البعد و الإعراض عن الكتاب والسنة سبب للعنف الأسري
محمد البدر
1438/08/09 - 2017/05/05 01:11AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمَّا بعد :قَالَ تَعَالَى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: يبدأ الزواج بذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتتكون الأسرة ومن ثم يُقدر الله لهذه الأسرة بالنماء وزيادة الأبناء والسعة في الأرزاق تسودهم المحبة والرحمة والعطف والحنان المودة والألفة والاتفاق وحتى تستمر روابط الأسرة لابد من التغاضي عن الزلات ومعالجة الهفوات والتنازل عن حظوظ النفس لاستمرار العلاقة وبناء الأسرة على أسس سليمة وقوية على الكتاب والسنة فإذا كانت الأساسات سليمة كان المجتمع كلّه سليماً قوياً، وإذا كانت الأسرة مفككة في علاقاتها، متباينة في الفكر والسلوك، انعكس ذلك كلّه على المجتمع فأصبح مفككاً مهزوزاً ، ولا بد للزوجين من التعاون على تربيت الأولاد وتأديبهم وتعليمهم.
عِبَادَ اللَّهِ:وان من حسن تربية الأولاد اختيار الاسم الحسن ،وتعليمهم الصلاة وحثهم بأن يحافظوا على الصلاة وبقية شعائر الدين فهذه مسؤولية الوالدين فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالأَمِيرُ رَاعٍ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وًقَالَ تَعَالَى :﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ »] قَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ [.
وَقَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6[.
عِبَادَ اللَّهِ :ومن حسن تربية الأولاد تعليمهم القيم والأخلاق الحسنة في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك عندهم ، واستمرار تعليمهم أحكام الدّين وآدابه وشعائره، حتّى يصلوا فيه إلى مرحلة العلم المُطلَق من حيث الحلال والحرام، وما هو واجبٌ وما هو محظور، وتعليمهم كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيرة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وعلماء الأمّة وقادتها، واستغلال وتطويع البرامج الثقافيّة المُتطوّرة، والتّقنيات الحديثة، كالفيديو والكمبيوتر ونحوها، في التّربية، ومراقبة تصرُّفاتهم خشية استخدامها بطريقة تُؤدّي إلى نتائجَ عكسيّةٍ، واختيار الرّفقة الصّالحة لهم ، وإشغالهم في وقت المُراهقة بالنّافع؛ لأنّ الفراغ في هذه المرحلة أساس تدمير الأخلاق، وإشعار الطّفل إذا بلغ مرحلة المُراهقة أنه قد صار رجلاً يُعتمد عليه؛ لأنه يشعر ذلك بنفسه من خلال التغيُّرات الفسيولوجيّة التي يمرّ بها، فإذا لم يجد في البيت من يُشبِع له ذلك الإحساس بإعطائه الثّقة بالنّفس، طَلبهُ خارج المنزل .
عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا أن أبرز المسببات للعنف الأسري هو البعد والإعراض عن الكتاب والسنة .
فالواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم من خلال تعامله مع زوجاته وأبنائه ومع الناس أجمعين ، ثم يجب أن يلتفت كل واحد منا إلى أسلوب معاملته في بيته لزوجته وأطفاله وأولاده وبناته؛ ليعلم كيف يأسرهم بحبه و يحضنهم بقلبه لا بسوطه وغضبه، فإن ظاهرة العنف - عِبَادَ اللَّهِ - أصبحت ظاهره خطيرة في بيوتنا، لا نعرف كيف نعامل الأطفال، ولا كيف نعامل النساء، ولا كيف نعامل البنات، ولا كيف نعامل الخدم والعمال، ولا يعني هذا الكلام أننا ننهى عن الأدب والعقاب، ولكن بأسلوب تربوي على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يعامل أهل بيته معاملة حسنة ليس لها مثيل .
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَبَّلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَسَنَ بْنَ عَليٍّ رضي الله عنهما ، وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِس ، فَقَالَ الأقْرَعُ :إن لِي عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أحَداً .فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .هذه الرحمة النبوية افتقدته بعض الأسر في ضغوطات الحياة وتزايد أعباء المعيشة وقلة العلم وضعف الروابط الأسرية، بل كان يقول عليه الصلاة والسلام: (مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ما أجمل أن نرفق على بعض و نتراحم فيما بيننا ، وأن نخفض الجناح لمن تحت أيدينا فهم بحاجة ماسة لنا ولعطفنا ولحناننا ولإحساننا .. الا وصلوا ...
[/align]
أمَّا بعد :قَالَ تَعَالَى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: يبدأ الزواج بذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتتكون الأسرة ومن ثم يُقدر الله لهذه الأسرة بالنماء وزيادة الأبناء والسعة في الأرزاق تسودهم المحبة والرحمة والعطف والحنان المودة والألفة والاتفاق وحتى تستمر روابط الأسرة لابد من التغاضي عن الزلات ومعالجة الهفوات والتنازل عن حظوظ النفس لاستمرار العلاقة وبناء الأسرة على أسس سليمة وقوية على الكتاب والسنة فإذا كانت الأساسات سليمة كان المجتمع كلّه سليماً قوياً، وإذا كانت الأسرة مفككة في علاقاتها، متباينة في الفكر والسلوك، انعكس ذلك كلّه على المجتمع فأصبح مفككاً مهزوزاً ، ولا بد للزوجين من التعاون على تربيت الأولاد وتأديبهم وتعليمهم.
عِبَادَ اللَّهِ:وان من حسن تربية الأولاد اختيار الاسم الحسن ،وتعليمهم الصلاة وحثهم بأن يحافظوا على الصلاة وبقية شعائر الدين فهذه مسؤولية الوالدين فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالأَمِيرُ رَاعٍ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وًقَالَ تَعَالَى :﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ »] قَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ [.
وَقَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6[.
عِبَادَ اللَّهِ :ومن حسن تربية الأولاد تعليمهم القيم والأخلاق الحسنة في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك عندهم ، واستمرار تعليمهم أحكام الدّين وآدابه وشعائره، حتّى يصلوا فيه إلى مرحلة العلم المُطلَق من حيث الحلال والحرام، وما هو واجبٌ وما هو محظور، وتعليمهم كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيرة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وعلماء الأمّة وقادتها، واستغلال وتطويع البرامج الثقافيّة المُتطوّرة، والتّقنيات الحديثة، كالفيديو والكمبيوتر ونحوها، في التّربية، ومراقبة تصرُّفاتهم خشية استخدامها بطريقة تُؤدّي إلى نتائجَ عكسيّةٍ، واختيار الرّفقة الصّالحة لهم ، وإشغالهم في وقت المُراهقة بالنّافع؛ لأنّ الفراغ في هذه المرحلة أساس تدمير الأخلاق، وإشعار الطّفل إذا بلغ مرحلة المُراهقة أنه قد صار رجلاً يُعتمد عليه؛ لأنه يشعر ذلك بنفسه من خلال التغيُّرات الفسيولوجيّة التي يمرّ بها، فإذا لم يجد في البيت من يُشبِع له ذلك الإحساس بإعطائه الثّقة بالنّفس، طَلبهُ خارج المنزل .
عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا أن أبرز المسببات للعنف الأسري هو البعد والإعراض عن الكتاب والسنة .
فالواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم من خلال تعامله مع زوجاته وأبنائه ومع الناس أجمعين ، ثم يجب أن يلتفت كل واحد منا إلى أسلوب معاملته في بيته لزوجته وأطفاله وأولاده وبناته؛ ليعلم كيف يأسرهم بحبه و يحضنهم بقلبه لا بسوطه وغضبه، فإن ظاهرة العنف - عِبَادَ اللَّهِ - أصبحت ظاهره خطيرة في بيوتنا، لا نعرف كيف نعامل الأطفال، ولا كيف نعامل النساء، ولا كيف نعامل البنات، ولا كيف نعامل الخدم والعمال، ولا يعني هذا الكلام أننا ننهى عن الأدب والعقاب، ولكن بأسلوب تربوي على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يعامل أهل بيته معاملة حسنة ليس لها مثيل .
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَبَّلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَسَنَ بْنَ عَليٍّ رضي الله عنهما ، وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِس ، فَقَالَ الأقْرَعُ :إن لِي عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أحَداً .فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .هذه الرحمة النبوية افتقدته بعض الأسر في ضغوطات الحياة وتزايد أعباء المعيشة وقلة العلم وضعف الروابط الأسرية، بل كان يقول عليه الصلاة والسلام: (مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ما أجمل أن نرفق على بعض و نتراحم فيما بيننا ، وأن نخفض الجناح لمن تحت أيدينا فهم بحاجة ماسة لنا ولعطفنا ولحناننا ولإحساننا .. الا وصلوا ...
[/align]