البصر والبصيرة

الغزالي الغزالي
1434/06/01 - 2013/04/11 18:29PM
البصر والبصيرة الجمعة 02 جمادى الآخر 1434 هـ : 12 أبريل 2013 م
الْحَمْدُ للهِ عزَّ واقتَدَر، وعَلا وقهَر، لا محيدَ عنه ولا مفرّ، نحمده - سبحانه- ونشكُره وقد تأذَّن بالزيادةِ لمن شكرَ، ونتوب إليه ونستَغفره يقبَل توبة عبدِه إذا أنابَ واستغفَر، ونشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تنجِي قائلَها يومَ العرضِ الأكبر. ونشهد أنّ نبينا محمَدًا عبد الله ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفَّع في المحشر، صلّى الله وسلَّم وبَارَك عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعهم بإحسان ما اتّصَلت عين بنظرٍ، وأذُن بخبر.. أَمَّا بَعْدُ: فاتقوا الله تعالى-أيُّهَا النَّاسُ- فإن التقوى أعظم وصيَّةٍ للعباد، وخير زاد ليوم المعاد.
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ** تقلب عريانا و إن كان كاسيـا
وخير لباس المرء طاعـة ربـه ** ولا خير فيمن كان لله عاصيا
مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: لقد أسبغ الله علينا نعمه، وأتم علينا فضله، فنعمه لا تعد ولا تحصى، وإن من أعظم تلك النعم نعمة البصر، يقول الله جل جلاله: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ)، وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار، وإن بلغ عمر الإنسان كله، قال - تعالى-: ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ)، لماذا؟ ( لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). ذلك أن العين هي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وقد سماها الله - تعالى- الحبيبة والكريمة، كما جاء في حديث رواه البخاري والترمذي وابن حبان أن النبي قال: إن الله - عز وجل - قال: " إذا أخذت كريمتي عبدي- وفي رواية- حبيبتي عبدي فصبر واحتسب، لم أرض له ثوابا دون الجنة".. إن خلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق - عز وجل -، فهي برغم صغرها نسبة إلى المخلوقات من حولها، إلا أنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من أراضين وسماوات، وبحار وأنهار، وجبال وأشجار، وكل المخلوقات.. والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز، وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي، ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان، وبالعين يتفكر الإنسان في نعم الله عليه، وفي هذا الجمال الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح، قال- تعالى-: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، وقال- تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ، أَفَلا يُبْصِرُونَ)، وبالعين يدفع الإنسان عن نفسه الكثير من الشرور، وبها يتعلم الكثير من المعارف والعلوم، وبها تشّيد الحضارات وتبنى الأمم، وتتعارف القبائل والشعوب، وبها يستدل على عظمة الله ووحدانيته - سبحانه وتعالى- القائل: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)، ولذلك فإن الأعرابي في الصحراء استدل على وحدانية الله من خلال النظر في خلقه، فقال: " البعرة تدل على البعير، وأثر السير يدل على المسير، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، أفلا تدل على اللطيف الخبير". أيها المؤمنون: والعين تذرف الدموع -فتنظفها من الأوساخ والترسبات- تعبيرا في كثير من الأحيان، على ما في داخل النفس من فرح أو أحزان، وما أجمل أن تكون هذه الدموع لله رهبةً وخوفاً وخشيةً منه - سبحانه- القائل عن عباده المؤمنين: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ، وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). وقال النبي: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع". رواه الترمذي. وقالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ-وذكر منهم- .. ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"رواه البخاري ومسلم. وعَن ابن مَسعودٍ قالَ: قال لي النبيُّ: (اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ: يا رسُولَ اللَّه، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قالَ: " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد، وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً)، قال: "حَسْبُكَ الآن" فَالْتَفَتّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ). البخاري ومسلم. وكان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته! فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال إن رسول الله قال: "إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه!". قال: وقال رسول الله: "ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه!"، وبكى أبو هريرة في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟! فقال: " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي!! ". عباد الله: إن نعمة البصر من أعظم النعم، إذا استخدمها العبد في طاعة الله -عز وجل-، وفيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته، أما إذا كانت خلاف ذلك، فإن نعمة البصر قد تكون سبباً للحسرة في الدنيا، والندامة في الآخرة، فكم من ذنوب ومعاصي كان سببها النظر الحرام، ولذا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين كآفة بغض البصر وحفظه، إبتلاءاً لهم وتمحيص، فقال - تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). وقال أيضا: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ). وقال القائل: كل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتـر
والمرء ما دام ذا عين يقلبـها ** في أعين الغيد موقوف على خطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
ولقد نهى الرسول أيضاً عن إطلاق النظر، إذ مر بقوم يجلسون على الطرقات، فقال: "إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" واه البخاري ومسلم .وعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري". رواه مسلم. عن منصور قال: " قال ابن عباس: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) قال: الرجل يكون في القوم، فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا به غض بصره عنها، وقد اطلع الله من قلبه أنه ود أنه نظر إلى إليها". رواه ابن أبي شيبة. وقال ابن رجب: وكان وهب بن الورد يقول: "خف الله على قدر قدرته عليك، واستح منه على قدر قربه منك"، وقال له رجل: عظني، فقال له:" اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك"، وسئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: "بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره". وكان الرجل الجاهلي صاحب الخلق يعتبر النظر إلى محارم الآخرين ونساء القوم من المعايب، وهي التي تنقص من قدر الرجل بين قومه، حتى قال عنترة: وأغض طرفي ما بدت لي جارتي ** حتى يواري جارتي مأواها. وعن وكيع قال: خرجنا مع الثوري في يوم عيد فقال: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر". حلية الأولياء.
اللَّهُمَّ طهّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الريا، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، فانك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..

الْحَمْدُ للهِ رب البريات، عالم الخفيَّات، المطَّلع على الضمائر والنيات، نحمده سبحانه على ما خصَّنا به من جلائل النِّعَم، ونشكره على ما حبانا به من ألوان الجود و الكرم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَ على رسل الله وأنبيائه.. أَمَّا بَعْدُ: عباد الله: هذا هو البصر وهكذا يجب حفظه وصيانته عن ما حرم الله، واستعماله فيما أمر الله، أما البصيرة فهي قوة الإيمان، وقوة الملاحظة وقوة الإدراك للمصالح والمفاسد، والتفريق بين الحق والباطل والصحيح من الخطأ، وهي نورٌ يقذفه الله في القلوب، فكم من أناس يبصرون بأعينهم لكنهم لا يملكون البصيرة وما سعوا إليها وما بحثوا عنها، قال-تعالى-: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا، أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ، وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). فاقد البصيرة يجد الحق أمامه فلا يتبعه ولا يعمل به، أما الباطل فتجده مسارعاً إليه متفانياً في القيام به يدعو إليه ليلاً ونهاراً لا يدرك المصالح من المفاسد، ولا يدرك فقه الأولويات، يخلط بين الفرض والسنة، والواجب والمستحب والحلال بالحرام، وتتحكم فيه عواطفه وشهواته فلا يحتكم إلى شرع ولا عقل، قال- تعالى-: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ، وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ، أَفَلا تَذَكَّرُونَ). وإن من أخطر الأمور التي جنتها الأمة -بسبب غياب فقه البصيرة من القلوب- كثرة مشاكلها واختلافها وظهور الفتن، ولعل من أخطر هذه الفتن استحلال الدماء وإزهاق الأرواح واختلال الأمن، وتخويف الناس وتغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة، والصراع والخلاف على أتفه الأمور، والانتصار للنفس حتى وإن كانت على باطل.. لقد ضعف الإيمان في قلوبنا فضاعت البصيرة، وتعلقت القلوب بالدنيا فزاد الشقاء، وحلت التعاسة في حياتنا.. وتهاون الكثير بالطاعات والعبادات، فجفت الأرواح وتبلد الفكر وقست القلوب، ولم ينتفع الإنسان بنعم الله عليه، بل أصبحت وبالاً عليه، قال - عز وجل-: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا، أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، وقال-سبحانه-: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ، إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً). وفقه البصيرة يحتاج إليه الحاكم والعالم والمربي، ورب الأسرة والموظف والعامل والرجل والمرأة، وفقه البصيرة مرتبط بقوة الإيمان والاتصال بالله، والتفكر في مخلوقاته والنظر في عواقب الأعمال والأفعال والسلوكيات، ودراسة تاريخ الشعوب وأحداث الزمان، والنظر في سنن الله في هذه الحياة، وكذلك الصبر والتأني وتقدير المصالح والمفاسد والخير والشر عند كل حال. عباد الله: - فقه البصيرة يهدينا لأن نكون معاول بناء لا معاول هدم في مجتمعاتنا وأمتنا، فنسعى إلى تآلف القلوب ونشر ثقافة الحب والاحترام والتقدير لبعضنا البعض، ونقوي إخوتنا ونحل مشاكلنا بالحوار والحكمة والمصلحة.. البصيرة أن يكون عندنا يقين بأننا سنرحل عن هذه الدنيا ولن يبقى فيها أحد، عند ذلك يختفي الجشع والطمع وغمط حقوق الآخرين، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم ودمائهم.. وفقه البصيرة يدعونا إلى بناء مجتمعاتنا بالعلم والإيمان، والبذل والعطاء وتطوير الأوطان، وازدهارها في كل ميدان، يحتاج إلى العلم والعمل والقيام بالمسئوليات، فلا يمكن أن تعيش أمم الأرض من حولنا حياة الأمن والنظام والتقدم الحضاري وبناء الإنسان والعناية به، وأمتنا ومجتمعاتنا تعصف بها المشاكل والحروب والصراعات والفقر والتخلف، ونحن خير أمة أخرجت للناس، وما كان هذا ليحدث إلا عندما أهملنا ديننا وتوجيهات ربنا وسنة نبينا ونسينا أخوتنا وركنا إلى الدنيا وإلى الذين كفروا، ولو عدنا بصدق إلى تعاليم الإسلام وواجبنا الحضاري وأخلاقنا السامية، وقمنا بواجباتنا وأدركنا مسئولياتنا.. لتبدل حالنا وتغيرت ظروفنا قال- تعالى-: (إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، فغيروا ما بأنفسكم إلى ما يحبه الله ويرضاه، لنسعد الآن ويوم نلقاه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اختم لنا بخير وافتح لنا بخير. اَللّهُمَّ اجْعَلنا مِنَ المُتَوَكِلينَ عَلَيْكَ، وَ مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَ، وَ مِنَ المُقَرَّبينَ اِليكَ. اَللّهُمَّ لاتُؤاخِذْنا بالْعَثَراتِ، وَ أقِلْنا مِنَ الْخَطايا وَ الْهَفَواتِ، وَ لا تَجْعَلْنا غَرَضاً لِلْبَلايا وَ الأفاتِ. اَللّهُمَّ زَيِّنّا بالسِّترِ وَ الْعَفافِ، وَاسْتُرنا بِلِباسِ الْقُنُوعِ و َالكَفافِ، وَ احْمِلنا عَلَى الْعَدْلِ وَ الْإنصافِ، وَ آمنّا مِنْ كُلِّ ما نخافُ. اَللّهُمَّ قَوِّنا عَلى اِقامَةِ اَمرِكَ، وَ اَذِقنا حَلاوَةِ ذِكْرِكَ، وَ اَوْزِعْنا لِأداءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْنا بِحِفظِكَ و َسَتْرِكَ. اَللّهُمَّ لا تَخْذُلنا لِتَعَرُّضِ مَعصِيَتِكَ، وَلا تَضرِبنا بِسِياطِ نَقِمَتِكَ، وَ زَحْزِحنا مِن موُجِبات سَخَطِكَ. اَللّهُمَّ اجْعَل لنا نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ، وَ اهْدِنا لِبَراهينِكَ السّاطِعَةِ، وَ خُذْ بِنواصِينا إلى مَرْضاتِكَ الجامِعَةِ. اَللّهُمَّ اهدِنا لِصالِحِ الأعْمالِ، وَ اقضِ لنا الحوائِجَ وَالآمالِ، يا مَنْ لا يَحتاجُ إلى التَّفسيرِ وَ السُّؤالِ. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المشاهدات 1977 | التعليقات 0