البشارة باجتماع الأمة واتحادها ضد أعدائها,وصدارة المملكة واصْطفاف الأمة معها 14/3/143
أحمد بن ناصر الطيار
1437/03/10 - 2015/12/21 10:47AM
الحمد لله الذي يُمْهل الظالمين ولا يُهْمِلُهم, ويستدرجُ الْمُجرمين لِيَمْكر بهم, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, شرع دينًا مَنْ تمسّك بتعاليمه نجا, ومَن حَادَ عنه حَالَفَهُ الخسرانُ والرَّدَى, وأشهد أنَّ محمدًّا عبدُه ورسولُه, ألّف الله به قلوبًا مُتَناَحِرَة, وجَمَعَ به شتاتَ قبائِلَ مُتخاصمة, صلى الله وسلم عليه, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين, أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله, فالتقوى أعظم أسباب العز والتمكين, والنصرِ على المعتدين, وهي شرطٌ للدخول في الدين, فقد قال رب العالمين: {فاتقوا الله إن كنتم مؤمين}.
أمة الإسلام: لقد مرّتِ الأمةُ قبل سنواتٍ بمرحلة ضعف, وتَفَكُّكٍ وتَنَاحُرٍ وذلّ, فلَطُف الله بالأمة فغيّر من حالها, وأفاقها من سُباتِها, فإذا هي تستيقظ على عدوٍّ جاثمٍ على صدرها, كشّر عن أنيابٍ ارْتوت بدماءِ أهلها, ونهش من أطرافها, ومزق ثيابها, وأكل خيراتها.
فما إنْ شعر العدوّ باسْتيقاظ فريستِه حتى هرب, وجمع مَن حوله لِيَنْقَضُّوا على الفريسة فيُقطّعوها إربًا, ولكن هيهات, فقد سبقتِ الفريسةُ العدوَّ بحشدٍ أكثرَ وأقوى, فاجتمعوا واتَّحَدُوا وتَصَالَحُوا, ثم انقضوا على العدو فهزموه وجرحوه ودحروه.
هذا هو حال أُمَّتَنَا, قبل وبعد عاصفة الحزمِ المباركة, التي أعادت للأمة عزتها ونهضتها, وجَمَعَتْهَا بعد طول فرقة, وأعزتها بعد غرقها في الذلة والتبعيّة للغرب المنافق.
فحاربت أعدى عدوها, وهم قطيع ملالي إيران, فأَثْخنوا جراحهم في اليمن والشام, وأجهضوا مُخططاتهم وطُموحاتهم في دُوَل الخليجِ وغيرِها.
ولقد أيقن بعدها حكام المسلمين, وعلى رأسهم دولتنا المباركة, أنّه لا عز لهم إلا باعتمادهم على الله ثم على أنفسهم, لا على الغرب والشرق, الذين تبيّن نفاقهم وانحيازُهم لدولة الرفض والشرك, وأنه لا عز لهم إلا بالقوة والاجتماع.
فأنشؤوا تحالفًا أكبر وأوسع, ضمّ أكثر من ثلاثين دولةً عربيّةً وإسلاميّة, دعا إليه قادةُ هذه البلاد المباركة, الذين كانوا وما زالوا صمامَ أمانٍ للأمة, وحصنًا للإسلام والمسلمين.
فهزّ هذا الخبر قلوب الملالي, فأخرجوا تصريحاتهمُ البائسة, وعلموا أنّهم واهمون حينما ظنوا أنهم أقوياء, وأنه لن يقف أحدٌ أمام مشروعهمُ التخريبيّ.
معاشر المسلمين: إنّ أعظم درسٍ تعلّمته الأمة هذه الأيام: إعدادُ القوّة والعدّة, فلو كانوا ضعفاء لأكلتهم دولةُ الملالي بين عشيّةٍ أو ضحاها, بمُباركةٍ وربما دعمٍ من الغرب.
وقد أمر الله تعالى بإعدادِ القوّة فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ}.
فاللهَ تَعَالَى ذَكَرَ سبب أَمْرِه بِإِعْدَادِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ بقوله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ مُتَأَهِّبونَ لِلْجِهَادِ, وَمُسْتَعِدِّونَ لَهُ, مُسْتَكْمِلونَ لِجَمِيعِ الْأَسْلِحَةِ وَالْآلَاتِ: خَافُوهُمْ وحسبوا لهم ألف حِسَابٍ، وَذَلِكَ الْخَوْفُ يُفِيدُ أُمُورًا كَثِيرَةً :
(أَوَّلُهَا) أَنَّهُمْ لَا يَقْصِدُونَ دَارَ الْإِسْلَامِ, ولا يُفكرون بغزو أيّ شبرٍ منه, ولا يجترئون على ذلك كما اجترؤوا على أمتنا هذا اليوم, غزوا كثيرًا من بلداننا واستباحوا حُرُماتِهَا, بل إنّ أحقر أعدائنا اجترأ علينا, كما فعلت دولة المجوس, باحتلال أربعة عواصمٍ من عواصم بلداننا العربية الإسلاميّة.
(وَثَانِيهَا) أَنَّهُمْ لَا يُعِينُونَ سَائِرَ الْكُفَّارِ.
(وَثَالِثُهَا) أَنْ يَصِيرَ ذَلِكَ سَبَبًا لِمَزِيدِ العزّة فِي دَارِ الْإِسْلَامِ, وسببًا في نهضتنا وعمراننا واستقرار اقتصادِنا.
(وَرَابِعُهَا) أنه كَمَا أنّ ذلك يُرْهِبُ الْأَعْدَاءَ الَّذِينَ نَعْلَمُ عدَاوتَهم ، فإنه سَيُرْهِبُ الْأَعْدَاءَ الَّذِينَ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاءٌ كالْمُنَافِقِينَ, فإنَّهُمْ إِذَا شَاهَدُوا قُوَّةَ الْمُسْلِمِينَ, وَكَثْرَةَ آلَاتِهِمْ وَأَسْلحتهِمْ, انْقَطَعَ طَمَعُهُمْ مِنْ أَنْ يُعلنوا كفرهم وفسادَهم, فالْمُنَافِقُ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَتَرَبَّصَ ظُهُورَ الْآفَاتِ والأزمات ، وَيَحْتَالَ فِي إِلْقَاءِ الْإِفْسَادِ وَالتَّفْرِيقِ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا شَاهَدَ الْمُسْلِمِينَ وهم فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ خَافَهُمْ ، وَتَرَكَ هَذِهِ الْأَفْعَالَ الْمَذْمُومَةَ.
وتأملوا كيف أمرنا تعالى بإعداد القوة, ليس بقصدِ بداءة الآخرين بالقتال, بل لمنع القتال والحرب؛ لأنه تعالى قال: {تُرْهِبُونَ بِهِ} ولم يقل: تَقْتُلُون به.
فَهُوَ يَقُولُ : اسْتَعَدُّوا لَلحرب لِيَرْهَبَكُمُ الْأَعْدَاءُ, عَسَى أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى قِتَالِكُمْ.
"فالْغَرَضُ الْأَوَّلُ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ الْحَرْبِيِّ لِأَهْلِ الْحَقِّ, إِرْهَابُ أَعْدَائِهِمْ أَهْلِ الْبَاطِلِ, لَعَلَّهُمْ يَكُفُّونَ عَنِ الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا, كَانَ أَهْلُ الْحَقِّ وَالْفَضِيلَةِ قَادِرِينَ عَلَى حِفْظِهَا بِالدِّفَاعِ عَنْهُمَا، وَإِضْعَافِ شَوْكَةِ الْبَاغِينَ الْمُبْطِلِينَ أَوِ الْقَضَاءِ عَلَيْهَا".
تمامًا كما حصل في اليمن الشقيق, حيث إنّ المملكةَ كانت قد أعدّت القوة, لردع المعتدين عليها وعلى جيرانها, وحينما لم يكفّوا أذاهم عنها, بادرت بالدفاع والقتال.
ومن أعظم ما تعلّمته الأمة: الاجتماع والترابط, وهذا ما أمَر به تعالى في قولِه: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ أَطِيعُوا اللهَ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}:
ففي الآية أمرٌ ونهي, هُمَا قِوام الأمة وسبب نهضتها وعزتها:
أما الأمر: فهو التمسك بما أمر الله ورسوله, ومما أمر الله به: إعداد القوة الحسية والمعنوية, وعدم ترك الجهاد في سبيله.
أما النَّهْيُ: فهو عدم التفرق والتنازع.
فمتى التزم المسلمون بهذين الأمرين فهم - كما وصفهم الله- كالريح قوّةً في نفسها, ودحرًا لمن واجهها, وسرعةً في سيرها.
فلولا اجتماعُ بعض الدول على مُقاتلة الحوثيين, والأحزاب الإيرانية والنصيرية, في اليمن والشام والبحرين, لابتلعوا الكثير من بلاد المسلمين ودول الخليج, ولكنّ الله تعالى سلّم.
نسأل الها تعالى أنْ يدحر أعداء الدين, وأنْ يُمكن للمجاهدين الموحدين, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقَدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على رسوله وعلى أصحابِه أعلام الهدى، أما بعد:
إخوةَ الإيمان: لقد أثبتت الأحداثُ الأخيرة, أن المملكة حرسها الله تعالى, لها المكانة الجليلة في قلوب المسلمين وحُكّامهم, وأنه لولا فضلُ الله ثم وقوفُهم أمام المشروع الطائفيّ الإيرانيّ, لضاعت الكثير من بلاد المسلمين, واستولوا عليها وأفسدوا عقائد أهلها.
فالحمد لله الذي سخر للمسلمين من يحمي حقوقهم, ويَدْفع الأعداء عنهم, ونسأله تعالى أنْ يُبارك في قادة هذه البلاد المباركة, وعلى رأسهم خادم الحرمين ونائبيه, الله سدّدهم وسدّ جنودنا ورجال أمننا يارب العالمين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم, اللهم انصر جنودنا ومن معهم في اليمن, ومَكِّن للمجاهدين في بلاد الشام يا حي يا قيّوم.
فاتقوا الله عباد الله, فالتقوى أعظم أسباب العز والتمكين, والنصرِ على المعتدين, وهي شرطٌ للدخول في الدين, فقد قال رب العالمين: {فاتقوا الله إن كنتم مؤمين}.
أمة الإسلام: لقد مرّتِ الأمةُ قبل سنواتٍ بمرحلة ضعف, وتَفَكُّكٍ وتَنَاحُرٍ وذلّ, فلَطُف الله بالأمة فغيّر من حالها, وأفاقها من سُباتِها, فإذا هي تستيقظ على عدوٍّ جاثمٍ على صدرها, كشّر عن أنيابٍ ارْتوت بدماءِ أهلها, ونهش من أطرافها, ومزق ثيابها, وأكل خيراتها.
فما إنْ شعر العدوّ باسْتيقاظ فريستِه حتى هرب, وجمع مَن حوله لِيَنْقَضُّوا على الفريسة فيُقطّعوها إربًا, ولكن هيهات, فقد سبقتِ الفريسةُ العدوَّ بحشدٍ أكثرَ وأقوى, فاجتمعوا واتَّحَدُوا وتَصَالَحُوا, ثم انقضوا على العدو فهزموه وجرحوه ودحروه.
هذا هو حال أُمَّتَنَا, قبل وبعد عاصفة الحزمِ المباركة, التي أعادت للأمة عزتها ونهضتها, وجَمَعَتْهَا بعد طول فرقة, وأعزتها بعد غرقها في الذلة والتبعيّة للغرب المنافق.
فحاربت أعدى عدوها, وهم قطيع ملالي إيران, فأَثْخنوا جراحهم في اليمن والشام, وأجهضوا مُخططاتهم وطُموحاتهم في دُوَل الخليجِ وغيرِها.
ولقد أيقن بعدها حكام المسلمين, وعلى رأسهم دولتنا المباركة, أنّه لا عز لهم إلا باعتمادهم على الله ثم على أنفسهم, لا على الغرب والشرق, الذين تبيّن نفاقهم وانحيازُهم لدولة الرفض والشرك, وأنه لا عز لهم إلا بالقوة والاجتماع.
فأنشؤوا تحالفًا أكبر وأوسع, ضمّ أكثر من ثلاثين دولةً عربيّةً وإسلاميّة, دعا إليه قادةُ هذه البلاد المباركة, الذين كانوا وما زالوا صمامَ أمانٍ للأمة, وحصنًا للإسلام والمسلمين.
فهزّ هذا الخبر قلوب الملالي, فأخرجوا تصريحاتهمُ البائسة, وعلموا أنّهم واهمون حينما ظنوا أنهم أقوياء, وأنه لن يقف أحدٌ أمام مشروعهمُ التخريبيّ.
معاشر المسلمين: إنّ أعظم درسٍ تعلّمته الأمة هذه الأيام: إعدادُ القوّة والعدّة, فلو كانوا ضعفاء لأكلتهم دولةُ الملالي بين عشيّةٍ أو ضحاها, بمُباركةٍ وربما دعمٍ من الغرب.
وقد أمر الله تعالى بإعدادِ القوّة فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ}.
فاللهَ تَعَالَى ذَكَرَ سبب أَمْرِه بِإِعْدَادِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ بقوله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ مُتَأَهِّبونَ لِلْجِهَادِ, وَمُسْتَعِدِّونَ لَهُ, مُسْتَكْمِلونَ لِجَمِيعِ الْأَسْلِحَةِ وَالْآلَاتِ: خَافُوهُمْ وحسبوا لهم ألف حِسَابٍ، وَذَلِكَ الْخَوْفُ يُفِيدُ أُمُورًا كَثِيرَةً :
(أَوَّلُهَا) أَنَّهُمْ لَا يَقْصِدُونَ دَارَ الْإِسْلَامِ, ولا يُفكرون بغزو أيّ شبرٍ منه, ولا يجترئون على ذلك كما اجترؤوا على أمتنا هذا اليوم, غزوا كثيرًا من بلداننا واستباحوا حُرُماتِهَا, بل إنّ أحقر أعدائنا اجترأ علينا, كما فعلت دولة المجوس, باحتلال أربعة عواصمٍ من عواصم بلداننا العربية الإسلاميّة.
(وَثَانِيهَا) أَنَّهُمْ لَا يُعِينُونَ سَائِرَ الْكُفَّارِ.
(وَثَالِثُهَا) أَنْ يَصِيرَ ذَلِكَ سَبَبًا لِمَزِيدِ العزّة فِي دَارِ الْإِسْلَامِ, وسببًا في نهضتنا وعمراننا واستقرار اقتصادِنا.
(وَرَابِعُهَا) أنه كَمَا أنّ ذلك يُرْهِبُ الْأَعْدَاءَ الَّذِينَ نَعْلَمُ عدَاوتَهم ، فإنه سَيُرْهِبُ الْأَعْدَاءَ الَّذِينَ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاءٌ كالْمُنَافِقِينَ, فإنَّهُمْ إِذَا شَاهَدُوا قُوَّةَ الْمُسْلِمِينَ, وَكَثْرَةَ آلَاتِهِمْ وَأَسْلحتهِمْ, انْقَطَعَ طَمَعُهُمْ مِنْ أَنْ يُعلنوا كفرهم وفسادَهم, فالْمُنَافِقُ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَتَرَبَّصَ ظُهُورَ الْآفَاتِ والأزمات ، وَيَحْتَالَ فِي إِلْقَاءِ الْإِفْسَادِ وَالتَّفْرِيقِ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا شَاهَدَ الْمُسْلِمِينَ وهم فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ خَافَهُمْ ، وَتَرَكَ هَذِهِ الْأَفْعَالَ الْمَذْمُومَةَ.
وتأملوا كيف أمرنا تعالى بإعداد القوة, ليس بقصدِ بداءة الآخرين بالقتال, بل لمنع القتال والحرب؛ لأنه تعالى قال: {تُرْهِبُونَ بِهِ} ولم يقل: تَقْتُلُون به.
فَهُوَ يَقُولُ : اسْتَعَدُّوا لَلحرب لِيَرْهَبَكُمُ الْأَعْدَاءُ, عَسَى أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى قِتَالِكُمْ.
"فالْغَرَضُ الْأَوَّلُ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ الْحَرْبِيِّ لِأَهْلِ الْحَقِّ, إِرْهَابُ أَعْدَائِهِمْ أَهْلِ الْبَاطِلِ, لَعَلَّهُمْ يَكُفُّونَ عَنِ الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا, كَانَ أَهْلُ الْحَقِّ وَالْفَضِيلَةِ قَادِرِينَ عَلَى حِفْظِهَا بِالدِّفَاعِ عَنْهُمَا، وَإِضْعَافِ شَوْكَةِ الْبَاغِينَ الْمُبْطِلِينَ أَوِ الْقَضَاءِ عَلَيْهَا".
تمامًا كما حصل في اليمن الشقيق, حيث إنّ المملكةَ كانت قد أعدّت القوة, لردع المعتدين عليها وعلى جيرانها, وحينما لم يكفّوا أذاهم عنها, بادرت بالدفاع والقتال.
ومن أعظم ما تعلّمته الأمة: الاجتماع والترابط, وهذا ما أمَر به تعالى في قولِه: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ أَطِيعُوا اللهَ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}:
ففي الآية أمرٌ ونهي, هُمَا قِوام الأمة وسبب نهضتها وعزتها:
أما الأمر: فهو التمسك بما أمر الله ورسوله, ومما أمر الله به: إعداد القوة الحسية والمعنوية, وعدم ترك الجهاد في سبيله.
أما النَّهْيُ: فهو عدم التفرق والتنازع.
فمتى التزم المسلمون بهذين الأمرين فهم - كما وصفهم الله- كالريح قوّةً في نفسها, ودحرًا لمن واجهها, وسرعةً في سيرها.
فلولا اجتماعُ بعض الدول على مُقاتلة الحوثيين, والأحزاب الإيرانية والنصيرية, في اليمن والشام والبحرين, لابتلعوا الكثير من بلاد المسلمين ودول الخليج, ولكنّ الله تعالى سلّم.
نسأل الها تعالى أنْ يدحر أعداء الدين, وأنْ يُمكن للمجاهدين الموحدين, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقَدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على رسوله وعلى أصحابِه أعلام الهدى، أما بعد:
إخوةَ الإيمان: لقد أثبتت الأحداثُ الأخيرة, أن المملكة حرسها الله تعالى, لها المكانة الجليلة في قلوب المسلمين وحُكّامهم, وأنه لولا فضلُ الله ثم وقوفُهم أمام المشروع الطائفيّ الإيرانيّ, لضاعت الكثير من بلاد المسلمين, واستولوا عليها وأفسدوا عقائد أهلها.
فالحمد لله الذي سخر للمسلمين من يحمي حقوقهم, ويَدْفع الأعداء عنهم, ونسأله تعالى أنْ يُبارك في قادة هذه البلاد المباركة, وعلى رأسهم خادم الحرمين ونائبيه, الله سدّدهم وسدّ جنودنا ورجال أمننا يارب العالمين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم, اللهم انصر جنودنا ومن معهم في اليمن, ومَكِّن للمجاهدين في بلاد الشام يا حي يا قيّوم.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق