبها المسلم ناضل ويناضل لأن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، بل إن بعض نصاري مصر يرفض أن يكون للكنيسة المصرية دور في التشريع ويرغبون في الاحتكام إلي شريعة الاسلام وليس لشريعة الكنيسة.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد
وعلي آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
وعلي آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أبو المقداد الأثري
[quoteإن قضية الصراع بين الدولة المدنية والدولة الدينية قضية مفتعلة ، القصد منه تمزيق الجبهة الوطنيية ، ][/quote]
لكن الرئيس المصري مرسي صرح مرارا بأن دولة مصر دولة مدنية !!! ولم يصرح بأنه دولة دينية
أليس هذا صحيح ياشيخ جابر أم أنا واهم؟
تعديل التعليق